صباح آخر يوم في 2013

منال علي

الحوار المتمدن-العدد: 4322 - 2013 / 12 / 31 - 19:49
المحور: الصحافة والاعلام
    

ساعات ويبدأ عام 2014 أولى ليلاته، في هذا الصباح تصفحت العديد من الموقع الإخبارية الالكترونية المصرية والعالمية، جميعها أعدت ملفات لحصاد 2013. كانت الأخبار السياسية هي الأبرز في تلك الملفات، بغض النظر عن كيفية تناول الصحف لهذه الأحداث، فمنهم من ركز علي الشخصيات السياسية الراحلة عن عالمنا مثل نيلسون مانديلا، الرئيس السابق لجمهورية جنوب أفريقيا، ومن هم علي قيد الحياة مثل عبد الفتاح السياسي، وزير الدفاع المصري وغيرهم الكثير.
ومنهم من ركز علي ما يدور علي الساحة السياسية والصراع حول السلطة وتفسيراتها، كأحداث العنف في مصر وسوريا والعراق وتونس وبنجلاديش وليبيا وما يدور في أفريقيا وأبرزه السوادن ومالي، وتحولات السياسة الإيرانية والاضطرابات في العلاقات الامريكية الاسرائيلية، وهناك أيضا الأحداث التي شهدها الغرب ومايدور من أزمات اقتصادية وسياسية في أوروبا والولايات المتحدة وما أصاب شعوبها بغضب كبير، دفعها في بعض الأوقات إلي تنظيم مظاهرات وإضرابات قوية، تسببت في تصدع الأنظمة الحاكمة في أكبر بلدان العالم. بغض النظر عن التفسيرات التي صاحبت هذه الأحداث من مؤيد ومعارض أو متفاءل ومتشائم.
كانت الصورة قاتمة للغاية مع تمرير شريط 2013 وسط المفات السياسية، لكنها تحسنت مع الانتقال إلي الأخبار الطريفة وقراءة خبر عن تحرك تمثال فرعوني في مدينة مانشيستر داخل خزانته علي مدار اليوم دون أن يلمسه أحد، مما دفع إدارة المتحف لتثبيت كاميرة لمراقبة التمثال. أما الأخبار الفنية والرياضية فكانت معتدلة إلي حد ما، فقد حقق كثيرون بعض النجاحات رغم ما أصاب أوسطاهم من ألم لفراق نجوم بارزين مثل وديع الصافي وأحمد فؤاد نجم واعتزال محمد أبو تريكة لاعب الكرة المصري. وعادت للقتامة مرة أخرى مع التقارير الاقتصادية والاجتماعية والتي كشفت عن تدهور كل الاقتصادات العربية والافريقية تقريبا وتراجع الاقتصاد الغربي والعالمي بوجه عام.
مشكلات النظم والحكومات وصراع الصفوة علي السلطة لم تنفصل أبدا عن مشكلات الناس العاديين في الشوارع والذين لا يهتمون بشكل كبير بالسياسة وهمومها، فهم لا ينجون من متاعبها وضوضائها، فقد الآلاف وظائفهم ويعانون الآن مرارة البطالة، يقاوم الأغلبية العظمى من المشتغلوين ضعف الرواتب بعد تخفيضها من جانب أصحاب الأعمال، وذهب الكثيرون وراء القضبان في حملات اعتقال عشوائية ومنظمة وغاب الكثيرين عن الحياة في أحداث عنف عشوائي أيضا ومنظم، تشرد ومات العديد من قساوة البرد في الشوارع بعدما فقدوا منازالهم إثر النزاعات السياسية، ويعاني الجميع من سيطرة أجواء متشائمة واكتئابية تحاصرنا في العالم العربي عبر كل قنوات الاتصال الاجتماعي بداية من الأسرة مرور بالتليفزيون والجرائد والمواقع الاخبارية والتواصلية الالكترونية، وحتى أحاديث الناس في الشوارع ووسائل المواصلات العامة والعيش في حالة تقشف إجتماعي يظهر في ارتفاع معدلات البطالة والفقر والعنوسة وتدهور مستوى التعليم والصحة وتقليص سقف الحريات العامة وعدم الشعور بالأمان.
أما النسبة الضئيلة من البشر فهم من ينعمون بحياة رغدة حتى في أوقات الحرب. ربما يعانون من انخفاض مستوى الترافة في العيش لبعض الوقت ولكن داخل حدود الرفاهية.
وبالنسبة لي، فعند مروري علي شريط قصير جدا من ذكريات 2013 وجدت أني لا أختلف عن الكثيرين من البشر، فلا أهتم بالقضايا السياسة وليس لي أي نشاط سياسي علي الإطلاق ورغم ذلك فإن ضجيج الصراع علي السلطة يزعجني جدا، ومازالت أعاني من نفس المشكلات التي يعاني منها الأغلبية العظمي من الشباب في مصر، ولكن رأيت أيضا الكثير من الأحداث الجميلة في هذا العام، أولها وأهمها استعدت شعوري بالثقة بالنفس بعدما فقدته لفترة طويلة وأتمنى ألا افقده مرة ثانية وسط هذا الزحام من المشكلات المستعصية، وعدت لكتابة الشعر بعد انقطاع دام أكثر من عشر سنوات متواصلة، بدأت خطوات ناحجة في التقدم الدراسي، وتزوجت أختي الوحيدة.
لم أشعر أن عام 2013 عام " نحس" أو كئيب بالنسبة لي رغم كل الأجواء المتشائمة واستمرار معاناتي من أمور هامة ومصيرية في حياتي كانت موجودة في 2012 وانتلقت إليه، والتي سوف تنتقل معي في 2014 أيضا ولا أعلم متى سيحسم أمرها وتتوقف عن الانتقال من عام إلي آخر، فرغم كل ذلك اشعر أنه عام جيد واتفائل بالعام الجديد .. كل سنة وأنتـم بخير مع أرق أمنياتي لكم بعام سعيد.

#منال_علي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل