أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حلمى شعراوى - فى تكريم سمير أمين















المزيد.....

فى تكريم سمير أمين


حلمى شعراوى

الحوار المتمدن-العدد: 4322 - 2013 / 12 / 31 - 16:22
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


مؤتمرالجمعية العربية للبحوث الاقتصادية
فى تكريم سمير أمين

السيدات والسادة

أشعر أن علىَ أكثر من واجب للشكر، شكر الأصدقاء الأعزاء فى قيادة الجمعية العربية للبحوث الاقتصادية الذين توسموا فىَ إمكانية تقديم علم من أعلام الفكر الاقتصادى السياسى مثل سمير أمين ، وشكر سمير أمين نفسه الذى ارتضى لى أن أقف هذا الموقف خاصة مع اعتذاره لظروف اضطرارية عن عدم وجوده شخصياً بيننا .
وهكذا أجد نفسى، أقتحم عرين الاقتصاديين العرب، وأنا آخر من يُرشَح لهذه المهمة العسيرة، وقد رحت أبحث عن سبب أبرزه للحاضرين لتبرير فعلتى هذه بقبول تقديم سمير أمين فى مناسبة احتفالية بهذه القيمة لتكريمه من قبل منتدى بهذا الشموخ.!
تصورت السبب راجعاً إلى علاقتى بسمير أمين منذ تقابلنا فى داكار بالسنغال عام 1973، وهو فى الأربعين من عمره، يدير مركزاً دولياً تابعاً للأمم المتحدة ،معنياً بالتنمية الاقتصادية والتخطيط (فى العالم الثالث) باسم IDEP.. ويومها فاجأنى بإعداده لندوة فى دار السلام بتنزانيا عن الصراع الطبقى فى أفريقيا.... فاستهولت الأمر، وأنا القادم من بلد يتحول فيها –منذئذ –تركيبها الاجتماعى كله إلى ما لم نحمد عقباه! وتصادقنا على السراء والضراء منذ ذلك الحين... راح هو يسهم فى تأسيس "المجلس الاجتماعى للبحوث الاجتماعية"- كوديسريا- ومنتدي العالم الثالث ، ورحت أنا إلى دار السلام ولاجوس فى جهد لإنشاء الجمعية الأفريقية للعلوم السياسية ومع تاسيس الجمعية الافريقية بمصر .
وكنا نناقش، ما وراء تحركاتنا جميعاً من فكر، لنجد أن موجة التنظيم الواحد فى بلداننا آخذة فى الانحسار، ولابد من مساهمة المثقفين التقدميين فى الحراك الجديد الذى قد ينفرد به المحافظون..!
لم تكن رحلة سمير أمين سهلة، فقد عاش صعوبات اليسار فى مصر طول الوقت منذ أزمة اليسار مع الناصرية ،(وقد سجل هذه الرحلة بنفسه في اكثر من مجلد ) اذ غادرها للتعلم فى باريس 1954 بينما هو عضو نشط فى حزب "الراية." الشيوعي، وتكررت الأزمة إلى حد فتح السجون للجميع فتسلل هارباً 1959، ليكتب عن مصر، ويدرس ويقوم بالتدريس فى السربون، وليتواصل مع الحركة الفكرية اليسارية الوطنية والعالمية ، تفهما للمسار الخاص للتجربة السوفيتية، وتطلعاً للدلائل الجديدة للتجربة الصينية، وتحليلاً لتجارب الشيوعيين الأوربيين، وتطورات الماركسية فى العالم الثالث. وبينما يأتى خبيراً للتنمية فى بلدان مالى وغينيا وغانا أوائل الستينيات ، فإنه يدير حلقات النقاش في اوروبا مع جوندار فرانك ، وأريجى ، وفالرشتاين، وهو يضع مبكراً فكرته عن التراكم الرأسمالى ودور المركز والأطراف فيه كخلفية لبشائر حركة التحرر الوطنى ومن اجل مستقبل مختلف للاشتراكية، وليس مجرد التمهيد لتطوير التبعية او مدرستها التي انتقدها لاحقاً ولا يؤكد تأسيسه لها .
لم يكن سمير أمين مجرد عالم الاقتصاد، أو حتى الاقتصاد السياسى الذى يحرص كثيراعلى مسماه هروباً من عالَم الاقتصاد البحت وعلمائه الذين يعتبرهم سمير أمين خبراء النظريات الاقتصادية الراسماليه وحسب، وإنما وجدت فى سمير أمين، وتابعته، مفكراً عالمياً، معنيا بالفلسفة، والسوسيولوجيا، والثقافة وعلم الاجتماع الدينى ، وذلك خلال بلورته لتطور المجتمعات ، ومراحل التاريخ ، والتصدى للنظريات الكبرى نقدياً بما شمل الماركسية، والعالمثالثية، والصراع الحضارى ، بمنهج لا يحترز كثيراَ ًمن المغامرة الفكرية التى منحته قدرة على الرؤية المستقبلية المبكرة، والتي بدت في القول بعسكرة العولمة إلى عودة الاستقطاب أو تعدد الاقطاب المتصارعة تدريجياً...
كتبتُ عنه لإحدى المجلات العربية (الطريق-بيروت) مقالاً فى اوائل هذا القرن (يونيو 2002)أتساءل فيه: لماذا تأخر وصول سمير أمين إلى العالم العربى ؟ وخاصة فى المشرق، أى لماذا لم نردده كثيراً مع أسماء شهيرة أخرى إلا فى أواخر الثمانينيات، رغم وجود بعض ترجمات لأعماله هنا وهنالك، وكانت قد بلغت حين كتبت ذلك حوالى الثلاثين عملاً هاماً. لم أجد السبب فى قلة اهتمامه مثلاً بالواقع المصرى، وهو الذى اهتم مبكرا بتطور المؤسسة الاقتصادية المصرية، فأصدر دراسة فى التيارات النقدية والمالية فى مصر (1957) ثم بالتطور السياسى الاقتصادى فيما كتبه باسم مستعار عام 1960 عن "مصر الناصرية" نشر باسم "حسن رياض " فى باريس عام 1963 وترجمته الإدارة المصرية لحاكميها فقط فى ذلك الحين، حتى نشر مؤخرا مع وثائق أخرى باسم " حول الناصرية والشيوعية المصرية " (2013) . وظل يتابع ويكتب عن مصر حتى صدر له كتابه عن "ثورة مصر" عام 2011، كنص هام نقلت عنه المصادر العالمية حول ما حدث وما زال يحدث فى مصر...
لا مجال للعودة هنا لتأخر وصول سمير أمين الي العالم العربي، فقد وصل قويًا بترجمات لأعماله الثلاثين تقريباً. وكان أحدها فى مصر عام 1991 يبدو رداً متكاملاً عما حدث، فعنوانه:" من نقد الدولة السوفيتية إلى نقد الدولة الوطنية : البديل الوطنى الشعبى ..." ويمكن للقارىء أن يفهم أثر نقده المبكر للاشتراكية السوفيتية، وفهمه الخاص للدولة الوطنية الشعبوية وقيادتها، ليدرك سبب حرماننا من حضوره المباشر لبعض الوقت. ووصل سمير أمين عضواً ثم رئيساً لمركز البحوث العربية والأفريقية الذى شرفت بالمشاركة فى تأسيسه وإدارته.
ومثلما أُعلن "منتدى العالم الثالث" فى داكار منذ عام 1976 في اطار جامعة الامم المتحدة ليديره سمير أمين ويبقى هناك متنقلا بينه وبين القاهرة حتى الآن، فقد أعلن تأسيس "المنتدى الاجتماعى العالمى "، مقابلاً قوياً لمنتدى "ديفوس " الاقتصادي ، ومنذ قيامه، يشارك سمير أمين فى تنظيمه سنوياً بعد انطلاقته الكبرى من "بورتو أليجرى" عام2001، وليتبلور الجدل الفكرى داخل هذا المنتدى حتى يعلن سمير أمين ونخبة من كبار المفكرين العالميين قيام "منتدى البدائل العالمى" خلال ندوة فكرية كبرى انطلقت فى القاهرة وبمقر مركز البحوث العربية والأفريقية عام 2002.. وصدقونى أننا لم نستطع إصدار بيان باسم "إعلان القاهرة للبدائل العالمية" خوفاً من قمع الدولة الأمنية الراسخة فى ذلك التاريخ..
لم تكن رحلة سمير أمين سهلة، لأنه لم يختر الطريق السهل الذى يسكن إلى نظرية ثابتة، ويتمترس للدفاع عنها... فهو المحلل لتمركز الرأسمالية وسيطرتها الإمبريالية العالمية، بقيادة أو انفراد الولايات المتحدة، ليعود فى وقت لاحق للقول بهيمنة "ثالوث" "الإمبريالية الجماعية" من الولايات المتحدة –أوربا- اليابان"... وبينما العالم الثالث عنده أساس التحرر الوطنى لفترة، وإذ به يطورالقول أن عالم الجنوب ليس هو "الثالث" فقط لأن "الثالث" بات ينقسم بدوره بين الدول "البازغة" والعالم الرابع... وليقدم فى أكثر من دراسة عميقة وشيقة معالم صعود البازغين وعقبات المتعثرين....
والاساس في ذلك هو تصورسمير أمين المسبق عن مرحلة "مشروع باندونج" (1955-1975) والتى شكلت فيها دوله الناهضة المواجهة الاوليه مع الإمبريالية العالمية بأشكال مختلفة من المقاومة والمبادرات الاستقلالية للشعوب بين 1955/1980. والتى أعقبها تغير أو تحديث أساليب الإمبريالية فى السيطرة وسطوتها على النظام المالى المعولم ، أو ما أسماه التمييل أو الأمولة ncialization finaوعلى احتكار أسلحة الدمار ، ومناهج ترسيخ امبراطورية الفوضى ، مما أضاع زخم مشروع باندونج ليشهد عالم الجنوب تطورات من نوع جديد ...مع تحرك البازغين الجدد ، ولينتهى سمير أمين إلى أنه على شعوب التخوم أن تقوم ببناء اقتصادها الوطنى بالإعتماد على الذات مع فك الارتباط ، مستندة إلى التجمعات الإقليمية وإلى كتلة شعوب الجنوب ككل بدخول الموجة الثانية للتحرر ، وخاصة التحرر من الوهم البديل وهو" اللحاق" فى إطار النظام الرأسمالى المعولم .
ويلاحظ سمير أمين ، مع تطويره "للعالمثالثية" أو ما كان يسمى "الدول النامية" أن بلدان الجنوب" شعوبا وأمما ودولا أصبحت تخضع لتحليلات جديدة عنده لما يسمى بالدول البازغة ...بما لابد من الالتفات إليه ، ذلك أن موجة التغيير الراديكالى المتوقعة لاتحدث فى بلدان الشمال ، ولكن من يتعرضون لها هم من بلدان التخوم أو ما يسميها "منطقة العواصف" بما نشهده فيها من ثورات متكررة ،و" البلدان البازغة" التى يشير إليها فى التحدى الأولى فى الشمال تعنى تلك الدول التى لم تقبل الاستسلام لسياسة الرضى بالبقاء والأوهام المحيطة به ، وإن لم تُبدِ معارضة صريحة "للنظام " ، وإنما تنشغل بالتنمية النشطة ، وبجهود ذاتية ومبادلات بينية دون الوقوع تماما فى شراك التبعية .وحتى تقوم بذلك الشعوب نفسها – حيث ما زال الأمر فى يد السلطات الحاكمة – فإننا نتصور أن ثمة أنظمة إنتقالية ذات طبيعة وطنية شعبية تقوم بذلك ...
وهو لايقبل التصنيف الهزلى أو الأيديولوجى للعالم حول التراتب الراسمالي الي سبعة أقطاب مثلا دون رؤية حقيقية لواقع المتغيرات فى النظام العالمى . لكن العوالم الأربعة عنده تضم ، فى الأول : "الثالوث الإمبريالى" (الولايات المتحدة ، أوروبا، اليابان) ثم يأتى الثانى وهى الدول البازغة ليضم فى مقدمتها ( الصين والهند والبرازيل) وبدرجات ما روسيا التى يحاول الثالوث إبقائها فى التخوم مثل أوروبا الشرقية ...وفى تصنيفات أخرى لسمير أمين يسمى دولا متوسطة النمو فى وضعها مثل فنزويلا وماليزيا وجنوب أفريقيا...الخ وينطلق من ذلك التوسط إلى دراسة وضع العديد من الدول الأخرى مثل إيران وتركيا ومصر وغيرها ...وعندما يأتى ذكر "العالم الرابع "-إن جاز التعبير- فهى معظم دول الجنوب من أفريقيا والعالم العربى والاسلامى ، التى يعتبر" الجنوب المهمش" الذى يبقى مصدرا للموارد الرأسمالية ، ممثلا بالضرورة لحالة "الأ بارتيد" على المستوى العالمى.
و يظل "البازغون" عند سمير أمين هم التحدى الأساسى للرأسمالية التى لا تشكل عنده إلا مرحلة عابرة فى التاريخ، لأن المستقبل بحكم التفاعلات العالمية سيكون للاشتراكية ولو علي المدي البعيد . ولذلك يعطى سمير أمين أهمية لفهم الأزمات العالمية على أسس هذا التفاعل ، ليقول بأن الأزمات الأخيرة 1980/2008 لم تكن أزمات مالية ولكنها أزمة الرأسمالية الإمبريالية نفسها والخروج منها لابد أن يكون بالضرورة خروجاً من الرأسمالية المتأزمة وليس من أزمة الرأسمالية . والعولمة "المنتصرة" والتى بدت أنها تحميها تتعرض بدورها لأزمة تعدد الاستقطاب وليس لصعود خط العولمة المستمر منذ خمسة قرون . إذ كلما بدت أنها تحقق " نهاية التاريخ " بدت فى مواجهتها مؤثرات ثورية تهز قوائمها بشكل ملحوظ مثل ثورات روسيا والتحرر الآسيوى الأفريقى، وحركة بزوغ القوى الجديدة على الصعيد العالمى من قبل.
وتحكم سمير أمين مخاوف من إضطراد هيمنة المراكز على التخوم ، فيما عبر عنه بتزايد مظاهر "الأبارتيد" على المستوى العالمى ، نتيجة قبول الطبقات الوسطى والكمبرادورية بفتات العولمة ، ويؤدى هذا إلى الانزلاق إلى البربرية وليس إلى تصاعد التحدى للنظام العالمى
إن تحليل سمير أمين الدائم لخريطة النظم العالمية، هو شاغل واجب ، يلقى هو نفسه ببعض أبعاده ليفكر فيها مثقفو بلدان الجنوب وحركاتها الوطنية الشعبية، لأن سمير أمين يقول دائماً، أنه ليس مفكرا فى الاقتصاد السياسى بقدر ما هو ناشط أيضاً على مستوى عالمى ، لأن حركة التحرر من الإمبريالية العالمية الجماعية، هى أيضاً حركة عالمية جماعية بالضرورة ، والعلوم الاجتماعية عنده –عالم مفتوح لا تحكمه الحتمية الفيزيقية التقليدية- مثلما أن أفق الاشتراكية مفتوح لاحتمالات عديدة واجتهادات نقوم بها جميعاً.
لعل انشغاله بالفكر النظرى إلى جانب كل تلك القضايا العالمية والعملية هو ما جعله يعود مؤخرا لإصدار كتابه عن " قانون القيمة المعولمة " (2012) ، تطويرا لأفكار عالجها مبكرا فى قانون القيمة والمادية التاريخية ، وهدفه مثل –ماركس- بالأساس هو إقرار نظام عقلى وفلسفى لانتقاد العالم، "والنظام"، وأظن سمير أمين بذلك يحرص على اعتبار أن الماركسية بلا ضفاف، وأن الديالكتيك هو أداة المادية التاريخية لهزيمة مناهج الاقتصاديين الرأسماليين.
لعلى استطيع هنا أن أقول أن هذه النظرة الديالكتيكيه حكمته وما زالت تحكمه كثيراً فى تحليلاته خاصة عن التجربة الصينية ولا يسمح الوقت للغوص فى هذه التحليلات التى يعطيها قدراً كبيراً من اهتمامه باعتبار ان وجود ربع البشرية فى الصين مسألة تهم الإنسانية كلها بالطبع، وهو يفتح لها آفاقا، ويذهب ويغدو إلى عوالم المتغيرات الصينية، ليبقى الأمل هناك فى تطور مختلف. سؤاله الدائم فى الحالة الصينية قد تم بالطبع منذ كتب عن الماوية ، لكن كتابه الأخير" اشتراكية القرن" (2008)، كما فى كتابات له منذ "1980" عن : الماوية والتحريفية "وما أعده مؤخرا للنشر عن الصين وسؤاله : حول ما إذا كانت اشتراكية السوق مرحلة فى التحول الاشتراكى الطويل أم طريق مختصر نحو الرأسمالية؟ ويميل سمير أمين فى النهاية- إذا نجحت أنا فى تفسيره-إلى القول بإمكان بقاء الصين زخراً لمستقبل الاشتراكية ولو فى المدى البعيد الذى يراه دائماً لافق الاشتراكية - خلافاً لتصورات الاشتراكية الدولية الثانية أو الثالثة. وفى تقدير سمير أمين إن بقاء أشكال من الملكية الجماعية وتيسر وصول الفلاحين للأرض فى حل صعب للمسألة الزراعية عند الآخرين وبقاء قيم الاشتراكية الموروث بعمق عن الماوية ، وتبادلها مع متطلبات التراكم ذى الطبيعة الرأسمالية يجعله يقول "إن الوقت لم يفت لكى يؤثر النضال الاجتماعى في الصين على تطور لم يحسم بعد! "بما يبدو أنه يرجعه لبقاء الحزب الشيوعى فى السلطة، وإن كان لا يتردد عن التساؤل حول إمكانيات استمرار عملية المقرطة.!
لسمير أمين وتحليلاته المعمقة فى الواقع العالمى والمحلى اجتهادات نافذة لا تغفلها عين. وتحتل مصر مثل العالم العربى مكانتها فى هذه الاجتهادات، وهو الذى بدا مبكراً بالكتابة عن مصر الاقتصادية والناصرية، وعرج على تحليل مدقق ما زال مقروءا عن بلدان المغرب، وعن الدولة، والمجتمع فى العالم العربى بمساهمة وإشراف على سلسلة منها نشرها مركز البحوث العربية والافريقية، وهو مساهم أساسى فى تحليلات عن ثورة مصر ما زالت جديرة بالقراءة.
حذر سمير أمين فيما كتبه عن ثورة مصر عام 2011 من طبيعة التحالفات التى قد تلتف على الثورة، ومن الاحتمالات الكبيرة لحدوث النمط الباكستانى وليس -حتي-النمط التركى، بل أنه طور التحليل مؤخراً لينشر دراسة عن فشل تجارب الإسلام السياسى فى باكستان وتركيا وإيران معاً. ليضمنه كتابه المعد للنشر كطبعة ثانية عن ثورة مصر، بنظرة متشائمة –فى تقديرى - ليست من طبعه .
ولسميرأمين اجتهاداته فى سوسيولوجيا الدين والوضع الثقافى الاجتماعى للأديان الثلاثة وفي كتبه : ( أزمة المجتمع العربى – نحو نظرية للثقافة ) يبرز رأيه حول الإسلام السلفى باعتباره مثالا للتمركز الأوربى حول الذات معكوسا ، لان الرفض الإسلامى لنمط غربى متفرد وثابت طرح مقابله نمطا دينيا أصوليا ثابتا بدوره فارضا تصورات لهوية جامدة تمثل تمركزا معكوسا حول الذات بدوره ، خلافا لأى فكر اجتماعى يسهم فى تطور المجتمعات وإبداعها الحضارى ، ولتنتهى الحركة السلفية هذه الى غطاء للإسلام السياسى الذى لم يجد حرجا فى موقفه المضاد للثورة فى مصر متعاونا مع الغرب والرجعية ( ثورة مصر 2011)
إن التعرض لتقديم سمير أمين ليس مسألة سهلة، فما بالكم وأنا أقدمه فى محفل مثل هذا يعج بعارفيه وناقديه ومحبيه... لكننى قصدت الاقتراب به لجمهور آخر من الشباب والقوى الصاعدة فى هذا البلد القلق، أحيلهم لأحاديث سمير امين العالم والناشط، بأمل أن يصل قريباً ليكون وسطهم، وبأن يعودوا بأنفسهم لأكثر من أربعين مؤلفاً وأكثر من مائتى بحثً معظمها الآن بالعربية إلى جانب ما نشر بالفرنسية والإنجليزية والصينية وعديد من اللغات الأخرى لمن استطاع إليها سبيلا....
وأنى لأكرر شكرى على منحى هذه الفرصة التى أمل أن أكون قد وفيت فيها ببعض دينى للأصدقاء ولسمير أمين بما قدمته من جهد متواضعً خلالها.



#حلمى_شعراوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاججة حركات الإسلام السياسى في علاقاتها الدولية


المزيد.....




- بتدوينة عن حال العالم العربي.. رغد صدام حسين: رؤية والدي سبق ...
- وزير الخارجية السعودي: الجهود الدولية لوقف إطلاق النار في غز ...
- صواريخ صدام ومسيرات إيران: ما الفرق بين هجمات 1991 و2024 ضد ...
- وزير الطاقة الإسرائيلي من دبي: أثبتت أحداث الأسابيع الماضية ...
- -بعضها مخيف للغاية-.. مسؤول أمريكي: أي تطور جديد بين إسرائيل ...
- السفارة الروسية في باريس: لم نتلق دعوة لحضور الاحتفال بذكرى ...
- أردوغان يحمل نتنياهو المسؤولية عن تصعيد التوتر في الشرق الأو ...
- سلطنة عمان.. مشاهد تحبس الأنفاس لإنقاذ عالقين وسط السيول وار ...
- -سي إن إن-: الولايات المتحدة قد تختلف مع إسرائيل إذا قررت ال ...
- مجلة -نيوزويك- تكشف عن مصير المحتمل لـ-عاصمة أوكرانيا الثاني ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حلمى شعراوى - فى تكريم سمير أمين