|
دعوة للمشاركة في الحوار حول العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - اجابة على الأسألة
سعدي السعدي
الحوار المتمدن-العدد: 1231 - 2005 / 6 / 17 - 11:55
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
السؤال الأول: ما هي الدروس التي يمكن لقوى التيار اليساري و الديمقراطي العراقي استخلاصها من المرحلة المنصرمة ومنها الانتخابات الانتقالية للاستفادة منها في نشاطها الراهن وفي المشاركة الفعالة في صياغة دستور ديمقراطي علماني مدني للعراق ؟
1. إن القوى الرجعية والظلامية اكتسبت قوة وخبرة في تضليل الناس بالشعارات الدينية المزورة .. وحملة الطاغية الايمانية التي اريد منها اشاعة الجهل والتخلف وتخدير الناس، صبت بهذا المصب .. هذه الظاهرة ساعدت القوى الدينية (على الرغم من بطش صدام لها) وللاسف على اتباع كل الاساليب لانتزاع السلطة وبأي ثمن .. وجاء الثمن مطابق لارادة الامريكان في استبعاد القوى الوطنية والديمقراطية والعلمانية لابقاء الشعب تحت رحمة القوى الظلامية الرجعية .. لقد لعبت القوى الدينية باوراق تدل على تهافتها .. وبينت الاحداث حتى قبل صعودها على انها قوى لا تستحي من استعمال اي وسيلة لتبرير الوصول الى السلطة .. ولنقارنها مع صدام وحزبه العفلقي الذي استعمل كل الوسائل للوصول الى السلطة وبالتالي الاستحواذ عليها وقتل الشعب والتمعن باستغلاله وامتهان كرامته .. وهذا ما هو واضح من هؤلاء الذين سيبين التاريخ كم هم متخلفون .. فاذن ارتبطت مصالحم بمصالح المحتلين وارتبطت مصالح المحتلين بمصالحهم .. فلننظر ماذا سيحل بالعراق بعد سنهم للدستور الذي سيتقاتلون من اجل جعل الاسلام زوراً مصدراً للتشريع وبذلك تطبق هيمنتهم على كل مجالات الحياة ليقتلوها ويقتلوا الشئ القليل الذي بقي بعد زوال الطاغية .. وسوف نشهد بأي مستنقع سيجد الشعب العراقي نفسه .. هذه هي التجربة الايرانية دليل لا يقبل الشك او الجدل على عقم المتاجرة في الدين .. 2. إن القوى الديمقراطية واليسارية بعد ان وجهت لها ضربات موجعة من قبل النظام الدكتاتوري العفن، وجدت نفسها خارج الوطن مبعدة قسرياً .. وبقيت الجماهير بعيدة عنها فريسة لديماغوجية النظام، فريسة للدكتاتور الصغير واسياده .. وبعد فترة اكثر من ربع قرن في المنفى وجدت القوى الديمقراطية اليسارية نفسها ممزقة مشتتة واحياناً متحاربة .. كذلك انهيار الاتحاد السوفيتي والمنظومة التي كانت تدعي الاشتراكية .. كلها عوامل اظهرت مدى ضعف التيار الديمقراطي اليساري في الساحة العراقية. 3. ابراز القوى من جانب قوى اليسار والديمقراطية لم يكن يتناسب مع القوى الفعلية لها على الساحة مما ادى الى استنفار الجميع ضدها .. وهذا ما حرض القوى اليمينية والرجعية بكل اصنافها على شن حملة ضد كل التيارات التي تمثل اليسار .. 4. لعب الاعلام دوراً حاسماً في كل العملية .. واذا لم يمتلك اليسار الديمقراطي على وسيلة اعلامية متطورة فلا يمكن التفكير بنتائج باهرة. 5. وسائل العلاقة مع الجماهير لم تتطور، ولم ترتق الى المستوى النضالي والارث الثوري لتلك القوى .. وبقيت العلاقة مع الجماهير تتسم بالفوقية، ولم تبتكر اساليب جديدة تنسجم مع مستوى وعي الافراد وحاجاتهم الفعلية، ولم تتلقف الشعارات التي تستطيع تحريكهم. 6. بقيت قوى اليسار حبيسة مشاركتها المتواضعة في بعض مرافق الدولة .. ونسيت أن عليها واجب النقد والنقد البناء لكل الظواهر السلبية وتبني خطط كفيلة بمعالجتها .. فكانت نظرة البعض منها انها جزء من مخطط سلطوي .. وهذا ادى الى حالة من الشك في صدق شعاراتها .. لذلك ينبغي على قوى التيار الديمقراطي اليساري ان يحاول اجادة المعارضة السلمية والنقد البناء وكشف العورات وتشخيصها ووضع تصورات عن البدائل .. ان ابسط اشكال النضال هو النضال السلمي الذي لا يتطلب سوى الكلمة الصادقة والتحليل العلمي لمجريات الاحداث .. واذا رجعنا الى المسميات القديمة فلنرفع شعار: نضال – تضامن – نضال. 7. اثبتت الاحداث ان قوى اليسار لا تمتلك الوعي الكامل بالنظرية الماركسة والديالكتيك الماركسي .. فاستقراء الواقع وتحليله علمياً من الوجهة الماركسية كفيل بصياغة الخطط التكتيكية والستراتيجية الصحيحة وبالتالي تقليل احتمالات الخطأ وضمان مسيرة بدون هزات كبيرة ..
السؤال الثاني: أين تكمن أهمية وضرورة قيام تحالف لقوى التيار اليساري و الديمقراطي العراقي في المرحلة الراهنة و ما هي تاثيراته على تقارب وتحالف الأحزاب اليسارية والديمقراطية في دول الجوار و الشرق الأوسط ؟
في البداية على القوى السياسية ان تتعرف على نفسها وتعرف بعضها للبعض الأخر .. فقد اشتبكت واختلطت التسميات بحيث لا تستطيع التمييز بين هذا وذاك .. من هي قوى اليسار الفاعلة على الساحة العراقية، وكذلك القوى الديمقراطية الحقة .. من هم ممثلوها ؟؟ ما هو تاريخهم ؟؟ وما مدى ثباتهم ؟؟ وكم هو رصيدهم على الساحة السياسية العراقية ؟؟ .. علينا تحديد ركائز اليسار الديمقراطي أولآً وممثليه .. ثم طرح برنامج واضح للتعاون ، ودعوة كل الاطراف لمناقشته، ليس المهم من المبادر بل الأهم هو ماذا يحوي البرنامج وماهي الاهداف المتوخاة منه .. وما هي الاساليب الواجب اتباعها لتنفيذ تلك الاهداف وماهي اليات التنفيذ .. ولكن عموماً أن أي تقارب بين فصائل اليسار الديمقراطي هو خطوة في طريق انقاذ البلد من هجوم اليمين الشرس .. انظر الى كل القتلة الذين ربتهم الدكتاتورية، لقد اطلقوا اللحى واصبحوا متدينين .. فبعظهم من انتمى الى احزاب دينية وبدأ يتسلق المناصب فيها ومنهم من اسس احزاباً ورفع شعارات زائفة ومنهم من تملق للشخصيات الحاكمة واسترجع بعض لمناصب المفقودة ومنهم من اندمج مع الارهاب ومنهم من قاد الارهاب .. كل هؤلاء ينجمعون تحت يافطة اعداء الشعب .. ولكن القوى الظلامية احتوتهم .. إن قوة المثل في التجمع والتضامن الذي تبديه قوى اليسار واي نجاح تحققه سيلقي بظلاله على مسيرة قوى اليسار في عموم المنطقة بدون ادنى شك ، ولذلك تكالبت كل دول المنطقة لوأد التجربة الديمقراطية في العراق وبكل الاشكال.
السؤال الثالث: ماهي المهمات التي ترون ضرورة أن تكون اساساً صالحاً لهذه التحالفات المنشودة؟
1. نبذ الخلافات مهما كانت اسبابها والتأكيذ على قواسم مشتركة تمثل الحد الادنى المطلوب في هذه المرحلة .. 2. عدم الاستئثار من اي طرف لتمثيل اليسار الديمقراطي بل لنوصف انفسنا كتيار واحد له خصوصيته وبرنامجه المرحلي المشترك ذا الحد الادنى .. 3. رسم خطط تكتيكية مشتركة وافاق ستراتيجية تغطي مرحلة كاملة .. استناداً الىخبرة الجميع وتصوراتهم .. 4. إن أهم مهمة تستوجب هذا التحالف والتقارب هو صياغة الدستور .. إنها مهمة لا تقبل التأجيل .. كيف نتعامل مع مسيرة كتابة الدستور .. كيف يمكننا الضغط من أجل دستور علماني .. المشكلة انك تجد بين اليسار واليسار الديمقراطي والعلمانيين من يقف الى جانب دستور ينص على ان الاسلام مصدر رئيسي للتشريع .. وهذا مدخل الى الكارثة بكل ابعادها .. 5. المهمة الأخرى هو صياغة مفهوم محدد للمرحلة الراهنة .. وبرنامج يهتم بمفردات المرحلة .. الاقلاع عن الشعارات الرنانة .. الناس الأن بحاجة الى رغيف لاولادهم .. الى حياة طبيعية (ماء، كهرباء، غاز، امان، نظافة،مجاري، مواصلات، مسكن لائق، عمل شريف، تعليم ...الخ) 6. ايجاد منبر اعلامي مشترك ****************************************************** دعوة للمشاركة في الحوار حول العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=39349
#سعدي_السعدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من اجل حملة لدعم دستور ديمقراطي في العراق
-
أوقفوا اللعبة السياسية على اقدامها
-
حجاب ام تيزاب
-
المرأة العراقية والمجتمع العراقي إلى أين؟؟؟
المزيد.....
-
الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي (إ.م.ش) تدعو للمشاركة الوازنة
...
-
النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 576
-
فريق حزب التقدم والاشتراكية بمجلس النواب يُطالب الحكومة بتقد
...
-
السيد الحوثي: بقية الفصائل الفلسطينية المجاهدة في غزة تواصل
...
-
هل تسعى تركيا إلى إنهاء الصراع مع حزب العمال الكردستاني؟
-
تركيا.. اعتقال رئيس بلدية -أسنيورت- بتهمة الانتماء لحزب العم
...
-
العدد 577 من جريدة النهج الديمقراطي بالأكشاك
-
الجبهة الديمقراطية تراسل الاحزاب السياسية والبرلمانات العالم
...
-
المكتب السياسي لحزب النهج الديمقراطي العمالي يدين بشدة وصف ا
...
-
بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|