أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عائشة مشيش... - الطريق الى منفى...














المزيد.....

الطريق الى منفى...


عائشة مشيش...

الحوار المتمدن-العدد: 4330 - 2014 / 1 / 9 - 15:06
المحور: الادب والفن
    


الطريق إلى منفى ....
فجأة وبدون إرادتها..ورغما عنها..وجدت نفسها في الطائرة ..متجهة إلى منفاها الاضطراري..
بنظرة زائغة واستسلام المضطر تركت لهم نفسها..يشدونها إلى هذا الجانب ..ويأخذونها إلى الجانب الآخر ..
لم تكن تقاوم ..وكأنها لم يعد يعنيها ما يحدث ..؟
اتحد المرض مع الغائب الحاضر في إيلامها .. إحساسها بالعجز اتجاههما ضاعف من استسلامها..؟
لم تكن بهذا الضعف يوما ..كانت قوية ..مثابرة..ثائرة..ماذا حل بها حتى أصبحت تميل إلى الصمت
حيث تجد فيه ملاذا لها .....هل تعبت ..؟ هل أصبحت مناعتها ضد التعب هشة إلى هذا الحد ..؟
أم هو تراكم الوجع..فما مر بها يزيد عن عمرها ويفيض...؟
هل التعب شيء لحظي أم حالة يفرضها العجز عن رد فعل تجاه تلك الحالة.. ..؟
أغمضت عينيها وهي بين السماء والأرض ..حاولت النوم مع أزيز الطائرة الخافت .. لكن شريطا يأبى إلا أن يمر أمام عينيها المغمضتين..؟ تساءلت لما نرى حتى ونحن مغمضون..؟
كانت بجانبها تعتقد أنها نائمة , وتطل عليها لتتأكد أن كل شيء على ما يرام ..ترى لو أن ما بداخلنا يمر على وجوهنا
كما يمر شريط الأخبار في قناة فضائية ونحن نشاهد فيلما أو أغنية أو حتى نشرة رياضية .. ماذا كان سيكون حالنا..وحال الآخرين ..هكذا تساءلت وهي في غفوة بين نوم ويقظة ...
جيد أنها لا تمر على صفحة وجوهنا..حتى نحتفظ بصورها داخل الذاكرة التي نركنها على جانب ونعتقد أننا تخلصنا منها ..؟
إلا أنها لا تلبث أن تطفو في ما نحاول إبعادها..أو محاولة الهروب منها ...محاولة لاستقبال الآتي بصفحة بيضاء خالية كذاكرة طفل حديث الولادة....رغم أنها تشك أن كانت إقامته في رحم أمه لم تترك شيء ما في ذاكرته...؟
ما لبثت أن سمعت المضيفة تقول ..شدوا أحزمتكم استعدادا للنزول ...تمنت لحظتها أن تظل بين السماء والأرض..
ترى لما لا نجعل الخيار لمن يريد العيش بين السماء والأرض.. ؟
ربما لو كان هذا الخيار لانتقلت الحروب الدائرة هناك إلى هنا ..؟
إذا لا مجال للتنصل من كل شيء إلى أي شيء..؟
وحده الموت ..؟ القادر على إنهاء كل شيء ..
ألا تعد أنانية حين يعتقد المرء أنها نهاية..بينما هي بداية لآخرين بعده ..؟ هذا يعني أن الذكريات تلاحقنا نتركها فتبدأ
في العيش من خلالهم ..ربما نحتاج إلى مئات السنين لتمحى تلك وتأتي أخرى ليست لنا ..
نهضت على إثر هزة خفيفة من على كتفها..وهي تذكرها بنزول الطائرة على الأرض ..وان عليها أن تنهض وتسارع في ارتداء المعطف فالجو بارد جدا...
نزلت وإياهم..كان الجو باردا ..تركت نفسها لها تمضي بها بعيدا ..لتدخل بها إلى قاعة فسيحة بها مقاعد جلست على أحدها تنتظر إجراءات رتيبة للمضي إلى منفاها الاضطراري .. ....
تأملت كثيرا المكان..إلى حد ما كان مريحا وهادئا ومتسعا ..لكنه كان يوحي بالوحشة وبرودة رغم دفئه ....
كانت الغرف محجوزة غرفتين بحمام ومكان للجلوس بمقعدين وطاولة .. وتلفاز صغير ودولاب للملابس
لم يأخذ تغير ملابسها إلا لحظات قليلة مع مساعدة في ذلك ..ثم تمددت في فراشها المعد لها ..تنهدت بعمق ..ونظرت إلى سقف الغرفة ..استغرقت في حلم ليلة أمس بعد أن غفيت للحظات...
كان الجبل يخر و موج الأرض كان عاليا يتلاعب بصخور كبيرة ويهوي نحوها نظرت في كل الاتجاهات فلم تجد غير طيف كانت يداه دامعتين..مدها إليها تحسست الدمع وجرى بها إلى السماء...هناك كان القمر عاليا أكثر أكثر من علو موج الأرض....
عندها راحت في سبات عميق...
....................
عائشة مشيش ...






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “مبروك النجاح” Link الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2025 ...
- رابط رسمي وشغال. نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس الي ...
- بعمر الـ80.. يحيى الفخراني يقف على المسرح مجسدًا -الملك لير- ...
- نجيب الحصادي… أفَلَ العقل المُنيف ومضى مَن أوقد البصيرة في ل ...
- مبروك للجميع.. رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس ...
- الفنان يحيى الفخراني يعود لـ -الملك لير- في عامه الثمانين
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس.. رابط النتيجة على م ...
- وفاة الممثلة العراقية إقبال نعيم.. وداع لصوت مسرحي نادر
- ألبوم -صنع في أفريقيا- لزياد الزواري: موسيقى عالمية بطابع تو ...
- -حول تعريف البطل الحقيقي-.. إليكم ما نعرفه عن فيلم -درويش- و ...


المزيد.....

- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عائشة مشيش... - الطريق الى منفى...