أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - الراية الحمراء في سوريا - البرنامج السياسي المؤقت لحركة الراية الحمراء في سوريّا















المزيد.....



البرنامج السياسي المؤقت لحركة الراية الحمراء في سوريّا


الراية الحمراء في سوريا

الحوار المتمدن-العدد: 4332 - 2014 / 1 / 12 - 14:18
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


البرنامج السياسي المؤقت لحركة الراية الحمراء في سوريّا المحرر بتاريخ 24 8 2013 بعد توحيد الشيوعيين الفلسطينين والسوريين بتنظيم مستقل انبثق عنه البرنامج المؤقت لرفاق الحركة واصدقائها ومتابعينها تحت شعار اسقاط النظام أولا والخروج من هذه المرحلة بحفظ وحدة الأرض والشعب والدولة وفق إمكانياتنا في سبيل تشييد نظام وطني ديمقراطي مدني برلماني تخوض القوى السياسية معركتها ونحن نحدد هنا هدف معركتنا يصون الاستقلال الوطني وبناء اقتصاد صناعي موجه لمصالح الجماهير الفقيرة وفي مقدمتها العمال و الفلاحين والعاملين بأجر والطلبة و غيرها من الفئات الوطنية الواقعة تحت نير الاستغلال الطبقي .


نبذة عن تاريخ الحركة الشيوعية في سوريا

إنَّ بذور نشوء الحركة الشيوعية في سوريا يعود إلى ما قبل عام 1924 حيث كان هناك ماركسيين أول من عرّفوا العرب بالاشتراكية من أمثال الرفيق الدمشقي الثائر حلمي الفيتاني صاحب النداء

" أيها الناس كفاكم شقاء وويلات اضربوا هذه الأوهام وهذه الخيالات عرض الحائط " ثم أصدر جريدة تم تعطيلها من قبل العثمانيين ثم اختفى أثره ، و محرر صحيفة " الصحفي التائه " اسكندر الرياشي ، هناك الكثير من الرفاق الأوائل الذين خطّوا بدمائهم أولى بذور الاشتراكية في بلادنا على سبيل المثال الرفيق فرح أنطوان وكتابه المعروف ( الدين و العلم والمال ) وكذلك شبلي شميل الذي صدر ضده في 1916 حكم الإعدام و الرفيق فارس الشدياق صاحب صحيفة الجوائب و مجلد " الدرر " و منذ 1919 تأسست حلقات ماركسية صغيرة في حلب وإنطاكية وغيرهما و وقفوا ضد دخول الفرنسيين
بجرأة عالية وشاركوا في كفاح الشعب السوري حتى نُظم هذا الكفاح في عام 1924 حيث نشأ الحزب الشيوعي في بيت قديم في الحدث وهي ضاحية من ضواحي بيروت وانتخبوا يوسف إبراهيم يزبك سكرتيراً " لحزب الشعب اللبناني " هكذا تم تسميته تضليلاً للسلطة وفي عام 1925 لتتحد شبيب سبارتاك في سوريا مع حزب الشعب لتنشاً قيادة مشتركة في سوريا ولبنان و تجتمع وتتخذ قرارات عملية .

الحزب الشيوعي الجديد و الثورة السورية الكبرى

تزامن تأسيس الحزب مع إندلاع الثورة السورية الكبرى من جبل العرب بقيادة سلطان
باشا الأطرش فانضم إليها الشيوعيين منذ بدايتها و لم يبخلوا بحياتهم من أجل انتصارها
فقدّموا التضحيات الجسام فمنهم من اعتقل من أمثال فوزي الزعيم و الرفيق اللبناني فؤاد الشمالي الذي نفي مع مجموعة من الرفاق إلى جزيرة أرواد بعد تراجع المحكمة عن حكم الإعدام..هنا لا بد من التذكير بنضالات الشيوعيين في إيصال أخبار الثورة للكومنترن و للإتحاد السوفيتي والرأي العام الفرنسي ثم توزيعهم المناشير بالتعاون مع الحزب الشيوعي الفرنسي على الثكنات العسكرية حتى عصى فيلقان فرنسيان أوامر الضباط الفرنسيين بالهجوم على الثوار ..و انضم جنود مغاربة للثوار في سوريا ...

وغيرها من النضالات التي لا يستطيع أحد نكرانها ..تضحيات جسام .. و شجاعة لا مثيل لها .

تمتين الركائز الفكرية و السياسية و التنظيمية و متابعة الكفاح

لقد صدرت أول وثيقة برنامجية علنية للحزب في عام 1931 فحدّد أهدافه و أسسه الفكرية و التنظيمية ، ففي فترة الثلاثينيات قاد الحزب مظاهرات في عدد من المناطق في سوريا ولبنان و قامت مظاهرات أخرى في سوريا ولبنان أجمعها مطالبة بالاستقلال حتى استشهد على مذبح الاستقلال عدد من الشهداء الأبطال وتحوّل عملية دفن الشهداء لمظاهرات عارمة ألقى فيها الرفيق خالد بكداش باسم الحزب الناشئ حديثاً كلمة حث بها المتظاهرين على الاستمرارية..و لم يكتفي الحزب فقد وقف بجرأة وإصرار أمام الفاشيين و ممثليهم من الحزب القومي الاجتماعي و القمصان الحديدية و الشباب الوطني و جميعهم منظمات فاشية يمثلّون ذلك الإتجاه البرجوازي و الإقطاعي الملتصق بالبرجوازيات الفرنسية الحاكمة ، فقاد الحزب مظاهرات ضد الفاشية في عام 1939 في دمشق حيث وصل أعداد المشاركين ل 30 ألف مشارك وبيروت ل 15 ألف مشارك أيضاً ..وهذا يدل على مدى قوة الحزب و الجدية في مطالبه .

النضال بين صفوف العمال

أمّا في مجال العمل بين صفوف العمال حيث أخذ بالإمتداد في صفوف العمال حتى قاد الحزب في تلك الفترة على محدوديته 18 إضراباً من أصل 45 إضراب شارك بهم 50 ألف عامل و من بينهم إضراب عمال الطباعة الذي قاده الحزب 1933 و هنا لا بد من الإشارة إلى دعوة الحزب لعقد مؤتمرين نقابيين الأول في دمشق و الثاني في بيروت وقد حضر المؤتمرين 36 مندوباً يمثلون 14 مركزاً مهنياً ( كتاب على المبدأ ) ، و من الواجب هنا ذكر الرفيق النقابي حسين عاقو الذي استشهد على أيدي الإخوان المسلمين إثر الهجوم الغادر على مكتب الحزب في أربعينيات القرن الماضي فدهسوه حتى استشهد بعد عشرات الطعنات بجسمه و هناك الكثير من الرفاق النقابيين الذي ضحّوا بالغالي والنفيس في سبيل جلاء الفرنسيين وتحرير الطبقة العاملة السورية . فالشيوعيين بذلوا قصارى جهدهم في محاولات جمع النقابات في إتحاد نقابي و نجحوا في تكوينه في عام 18 آذار 1938 برئاسة الشيوعي محمد العريس....ثم فرضوا نتيجة قوة تنظيم ونشاط الحركة النقابية اعتراف السلطة الرسمي بالنقابات العمالية 1939 ، و أجبروا الحكومة التي إستلمت زمام الحكم في سوريا بعد الاستقلال مباشرةً بإصدار قانون عمل ينص على تحديد يوم العمل ب 8 ساعات في اليوم .

الشيوعيون و النظام البعثي

كان الشيوعيين أثناء الوحدة وبعدها داخل الزنازين فمنذ انقلاب 8 آذار حافظَ حزب البعث على سياسة الحكومة النازية أيام الوحدة فاستشهد تحت التعذيب البعثي... القيادي بالحزب الشيوعي في حمص عبد القادر إخوان فاندلعت الاحتجاجات الغفيرة بقيادة الشيوعيين السوريين الميامين و إندلعت إشتباكات عنيفة بين المتظاهرين و قوات الأمن لمدة يومين على التوالي في شوارع حمص حتى أُجبر أمين الحافظ على إجراء محاكمة علنية للقتلة ..هذه لمحة عن وضع الحزب في ستينيات القرن الماضي .

أمّا عند الحركة التصحيحية التي دخل عندئذ الحزب في " الجبهة الوطنية التقدمية " وما تبعه من انقسام المكتب السياسي بكامله عن الحزب بتاريخ 1973 ومنذ خروجه أخذ يطالب المكتب السياسي بتفعيل الحياة السياسية و استقلال النقابات و بقي معارضاً لنظام البعث خاصة بعد انخراط النظام في الحرب اللبنانية بدعم الأحزاب اليمينية في بداية تدخله و زادت معارضة الحزب - المكتب السياسي بسبب سياسات النظام في تعامله مع أزمة الأخوان المسلمين و أحداث حماة وحلب وجسر الشغور في بدايات الثمانينات منذ 28 أكتوبر 1980 إلى 30 مايو 1998 و نتيجتها أمضى رياض الترك و رفاقه الأبطال عشرات السنيين في السجون تحت ظروف اعتقال مريعة معروفة في السجون السورية .

فالجبهة أتت بعد تشابك مصالح قيادات بالحزب مع النظام البعثي لتعبئة جيوبهم بالأموال هذا الذي أدى بالضرورة سرقة مكتسبات الشعب السوري و ما حملات الاعتقال ضد المعارضين الوطنيين والإعدامات الميدانية و السيطرة على الجيش ونجاحه بصبغه بصبغة بعثية و طائفية وأيضاً ببعثنة النقابات وتراكم أموال القيادت الخائنة على حساب لقمة الطبقة العاملة و استمرار النهب الذي أدى لتمركز الثروة بيد فئة قليلة العدد يدعمها جهاز عسكري – أمني فاشي إلا دليل واضح على تبعية النظام للإمبريالية العالمية و ما حماية حدود الكيان الصهيوني و إشعال الخلافات بين الفصائل الفلسطينية و الانشقاقات في حركات التحرر و إسقاط النظام الاشتراكي في اليمن الجنوبي و منع دخول منظمة التحرير إلى سوريا بعد أن خرجت من بيروت ذلك بحجة تخوّف النظام الحاكم من الأعداد الكبيرة للمقاتلين الفلسطينيين و مشاركة الجيش البعثي بمحاصرة المخيمات الفلسطينية مع حركة أمل و الكيان الصهيوني الغاصب نضيف إليها لاحقاً وقف دعم جبهة المقاومة الوطنية " جمول " تزامناً مع صعود المقاومة ذات الصبغة الطائفية من صنع الحرس الثوري الإيراني و نهب حقوق الشعب السوري وثرواته و آثاره و سرقة تاريخه إلا دليل واضح على أن النظام قلعة لحماية المصالح السياسية و الاقتصادية للاستعمار في الوطن العربي أجمعه .

لقد تأججّت الخلافات داخل الحزب خاصة في المؤتمر السادس للحزب الشيوعي السوري التي دارت حول البيروسترويكا فانشقت جماعة عن الحزب الشيوعي السوري في عام 1986 و أصبحت أحد فصائل الحركة الشيوعية في سوريا و دعي أخيراً بالحزب الشيوعي الموحد بعد اتحاده مع الحزب الشيوعي السوري - منظمات القاعدة ولجنة وحدة الشيوعيين السوريين و تحالف منذ إنشقاقه مع النظام ودخل في الجبهة الوطنية التقدمية في سوريا بعد الإنقسام و له الآن ثلاثة نواب في مجلس الشعب و له
جريدة أسبوعية تصدر باسمه هي جريدة النور ، وهنا نسحب اعترافنا من كافة الاحزاب الشيوعية الرسمية التي باعت القضية وأصبحت جزءاً من الفساد العام تشارك في نهب قوت الشعب اليومي بشكل أو بآخر وبالمقابل نعترف بكل حركة شيوعية وتقدمية تشارك بالثورة وتلتحم بصفوفها وتخدمها قولا وفعلاً .

لا نريد اقصاء احد نريد انتصار الثورة وخدمتها فندعوا القوى التقدمية لتوحيد الصف بجبهة لا تقصي احد ثم تعترف بالمكونات الوطنية للثورة وتخوض نضالا شريفا في سبيل اسقاط النظام وبناء الدولة المدنية الديمقراطية البرلمانية الوطنية .

واقع الحياة الاقتصادية و السياسية في سوريا بعد إستلام بشار الحكم

منذ إستلام بشار الحكم حدث انعطاف ليس نحو الديمقراطية كما يدّعي البعض بل لمزيد من الصعوبات الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية نتيجة النهب الذي أصبح على مستوى دائرة أوسع إلى حد ما فتعرّض القطاع العام لعملية خصخصة نهبته تحت حجج غير سليمة وغموض مقصود ، هذه العملية التي انعكست على الدولة بخسائر تقدر بخمسة مليارات ليرة سوريا بالتالي انعكست سلباً على الجماهير الفقيرة و هنا نقتطف كلام الكاتب سلامة كيلة في هذا المجال :

" لقد جرى تخصيص شركة حديد حماة و هي شركة رابحة، و الآن تطرح سبع شركات للصناعات الغذائية أمام الاستثمار الخاص على اعتبار أنها خاسرة دون أن نعرف لماذا هي خاسرة، أو أنها مخسَّرة من أجل تخصيصها، حيث أن الرأسمال لا يغامر في شراء شركات خاسرة. و ربما يكون السبب في إعلانها شركات خاسرة هو بيعها بأبخس الأثمان، و هذه طريقة معروفة في كل عمليات الخصخصة التي جرت في بلدان كثيرة. فقد قيل أن خسائر " القطاع العام " بلغت خمسة مليارات دولار، لكن لماذا حصلت الخسائر؟ و كم ذهب إلى الخارج على شكل إقتطاع " شخصي " من قِبل المشرفين؟ و هل الحلّ هو في تخصيصها؟ خصوصاً أن الرأسمال لا يميل إلى شراء الشركات الخاسرة ؟! "

إنَّ عملية الخصخصة أدت لازدياد العاطلين عن العمل و ارتفاع معدّل الهجرة خاصة إلى دول أمريكا اللاتينية و انخفاض القدرة الشرائية للمواطن السوري و ساعد تحرير العملة السورية وتعويمها لتكون خاضعة لسيطرة السوق العالمي مما أدى لانخفاض المستوى المعيشي لأغلبية الشعب ، فقبل اندلاع الثورة تم تشريع قانون عمل يبيح التسريح التعسفي و يقضي على مكتسبات العمال مما أدى لإزدياد العاطلين عن العمل متزامناً مع عدم قيام الدولة بدورها تجاه الفلاحين الفقراء في الأرياف بأخذ محاصيلهم كما جرت العادة تحت أذرع عديدة لا صحة لها مما دفع بالفلاحين من أجل ضمان لقمةلأبنائهم ببيعها بسعر بخس للتجار يضاف إليها رفع معدلات القبول في الجامعات الأمر الذي دفع بالعديد من الطلبة للتسجيل بالتعليم المفتوح بأسعار عالية ، هذه القضايا زادت من جيش العاطلين عن العمل
و أدت أيضاً لارتفاع نسبة الفقراء في سوريا حتّى وصلت ل 30% يعانون من زحمة الفقر هذه الأمور دفعت بالعديد من أبناء سوريا للسعي نحو التغيير المنشود ..التغيير الذي يضمن حقوقهم ويوقف النهب و يرفع مستوى معيشة الشعب السوري فحدثت مظاهرات في منبج في إدلب ضد الفساد والتهريب و ارتفاع الأسعار و تحركات محدودة في العديد من المناطق و أضرب العديد من العمال احتجاجا على عدم رفع أجورهم و إغتصاب حقوقهم .

لقد أدّت إتباع السياسة الليبرالية من قبل الطبقة السياسية لتعزيز مواقع البرجوازية الطفيلية و قوتها الضاربة الكومبرادور ( الوسطاء بين السوق الخارجية والداخلية ) و مواقع البيروقراطية ( التي تكونت مع تكّون القطاع العام و نهبها متعلق بموقعها الاقتصادي ) ممّا أدى لنهب الإقتصاد وضرب أساسه إلا وهو قطاع الدولة الأمر الذي أدى لتدهور المستوى المعاشي للجماهير الفقيرة مع عدم وجود لجان لمكافحة هذا الفساد المستشري .

الوضع العام و أسباب الثورة

إنَّ إتباع السياسة الليبرالية التي دمجت اقتصادنا الوطني بالاقتصاد الرأسمالي العالمي المتوحش اللاهث وراء الأرباح على حساب لقمة عيش الشعوب..يتبعها القبول بشروط البنك الدولي التي بعضها كان واضح في تغيير لباس الطلبة الإعداديين والثانويين و وقف تعليم الطلبة على حمل السلاح وغيرها من الظواهر التي تدل على قبول النظام بشروط الثلاثي الذي نهب بلدان العالم وأفقرها ، حتّى أصبح وضع حد للغلاء والحد من البطالة و إيجاد تناسب طردي بين الحد الأدنى للأجور والحد الأعلى للأسعار كحل آني يمكّن في ظروف الأزمة الرأسمالية من مساعدة الفقراء في بلدنا للحصول على متطلبات الحياة الضرورية المطلب الرئيسي لأغلبية السوريين .

لقد أدى قمع الحريات السياسية و ضرب القطاع العام الذي يعد بأهميته العمود الفقري للاقتصاد الوطني انعكاساته على مجمل الحياة في البلاد فمقدّمات الثورة أخذت تتهيىء فالهجوم على مكتسبات الناس و تسكير أرباب العمل لمعاملهم و ازدياد العمال المسّرحين و ارتفاع الأسعار وغزارة السوق المحلية بالمنتجات الأجنبية على حساب المنتج الوطني و إفقار الفلاحين تزامناً مع قمع أي صوت أو تحرك ضد هذه السياسات أدى لوجود مصالح متقاطعة بين البرجوازية الصناعية و أصحاب الدخل المحدود حتى أصبح المواطن يعمل عملين في اليوم و الديمقراطيين من البرجوازية الصغيرة و العمال و طبقة الفلاحين وجيش العاطلين عن العمل بالتالي إختمار الظرف الموضوعي للثورة الوطنية الديمقراطية ، وكان لاندلاع الثورة في تونس الخضراء و مصر انعكاسه عند السوريين خاصة مع وجود ثوريين يحضّرون جيداً منذ زمن للثورة حتى شكّلوا مجلس قيادة الثورة فكان 15 آذار اليوم الموعود فتعالت هتافات الحرية ومكافحة الفساد ووقف الخصخصة بالقرب من الجامع الأموي في دمشق .

إنَّ ما فعله النظام بأطفال درعا و بشيوخها أدى لإندفاع مئات المتظاهرين من المسجد العمري في درعا مطالبين بمحاسبة عاطف نجيب و إسقاط المحافظ والحرية و أيضاً خرجت مظاهرة شجاعة من المسجد الأموي في العاصمة تطالب بالحرية و تعرضت لحملة اعتقالات ، تزامن خروجهم بإندلاع مظاهرة من جامع خالد بن الوليد في حمص طالبت بالحرية و مكافحة الفساد و إسقاط المحافظ ممّا أدى لسقوط عدد من الشهداء في محافظة درعا الكرامة و تحوّل التشييع لمظاهرة ضخمة غاضبة شارك بها الآلاف جابت الشوارع الرئيسية في مدينة درعا جوبهت بإطلاق الرصاص الحي من قبل قوات الأمن الأمر الذي أدى لاستشهاد عدد من المتظاهرين الميامين ، إنّ سقوط الشهداء و الاستمرار بالخروج أعطى المظاهرات قوة وعنفواناً و زخماً حتى وصل أعداد المتظاهرين يوم الجمعة 25 3 2011 لعشرات الآلاف من المشاركين و سقوط عشرات الشهداء مع شنّ حملة اعتقالات في المسجد الأموي في دمشق

و اندلاع مظاهرات قوية و غاضبة في عدد من أحياء دمشق وريفها تعرّضت جميعها لهجوم قوات الأمن ، و لا بد من التذكير بالمظاهرة العارمة لأبناء الوليد من جامع خالد بن الوليد هتفوا فيها لدرعا و للحرية ، كما لبّوا أهالي بانياس النداء بمظاهرة شارك بها المئات طالبوا بإلغاء حالة الطوارئ و بإطلاق سراح المساجين السياسيين وعدد من المطالب المحلية .

فالثورة ذات مضمون طبقي إلتصق النضال الوطني بالنضال الاجتماعي فانضمت البرجوازية الصناعية للثورة منذ بدايتها كما انضمت الأغلبية المضطهدة من السوريين للثورة هذا الذي يعود لتقارب العديد من المصالح التي فرضته السياسات الليبرالية و من هنا يمكن تلخيص أسباب الثورة وفق ما يلي :

في المجال السياسي

- الأحكام العرفية التي أعطت شرعية للاعتقال التعسفي و قمع الحياة السياسية في البلاد .

- غياب الحريات الديمقراطية سببها التضييق الأمني الخانق على التنظيمات السياسية و النقابات العمالية .

- الخلط بين السلطة التنفيدية والتشريعية و القضائية وإخضاعها بما يتناسب مع غايات السلطة الطبقية .

- عدم الإعتراف بالحقوق الثقافية للأكراد والقوميات الأخرى مما عرّضها للنهب بشكل عنيف .

في المجال الاقتصادي

- تقلّص دور الدولة الرقابي و الاجتماعي وفرض ضرائب عالية على الجماهير .

- عملية الخصخصة و ما تلاها من ضرب الاقتصاد الوطني ونهب مختزنات الدولة التي يجب أن توزع على الجماهير الشعبية تلاها تقلّص مجانية الصحة و الطبابة و إزدياد نسبة البطالة .

- البرجوازية البيروقراطية التي مارست الفساد في مؤسسات الدولة بعد تقلّص دور الدولة الرقابي .

- البرجوازية الطفيلية التي نهبت البلاد و رفعت الأسعار مستغلين الظروف العامّة ممّا أدى لغنى الأغنياء وفقر الفقراء .

- تسكير المعامل لأبوابها نتيجة كثافة المنتجات الصناعية الأجنبية و مزاحمتها للمنتج الوطني مما

انعكس بخسائر على الإنتاج الصناعي الوطني .

- قانون العمل الجديد الذي زاد من المصاعب الحياتية التي يعاني منها العامل السوري ، فأطلق القانون يد رب العمل مما أدى لتسريح أعداد كبيرة من العمال و انضمامهم للعاطلين عن العمل .

- تطور العلاقات الرأسمالية في الريف الذي أدى لحالة إستقطاب الطبقي مما دفع بالعديد من الفلاحين للتحوّل لعمال زراعيين ، لكن عموماً فإن كل الفلاحين والعمال الزراعيين عانوا من نهب البرجوازيات الطفيلية السماسرة و الوسطاء بين الريف والمدينة و من سيطرة السوق الأجنبية على السوق الداخلية .

هذه الأسباب أدّت لأزمة سياسية اقتصادية خانقة وعميقة فاختمر الظرف الموضوعي للثورة و تقاطعت المصالح الطبقية للجماهير الفقيرة على اختلاف فئاتها الاجتماعية مع البرجوازية الوطنية في إسقاط النظام و بناء الدولة الصناعية المتطورة .


واقع الثورة و مهمة النهوض بائتلاف وطني ثوري :

لقد استمرت الثورة سلمية لأكثر من 5 شهور رغم حملات الاعتقال و القتل والمجازر فهذه لم تثني لشباب السوري الثائر عن المواصلة في درب الحرية حتّى النهاية ، و من جهة ثانية توالت الانشقاقات داخل الجيش التي يمكن اعتبارها ظاهرة موضوعية عائدة سببها
زجِّ أبناء الجيش بمعركة مع الشعب مما أدى لتشكل الجيش السوري الحر من المنشقين الأبطال الذي عرّضوا أنفسهم و أمان عائلاتهم للخطر فنتيجة للقمع المتواصل أدى شيئاً فشيئاً لتحول الثورة لثورة مسلحة في العديد من المناطق ، وهنا لا بد من نقد أولئك المنظّرين أبناء الطبقة البرجوازية الذين يريدون الاستمرار بسلمية الثورة التي هي أوهام ليس إلاً ، فالثورة السورية تمر بفترة صعود و فترة هبوط و منذ البداية تتعرض لمؤامرة مخطّط لها من قبل كبار النظام و الدول الإمبريالية فقد سيطرت الكتائب ذات الاتجاه الديني على
العمل العسكري بشكل نسبي وتتلقى الدعم من الرجعيات العربية بالسلاح و بالمقاتلين ، هذه التنظيمات المسلحة هي صنع الاستعمار و ما قول شارون الآتي إلا دليل قاطع على ذلك " نحن من صنعنا الإسلاميين و نحن نحركهم متى نشاء وكيفما نشاء " .

فتأسيس مثل هكذا تنظيمات بوقت مبكّر و تنفيذها للعمليات النوعية و إتباعها لغة طائفية بإعلامها تدل على أنها حليفة الإمبريالية والكيان الصهيوني و الهدف من تأسيسها هو :

- السيطرة على العمل العسكري ( هذا ما حصل ) و منع تشّكل كتائب وطنية وإن تشّكلت السعي لإضعافها بالتالي إعطاء تصّور عن الثوار المسلحين أنهم سلفيين عملاء للاستعمار والرجعية و لا بد
هنا من التذكير بالدعم الكبير والمتطور الذي تتلّقاه مثل هكذا تنظيمات من دول الخليج الرجعية و زعماء الإخوان المسلمين في الوطن العربي هذا الذي دفع بأعداد كبيرة من الثّوار إلى الانضمام إليها بدلاً من الانضمام للكتائب الوطنية التي لا تتلقى أي دعم إطلاقاً .

- نشر الفكر الطائفي بكل ما تحمل الكلمة من معنى و هذا ما لاحظناه فيما بعد بإعلامها و أيضاً مدعومة بضغط الوسائل الإعلامية التابعة للرجعيات العربية ذلك لتحويل الصراع لصراع سنّي شيعي طائفي بالتالي ضياع الثورة و عدم تحقيق أهدافها و زج طاقات الشعب السوري في سبيل هدف ثانوي يمكن حلّه بطرق سليمة صحيحة استنادا على الدين الحنيف.

- تخويف الأقليات الطائفية من تداعيات الثورة ونتائجها عليهم و هذا ما لاحظناه من خلال وجود لجان أمنية انضم إليها نسبة ليست بقليلة من أبناء الأقليات الطائفية الذي يعود لفقدان الخطاب الوطني الذي يطمئن و يزرع الثقة بالثورة وأهدافها النبيلة أدت لنتيجة أصبحت عائقاً أمام تقدم الأحرار في العديد من المناطق ..و جدير بالذكر بأن من يتطوع بها يتلّقى مالاً على عمله مما دفع بالعديد من المؤيدين وأبناء الأقليات التي يمارس بحقها سياسة تجويع ممنهجة للتطوع في صفوفها ليكونوا قادرين على مواجهة الوضع الاقتصادي المزري ، فإذاً هذه الظاهرة عائدة لأسباب اجتماعية اقتصادية فرضها النظام...فالنظام سعى من أجلها من خلال رفع الأسعار أو عموماً إتباع سياسة تجويع ممّا دفع بالعديد من البرجوازيات الصغيرة المضطَهدة من أبناء الأقليات التي لا ترى حلّا لأزمتها الاقتصادية الحالية إلا من خلال التطوع في صفوف هذه اللجان الأمنية و بقاء النظام ، فالنظام وضعها أمام خياران لا ثالث بينهما إما التطوع في صفوفه و مساندته مقابل مالاً معيناً أو الموت من الفقر و تخوفها من إنتقام التنظيمات الدينية .

إن استبدال النبرة الخطابية الطائفية بخطاب وطني فعلي مقترن بفعل و احترام لعقائد المجتمع السوري الدينية سيؤدي حتماً لنتائج لصالح السوريين جميعاً مع وجود برنامج اجتماعي اقتصادي لصالح الأغلبية من الشعب .

- إعطاء حجج واهية لأي تدخل عسكري محتمل في الفترة المقبلة إذا ما انقلبت موازين الصراع العسكري على الأرض لصالح الشعب و تطلعاته نحو الحرية وتحرير الجولان و الزحف نحو فلسطين
، رغم أنّ خيار التدخل المباشر مستبعد لكن من المحتمل أن يتخذ المجتمع الدولي مواقف ميدانية لصالح تطور الثورة إذا ما فرض الثوار أنفسهم على أرض الميدان .

لقد توسّع وجود مثل هكذا تنظيمات و اندفعت لتأسيس هيئاتها في المناطق المحررة لتقوم باستلام الحكم فيما بعد و بدأت في سبيل ذلك بنشر ثقافتها و أنشئت المدارس لتعليم شريعتها الرجعية التكفيرية الرجعية ضد مصالح تطور الشعب السوري ، فلم تكتفي بل سعت لتأدية واجبها على أكمل وجه فاعتقلت الناشطين الوطنيين ومنعت رفع علم الاستقلال في المظاهرات و هجمت على المظاهرات التي تطالب بدولة ديمقراطية فأوقعت العديد من الجرحى ، هذه التنظيمات هي تنهب نفط سوريا وتدعم النظام به تحت اذرع لا صحة لها و تتّهجم على مقرات الجيش الحر في الرقة المحررة من خلال السيارات المفخخة الوسيلة المعروفة و المطبوخة في أمريكا و الغرب ، فبأفعالها لا تختلف عن النظام مع فارق هي جاءت تحت عباءة الدين بمحاولة منها لجذب الأغلبية المسلمة في سوريا إليها لفرض حكمها الرجعي الاستبدادي في سوريا بطرق غير دستورية ، فمن هنا يجب أن يعلم الجميع أن كل شيء يتم بناءه في ظل الثورة السورية قبل سقوط النظام و بفقدان الانتخابات النزيهة الحرة هو فاقد للشرعية ، فإنطلاقاً من ذلك فتأجيج الخلافات الثانوية الطائفية كانت أم قومية ليس في مصلحة أحد ، و يجب التأكيد بأن جماهير العمال والطلبة والفلاحين وصغار الكسبة هم من يدفعون ثمن حريتهم و ليس أولئك أصحاب الأموال في البلاد الأجنبية الذين يخرّبون على السوريين ثورتهم ، فالوحدة دعامة للثورة و حماية لأهدافها من كل سارق و متسلّق لذلك ندعو دعوة نظيفة لتنسيق الجهود و تشكيل جبهة وطنية لديها برنامج كفاحي تضم بصفوفها كل القوى الثورية السلمية منها و المسلحة النظيفة التي تعمل بصدق وإخلاص من أجل إسقاط النظام و تعليق المشانق على المجرمين وعلى أرسهم الكومبرادوري المجرم بشار حافظ الأسد الذي نهب البلاد و أعطى الضوء الأخضر لارتكاب أفظع المجازر
بحق السوريين ....إننا ندعو لنبذ الخلافات الفكرية الإيديولوجية و الطائفية و القومية و وضع مهمة إسقاط النظام نصب أعيننا فإثارة الخلافات لمصلحة النظام والإمبريالية و ليس في مصلحة إسقاط النظام .

إننا ندعو لإتحاد وطني أو ائتلاف وطني أو جبهة وطنية عريضة تضم في صفوفها التنسيقيات و التجمعات الثورية والمجالس المحلية و الكتائب والألوية المقاتلة النظيفة وفق برنامج وطني يستطيع أن
يضم من خلاله أكبر قدر ممكن من السوريين ، إننا نرى هدف الجبهة ليس في بناء دولة وطنية أو مدنية أو إسلامية بل في إسقاط النظام المجرم وضبط الوضع الأمني بعد سقوطه مباشرة حتى تسليم
السلاح وحل القضايا الطائفية و القومية إن وجدت و الإشراف على إنتخاب مجلس تأسيسي يضع دستوراً للبلاد بطرق نزيهة ، أما بشكل مختصر ..فالائتلاف يجب بناءه على أساس النقاط التالية :

- التعهد بعدم التعرض للأقليات الطائفية بأي أسلوب كان وفي مقدمتها القتل العمد و تقدير التضحيات التي قدموها من أجل إسقاط النظام و احترام الحريات الدينية وإمكانية ممارسة الطقوس كاملةً .

- إعتبار الأقليات القومية و في مقدمتهم الأكراد بأنهم جزءاً لا يتجزأ من النسيج الوطني في سوريا والتعهد لهم بالاعتراف بالحقوق الثقافية و عدم تعرّضهم للتمييز القومي تحت طائلة المسؤولية .

- دعم النضال التحرري للشعب الفلسطيني البطل و دعم الفلسطينيين من أبناء المخيمات ونضالهم الثوري و مساندتهم ضد النظام السوري ومشاركتهم بالثورة السورية بكل الوسائل وتعزيز صمودهم في المخيمات بعد سقوط النظام و دعمهم في معركة التحرير و الخلاص من العدو الصهيوني و دعم حقوقهم كاملة وأهدافهم في الدولة والعودة وتقرير المصير .

- احترام الحريات السياسية والاجتماعية والنقابية و اعتبارها خطوطاً حمراء من الخيانة التعرض لها .

- التعهد لأهلنا في الجولان المباع بأنهم جزءاً من المجتمع السوري و أرضهم أرضنا و السعي لتحرير الجولان بكافة الوسائل المتاحة .

- السعي الدائم للقضاء على الخلافات الطائفية و القومية التي تحاول بعض التنظيمات إشعالها .


إننا ننبّه بأن عدم السعي لبناء هذه الجبهة هي بمثابة إعطاء الضوء الأخضر لإطالة المعركة على حساب دماء أبناء سوريا العظام.. فهي على حساب على دماء أهلنا في حمص المحاصرة و معتقلينا و
النازحين المشردين في الخارج ، فمن لديه إحساس وطني و إنساني فليسعى لجمع القوى الثورية حول هذه النقاط وإننا نؤيد كل ائتلاف يتبنى هذه النقاط و يسعى لتطبيقها على الأرض حاملاً همّ سوريا و المعتقلين و النازحين و المطلوبين و دماء أخوتنا و رفاقنا الشهداء .

نظرتنا للدولة بعد سقوط النظام

إننا نرى في بناء الدولة الوطنية الديمقراطية ذات النظام البرلماني في ظل جمهورية سورية في المرحلة التي ستلي سقوط النظام مطلب السوريين جميعاً من مختلف القوميات و الأديان ، هذه الدولة الديمقراطية التي تحترم الحريات السياسية و الدينية و الاجتماعية و النقابية و الثقافية و الحفاظ على كرامة المواطن السوري ، تسعى لبناء اقتصاد وطني مستقل يحقق التوازن بين القطاع العام و الخاص والمشترك دولة تقف ضد الاستعمار و الرجعية و تؤمن بحق الشعب الفلسطيني في نضاله من أجل تحرير وطنه و إقامة دولته وتأييد حركات التحرر أينما وجدت هو ما يسعى إليه جميع السوريين على مختلف مشاربهم .

عموماً فعلى أية دولة في تلك المرحلة واجب عليها عدم التعدي على الخطوط الحمراء للشعب السوري المتمثلة :

- الوحدة الوطنية التي تعني إحترام كل مكونات الشعب السوري .

- الحريات الديمقراطية لجميع أبناء الشعب السوري .

- كرامة المواطن السوري .

- تحرير كامل تراب الجولان السوري و دعم نضال وصمود أهلنا هناك معنوياً و مادياً .

- دعم نضال الشعب الفلسطيني الشقيق في معركة الجلاء من الاحتلال الصهيوني و مساندتهم في تحقيق

أهدافهم في الدولة و العودة وتقرير المصير .


المرأة السورية


إن الحركة تناضل كتفاً بكتف إنساناً و امرأة من أجل الحفاظ على مكتسبات المرأة خاصة المرأة العاملة و تسعى لضمان مساواتها في الحقوق و الواجبات مع الرجل و انطلاقا من ذلك فنحن نناضل من أجل :

- تأمين فرص عمل للمرأة أسوة بالرجل لضمان حياة كريمة مستقلة لها .

- الحفاظ على مكتسبات المرأة العاملة بالقطاع العام و الخاص ومنحها حقها في الإجازة .

- التشدد في تطبيق الأجر المتساوي للعمل المتساوي و وضع إجراءات حادة لمنع التحرش بهن تحت طائلة المسؤولية .

- تمكين المرأة في الريف من الحصول على نتاج عملها في الأسرة و حقها الكامل في التملك .

- الحد من الأمية المنتشرة داخل صفوف النساء ذلك من خلال عمل منظّم لا ملل فيه و لا كلل .

- وضع إجراءات صارمة تمنع التعرض بالضرب للمرأة من قبل الأب او الابن تحت طائلة السجن .

- إقامة قرى ( كما جرى في تونس ) لتربية الأطفال لأولئك النساء الذين تعرضن للإغتصاب أو أقاموا علاقات غير سليمة ، و من واجب الدولة العمل على إتقانهن لعمل يستطعن من خلاله تأمين الحد الأدنى من ضرورات الحياة في حال تبرأ الأهل منهن .

- الحد من ظاهرة عمالة الأطفال كونها ظاهرة غير سليمة ومن نتاج المجتمع الرأسمالي المتوحش و واجب على الدولة الحد منها و مكافحتها تحت طائلة السجن لمدة طويلة لمن يحثهم ثم تطبيق إلزامية التعليم على الجنسين حتى السن الخامسة عشر .

- يجب العمل على بناء مناهج أكثر علمية للتدريس والابتعاد عن مخلفات الاستعمار ونعمل على جعل مادة الدين مادة اختيارية أو أن تكون لجميع الديانات و بشكل غير مستفز .

- المساواة في الحقوق و الواجبات مع الرجل في كافة المجالات و تكون ناخبة و منتخبة و الحق في الميراث و إعطاء الجنسية لأبنائها .


النظرية الثورية و البرنامج الفكري


إننا نسترشد بالنظرية الماركسية اللينينية و نسعى لممارستها و الانطلاق برؤيتنا لجميع الظواهر الاجتماعية و الطبيعية من خلال فهم القوانين العلمية و فعل هذه القوانين الموضوعية بتلك الظواهر و دعم البحث العلمي الموضوعي كأداة لتطوير النظرية الماركسية العلمية و تطوير نضال الحركة الثورية .

إننا نسترشد بالاشتراكية العلمية و بأفكار اليسار العالمي الديمقراطي...نسعى لدراسة تجارب اليسار في العالم أجمع و الاستفادة منه لتفادي أية أخطاء محتملة و لدفع الحركة الثورية للأمام و زيادة التحامها بالجماهير الفقيرة .

و انطلاقا من عدم إمكانية بناء حركة ماركسية فاعلة و مؤثرة من غير بناء أساس فكري علمي فنحن نسعى لبناء كادر ماركسي علمي من خلال التثقيف الذاتي و بناء القاعدة العلمية لدى كل منّا بحيث نصبح أكثر قادرةً على إعطاء الأجوبة لكل المسائل التي تطرحها البشرية .

- كل ماركسي يجب عليه السعي الحثيث لقراءة الفكر الماركسي و الاطلاع على مصادرها و آخر الإنتاجات العلمية و التقنية للبشرية لنصبح أكثر قدرة و جذرية و علمية في آرائنا و مواقفنا الفكرية و السياسية فالقراءة المستمرة للنظرية تنتج فعلاً جماهيرياً واعياً منظماً تؤدي لفهم الرئيسي من الثانوي في أي مرحلة يمر بها هذا النضال أولاً و تطوير النظرية الماركسية ثانياً .

- إنَّ القراءة المستمرة للنظرية تنتج إنساناً ماركسياً أخلاقياً علمياً ملتزماً قادر على تفنيد النظريات التحريفية و دفع النظرية الماركسية للأمام و مواجهة الأفكار الإستهلاكية العبثية و الطائفية و القومية المعادية لمصالح العمال والفلاحين و مطامحهم الإنسانية .

إن من واجبنا دراسة خبرات الشعوب و الحركات اليسارية و الشيوعية في بلدان العالم أجمع و الاستفادة منها و السعي لتسخير آخر منتجات البشرية العلمية و التقنية في سبيل قضية التحرر الاجتماعي .

- فضح الليبرالية الجديدة وثقافتها وأخلاقها العدمية بوصفها إيديولوجية البرجوازية الصغيرة لا تخدم النضال العام لسائر الكادحين بل تخدم مصالح الإمبريالية و الرجعية و تعود بالمجتمع للوراء .

- العمل على الحفاظ على التقاليد التقدمية و التراث الأدبي التقدمي للشعب السوري العظيم و إحيائهم في كل المناسبات و الأوقات و تشجيع الإنتاج الأدبي و الفكري و العلمي .


حركة الراية الحمراء و مهامنا القومية و الأمّمية

إن حركة الراية الحمراء في سوريا حركة وطنية تقدمية تسعى لتركيز مكانها من مجمل الحركة الشعبية في سوريا وقواها وبناء خط سياسي شريف نظيف صريح في سبيل تحقيق الاهداف الوطنية تمارس تأثيرها وفق إمكانياتها وتواجد رفاقها بأسس تنظيمية لا مركزية واساليب نضال غير مباشرة في سبيل الحفاظ على ثوابت الثورة الوطنية وتحقيق اهدافها وأولها اسقاط النظام من خلال الحفاظ على وحدة الوطن والشعب وسيادة الدولة على كل أراضيها ساعيين لذلك لنعزيز ثقة الشعب بنفسه من خلال ثقتنا اللامحدودة ورهاننا الوحيد الأول والأخير على الطاقة الكامنة للشعب السوري وقدرته الجبارة في الصمود لتوجيهها نحو انتصارها بأقل الخسائر وأفضل الأساليب .

إن حركة الراية الحمراء حركة سياسية وطنية تقدمية تدافع عن حقوق العمال والفلاحين و كل الفئات الاجتماعية الوطنية وتسعى لقيادة نضالهم أو التأثير به في الإتجاه الصحيح من خلال كوادر واعية مثقفة و وتناضل لبناء دولة ديمقراطية برلمانية جمهورية سوريا مستقلة تكافح غلاء المعيشة و البطالة و النهب و كل المصاعب الحياتية اليومية وتحترم حريات السوريين جميعاً بمختلف أديانهم و معتقداتهم وتياراتهم السياسية و الفكرية ، إننا بالأمد البعيد نسعى لبناء دولة العمال و الفلاحين دولة حل كل المعضلات الاجتماعية و الاقتصادية التي تفرزها الرأسمالية على أرض سوريا الوطنية .

أما على المستوى القومي فإنَّ الحركة تنظر للصهيونية على أنها حركة استعمارية إمبريالية تسعى من أجل الحفاظ على وجودها و مصالحها لخرق حركات التحرر الوطني و ممارسة العدوان المباشر مهددة بذلك الإستقلال السياسي للبلدان العربية ، إننا نرى في التعاون و التنسيق بين كل الحركات الماركسية و العمالية و الوطنية في عالمنا العربي شرط لا بد منه لرفع مستوى الكفاح حتى المسلح منه ضد الصهيونية و أنظمتهم الرجعية ، فيجب هنا على حركات التحرر في مقدمتها الحركات الثورية الشيوعية في عالمنا العربي الوعي لمخططات الإمبريالية خاصة بما يخص حرف بوصلة الصراع و إدخال الشعوب في صراعات ثانوية لا تخدم هدفها في التحرر و الديمقراطية و القضية المركزية .

نؤكد على تضامننا الكامل مع نضال الشعوب في كل العالم ، هذا النضال الذي يتقدمه العمال و المضطهدين الثائرين من أجل نيل حقوقهم و بناء نظام السلم و الرخاء الثقافي و المادي ، فتضامن شعوب العالم بأسره أمر ضروري لكبح جماح الإحتكارات العالمية المجرمة للحفاظ على وجود البشرية وبناء إنسانيتنا و تحقيق هدف المضطهدين الثائرين المنشود و بدون هذا التضامن لا يمكننا الحفاظ على مكتسبات الشعوب التي ضحت بالغالي و الرخيص من أجلها .

إننا نتضامن مع المناضلين الشيوعيين المعتقلين و مع الحركات الشيوعية و العمالية الثورية في العالم أجمع و ندعم نضالهم بكل الإمكانيات المتاحة و المتوفرة و هذا واجب على كل المناضلين الشيوعيين في عالمنا العربي .

لقد كسب نضال الشيوعيين السوريين من خلال نضالهم على مدى أكثر من 85 عاماً ثقة الجماهير الفقيرة المضطهدة التي وقفت بجانبهم في مختلف مراحل النضال رغم حملات الاعتقال و التنكيل و القتل التي تعرضوا لها المناضلين الشيوعيين ، إننا نقسم ونتعهد أمام أنفسنا و وطننا أن نظل أوفياء للنهج الذي خطّه فرج الله الحلو و فؤاد الشمالي و يوسف يزبك و ناصر حدة و سعيد دروبي و كل الشيوعيين السوريين الميامين القدامى نهج الدفاع عن حقوق الجماهير بإخلاص و تفاني و عزيمة كفاحية لا تلين من أجل العدالة الاجتماعية و الديمقراطية و التغيير الاجتماعي مطلب الكادحين الوطنيين الشرفاء .


الراية الحمراء في سوريّا



#الراية_الحمراء_في_سوريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مؤلف -آيات شيطانية- سلمان رشدي يكشف لـCNN عن منام رآه قبل مه ...
- -أهل واحة الضباب-..ما حكاية سكان هذه المحمية المنعزلة بمصر؟ ...
- يخت فائق غائص..شركة تطمح لبناء مخبأ الأحلام لأصحاب المليارات ...
- سيناريو المستقبل: 61 مليار دولار لدفن الجيش الأوكراني
- سيف المنشطات مسلط على عنق الصين
- أوكرانيا تخسر جيلا كاملا بلا رجعة
- البابا: السلام عبر التفاوض أفضل من حرب بلا نهاية
- قيادي في -حماس- يعرب عن استعداد الحركة للتخلي عن السلاح بشرو ...
- ترامب يتقدم على بايدن في الولايات الحاسمة
- رجل صيني مشلول يتمكن من كتابة الحروف الهيروغليفية باستخدام غ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - الراية الحمراء في سوريا - البرنامج السياسي المؤقت لحركة الراية الحمراء في سوريّا