أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ابوحازم التورنجي - ناظم زغير التورنجي - قصة اغتيال علنية لصحفي شيوعي















المزيد.....

قصة اغتيال علنية لصحفي شيوعي


ابوحازم التورنجي - ناظم زغير التورنجي

الحوار المتمدن-العدد: 4328 - 2014 / 1 / 7 - 23:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


ليس هنالك بلد في العالم يخلو من الفساد الاداري او المالي ، فحتى اكثر البلدان الديمقراطية المتحضرة المتقدمه في مجال الشفافية والعلنية - كالبلدان الاسكندنافية على سبيل المثال – تبرز فيها بين الحين والاخر فضائح من الفساد المالي او الرشاوي واستغلال المنصب ، ولكن هذه الحالات قليله بشكل عام بسبب من الدور المهم الذي تضطلع به هيئات الرقابة الحيادية لدولة القانون والموؤسسات ، والدور الحيوي والفعال الذي تلعبه الصحا فة المستقله في نبش وتعريه تلك التجاوزات والانتهاكات القانونيه ، وكم من كبار السياسيين ممن كانوا مرشحين لقيادات مهمه في الحكومات او الدوله ، سقطوا بمجرد مقالة صغيره لصحفي بسيط ربما يكون مغمورا ، وفي ختام الفضيحة المنشورة والمحاكمة ،يذهب السياسي المفضوح الى بوابة النسيان مجردا من (صلاحياته وانواطه ) ، بينما يستمر الصحفي في عمله بامانه استنادا الى المعلومات الحسيه ومدعوما بقوة القانون ، ولم نسمع هنا عن لغة التهديد او كواتم الصوت ،وللمستوى الثقافي والحضاري دور ملحوظ في هذه العمليه . هذه العمليه التي تركز على اعطاء الصحفي كامل الحق والحرية من اجل توضيح الحقيقة وفق السياقات المهنيه ، من اجل تشذيب المجتمع من عمليات السطو والاحتيال على حقوق الافراد والمجتمع .... وبلغة بسيطة يبقى السياسي الفاسد هنا هو المطارد دوما من قبل الصحفي .في اطار قانوني وحقوقي نظيف .
ولكن في بلد مشوه البنيه الاجتماعية والسياسية والقانونية ، يغدو الامر معكوسا تماما، الصحفي هو المطارد من قبل السياسي الفاسد ، والصحفي مطلوب الرأس ان لم يسكت ، ففي هذه الدويله ليست ثمة شرف سياسي وليست هنالك مواد قانونيه او تشريعيه تحمي الصحفي من سطوة السياسي المنحرف االمتجبر الغارق في الفساد ، بل من البهتان منحه صفة السياسي وهو لا يعدو كونه رئيس عصابة مجرمه او زعيم مافية لا تعبىء بالقانون حتى وان وجد ، فالثقافة العامه في هذه الدويله هي الثقافة الاقطاعية والتسلسل الهرمي العشائري للاغوات ...
فكم هو عظيم هذا الصحفي الذي يكافح بقلمه وكاميراته وضميره الحي ، جبروت السياسي الفاسد المتجبر الباغي ، وليس في الامر ثمه سذاجة في اختلاف معادلة الصراع بين القلم وكاتم الصوت ، فذاك هو قدر الصحفيين منذ نشوء هذه المهنه المتعبة المزعجه ، في بلدان متخلفة تفتقر لابسط حقوق الانسان ، فأما ان يتخلى الصحفي عن ضميره المهني ، وبها ينتهي ان يكون صحفيا حقيقيا ، بل مجرد كاتب لغو يجيد صياغة التقارير الانشائيةوالاخبارية السطحية (وحتى المخابراتيه والامنيه ) فكم من اشباه الصحفيين وجدناهم مخبرين ، وكم تعج الصحافة في العراق بتلك النماذج الدخيلة او المسيسه باتجاه واحد ، فحتى الكثير ممن يحسبون انفسهم في خانة اليسار ( شيوعيين ويساريين وليبراليين ) تحولوا بمرور هذا الزمن الخائب الرديء الى مجرد كتبة تقارير متصالحة حتى مع نفسها ، في صياغات فقدت ذلك البريق الثوري الذي كان يستثير الهمم ويستقطب الشباب الوطني المتحمس للانخراط في لجة الصراع من اجل هذه القضية او تلك من قضايا الوطن المبتلى بحكامه الفاسدين الطغاة .
الشهيد الصحفي الشيوعي كاوه كريماني ، يعمل في احدى المجلات التي تصدر اسبوعيا في كردستان العراق
كتب عن قضية فساد من بين الالاف القضايا في دويلة السليمانيه ، والقضية تتتعلق بالسيد محمود سنكاري الكادر القيادي في حزب ( الاتحاد الوطني الكردستاني ) الذي يترأسه جلال الطلباني بطل مجزرة بشت اشان .....
توقفت طويلا عند الترجمة الحرفيه لما دار من حديث تلفوني شوارعي هابط يفتقر الى ابسط المقايير الادبية والاخلاقية حتى في اجواء العداوات والصراعات المشحونه بالكلمات النابيه
فالسيد محمود سنكاري استخدم احط الكلمات السوقية في قاموس الشتائم البذيئه التي اربىء ان اذكر واحدة منها ،ليختم شتائمه بالوعيد و بتهديد واضح وصريح بان هذا الكادر الاقطاعي الاغواتي المستبد سينال من حياة الصحفي الشاب كاوه كرمياني ، الذي ظلت اجاباته طيله المكالمة التلفونيه مهذبه وملتزمه وتعكس خلق رفيع مترفع من الانزلاق الى ذلك الدرك السافل الذي انحدرت اليه الفاظ السيد محمد سنكاري ، والتي تنبأ ، تشير وتؤكد جريمه قادمة مرتفبة لا محال واقعة من قبل هذا الاغا المسعور ، وكل الدلائل والمؤشرات كانت تؤكد بما لايقبل الشك بان الشاب الصحفي الشيوعي هو مشروع شهادة مرتقبه ( فالشيوعيون في كردستان مع شديد الحزن والاسف قد غدو بلا وزن ولا قيمه سياسيه في واقع الحال وفي البرلمان وخصوصا بعد الانتخابات الاخيره مجرد – حايط انصيص – والامام الما يشور يسمونه ابو الخرك- مجرد مقعد واحد في عملية معروفة للجميع ولاداعي لتفاصيلها ) .
انني لم ادن واستنكر فحسب تلك الجريمه البشعة التي اعتبرتها وصمة عار اخرى على جبين قاتليه ،
بل وحزنت من كل وجداني لخسارة هذا الشاب ذو القدرة والموهبة الواعدة ، في وقت نحن فيه بامس الحاجة الى هذه القدرات الشابة النظيفة المتحمسه في نضال الشيوعيين ضد قوى الفساد والاقطاع السياسي ...
وحزنت اكثر حين عرفت انه كان ينتظر وليده الاول من زوجته الحامل ، طفل ولد يتيما ، فيا لبشاعة ما اقترفت ايديهم .
هنا اتوقف عند القضية التي اردت توضيح موقفي كشيوعي مما قيل بشان تعليقات سابقة لي أثارت حفيظة البعض الذي لازال يسبح بحمد ولي نعمته .....
ان جوهر تعقيباتي وملاحقاتي للامر ،تتلخص في انني كنت ولازلت احمل الشيوعيين الكردستانيين مسوؤلية هذا الاخفاق الكبير في خسارة هذا الصحفي الشيوعي**فمسوؤليتهم الكبرى بدأت منذ ان وصله التهديد العلني والصريح في ذلك الاتصال التلفوني المسجل ، اذ ما كان لهم الحق ان يتركوه وحيدا بمفرده ليكون لقمه زائقة امام حوت فاسد شرس لا يرعوي ، اذا كان المفروض اخذ كل التدابير اللازمه لحمايته والحفاظ عليه وحتى اخفاؤه ، فلا اعرف هل غدت حماية الشيوعي هي مسوؤلية شخصية بحته ، ام ان للهيئات والرفاق والمسؤلية الجماعية دورا في ذلك مثلما عهدناه في حياتنا الحزبيه باستثناء الاعتقالفي السجون .....
ان قصة اغتيال الصحفي الشيوعي كاوه كرمياني هي نسخة عراقية من رواية الكاتب الشهير غاربيل غارسيا في ( قصة موت معلن ) ،
لااعتقد ان الشهيد كاوه كان مستسلما لقدره وينتظر اغتياله ،ولم يشم رائحة الخطر خصوصا وانه قد سطر في مقالاته الاخيرة تهم خطيره من العيار الثقيل لحيتان السلطة المستبدة . ، استلم اثرها تهديد مباشرا وثقيلا وخطير ستهدف حياته بالتحديد وليس شيء اخر كالفصل من العمل الابعاد او تلفيق اليهم ، اي انه اصبح في وجه المدفع فما لعمل ؟ هل من الحصافة والحكمة ،الاستكانة والركون للطمينات البائسه دون سند قانوني او سياسي ، امر غير معقول وغير مقبول على الاطلاق ،فالكلوسة لايمكن ان يركن لها في مثل هذه التعقيدات الكبيرة
بل أن جل ما ترشح عن تلك الكلوسه ، أ نه قد حصل على تطمينات شفهية تقلل من شأن التهديد فان كان ذلك قد حصل فتلك مصيبة، من حيث الاستخفاف بحياة الرفاق
ثم يبرز سؤالي الكبير امام الشيوعيين الكرستانيين :
ماذا فعلتم منذ لحظة استشهاد الصحفي الشيوعي كاوه كرمياني وحتى يومنا هذا على الصعيد القانوني والسياسي والجماهيري ؟
هل نظمتم تظاهرة احتجاج الى البرلمان او مقر الحكومة او نقابة الصحفيين ؟
هل طالبتم بفتح تحقيق علني ؟؟؟؟ وهل وهل وهل ؟؟؟
فالشهيد كاوه ليس هو الاول وبالتأكيد لن يكون الاخير في دويلة الاقطاع والحيتان.
واكرر ما قلته سابقا لكم ايها الشيوعيين الكردستانيين ( اذا حلقت لحية جارك فاسكب الماء على لحيتك )
واقولها مخلصا لشيوعتي ، عودوا لحزبكم ، عودوا لجماهيركم ولا تخسروا حزبكم وجماهيركم وانتم تغرقون في دوامة البحت عن المناصب والامتيازات الانيه اللماعة، فكلما غدى حزبكم قويا يتكلم بلسان الناس المسحوقة ويقف الى جانب معاناتهم وهمومهم ويناضل من اجل مصالح كادحيهم ، عندها ستلتف الناس حولكم وسيكون لكم وزن وقيمة سياسية في المجتمع والبرلمان متأتية من الناس وليس من المناورات السياسية التي تكبلكم بقيود تاريخيه لاتغتفر، ولتكن مواقفكم متميزة مستقلة بما ينسجم مع مصالح فئات الشعب الكادحة .
وعلية فانتم مطالبون باعادة النظر في كل برامجكم وتوجهاتكم واساليب عملكم على كافة الاصعدة ، واعرف ان المهمة شاقة وصعبة لكنها ليست مستحيله اطلاقا ، ومسيرة الالف ميل بداء بخطوة واحدة ، خصوصا وانه لازال هنالك من مشى معنا تلك المسيرات الشاقة الطويله في جبال كردستان الشماء ووديانه
واسمى مشاعر التقدير لكل منتأمل وفكر واعتبر وناضل من اجل نجاحات الشيوعية
وللشهيد الصحفي الشيوعي كاوه كرمياني كل المجد والخلود ونحني اجلالا امام بطولته


* الاقتباس من رواية غاربيل غارسيا (قصة موت معلن )
**جريدة طريق الشعب تختزل الامر الى مجرد اغتيال صحفي



#ابوحازم_التورنجي_-_ناظم_زغير_التورنجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - ابوحازم التورنجي - ناظم زغير التورنجي - قصة اغتيال علنية لصحفي شيوعي