أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية فارس - نساء .. في مهب الريح (6 ) الدراسات ُ النسوية ُ في العراق















المزيد.....

نساء .. في مهب الريح (6 ) الدراسات ُ النسوية ُ في العراق


نادية فارس

الحوار المتمدن-العدد: 1229 - 2005 / 6 / 15 - 12:40
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لست ُ من هؤلاء الذين يخاطبون القادة َ -- فالعملية ُ ليست سهلة ًحين تخاطب ُ الحكومة َ أو أحد َ أعضائها -- أو قائدا ً حزبيا ً أو أحد أعضاء ِ حزبه
يجب عليك أن تتعلم المسح على الأكتاف وإتقان ِ فن تمثيل ِ العبد ِ المطيع --أو المتذلل الخانع الخاشع في حضرة ِ سيادته أو عظمته ِ أو جلالته
وحين تراسلهم فعليك التأكد َ من أن ّ ذلك القائد لايملك ُ مجسّات ٍ لكشف الكذب والرياء ِ والنفاق وعليك التأكد َ أنك تحمل ُ معك جوعا ً متأصلا ً للتقرب من هالة ِ الذي تخاطبه ُ --والعيش في دائرته ِ مهما تعدّدت أدرانها--والتهام ِ بقايا مائدته ِ--وتحمل ِ صولاته ِ وجولاته ِ للنيل ِ من كرامتك والضحك على ذقنك
أعرف ُ أني لست ُ بقادرة ٍ على هذا --ولذا فأني لم أخاطب أحدهم ولم أوجه نداءا ً --لكنني خاطبت ُ الله َ يوما ً أعاتبه - بس!! - فقامت الدنيا ولم تقعد --وانبرى مدّاحوا السلاطين لنهش تلك التي تجرأت على مخاطبته وكأن ّ الله لايستطيع ُ حماية نفسه إلاّ بوجودهم --وبوجود خطوط ٍ من الحرس الخاص
وعلى أية ِ حال --فأني سأتوكل ُ من أتوكل ُ عليه --وأحاول مخاطبة َ الحكومة العراقية في عليائها وعزلتها عن الشعب



أيتها الحكومة ُ التي عكست للعالم مدى تخلفنا
أيها السادة وأيتها السيدات -الرجال قبل النساء إرضاء ً للحكوميين والحكوميات

في كل جامعات ِ العالم توجد ُ أقسام ٌ لتدريس ِ علوم الجندر والعلاقات الجندرية--تعتمد ُ التحليل المنطقي والبحوث الأجتماعية ودراسات ُ الحالات الأجتماعية على قدر ِ تعلقها بالسياسة ِ والدين والأقتصاد والمجتمع
في العراق --- لم تحصل النساء ُ العراقيات على مثل هذه الفرصة--حيث ُ كان لدينا معهد ٌ يتيم للفنون ِ البيتية --تتعلم ُ فيه الشابات العراقيات فنون الطبخ والخدمة ِ المنزلية ومهارات ِ الأنصياع للرجال والخضوع للأدوار الجندرية المتوارثة أمّا ً عن جدّة
إن الأوضاع َ الحالية تؤكد ُ بالدليل القاطع غياب َ فهم ٍ واضح للمشكلة الجندرية في العراق --وأمية لاحدود لها متفشية بين أعضاء الحكومة المحكومين بالعقليات العشائرية
والقيود الدينية -- والأتفاقيات الأستعبادية السياسية في محاولة ٍ لحكم العراقيين .. بغسل أدمغتهم

أخاطبكم -- ليس من موقف العبد المواطن الذليل لكم
وليس من موقف المتملق في حضرتكم --كما عوّدكم المدّاحون

بل من موقفي كأمرأة ٍ عراقية -- تعلم ُ خفاياكم وبواطن ِ سياساتكم وسرقاتكم.. ومحاولات استغفالكم لها
أخاطبكم ومعي ملايين الأصوات العراقية النسوية --وحتى الرجالية ِ التقدمية
أن تمحوا أميتكم -- نساءا ً ورجالا
إفتحوا قسما ً لعلوم المرأة -وليدخل أول الداخلين --أعضاء الحكومةوعلى رأسهم وزير العدل
افتحوا مثل هذا القسم ِ في كل ّ جامعة ٍ عراقية
أدخلوا علوم َ المرأة ِ في كل ّ أقسام العلوم الأنسانية --من اللّغات ِ الى التاريخ
أدخلوا علوم المرأة ِ في أقسام العلوم السياسية والأقتصاد
أزيحوا هؤلاء النسوان المتخلفات من حكومة العراق
واخلقوا جيلا ً من القياديات ِ اللواتي يفهمن في ميكانيكيات التغيير والبحث ِ الجندري المنهجي

رغم َ علمي بأنكم لستم قدر مسؤولية إدارة العراق بعد أن دمره ُ الحكم الديكتاتوري الصدامي -- لكنكم متشبثون بكراسيكم --ولقد أكملتم ما بدأه ُ صدام.. بتحطيم ِ ماتبقى
?فهل تُنكرون هذا
أنتم لستم رجال َ سياسة ٍ وإدارة بلدان وتنمية ُ مجتمعات ٍ مدنية -- اعترفوا بهذا

المعمّون فيكم يؤلبون لوبّيات ٍ وتجمعات ٍ نسوية لحماية ِ مصالحكم
إنّكم تقودونهن ّ كما الخراف ِ دون وعي منهن بحجم الجريمة ِ التي ترتكبونها ضد ّ العراق سياسة ً ومجتمعا ً واقتصادا
ولقد ورطتم من تورط معكم
ولقد وضعتم الشيعة والنساء َ في موقف ٍ لايُحسدون َ عليه
ولقد أوهمتم العراقيين بفتنة ٍ طائفية ٍ سيتحدث ُ عنها التاريخ
ولقد تسترتم على سرقات ٍ بليونية ٍ من خبز الشعب ِ من أجل كراسيكم
ولقد سرقتم .. وتبخترتم .. وتراقصتم بين دول ِ الجوار بحثا ً عن تحالفات ٍ ضد ّ أبناء ِ شعبكم
ولقد تبرعتم بنفط ِ العراق --حتى قبل َ عودتكم إليه
ولقد خطّطتم لعراق ٍ تمتلكونه --لا تخدمونه

كونوا شجعانا ً --ولو قليلا ً --وحقّقوا ديموقراطية َ التعليم ِ والتوعية
إفتحوا أبواب َ التعليم ِ على مصراعيها --وقلّلوا من صفحات ِ كتاب الدين --وأزيدوا في
صفحات ِ كتب السياسة والأقتصاد والمجتمع
حوّلوا المساجد َ والحسينيات الى مدارس َ يتعلّم فيها الناس أن يبدأوا حياتهم بفهم ٍ واضح لمعنى الحياة --ويتعلموا الإبداع َ في خلق ِ فرص ٍ لهم ولأطفالهم بعلمية ٍ وليس َ اعتمادا ً على الغيبيات ِ والتمنيات --وليفهموا معنى أن يعيش َ الأنسان ُ متساويا ً مع الأنسان
حولوا مسيرات الّلطم الى ماراثوناتٍ رياضية ٍ يشترك ُ فيها الجميع --نساءا ً ورجالا ً --بفرح ٍ وليس بحزن
علموا الناس َ أن يخرجوا من قوالب ِ الحزن ِ التي حشرتموهم فيها كجزء ٍ من البزنس الديني والطائفي الذي امتهنتموه أبا ً عن جد
أدخلوا لائحة َ حقوق الأنسان ِ وقوانين حماية المرأة ِ ومساواتها بالرجل في كل المراحل
الدراسية

عُذرا ً أيتها الحكومة
فديكتاتورية ُ رجال ِ الدين المصابين بشيزوفرينيا عجيبة ٍ غريبة ٍ-- لم يعد بالأمكان ِ السكوت ُ عليها
فمن جانب ٍ هو يحترم كَونداليزا رايس إمرأة ُ السياسة ِ الأمريكية-- ويبجلها
ومن جانب ٍ --هو يرفض ُ مصافحة َ برلمانية ٍ عراقية ٍ
أليست هذه شيزوفرانيا وتقلّب في المواقف ?--أليس َ هذا استصغار ٌ للمرأة ِ العراقية ِ مقارنة ً بالأمريكية ?--أليس هذا الموقف ُ يستحق ُّ أن تقف َ النساء ُ العلمانيات بوجه ِ هذا المريض النفساني الذي يغير مواقفه بتغيُّرِ من يتعامل ُ معه ?--أليست هذه مهزلة ٌ وجريمة تُرتكب ُ بحقِِّ من نالوا كراسيهم باسمها
ألأهم ُّ من هذا --ألا يعني هذا أن ّالمصلحة َ السياسية َ والمنصب َ السياسي هو أولوية ٌ وأن ّ الدين َ هو الوسيلة َ للوصول ِ للغايات ِ السياسية --فكيف يتحتّم ُ على النساء ِ إذن الخضوع الى الدين ِ الذي هو أداة ُ السياسي ووسيلته للوصول ِ الى غاياته ِ المادية ومتعة ِ دنياه
النساء ُ لهن َّ الآخرة -- حلم ٌ غائب لاندري إن كنا سنجد ُ شيئا ً في الآخرة ِ أم لا --ورجل ُ الدين ِ له الدنيا والآخرة

عذرا ً أيتها الحكومة
لايمكنني أن أخاطب َ الحكومة َ إلا ّ بهذه ِ الصدامية --فأنكم تعودتم مرأى دماء ِ الأبرياء حتى أنها لم تعد تشكّل ُ شيئا ً لديكم --وحتى أن ّ أعداد القتلى لم تعد تهمكم لطالما أن ّ هذه الأعداد لاتضم ُّإسم َ وزيرٍ أو رجل َ حكومة
إن كانت ِ النساء ُ في هذه الحكومة يستوعبن َ مدى تأثيرات ِ التخبط ِ السياسي على البرنامج الأجتماعي لما تجرأن َ أن يدعين َ تمثيلهن للنساء العراقيات
وشخصيا ً -- أنا أدعوهن أن يقتعدن الرصيف في سوق امريدي --كدلاّلات -- وهن ّ فعلاً دلاّلات وتجارتهن هي النساء والوطن ُ والأنسان









#نادية_فارس (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نساء في مهب الريح 5 وداوني .. باللتي كانت هي الداء
- نساء في مهب الريح 4 الرجال ُ قوّامون على النساء
- نساء في مهب الريح 3 حربٌ -- من أجل ِ النفط
- نساء في مهب الريح 2
- نساء -- في مهب الريح: (1) دستور إسلامي من أجل ِ عيونهم


المزيد.....




- موسيقى كناوة، عندما تكسر النساء القاعدة
- مقتل امرأة وإصابة آخرين جراء سلسلة غارات إسرائيلية على مناطق ...
- تواصل العصابات تجنيد الاطفال رغم الأساليب الجديدة للشرطة
- المرأة التي ترعى 98 طفلا من ذوي الإعاقة
- “رابط فعال” خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت 2025 ...
- سحر دليجاني المعارضة الإيرانية: الحرب على إيران ليست دفاعًا ...
- أهم تدخلات وزارة شؤون المرأة خلال العام الأول لتولي حكومة د ...
- النساء لا يتملّكن.. مصريات محرومات من حيازة الأراضي الزراعية ...
- فارسين أغابكيان.. أول امرأة تقود الدبلوماسية الفلسطينية
- دراسة: تدمير آثار الملكة حتشبسوت لم يكن بسبب كونها امرأة


المزيد.....

- المرأة والفلسفة.. هل منعت المجتمعات الذكورية عبر تاريخها الن ... / رسلان جادالله عامر
- كتاب تطور المرأة السودانية وخصوصيتها / تاج السر عثمان
- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - نادية فارس - نساء .. في مهب الريح (6 ) الدراسات ُ النسوية ُ في العراق