أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن نبو - ليس دفاعا وإنما...














المزيد.....

ليس دفاعا وإنما...


حسن نبو

الحوار المتمدن-العدد: 4333 - 2014 / 1 / 13 - 18:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ونحن نوجه سيولا من الشتائم للولايات المتحدة الأمريكية يوميا بسبب موقفها السلبي من الثورة السورية ، لابد أن نذكر بعض الأعمال العظيمة التي قامت بها هذه الدولة العظمى على الصعيد العالمي خلال القرن المنصرم . لقد ضحت الولايات المتحدة بالآلاف من جنودها لتحرير اوروبا من جحيم النازية والفاشية ، ومن المعروف أن عملية إنزال الولايات المتحدة لمليون جندي في شواطئ النورماندي شمالي فرنسه بقيادة الجنرال الأمريكي ( ايزنهاور ) كانت الضربة القاضية التي مهدت الطريق لقوات الحلفاء لدخول برلين والإنتصار في الحرب العالمية الثانية على النازية والفاشية . ولازال الاوربيون يحتفلون سنويا بذكرى الإنزال المذكور . كما لابد أيضا من ذكر أن الجنرال الفرنسي ( شارل ديغول ) عندما دخل باريس كلن ممتطيا صهوة دبابة أمريكية بعد تحريرها من الحكومة الفيشية برئاسة " فيليب بيتان " التي نصبها الألمان بعد إحتلالهم لفرنسا سنة 1940. وبعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية ضخت الولايات المتحدة مليارات الولارات ( 13) مليار دولار من أموالها إلى دول اوروبا الغربية لإنعاش الإقتصاد في الدول المذكورة الذي كان قد تراجع إلى درجة كبيرة بسبب الحرب : وقد أشرف على على هذه الخطة الجنرال الأمريكي ( جورج مارشال ) الذي كان كان رئيسا لهيئة أركان الجيش الأمريكي أثناء الحرب .
وفي اليابان عمدت الولايات المتحدة الأمريكية بعد إنتهاء الحرب إلى تعيين الجنرال ( ماك آرثر ) الذي كان قائدا لقوات الحلفاء في الميدان الآسيوي قائدا للحكومة العسكرية التي تشكلت في اليابان ، وقد عمل الجنرال ( آرثر ) بحماس من أجل إعادة إعمار اليابان ، وكان له اليد الطولى في في جعل اليابان من الدول الصناعية .
وفي سنة 2003 دخلت القوات الأمريكية إلى العراق ، وقضت على النظام البعثي الصدامي الفاشي الذي كان قد حول أرض العراق إلى ساحة للمقابر الجماعية ، ثم قام بعد ذلك بالتبرع بعشرين مليار دولار للشعب العراقي لإنفاقها في إعادة إعمار العراق ، وكان لها الفضل في تخفيض الديون المترتبة بذمة الدولة العراقية بنسبة تسعين بالمائه .
كانت النوايا الأمريكية واضحة لجعل العراق نموذجا للديمقراطية وحقوق الإنسان والنمو الإقتصادي لو أن العراقيين كانوا مستعدين لتقبل الوجود الأمريكي في بلادهم لسنوات محدودة والعمل معها على أسس دعم القيم المذكورة .
لكن غالبية العراقيين لم يستطيعوا قبول وجود قوات أمريكية في بلاده ، واعتبروا تلك القوات بمثابة قوات عدوة يجب محاربتها وإخراجها من بلادهم بأقصى سرعة .وزاد الطين بلة دخول التنظيمات الإسلامية المحسوبة على القاعدة وغيرها من التنظيمات الإسلامية الراديكالية إلى العراق وقيامها بمحاربة القوات الأمريكية والمتعاونين معها ، متلقية الدعم من جميع التيارات السياسية الموجودة في العالم العربي ( القومي والإسلامي واليساري ) .
وعليه يمكن القول : أن فشل الولايات المتحدة في جعل العراق إلى نموذج للديمقراطية وإحترام حقوق الإنسان وحرياته الأساسية والنمو الإقتصادي لايرتبط بالأخطاء العديدة التي التي ارتكبتها الإدارة الأمريكية والقوات الأمريكية في العراق ، بل يرتبط بشكل رئيسي بالثقافة الواسعة الإنتشاربين شعوب هذه المنطقة التي تعتبر الولايات المتحدة شر مطلق يجب محاربته بكل الأشكال .
لقد سهلت هذه الثقافة الى حد كبيردخول أمثال " الزرقاوي " و " أبو الحفص " و " أبو الحكم " وغيرهم من الذين أطلقوا على أنفسهم أسماء الصحابة إلى العراق والقيام بقتل العراقيين وتدمير مؤسساتهم ، وقد وصل الأمر إلى حد قيام بعض الأحزاب اليسارية بجمع التبرعات وتسليمها لمنظمات تمارس الإرهاب في العراق .
وقد شكل كل هذه صدمة للولايات المتحدة في العراق جعلتها تحسب ألف حساب قبل الإقدام على التدخل عسكريا في أية دولة من دول هذه المنطقة المشحونة شعوبها بروح العداء للولايات المتحدة في المستقبل ، إذ باتت تدرك جيدا أن الدروب أمامها لن تكون مفروشة بالورود ، وإنما مفروشة بالحقد والكراهية .
وإنطلاقا من هذه القناعة اتخذت الإدارة الأمريكية قرارها بعدم التورط عسكريا في الأزمة السورية بأي شكل من الأشكال وحصرت تعاملها معها في الإطاريين السياسي والدبلوماسي ، خاصة وأن الثورة السورية في بداياتها كانت مشحونة بروح العداء بروح العداء للولايات المتحدة . ففي أغنية حماسية كان يغنيها وسط المظاهرات الضخمة التي كانت تقام في مدينة حماة قبل إقدام النظام عل قمعها ، لم يكن أشهر مغنيي الثورة السورية وأحد أبطالها في مدينة حماة الشهيد ( إبراهيم القاشوش ) يرى أي حرج في إتهام كل من " بشار الاسد وشقيقه ماهر" بالعمالة للأمريكان .، ولم يكن ذلك موقفا شخصيا ، بل كان تعبيرا عن مدى الكره للولايات المتحدة . وقد تحولت هذه الأغنية فيما بعد بمثابة شعار لكل المظاهرات.
بعد قيام النظام بقصف الغوطة الدمشقية بالأسلحة الكيماوية ، اعتقد الكثيرون أن الإدارة الأمريكية التي كانت قد اعتبرت استخدام النظام للسلاح الكيماوي خطا أحمرا يستوجب العقاب ، أنها ستقوم بتوجيه ضربة عسكرية لمواقع النظام العسكرية . إلا أن الإدارة نكثت بوعدها وعملت باتجاه تجريد النظام من ترسانته من الأسلحة الكيماوية وتدميرها .وتحقق لها ما أرادته بسهولة . وتأكد للجميع أن إستخدام الإدارة الأمريكية القوة ضد النظام السوري هو أمر شبه مستحيل.
إن الولايات المتحدة بصفتها دولة عظمى تتحمل إلى حد كبير مسؤولية مايحدث من قتل وتدمير وإرهاب , بسبب وقوفها موقف اللامبالاة تجاه مايحدث ، وهذا ماتدركه الإدارة الأمريكية قبل غيرها . لكنها رغم ذلك فإنها ليست في وارد تكرار تجربة العراق .





#حسن_نبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهي أولوية الكرد في سوريا في هذه الظروف
- الثورة السورية والمخاص العسير
- يزحف الليل
- النظام هو المسؤول عما يحدث أولا وأخيرا
- أفتش عنك
- حول مصطلح الإسلام السياسي
- سألتها
- أنسيت ...؟
- على صفحات الصباح
- ومازلت أحلم
- أنت الوحيدة التي
- كي أحبك أكثر
- الحرية
- بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لصدور الإعلان العالمي لحقوق ا ...
- بمناسبة الذكرى الخامسة والستين لصدور الإعلان العالمي لحقوق ا ...
- قصة مدينة
- صباح آخر حزين
- لالصمت المجتمع الدولي
- على رمال شواطئ عينيك
- في يوم ما


المزيد.....




- كوريا الشمالية: المساعدات الأمريكية لأوكرانيا لن توقف تقدم ا ...
- بيونغ يانغ: ساحة المعركة في أوكرانيا أضحت مقبرة لأسلحة الولا ...
- جنود الجيش الأوكراني يفككون مدافع -إم -777- الأمريكية
- العلماء الروس يحولون النفايات إلى أسمنت رخيص التكلفة
- سيناريو هوليودي.. سرقة 60 ألف دولار ومصوغات ذهبية بسطو مسلح ...
- مصر.. تفاصيل جديدة في واقعة اتهام قاصر لرجل أعمال باستغلالها ...
- بعد نفي حصولها على جواز دبلوماسي.. القضاء العراقي يحكم بسجن ...
- قلق أمريكي من تكرار هجوم -كروكوس- الإرهابي في الولايات المتح ...
- البنتاغون: بناء ميناء عائم قبالة سواحل غزة سيبدأ قريبا جدا
- البنتاغون يؤكد عدم وجود مؤشرات على اجتياح رفح


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسن نبو - ليس دفاعا وإنما...