أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد بودهان - الرسام الأمازيغي موحند سعيدي يغادرنا إلى الأبد














المزيد.....

الرسام الأمازيغي موحند سعيدي يغادرنا إلى الأبد


محمد بودهان

الحوار المتمدن-العدد: 4315 - 2013 / 12 / 24 - 20:29
المحور: سيرة ذاتية
    


كان خبر وفاة الرسّام الأمازيغي موحند سعيدي، يوم 21 ـ 12 ـ 2013، صادما وصاعقا، خلّف حزنا عميقا وأسى كثيرا في أوساط الحركة الأمازيغية التي كان المرحوم واحدا من نشطائها وفنانيها الكبار، الذين كرسوا فنهم لخدمة القضية الأمازيغية.
التقيت بالمرحوم مرة واحدة بجامعة وجدة عندما استدعيت من طرف طلبة الحركة الأمازيغية لإلقاء عرض حول "أسطورة الظهير البربري"، وذلك منذ أزيد من عشر سنوات. وقد لبى دعوة الطلبة للحضور من الرشيدية، التي كان يعمل بها أستاذا للفنون التشكيلية، قاطعا أزيد من الف كلومتر ذهابا وإيابا.
في هذا اللقاء سلمني ملفا يحتوي على مجموعة كبيرة من إبداعاته الفنية والكاريكاتورية التي تدور كلها حول الأمازيغية. ومنذ ذلك التاريخ، لم يخلُ عدد واحد من شهرية "تاويزا" من رسوماته التي كانت تزيّن صفحات الجريدة، وتعبر، بشكل رسومي ومرئي، عن القضية التي يناقشها الموضوع الذي توضع تلك الرسومات بجانبه. وقد استمر المرحوم الفنان في موافاتي من حين لآخر بإبداعاته الرسومية، التي كنت أنشرها باعتزاز بـ"تاويزا".
عرفت، منذ أزيد من سنة ونصف تقريبا، ومن خلال رسالة س.م.س لشقيقة المرحوم التي كان يقيم عندها بالقنيطرة ليكون قريبا من الرباط حيث كان يتابع العلاج، والتي (الشقيقة) اعتنت به بكل تفانٍ وإخلاص، جزاها الله خيرا، (عرفت) أنه مريض. بعد أن اتصلت به بالهاتف شرح لي ملابسات وضعه الصحي، الذي لم يكن حالة ميؤوسا منها. أخبرت مجموعة من نشطاء الحركة الأمازيغية، هنا بالناظور، وعلى رأسهم الأستاذ حسن بنعقية، بمرض الفنان موحند، فأبدوا استعدادهم لعمل أي شيء يساعد في شفاء الفنان.
استمررت في الاتصال به عبر الهاتف من حين لآخر، أستخبره عن تطور حالته الصحية. كان في كل مرة يطمئنني ويؤكد لي أن العلاج الذي يداوم عليه أعطى نتائج حسنة. وكان مجرد صوته يبعث على التفاؤل ويكشف أن صحته تتحسن. مرة واحدة تحدث معي بصوت متعب وخافت. لكنه شرح لي أنه عائد من حصة للعلاج الكميائي التي يعقبها التعب والعياء والإجهاد.
المرة الأخيرة التي اتصلت به بالهاتف، كالعادة، كان حوالي خمسة عشر يوما قبل وفاته. كان صوته وهنا وخافتا وضعيفا. وقبل أن أستفسره قال لي بأن المرض الخبيث بدأ ينتشر بمنطقة الرأس. لم أطل الكلام معه مثلما كنت أفعل في المرات السابقة، نظرا للصعوبة التي يتكلم بها. ودعته وأنا متشائم جدا، رغم أنني كنت أمني النفس بالتقدم الهائل الذي يعرفه الطب، والذي من الممكن أن ينجح في تحقيق المعجزة بالنسبة لحالة الفنان موحند.
لما جاءني خبر وفاته، قلت مع نفسي: ها هو عملاق آخر يغادرنا، بعد أن غادرنا المفكر الأمازيغي الحسين الإدريسي منذ أقل من شهرين فقط. موحند كان يناضل بسلاح الريشة والألوان، والحسين كان يناضل بسلاح القلم والكلمة. ما أحوجنا إلى هذه الأسلحة "الصامتة" لكن الفعّالة، في وقت كثرت فيه أسلحة التدمير والتفجير المدوّية.
لقد كان كل رسم أمازيغي للفنان موحند يلخص لوحده جانبا من القضية الأمازيغية الذي يحتاج شرحه وعرضه إلى كتاب من الحجم الكبير. وعندما نتأمل رسوماته، سنلاحظ كيف أنه جعل من حروف "تيفيناغ" الأمازيغية"، ومن العلم الأمازيغي، سلاحا فتاكا للدفاع عن الأمازيغية والذود عنها. وإذا كان هذا السلاح هو مجرد ريشة وأصباغ قد لا تقتل ولا تجرح، إلا أنها عندما تتحول إلى رسم وكاريكاتور، فإنها تصبح سيفا يقطع رؤوس الأمازيغوفبيا، ورمحا يصيب في القلب أعداء الأمازيغية، وصاروخا يدمر أساطير العروبة العرقية المناهضة للأمازيغية.
رغم عِظم الرزء الذي منينا به يا موحند بفقدانك، إلا أن عزاءها هو تراثك الفني الأمازيغي الذي سيبقى نبراسا يضيء الطريق الذي تسير فيه الأمازيغية.



#محمد_بودهان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبقرية اللغة الأمازيغية وسر صمودها
- فرنسا تواصل سياسة التعريب التي بدأتها منذ احتلالها للجزائر و ...
- الدارجة و-لاتاريخانية- الأستاذ العروي
- الحاجة إلى ثورة «كوبرنيكية» مغربية
- متى يعترف المغرب بالفرنسية كلغة وطنية؟
- العدالة والتنمية، هبة من السماء للنظام المخزني
- رِفْقا باللغة العربية أيها التعريبيون، رجاءً لا تقتلوها بتعر ...
- المجانية والتعريب أو ألة تدمير التعليم العمومي بالمغرب
- خطْب (بتسكين الطاء) الجمعة
- وما هو الحلّ لإصلاح التعليم بالمغرب؟
- لماذا وصف مصري مساند ل-لإخوان- المغربَ ب-ملجأ اللقطاء-؟
- عندما يكون الغلو في الانتماء إلى العروبة دليلا على الانتماء ...
- لمَ الخوف من الدارجة المغربية؟
- لماذا لم ينتشر الإسلام بأوروبا مثلما انتشر ببلدان أسيا؟
- من المفهوم العامّي للهوية المتعددة إلى المفهوم العلمي للهوية ...
- اللغة العربية أو -المعشوقة- التي لا يرغب أي من عشاقها في الز ...
- وما ذا بعد إقرار اللغة الأمازيغية في -ويندوز 8-؟
- التعريب والهوية بالمغرب
- -الفانطاسمات- اللسنية حول الأمازيغية بالمغرب
- الأساطير المؤسسة للعروبة العرقية بالمغرب


المزيد.....




- أوروبا ومخاطر المواجهة المباشرة مع روسيا
- ماذا نعرف عن المحور الذي يسعى -لتدمير إسرائيل-؟
- من الساحل الشرقي وحتى الغربي موجة الاحتجاجات في الجامعات الأ ...
- إصلاح البنية التحتية في ألمانيا .. من يتحمل التكلفة؟
- -السنوار في شوارع غزة-.. عائلات الرهائن الإسرائيليين تهاجم ح ...
- شولتس يوضح الخط الأحمر الذي لا يريد -الناتو- تجاوزه في الصرا ...
- إسرائيليون يعثرون على حطام صاروخ إيراني في النقب (صورة)
- جوارب إلكترونية -تنهي- عذاب تقرحات القدم لدى مرضى السكري
- جنرال بولندي يقدر نقص العسكريين في القوات الأوكرانية بـ 200 ...
- رئيسة المفوضية الأوروبية: انتصار روسيا سيكتب تاريخا جديدا لل ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - محمد بودهان - الرسام الأمازيغي موحند سعيدي يغادرنا إلى الأبد