أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد نجيب وهيبي . تونس - لما تونس ؟ ثم ما العمل ؟















المزيد.....

لما تونس ؟ ثم ما العمل ؟


محمد نجيب وهيبي . تونس

الحوار المتمدن-العدد: 4334 - 2014 / 1 / 14 - 00:14
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تشخص الانظار لتونس، مشرق الساسة ومغربهم ، لا لموقعها الجغراسياسي الفاتح على القارة البكر والمتوسط لعملاقي الشمال البتروليين (ليبيا والجزائر ) ولا لصورتها السياحية الترفيهية بوصفها الخضراء ،و حتما ليس بسبب غرورنا الحضاري ( وان كان لنا فيه من الحق قليل من قبيل مجلة الاحوال الشخصبة والمبادرة بالغاء الرق والمساواة ... ال ) وحتما ليس بسبب كوننا حيث تفتحت اولى ياسمينات هذا الربيع المغشوش . لما اذا ؟ تحظى هذه الرقعة الجغرافية التي ننتمي لها ومواطنيها الذين نكون منهم بهذا القدر من الاهتمام في استراتيجيات الاقتصاديات العظمى دولا كانت او مؤسسات ؟
تكمن الاجابة حسب راي في معطيات اساسية تنقسم الى نوعين :
- الاول خارج عن موازين القوى الداخلية رغم انه يتاثر بها بشكل يكون حاسما احيانا (موضوعي) ويتعلق بسعي مراكز القرار المالي والاقتصادي الدولية لخلق وحدتها الايديولوجية التي تفترض الحاق الراسمال الريعي ( بترول غاز ذهب اوقاف ... وباختصار راسمال امراء الاقطاع والحرب في المنطقة العربية والاسلامية ) بما يفترضه ذلك من قبول تمرير اطروحاتهم وافكارهم بوصفهم نسخة اخرى من الفاتيكان ويبقى صراع عاصمتها الاسلامية رهين موازين القوى الخاصة بالمنطقة ويمكن اعتبار سعي قوى اقتصادية كبرى على غرار بريطانيا "الحليف الاستراتيجي للاخوان المسلمين " الى اصدار صكوك اسلامية ومحاولة احتكار سوقها العالمية بمثابة اشعار رسمي لقبول محتكري ريع الثروات العربية والاسلامية بشكل رسمي في نادي الراسمالية العالمية بوصفهم جزء من منظومتها الفكرية والايديولوجية .
بالاضافة الى سعي دوائر "الامن العالمي" بقيادة امريكية الى تصفية جيوب "الارهاب الاسلاموي" او مرتزقتها السابقين في حربها ضد "شبح الشيوعية " سابقا وصراعها ضد قوى التحرر الوطني حاليا على غرار صنيعتها "القاعدة" وزعيمها بن لادن ،والذين انفلت عقالهم وتفرعوا لوكالات متعددة للقتل بوساطة سعدية وقطرية يثيرون الفتن ويسفكون الدماء في كل من سوريا وليبيا .
وفي كال هذا كانت تونس ولا زالت سباقة في كونها مخبرا ناجحا لافراز نماذج سياسية ناجحة وقابلة للتطبيق.
اما المتغيرات الذاتية فتتلخص في خيارات النخبة التونسية والتي غلب عليها القبول بمنطق تقاسم السلطة بين القوى الاسلامية "المعتدلة " والقو الليبرالية والعلمانية "المعتدلة " وذلك منذ تحالف 18 اكتوبر 2005 والذي ضم في ما ضم النهضة وحزب العمال الشيوعي التونسي .
وقد تعزز مشروع 18 اكتوبر بانتخابات ما بعد خروج بن علي حيث افرزت نموذجا للحكم يزاوج بين علمانيين واشتراكيين ديمقراطيين واسلاميين .
فراجت لدى قطاع واسع من التونسيين ونخبتهم مقولات اقتصادية واجتماعية وسياسية تفتح على امكانية "دمقرطة " و"لبرلة " الحركة الاسلامية . التي تميزت بدورها قدرة عالية على المناورة والمرونة السياسية واوفت بجزء كبير من تعهداتها تجاه القوى السياسية والاقتصادية الداخلية في كل ما يتعلق بصفقات اقتسام السلطة السياسية والمالية مع حلفائها ومنافسيها واخرها ما قدمته من تنازلات بتخليها عن السيطرة على رئاسة الحكومة المؤقتة وحتى في كتابة فصول هامة من الدستور وذلك لصالح قوى ليبرالية و"مدنية ". لذا فيبدو خلال السنتين الماضيتين ان "فرع الاخوان التونسي " تمكن اخيرا من تعلم الدرس فتجاوز اخطاء تجربة حماس وهنات اخوان مصر . فاقتلعت حركة النهضة ورقة عبورها الى ملعب الموازنات الدولية بوصفها نموذجا ناجحا لتحقيق مشروع "الشرق الاوسط الكبير وشمال افريقيا " حيث هي لاعب اساسي لصالح نادي الراسمالية العالمية في مواجهة المشروع
الوطني للديمقراطية الاجتماعية .
ولئن اتضح توجه القوى الدولية وحلفائها في الداهل الداخل وللمتدربين في مخابرها .داعما للتحرر الاقتصادي والسياسي في المنطقة من خلال تخليهم عن ديكتاتوريات تابعة وعميلة وقوية في نفس الوقت لصالح قوى اخرى اقل ثباتا وسطوة .فان هذا المنحى يظل ملغوما وناقصا اماما لعبة المصالح المالية وقانون الربح وتقاسم الثروات على مستوى العالم وبين مختلف الشعوب وهو لذلك لا يخدم مصالح جماهير الشعب والاجراء والكادحين ويدفع لمزيد ارتهان وانهيار الاقتصاديات الوطنية .
وتتدعم هذه الاشكالية مع غياب مشروع سياسي واقتصادي وطني موحد يضع ضمن اولوياته صياغة برنامج حضاري واجتماعي يحافظ ويغني المنحى الثوري التحرري للانتفاضات والاحتجاجات الشعبية وينتزع ما امكن من مكاسب اجتماعية في ظل التردد والارتباك الجزئي الذي تشهده الموازنات الدولية والاقليمية .
فالمطلوب اليوم توحيد الصفوف اكثر و وعقلنة الحركة النضالية لجماهير الشعب دون الانزلاق الى الفوضوية والعفوية ودون التهافت على صراعات "هووية" و"حداثوية " -على اهميتها- الا انها تساهم في افراغ الحركة من جوهرها الطبقي وبعدها الاجتماعي المطالب بالعدالة في توزيع الثروة .
فواجب قوى الديمقراطية الاجتماعية بطيفها الواسع اليوم ان تستخلص دروس المعارك التي تخوضها جماهير شعوب المنطقة وتحولها وانتصاراتها الجزئية الى نماذج ونظريات تغذي الحراك الثوري في كل العالم .هذا الحراك الذي تتقد شعلته وتحتدم نزالاته الصغرى والجزئية هنا وهناك في كل اصقاع المعمورة من شمالها الى جنوبها شرقا وغربا والذي بدات تظهر باكوراته كما اخطائه مؤذنة في ان واحد بنضج الظروف التارخية لثورة اجتماعية مقبلة ومبشرة بقدرة الشعوب الكادحة بعمالها واجرائها وفلاحيها علي تجاوز ضعفها وهناتها وتعلم الدروس الكفيلة بتمكنها من صناعة مستقبلها ومستقبل البشرية .
وهذا ما علي كل القوى الوطنية الديمقراطية الاجتماعية فعله . ابعد من مساندة شريحة من الليبرالية على حساب اخرى . ابعد من معركة الدستور ومدنية الدولة . اكثر من الركض واللهاث خلف حركة الجماهير . انه تعميم التجربة وتعليم الجماهير ان نظالها لا يقف هنا وعند هذا المطلب او ذاك انه يتعداه الى ضرورة توحيد العمل على مستوى العالم وضمان استمراريته في الزمن وتوسيع مطالبه كل يوم ومع كل مكسب يتحقق.
ان الليبرالية وطنية كانت او معولمة لا تدخر جهدا في توحيد جهودها ومصالحها ولا تختزن قوة او سلاحا في الترويج لها على مستوى العالم وفي كل البرامج وبين الناشئة بهدف افراغ النضال السياسي للكادحين من عمقه الاجتماعي التاريخي وتحويله الى مجال احتراف السياسة السياسوية في متطلباتها وحدودها الانتخابية والحقوقية . ولذا فلا مجال لقوى الديمقراطية الاجتماعية عامة وقوى اليسار الاشتراكي بشكل خاص سوى العمل بنفس الوتيرة وبذل حهد اكثر في تربية الناشئة كيف يضعون النضال السياسي في موقعه الصحيح صلب الصيرورة الثورية لتغيير المجتمع تغييرا جذريا يقضى على علاقات الانتاج الاستغلالية وما يصاحبها من مظاهر البؤس والشقاء والفقر .و من هنا من هذه الرقعة من الارض حيث انارت شرارات الغضب الاجتماعي الحديثة علينا ان نطلق نموذجنا الوطني الديمقراطي ردا على نموذج القوى الامبريالية وعميلها الاخواني



#محمد_نجيب_وهيبي_._تونس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الهجمة الإسرائيلية المؤجلة على إيران
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - محمد نجيب وهيبي . تونس - لما تونس ؟ ثم ما العمل ؟