أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نداء نعيم الياس - أنت ما أنت عليه لأنك هكذا ولدت














المزيد.....

أنت ما أنت عليه لأنك هكذا ولدت


نداء نعيم الياس

الحوار المتمدن-العدد: 4333 - 2014 / 1 / 13 - 10:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هناك أشياء نكتسبها اما بالتجربة أو بالتلقين أو بالتبعية ومنها الديانة والوطن واللغة والعادات وغيرها الكثير وفي هذه الحالة نستطيع تغيير أي شيئ منها على عكس الأشياء التي لا نكتسبها بعد الولادة لأنها متوارثة بالجينات كاللون والعرق والطول.. الخ. أنت فلسطيني ليس لأن بيارات يافا أجمل من حدائق الجنة وليس لأن كنافة نابلس أقدم من تاريخ نصف الوطن العربي وليس لأن الزيتون طعمه أجمل في فلسطين وليس لأن سور عكا تاريخه أعظم من سور الصين العظيم وأيضاً ليس لأن المسيح ولد هناك أو أن المسجد الأقصي ثاني القبلتين أو لأي سبب آخر تميزت به فلسطين.. أنت فلسطيني لأن أباك وأمك من فلسطين.

ارتباطك في وطن ما يزداد كلما تعمقت درجات القرابة والأرض. فمثلاً لو أن جدك من سوريا وقد هاجر الى الأردن عندما كان صغيرا واكتسب الجنسية الأردنية وكذلك اكتسبها أبوك ومن ثم أنت بالوراثة ستقول أنك أردني لكن لن تنسى أنك مازلت سورياً من الداخل وهذا الشعور سيضمئل كلما ازداد حاملو الجنسية الأردنية من أحفادك وأحفاد أحفادك الى أن يصبح جدك مجرد ذكرى القدوم الى الأردن تماما كما يقول البعض (العيونهم زرق) أن أصلهم من الحجاز أو كما أن هناك عائلات أردنية بتميز لكنها فلسطينية أو سورية الأصل.. وهناك عامل آخر يؤثر في مدى تعلقك في وطن ما، ألا وهو المدة التي تقضيها في هذا الوطن. فمثلاً لو أنك قدمت الى الأردن وعشت فيها أكثر من عشرين عاماً، وأنا هنا أتكلم عن نفسي، وقد أكون حالة خاصة بعض الشيئ لكنني أشعر أن الوطن لاقيمة له الا اذا كانت له قضية مرتبطة بواقعك. فمثلاً كثير من السوريين المقيمين في الأردن يحبون الأردن كوطن جميل (طبيعة وآثار، ومناخ، فرص عمل، شعب مضياف.. الخ) ولا أشعر أني كنت محتاجاً لسوريا الى أن جاءت الأحداث وشعرت بشيئ من الوطن يدعوني اليه وهذا هو الشعور الذي يتنامى مع مدى تعلقه بالفكر الواقع وهنا يكمن السؤال من كل هذا.. كيف يمكن للواقع أن يؤثر بمدى حبك لوطنك؟

لنأخذ فلسطين مثالاً، هل كانت فلسطين لتتعدى كونها وطن لولا القضية؟ باعتقادي أن هناك أوطان كثيرة تمتاز بكونها ذات مؤثرات قومية ووطنية كمصر وسوريا ولبنان وغيرها لكن حب هذه الأوطان يزداد وحجم ارتباطه بقضايا الواقع، كم شخص عربي قابلته يتفاخر بحبه للسعودية بالمقارنة وأولائك الذين يتفاخرون بحبهم لفلسطين؟ الواقع أن ارتباط فلسطين بقضية الأرض المغتصبة والشعب المهجر وقضايا النزوح والحالات الانسانية والدينية كانت عاملاً مساعدا لتمسك أبناء هذا الوطن بوطنهم أكثر من غيرهم حتى مع حصولهم على امتيازات الجنسية في كثير من الأوطان. الحالة الثالثة التي تزيد من حب الوطن هي الغربة القسرية وهذا مانستطيع قياسه بسهولة الملاحظة عند التعرف على فلسطيني سوريا ولبنان. فتمسك هؤلاء بالوطن ازداد طبيعياً كونهم محرومين منه وهي على ما أعتقد حالة نفسية طبيعية تجعل من الانسان محتاجاً لما حرم منه ومن أكثر عوامل هذا الحرمان قسوة هو أن لابحصل الشخص على المساواة في الوطن البديل. هل هناك وطن بديل في الأصل؟

السؤال الآن للقياس: هل أنت مسلم لأن الاسلام جميل، مسيحي لأن المسيحية جميلة؟ أم أنت ما أنت عليه لأنك هكذا ولدت؟







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخوة التماسيح


المزيد.....




- تونس: زيارة معبد الغريبة ستقتصر على اليهود المقيمين في البل ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد وكيفية ضبطه لتسلية أطفالك
- لأول مرة في الدنمارك: محاكمة متهمين بتدنيس المصحف
- ما الذي ميز القداس الأول للبابا الجديد في الفاتيكان؟
- كيف تابع مسيحيو الأراضي الفلسطينية القداس الأول للبابا الجدي ...
- الفاتيكان يحدد موعد قداس تنصيب البابا لاوُن الرابع عشر رسميا ...
- غارديان: ميتا تحجب صفحة إسلامية كبرى في الهند
- الكنيسة السويدية ترحب بإنتخاب البابا الجديد
- عشرات الآلاف يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- البابا ليون الرابع عشر يترأس أول قداس له في الفاتيكان


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نداء نعيم الياس - أنت ما أنت عليه لأنك هكذا ولدت