أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كاظم خضير القاضي الحسني - فقه التترس: مجانية موت الآخر














المزيد.....

فقه التترس: مجانية موت الآخر


كاظم خضير القاضي الحسني

الحوار المتمدن-العدد: 4314 - 2013 / 12 / 23 - 20:28
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


فقه التترس : مجانية موت الأخر:
--------------------------------
كنّا سابقا نتملح ببعض النوادر التي حفظتها كشاكيل العصر العباسي كالمستطرف و نوادر معلى بن منصور الرازي الحنفي وغيرها من المدونات الفقهية التي نقلت لنا حذلقة الفقهاء كالنادرة التي تقول: لو أن رجلا جامع نعجة فحملت منه وولدت إنساناَ فكبر ذلك الإنسان وصار إمام جماعة وصلى بالناس في يوم عيد الأضحى فهل لهم أن يضحوا به -- باعتبار أن أمه نعجة ،أو الفتوى التي إختلف فيها الحنفية حول رجل أدخل إحليله في دبره ، هل يجب عليه الغسل أم لا ؟!!
وهذه الفتاوى المعطلة التي لم تتجاوز حدودها محابر القصاصين ومجالس السمر العباسي وضعت - كما اعتقد- للتندر أو لإظهار براعة الفقهاء وقدرتهم على اختلاق المسائل المحالة بتدويل بعض الأوجه المفترضة لتشريعات لها جنبة واقعية . وهي كما يتراءى لي تحركت ضمن نسق تشريعي عام كان يبحث دائما عن المستحدثات من المسائل الفقهية ليطرح فتاوى استباقية لأشياء مبتدعة ليس لها مصاديق خارجية. ولو تتبعنا استطرادات فقهاء العصر العباسي وما تلاه ،لوجدناها مترهلة بالمتكلف ألعجائبي ،فما من مسألة إلا وتشعبت عنها عشرات المسائل الافتراضية .
إن هذه الحذلقات التي أنتجت لنا نوادر الكشكول العباسي وقهقهات مجالس السمر صنعت لنا في الوقت نفسه فقه التترس الميكافيلي والموت المجاني أو ذبح المسلم وغيره بدم بارد. فلو استعرضنا الاستطرادات الباردة لابن تيمية الحراني(رائد فقه التترس) حول قتال الكفار،لوجدناها حافلة بتلك الحذلقات .
وقبل ان نورد استطراداته الفقهية علينا أولا ان نتعرف على فقه التترس.
التترس معناه : التستر بالتُرس , والمراد هنا أن يتستر الكفار في الحرب بمن لايحل قتلهم أصلاً كالصبيان والنساء , وكذلك ما لو تستروا بالمسلمين الأسرى عندهم , وذلك هو التترس في الحرب. فإن تترس الكفار بالصبيان والنساء, فإنه ينظر, إن كان ثمة ضرورة لرمي الكفار وقتلهم ومن معهم من النساء والصغار فقد جاز رميهم. ولا بأس في ذلك لان المصلحة الكبرى – قتال العدو- تبرّر المفسدة الأصغر – قتل البريء .
وهذه المحصلة النهائية التي توصل إليها ابن تيمية استخلصها من مقدمات يطول شرحها تكلم فيها عن التتار وكعادة الفقهاء في قراءتهم للواقع الموضوعي يتجاوز ابن تيمية الحدث التاريخي ليلتصق برواية لا يعلم مدى صحتها أو وثاقتها - يكفي إنها نقلت عن عائشة وحفصة – تتحدث عن علامات آخر الزمان وخروج المهدي ،جاء فيها: يغزو هذا البيت جيش من الناس فبينما هم ببيداء من الأرض إذا خسف بهم. فقيل يا رسول الله ان فيهم المكره، فقال: يبعثون على نياتهم .
ثم يستطرد ابن تيمية في حديثه ليقول:( فالله تعالى أهلك الجيش الذي أراد أن ينتهك حرماته وفيهم المكره وغير المكره، مع قدرته تعالى على التمييز بينهم مع أنه يبعثهم على نياتهم)
وهذا الاستنتاج الذي استنبطه ابن تيمية من حدث غيبي - على افتراض صحة الرواية التي نقلته - هو من الحوادث المستقبلية التي لا يقطع بحدوثها ؟؟
وعلى اية حال يسترسل الحراني في كلامه ليقول:( فكيف يجب على المؤمنين المجاهدين أن يميزوا بين المكره وغيره وهم لا يعلمون ذلك، بل لو ادعى مدع أنه خرج مكرها لم ينفعه ذلك بمجرد دعواه ... بل لو كان فيهم قوم صالحون من خيار الناس ولم يمكن قتالهم إلا بقتل هؤلاء لقتلوا أيضا، فإن الأئمة متفقون على أن الكفار لو تترسوا بمسلمين وخيف على المسلمين إذا لم يقاتلوا فإنه يجوز أن نرميهم ونقصد الكفار ولو لم نخف على المسلمين جاز رمى أولئك المسلمين أيضا في أحد قولي العلماء ومن قتل لأجل الجهاد الذى أمر الله به ورسوله هو فى الباطن مظلوم كان شهيدا وبعث على نيته، ولم يكن قتله أعظم فسادا من قتل من يقتل من المؤمنين المجاهدين، وإذا كان الجهاد واجبا، وإن قتل من المسلمين ما شاء الله فقتل من يقتل فى صفهم من المسلمين لحاجة الجهاد ليس أعظم من هذا).



#كاظم_خضير_القاضي_الحسني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معاوية المستنير(لوقا آل أمية) مات وفي عنقه صليب من ذهب:: !!!
- قراءة في كتاب(استقلالية العقل ام استقالتة)تأليف خليل المياح
- الهجرات السومرية /


المزيد.....




- رابط نتائج مسابقة شيخ الأزهر بالرقم القومي azhar.eg والجوائز ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف منشآت عسكرية إسرائيلية بال ...
- فتوى جديدة حول أخذ بصمة الميت لفتح هاتفه
- -بوليتيكو-: منظمات وشخصيات يهودية نافذة تدعم الاحتجاجات المؤ ...
- الأردن.. فتوى جديدة حول أخذ بصمة الميت لفتح هاتفه
- الاحتفال بشم النسيم 2024 وما حكم الاحتفال به دار الإفتاء توض ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل جمعا من مسؤولي شؤون الحج
- فتوى في الأردن بإعادة صيام يوم الخميس لأن الأذان رفع قبل 4 د ...
- “أغاني البيبي المفضلة للأطفال” ثبتها الآن تردد قناة طيور الج ...
- القمة الإسلامية بغامبيا تختتم أعمالها بـ-إعلان بانجول- وبيان ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كاظم خضير القاضي الحسني - فقه التترس: مجانية موت الآخر