أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - يوسف بوقرة - من الحراك إلى الحوار:السابقون و اللاحقون














المزيد.....

من الحراك إلى الحوار:السابقون و اللاحقون


يوسف بوقرة

الحوار المتمدن-العدد: 4327 - 2014 / 1 / 6 - 22:53
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


مساء السابع عشر من ديسمبر 2010 كانت مقاطع الفيديو التي انتشرت على المواقع الالكترونية وبثتها القنوات الإخبارية تثير مشاعر يعجز القلم عن وصفها، قلَم من شاهدها فما بالك بمن شهِدها، صور ومقاطع أخذت على حين غفلة وجسدت حراكا ثوريا فريدا لم تشهده بلادنا في تاريخها المعاصر.
نهارا كانوا باعة متجوّلين وعاطلين وعابري سبيل وروّاد مقاه، قلّة من الطلبة والفنانين ومجموعة من المحامين وقواعد نقابية ومتحزّبون، رجال ونساء ليسوا كغيرهم من الرجال والنساء، وجوه ليست كغيرها من الوجوه، حناجر هتفت بشعارات مازال صداها يتردّد إلى الآن.
أما ليلا فكانت الإطارات المطاطية والحشايا البالية المشتعلة أولى مؤشرات الليالي الحافلة بالمواجهات، سيارات وحافلات أمن بمختلف تشكيلاته وأسلحته وخططه في مواجهة حجارة ومشتقاتها وشجاعة قلّ نظيرها في تلك الليالي الحالكة بظلمتها وظلمها.
عاد السابقون إلى شؤونهم اليومية وظهر اللاحقون: حكماء وعقلاء بعض الجهات، حكماء وعقلاء كانوا إلى عهد ليس بالبعيد رسلا ووشاة ببني عمومتهم، جاؤوا من حيث ندري ومن حيث لا ندري، من السجون التونسية إلى المنافي اللندنية، الجامع بينهم دهشة ممّا حلّ بالبلاد وكيف أصبح حال العباد، سلاحهم مال دون أعمال، ساسة من العهد القديم كانوا إذا ظهروا على شاشات التلفزيون خِلتهم من ممثلي الأفلام الصامتة، ساسة لم يعهدوا من ميكرفونات القنوات التلفزية والمؤتمرات الصحافية إلاّ ذلك الميكرفون اليتيم المنتصب في بهو القصر، ساسة احتكروا المنابر والساحات والشرفات وقصر المؤتمرات ألقوا خطبا. رواد المقاهي والحانات هم الأبلغ والأكثر فصاحة في التعليق على محتوياتها.
من اللاحقين أيضا صحافيون وإعلاميون تشهد الصحف والمجلات والدوريّات الصادرة طيلة أكثر من نصف قرن من الزمان على نواياهم، صحف ناشد مدراؤها وساوى العاملون فيها بين صدى المحاكم وصدى الأمّة، برامج "حواريّة" يؤثثها رجال قانون هجروا مكاتبهم بعد أن هجرهم حرفاؤهم، حقوقيّون ونشطاء مجتمع مدني ومحللون منهم الاستراتيجيون ومنهم دون ذلك وخبراء إلى غير ذلك من الألقاب.
برامج مستنسخة بشكل ركيك من قنوات تحولت بقدرة قادر إلى بوق دعاية للعدو بعد أن هرول إليها الكثير لإبداء آرائهم وإبلاغ صوتهم، ضيوف جالسون يمينا ويسارا لتبادل الشتائم، لغة عربية تبكي حظها، تهم هنا وتهم هناك والدليل ما قال ويقال على الشبكة العنكبوتية، نشرات إخبارية، النشاط الأمني فيها دوما هو الخبر الأبرز.
من اللاحقين كذلك قيادات نقابية لم يسجل لهم التاريخ نشاطا عدا بياني غرة ماي من كل سنة، بيان يعلق في الساحة وآخر يُـتلى في القصر، عملة وموظفون من كل القطاعات دون استثناء لم ينسوا هم أيضا "نصيبهم من الغنائم" وأمنيّون مازالوا مصرّين على الحديث عن أمن جمهوري ومصالحة مع شعب نسي أو تناسى كل مطالب السابقين وبات أكثر المدافعين عن اللاحقين.
للسابقين أعمالهم وللاحقين أعمالهم أيضا، وحده التاريخ هو الفيصل بين أعمال هؤلاء وأعمال أولئك. ليس حنينا إلى أيام خوال بل هو خشية على من بقي من السابقين.



#يوسف_بوقرة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذكرى 17 ديسمبر: سلامي إلى ثورتنا أو ما تبقى منها
- الضربة المحتملة على سوريا: دفاعا عن الحق لا دفاعا عن النظام ...


المزيد.....




- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...
- محكمة تونسية تقضي بإعدام أشخاص أدينوا باغتيال شكري بلعيد
- القذافي يحول -العدم- إلى-جمال عبد الناصر-!
- شاهد: غرافيتي جريء يصوّر زعيم المعارضة الروسي أليكسي نافالني ...
- هل تلاحق لعنة كليجدار أوغلو حزب الشعب الجمهوري؟


المزيد.....

- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى
- جريدة طريق الثورة، العدد 46، أفريل-ماي 2018 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - يوسف بوقرة - من الحراك إلى الحوار:السابقون و اللاحقون