أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسامة عبد الرحمن - عندما يضع السياسي رقبته على المقصلة لمصلحة دولته .. ليكود 82 مثالا














المزيد.....

عندما يضع السياسي رقبته على المقصلة لمصلحة دولته .. ليكود 82 مثالا


أسامة عبد الرحمن

الحوار المتمدن-العدد: 4320 - 2013 / 12 / 29 - 02:28
المحور: القضية الفلسطينية
    


في حرب 1982 أخطأ الليكود المجنون ممثلا بحكومته التي كان يرأسها مناحيم بيغن ويشغل فيها إرئيل شارون منصب وزير الدفاع .. أخطأ وخاض غمار حرب شرسة في جنوب لبنان نجم عنها أكبر عملية انتحار سياسي تمت مع سبق الاسرار والترصد في تاريخ سياسة الشرق الأوسط بكاملها ..

بيغن وشارون قدّروا مع قادتهم العسكريين أن عمليتهم في لبنان لن تستغرق أكثر من 3 أيام وسينتج عنها تطهير كامل لكل خلايا ومجموعات منظمة التحرير المسلحة بشكل كامل، ولكن الحرب استمرت لأكثر من 80 يوم بسبب شراسة مقاومة الفلسطينيين الذين رفضوا الانصياع لفكرة طردهم وانهاء وجودهم في لبنان بسهولة .. فلقنوا اسرائيل أول درس لها في تاريخها في حرب العصابات والشوارع والمدن وبرهنوا قدرتهم المهولة على التصدي لآله الحرب الاسرائيلية رغم شراسة وفداحة الأضرار التي لحقت بلبنان وأهله وشعبه - والتي تسبب فيها الجيش الاسرائيلي الارهابي الذي قتل 70 ألف شهيد فلسطيني ولبناني في 80 يوما فقط.

في إسرائيل كانوا يسمونها بالحرب المجنونة .. وقد كانت كذلك .. فقد حاربت حكومة الليكود ضد الفلسطينيين وضد إرادة الجيش الاسرائيلي الذي كان أفراده يرفضون حربا يموتون فيها بالمجان وضد إرادة الشعب الذي خرج في مظاهرات وصلت لدرجة أنها كانت - ولا زالت - الأضخم في تاريخ تل ابيب والمدن الاسرائيلية وكانت أول مرة يخرج الاسرائيليون منددين بهذا الشكل بإرهاب جيشهم ضد العرب .. وحاربوا ضد الصحافة والكنيست وحاربوا ضد المجتمع الدولي الرسمي والشعبي الذي ندى جبينه لفظاعة أعمال الارهاب التي مارسها الجيش ضد مدنيين عزّل ومقاومين شرعيين عن حقوقهم في الحياة .. وقد خسرت إسرائيل بسبب "مغامرة الليكود المجنونة" الكثير من الأشياء التي لم يستطيعوا استعادتها - ومنها الحكومة مثلا وأغلبية الكنيست - إلا بعد سنوات طويلة جدا شهدت سيطرة لحزب العمل على الحكم ..

خسرت إسرائيل في هذه الحرب آلاف القتلى وقد كلفتهم جنودا أكثر من الذين سقطوا في خمسة حروب سابقة مجتمعه باعترافهم واعتراف ضباطهم وجنودهم بذلك وقد نشرت الصحافة الاسرائيلية اليسارية المعارضة في ذلك الوقت (دافار - عل همشمار - هعولام هازيه - هآرتس وغيرها) شهادات عن ضباط وجنود للجيش الاسرائيلي شرحوا فيها ويلات ما لاقوا خلال الحرب .. ورغم ذلك ظل بيغن وشارون يصرخون بالجنرالات أن تقدموا واطلقوا النار واقصفوهم حيث ثقفتموهم .. لا تتوقفوا أبدا ..

هل أصيب بيغن وشارون بهستيريا وجنون مطبق حتى يستمروا في حرب خاسرة بهذا الشكل؟

التفسير المنطقي الوحيد ينحصر في نقطة من اثنتين ..
1- أن بيغن وشارون رفضوا أن يتم إلصاق عار هزيمة اسرائيل في حرب ضد العرب بهم
2- أن بيغن وشارون أرادوا الانتصار السياسي ولو على حساب الانتحار السياسي لهم شخصيا ولحزبهم العريق في الكيان أيضا .. وقد حققوا الانتصار السياسي عبر الحرب فأزالوا وجود منظمة التحرير في لبنان وبالتالي دول الطوق وانهوا مشروع الوطن البديل / المؤقت وضمنوا تواجدا دائما في بلد غير مستقر عسكريا وأمنيا ويمكن أن تتشكل فيه مجموعات مقاومة تضرب العمق الاسرائيلي مرة أخرى وبسهولة .. كمان ان البديل .. الانسحاب من الحرب .. يعني انتصارا للمقاومة الفلسطينية باعتراف اسرائيلي صريح .. وذلك كان سيؤثر حتى على ميزان القوى في المنطقة ويعكسه لصالح المقاومة التي كانت لتحقق مكسبها السياسي الكبير الاول في تاريخها والذي لم يتحقق للأسف ..

لا اظن أن أشخاصا عاقلين مثل بيغن وشارون قد يحدث لهم ذلك .. هم تورطوا بدون شك في شيء لم يحسبوا حساب خطورته ولكن إكمالهم للطريق لنهايته كان يعني انتهائهم سياسيا بدون شك وكانوا يدركون ذلك ويعونه ولا يحتاجون لمن يفسر ذلك لهم .. في أيام الحرب قتل بعض الجنرالات وكانوا أصدقاء لشارون وذهب بنفسه لمنازلهم لكي يقوم بتعزيه ذويهم .. وأكثر من ضابط (معلومة مؤكدة) قامت زوجاتهم باطلاق النار من أسلحة شخصية على شارون وكادوا يقتلونه وقد أصيب في كتفه في إحدى المرات .. وكل ذلك لم يجعله يتوانى عن الاستمرار حتى النهاية .. ففي النهاية .. حققت إسرائيل المكسب السياسي حتى لو عنى ذلك ابتعاد بيغن عن الساحة السياسية نهائيا .. وابتعاد شارون عنها لمدة 19 عاما كاملة ..

لا أريد لمقالي أن يكون محاكمة لقيادات المقاومة ومنظمة التحرير على اتخاذها قرار الانسحاب الخاطئ عام 1982 .. فبعد 70 ألف شهيد في أقل من ثلاثة شهور ما الذي تستطيع أن تفعله؟ ومن أنا لأحاكمهم على قراراتهم التي لو كنت مكانهم لما تجرأت على التفكير في اتخاذها أصلا .. لقد قاتلوا بشجاعة وكسبوا معركة على الارض وخسروا واحدة في ميدان السياسة بدون شك .. ولكن ليس هذا موضوعي ولا نقطة نقاشي .. النقطة الأساسية هي تلك الروح التي امتلكها أعدائي وأعداء وطني ممن مثلوا نخبة ضيقة جدا استطاعت أن تشاهد وتستوعب صورة لم يشاهدها أحد آخر داخل إسرائيل في ذلك الوقت واستطاعوا ان يكسبوا لبلدهم وكيانهم انتصارا عريضا حتى لو لم يستوعب هذا الكيان قيمة هذا الانتصار وحتى لو لم يجد الوقت ليحتفل به لانشغاله بالحزن على هزيمة وقتية تحولت مع الزمن لمجرد أرقام وهمية ..

لحكام العرب في ذلك عبرة .. خصوصا اولئك الذين ابدوا الاستعداد للتضحية بشعوبهم حتى آخر قطرة دم في سبيل بقاء أنظمتهم .. وأولئك الذين اعتبروا أن هزائمهم المنكرة مجرد نكسات عابرة لأنها لم تنل أصلا من استقرار ووجودية أنظمتهم حتى لو خسروا فيها أرضا وبلاد ..



#أسامة_عبد_الرحمن (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جلاكسو ستتوقف عن رشوة الأطباء لأنهم أصبحوا يدركون قيمة الأخل ...
- تخلص من الكبدي الوبائي ب84 ألف دولار
- التصنيع الدوائي .. الأولويات والمعايير الأخلاقية
- تنامي الخطر الداهم للسلفية الجهادية في فلسطين


المزيد.....




- ضربات إسرائيلية على دمشق.. ماذا قال وزير خارجية أمريكا؟
- الجيش الإسرائيلي: مئات الدروز عبروا من مرتفعات الجولان إلى س ...
- بعد استهداف دمشق.. لماذا تنفذ إسرائيل ضربات في سوريا الآن؟
- السويداء.. الداخلية السورية ويوسف جربوع يُعلنان التوصل لوقف ...
- لحظة قصف هيئة الأركان وقصر الشعب الرئاسي في دمشق
- خطوة لاقت ترحيبًا أميركيًا.. مصرف لبنان يحظر التعامل مع -الق ...
- خامنئي يتّهم إسرائيل بمحاولة إسقاط النظام الإيراني عبر هجمات ...
- تونس: كارثة بيئية في خليج المنستير.. نفوق كائنات بحرية وتغي ...
- اتفاق جديد في السويداء وإسرائيل تقصف مواقع سيادية بدمشق
- غارات إسرائيلية تستهدف مقر الأركان العامة في دمشق والأوضاع ا ...


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أسامة عبد الرحمن - عندما يضع السياسي رقبته على المقصلة لمصلحة دولته .. ليكود 82 مثالا