أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - حينما يشكر الأوغاد















المزيد.....

حينما يشكر الأوغاد


صادق إطيمش

الحوار المتمدن-العدد: 4339 - 2014 / 1 / 19 - 21:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



منذ تولي البعثفاشية على مقاليد الأمور في وطننا العراق والنظام الأردني يعيش في بحبوحة الدلال التي لم تتوان دكتاتورية البعث عن تجديدها وتطويرها له كل عام . النظام الأردني الذي لم يسجل في تاريخه الإجرامي إلا العداء للشعوب وحركاتها الثورية وتوجهاتها الحضارية من خلال المواقف المشينة الكثيرة التي سجلها هذا التاريخ . فلقد كان اولها موقفه الخياني المعروف في اول حرب دارت بين الجيوش العربية والقوى الصهيونية التي إستطاعت من خلال شراء بعض الذمم وخاصة في هذه العائلة المالكة بفرعيها في العراق والأردن من تحقيق إنتصاراتها على هذه الجيوش وتأسيس الدولة الصهيونية كجرح عميق لم يزل ينزف في قلب المواطن العربي بصورة عامة والفلسطيني بشكل خاص . وموقفه العدائي من ثورة الرابع عشر من تموز وفتح موانئه ومعسكراته ومطاراته للقوى الأجنبية ، خاصة البريطانية منها ، لتجعل من ارض هذا البلد ، الذي يدعي اهله الإنتساب للعروبة ، وكراً من اوكار الدعارة الإستعمارية التي لم تبخل في محاولاتها من رمي الشعب العراقي وثورته الظافرة بكل قذاراتها التي ارادت منها تهيئة الأجواء المناسبة للإنقضاض على هذه الثورة إنطلاقاً من بوابة عميل المخابرات الأمريكية وسليل خيانة القضية الفلسطينية منذ ايامها الأولى . كما انه لم يتوقف عن مقاتلة الشعب الفلسطيني والعمل على حرف مسيرة ثورته التحررية التي اراد تطويعها للنظام الصهيوني وزمرة الحكام الصهاينة . إلا ان الشعب الفلسطيني ادرك بحسه الثوري ماهية المخططات التي يروج لها نظام القزم المقبور فواجهها تلك المواجهة الدامية في سبتمبر الأسود الذي سجله النظام الأردني كوصمة عار لا تُمحى على جبين حكامه ومناصريه من القوات البدوية الهمجية ومن شذاذ الآفاق الناعقين على نعيق هذا النظام .
وحينما إلتقت البعثفاشية في بغداد مع النظام المتعفن في عمان في عداءهما المشترك للشعب العراقي وكل مكتسبات ثورة الرابع عشر من تموز أغدقت دكتاتورية البعث على حليفها هذا الهبات والعطايا من اموال ونفط الشعب العراقي واصبح بذلك مدللها الذي عبر عن وفاءه وشكره بكل الإجراءات الهمجية واللاإنسانية التي كان يتخذها ضد بنات وابناء الشعب العراقي الهاربين من دكتاتورية البعث والذي كان يضع العراقيل تلو العراقيل امام تواجدهم تحت سياط نظام الملك القزم وعصابات بدوه واجهزة امنه ومخابراته .ولم تبخل فئات ليست بالقليلة من الشعب الأردني ،الذي طالما اعتبره الشعب العراقي شقيقاً له ، من الكيد بكل العراقيين الهاربين إلى الأردن واستغلالهم ابشع إستغلال في مواقع العمل وفي شقق السكن وفي كل مفاصل الحياة اليومية التي كان العراقيون يعيشونها في جميع مناطق الأردن ومدنه وليس في العاصمة عمان فقط التي بدت فيها همجية هذا التعامل مع العراقيين على اشدها .ولم يسلم من كل هذا التعامل القبيح مع العراقيين حتى أولئك القادمين من مختلف انحاء العالم إلى العراق عبر هذا البلد الذي كانت مؤسساته الأمنية والعاملين في نقاط حدوده كافة تصطنع المشاكل المعرقلة امام مرورهم إلى العراق .
وحينما سقطت دكتاتورية البعث في العراق برهن النظام الأردني بكل مؤسساته وكثير من فئاته الإجتماعية ، برهن هؤلاء جميعاً على انهم حاقدون فعلاً على الشعب العراقي بالرغم من تسولهم المُهين على خيرات هذا الشعب وارتباط إستمرار حياتهم البذيئة على هذه الخيرات التي يحصلون عليها بأبخس الأثمان ، إن لم يكن مجاناً في كثير من الأحيان .وأول دلائل ذلك هو الزج بمجرمين من عصابات القتل والتكفير والإرهاب نحو الحدود العراقية وإدخالهم عبر التعاون مع ايتام البعث ومجرميه داخل الأردن وبقاياهم في العراق إلى داخل المدن العراقية المختلفة ليمارسوا جرائم القتل والإختطاف والإبتزاز وكل جرائم الإرهاب ضد الشعب العراقي . ومع كل ذلك واضبت الحكومة العراقية التي جاءت بعد سقوط البعثفاشية على إمداد ملك الأردن وحاشيته ومجرمو نظامه بما يحتاج إليه من النفط مجاناً في كثير من الأحيان او باسعار لا تتجاوز عشر السعر العالمي في احسن الأحوال .
وحينما اشتد اوار الصراع بين الشعب العراقي والإرهاب وتم القبض على كثير من الأردنيين الذين زجهم النظام الأردني واجهزته الأمنية في الحرب على الشعب العراقي ، وحينما ساهم النظام الأردني سواءً مع مجرمي البعث الهاربين إليه او مع ما بقي من هؤلاء المجرمين بالعراق بإشعال الفتنة الطائفية في وطننا اصبح من الطبيعي جداً ان يواجَه العراقي القادم من اي ركن من اركان العالم ماراً بالأردن في طريقه إلى العراق بالسؤال الذي اصبح تقليدياً عن الطائفة الدينية والذي لا يخلو من إبراز ألأسنان الصفراء القبيحة والتهكم على العراق واهله وكأن ما ادخله العراق في اجوافهم النتنة لم يكن مقتطعاً من اموال وثروات وطعام الشعب العراقي .
ولم ينقطع هذا الكره والحقد على الشعب العراقي في الوقت الذي لم تنقطع فيه ايضاً تلك الإمدادات التي قدمتها ولا زالت تقدمها الحكومات العراقية المتعاقبة .وآخر ما جادت به الحكومة العراقية بما لا تملكه من اموال العراق ، إذ هي اموال الشعب العراقي ، هو بيعها النفط العراقي للأردن بسعر عشرين دولار للبرميل الواحد بعد ان كان الأردن يستلم النفط العراقي بمبلغ ثمانية عشر دولار للبرميل الواحد حتى نهاية عام 2013 في الوقت الذي يعادل سعر البرميل الواحد في السوق العاليمة اليوم اكثر من اربع وتسعين دولاراً ، فالله الله على هذا الكرم الحاتمي الذي تقدمه الحكومة العراقية لأعداء الشعب العراقي.
وحينما نقول اعداء الشعب العراقي لأننا واثقون بأن سلسلة العداء هذه ما توقفت يوماً ما وإنها مستمرة حتى هذا اليوم وحتى بعد الإتفاق الأخير على إستلام هؤلاء الأوغاد للنفط العراقي بأبخس الأثمان .وثقتنا هذه تنطلق من الممارسات التي يقوم بها النظام الأردني او التي يشجع على قيامها للنيل من الشعب العراقي ومسار العملية السياسية فيه خاصة فيما يتعلق بجانبها الذي يمكن ان يؤدي إلى الديمقراطية والدولة المدنية التي يشمئز جلاوزة النظام من السماع حتى بإسمها . وآخر ممارسات " الشكر " الذي قدمها هؤلاء الأوغاد للشعب العراقي هي التظاهرة التي قاموا بها يوم الجمعة الماضي امام السفارة العراقية في عمان والتي رفعوا فيها شعارات البعثفاشية المقيتة وقوى الظلام الإرهابية ومنها "" قادمون يا بغداد "" او "" هبوا لتحرير العراق "" ومعلنين بكل صراحة ووضوح معارضتهم للحملة العسكرية التي يشنها الشعب العراقي وقواته المسلحة على فلول الإرهاب وضد عصابات القتل والجريمة وداعين بهتافات إلى ما سموه "" الثورة العراقية الكبرى "" . هذا بالضبط ما حصل في عمان قبل يومين فقط والشعب العراقي يقدم الشهداء والضحايا سواءً في حربه على الإرهاب او ما يقع فيه من مفخخات الإرهاب ومتفجراته وجرائمه الإنتحارية . وكل هذا العداء الصارخ للشعب العراقي والحكومة العراقية لا تزال تقدم اموال ونفط الشعب العراقي إلى النظام الأردني وزبانيته والمصفقين له دون إنقطاع ودون ان نسمع أي إحتجاج على مثل هذه الممارسات العدائية .



#صادق_إطيمش (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نواب على المحك ...
- لا يغرنكم تبديل الوجوه ...
- من وحي الثمانين
- لماذا هذا التجني على الإدارة الذاتية في كوردستان الغربية ... ...
- مهمات القوى الديمقراطية العراقية في الإنتخابات البرلمانية ال ...
- البعثفاشية في ثوب إسلامي
- حرامية العرب ولصوص الكورد
- يا طبيب كُن أديب ... وإلا !!!
- الى أين يا وطن ... مع هؤلاء اللصوص ؟
- هل سيسمح الشعب التونسي بذلك ؟
- ممارسة الجنس بإسم الجهاد
- الإرهاب في اربيل نذير خطر جديد في كوردستان
- مقدمة العلواني ومؤخرة العطية
- حقيقة ألإسلاميين وواقعهم المُخزي القسم الخامس والأخير
- حقيقة الإسلاميين وواقعهم المُخزي القسم الرابع
- حقيقة الأسلاميين وواقعهم المُخزي القسم الثالث
- حقيقة الإسلاميين وواقعهم المُخزي (القسم الثاني)
- حقيقة الأسلاميين وواقعهم المُخزي (القسم الأول)
- درس في التاريخ لأعداء الشيوعية
- مثال ناجح لدبلوماسي فاشل


المزيد.....




- تلاسن بين قائدي سيارة عائلية ودراجة نارية على طريق سريع.. شا ...
- سلطنة عُمان تعلن اتفاقًا لوقف إطلاق النار بين الولايات المتح ...
- إبراهيم الدرسي.. فيديو صادم لعضو البرلمان الليبي المختفي منذ ...
- من يلحق بركب التطبيع؟ مبعوث ترامب ويتكوف يلمح إلى توسيع اتفا ...
- وزير الدفاع الأمريكي استخدم -سيغنال- 12 مرة في مواضيع حساسة ...
- ترامب يعلن -استسلام- الحوثيين وتوقف هجماتهم بحرا ووقف قصفهم ...
- مراسلنا في اليمن: غارات إسرائيلية عنيفة على مناطق عدة بصنعاء ...
- قبيل مغادرته للشرق الأوسط.. ترامب يعد بإصدار إعلان بالغ الأه ...
- الحوثيون: الصاروخ اليمني الذي ضرب مطار بن غوريون بدد وهم الت ...
- ترامب يجدد التأكيد على رغبته في ضم كندا بحضور رئيس وزرائها


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صادق إطيمش - حينما يشكر الأوغاد