أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - يوسف بوقرة - متى نصبح على وطن؟














المزيد.....

متى نصبح على وطن؟


يوسف بوقرة

الحوار المتمدن-العدد: 4333 - 2014 / 1 / 13 - 17:24
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


عندما نرى مشهدا سياسيا يعكس الحراك الثوري الذي شهدته تونس أثناء الثورة، عندما يصحح تاريخ الثورة التونسية بجعل تاريخ 17ديسمبر2010، تاريخ بداية الأحداث، يوم عيد وطني يحتفل به الجميع، عندما نقرّ بأنّ مدينة سيدي بوزيد الواقعة في الوسط الغربي للجمهورية التونسية، هي مهد الثورة "شاء من شاء و أبى من أبى" على حدّ تعبير الزعيم الراحل ياسر عرفات، عندما ندرك أنّ الثورة التونسية قد تكالب عليها بنو البلد قبل غيرهم، عندما يدرك "الدساترة" أن بناء البلد لا يكون ببناء القصور والفيلات، عندما ندرك أن كل ما حصل في تونس منذ فضّ اعتصام القصبة 2 في الـ26 من فبراير 2011 كان عبارة عن سيناريوهات معدّة سلفا بكامل الدقّة، عندما ندرك أن النظام الانتخابي الذي جادت به علينا هيئة بن عاشور وُضع على المقاس، عندما ندرك أنّ العدالة الاجتماعية والاقتصادية في الجهات الداخلية لن يحققها من سطا على الثورة من أبناء الجهات الأخرى، عندما نتوقف عن استيراد نماذج الحكم والدستور والعدالة الانتقالية، عندما نقرأ دستورا يعبّر عن آراء وتطلعات من رفعوا أصواتهم دون حاجة إلى ميكرفونات، عندما نرى معارضة تطرح برامج بديلة دون شتائم، عندما ندرك أن النضال لا يُقاس بسنوات السجن بل بما يقدمه كل فرد منّا إلى وطنه.
عندما نرى قضاة يقرّون بأن جهازهم كان، إلى جانب الإعلام و وزارة الداخلية، أحد أضلع الاستبداد في النظام السابق، عندما يدركون أن أسس إصلاح المنظومة القضائية هي أولا وأخيرا شرف المهنة وأخلاقياتها، عندما لا نرى عائلات شهداء يتنقلون من فضاء مدنيّ إلى آخر عسكريّ سلاحهم أمل وصور أبنائهم المختلفة الأحجام وتقاسيم وجوههم يصعب على جهابذة اللغة التعبير عنها، عندما ندرك أن الوفاء لأرواح شهدائنا لا يكون بتسمية نهج أو ساحة بأسمائهم أو نقشها على الرخام.
عندما ندرك أن للإرهاب وجوها أخرى عدا رفع سلاح في وجه رجال الأمن أو الجنود، عندما تشرح لنا وزارة الداخلية و"المختصّون" في القضايا الأمنيّة أسباب تمركز الإرهاب في بئر علي بن خليفة والقصرين وسيدي علي بنعون وسيدي بوزيد وقبلاّط والسبّالة وسجنان وبنقردان وحي التضامن والكاف، عندما نرى "سلفيّي" المناطق الداخليّة يُعامَلون كما يُعامل "سلفيّو" المدن الكبرى، عندما نرى رجال أمن يدركون أنّ الصفحات الجديدة مع المواطنين لن تُفتح بالمسيرات والنقابات.
عندما نرى إعلاما مرئيّا تؤثثه وجوه غير تلك التي دافعت إلى آخر قطرة حياء عن النظام السابق، عندما نشاهد قنوات تهتم برامجها بمشاغل المواطنين نهارا عوض "المنحرفين" ليلا، عندما تبتعد عمليّات سبر آراء "الشارع التونسي" عن المغازة العامّة والسوق المركزية وأشجار الشارع الرئيسي في العاصمة، عندما ندرك أنّ إذاعات الزمن القديم مازالت وستظلّ الآمر النّاهي في المجال السمعي.
عندما نرى أجراء يحثّون خُطاهم إلى أماكن عملهم كما يحثّونها أثناء خروجهم منها، عندما نراهم يبتسمون في وجوه المواطنين كما يبتسمون أثناء الحصول على أجورهم، عندما يدركون معنى دولة المؤسسات، عندما يدركون أنّ أغلبهم أفنى شبابه وكهولته في انتظار الأسبوع الأخير من كل شهر.
عندما نرى عدالة تربويّة بين تلاميذ الأرياف وتلاميذ المدن، بين تلميذ يحمل لمجة تحوي ما لذ ّ وطاب من مفتّحات وحلويّات وتلميذ يحمل كسرة خبز، عندما يدرك المسؤولون عن القطاع التربويّ أن الداء معلوم وأن الدواء لا يكون بمؤتمر صحافيّ أو تقرير في نشرة جهويّة.
عندما نرى باحثين عن فرص عمل لا يتذمرون بمجرد تعيينهم في مناطق داخليّة، عندما نرى أطباء ورجال تعليم بمختلف مستوياتهم يقبلون على العمل بتلك المناطق إقبالهم على حركة "النقل إلى الشمال".
عندما نرى باعة خضر يوفون الكيل والميزان والكلام الجميل، عندما نرى في قفة المواطن غلالا شبيهة بتلك المعروضة للبيع، عندما لا نرى مواطنين يتدافعون في الأسواق لاقتناء بيض أو حليب أو خضر أو ملابس مستعملة.
عندما نرى حافلات نقل عموميّ تحترم أوقاتها وحرفاءَها، عندما نرى حافلات النقل بين المدن المخصّصة لبني الوطن تشبه مثيلاتها المخصّصة لغير ذوي البشرة السمراء، عندما يدرك بعض ركاب الحافلات أن عصر "الفتوة" في التعامل مع مراقبي التذاكر قد ولى وانتهى.
"تصبحون على وطن" هو عنوان ألبوم للفنان مرسال خليفة جملة أرادها مرسال توكيدا وحوّلناها إلى تساؤل وكلنا أمل في أن نصبح أو يصبح أبناؤنا يوما ما على وطن.



#يوسف_بوقرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من الحراك إلى الحوار:السابقون و اللاحقون
- ذكرى 17 ديسمبر: سلامي إلى ثورتنا أو ما تبقى منها
- الضربة المحتملة على سوريا: دفاعا عن الحق لا دفاعا عن النظام ...


المزيد.....




- بعد أن تعهد رئيسها بتوظيف الطلبة المتظاهرين.. شركة أمريكية ت ...
- أصالة وأهمية الندوة العالمية الأولى لمناهضة الفاشية المرتقب  ...
- الفصائل الفلسطينية تدين دعوات لرفع الأعلام الإسرائيلية بالمس ...
- موقف لافت من حزب الشعب الجمهوري التركي بشأن فلسطين
- العدد الأسبوعي (554 من 2 إلى 8 ماي 2024) من جريدة النهج الدي ...
- الاستشراق والإمبريالية والتغطية الإعلامية السائدة لفلسطين
- نتائج المؤثمر الجهوي الثاني لحزب النهج الديمقراطي العمالي بج ...
- ب?ياننام?ي ??کخراوي ب?ديلي ک?م?نيستي ل? عيراق ب? ب?ن?ي م?رگي ...
- حزب العمال البريطاني يخسر 20% من الأصوات بسبب تأييده للحرب ا ...
- قادة جامعات أميركية يواجهون -دعوات للمحاسبة- بعد اعتقال متظا ...


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - يوسف بوقرة - متى نصبح على وطن؟