هوية مجتمع مقيد

غالب احمد العمر

الحوار المتمدن-العدد: 4313 - 2013 / 12 / 22 - 19:50
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

هوية مجتمع مقيد
ان المجتمع السوري وللأسف لم يستطع كسر القيد الذي كبله حزب البعث والحكومة السورية به وبقي يدور في فلك الافكار المرسومة له من قبل الحكومة السورية ولم يستطع حتى اللحظة ان يرسم أيدولوجيته الاجتماعية القائمة على التعددية الفكرية المتنوعة بشكل ينمو عن حس الاندفاع لكسر الخطوط التي قيدته قبل الثورة وبالرغم من مرور ثلاث سنوات على عمر الثورة لم يتمكن المجتمع السوري من صقل الاسباب التي دفعته لاعلان ثورته
بقي الاقصاء الثوري المتعمد في المناطق المحررة مطبق بحق الاكراد المشاركين في الثورة والعلة في هذا الامر لا تكمن فقط بالعوامل الاقليمية او السياسية وأنما تعود ايضا لطريقة تفكير المجتمع السوري بشكل عام وعملية التربية الاجتماعية المتبعة من قبل افراد المجتمع بقية العلاقة هي ذاتها ولم يتغير أي شئ وفي بعض الحالات كانت هناك اتفاقات الهدف منها انهاء الوجود الثوري الكوردي
ظهرت مع بداية الثورة السورية قوى وكتائب عسكرية كوردية اشتركت مع الجيش السوري الحر وكانت تعمل تحت راية الثورة السورية هذه القوى ولأسباب متعددة بدأت تتلاشى الى ان وصلت مرحلة الانقراض والغياب والانتهاء وكأن هناك سياسة هادفة الى محو هكذا قوى وبتالي كان النقيض جاهز في الصف الاخر هو pydالذي استطاع اللعب جيدا على الاخطاء التي وقعت بها القوى الثورية ليحولها لمكاسب تخدم مخططاته في تسويق نفسه على انه الضمان الوحيد للشعب الكوردي فاذا اردنا ان تتكلم عن محاصرة المناطق الكوردية مثلا
هل الشعب الكوردي في هذه المناطق كلهم منتمين ومؤيدين لpyd بكل تأكيد لا ان الشعب الكوردي المحتل من قبل ال pyd قد دفع الكثير من اجل ثورة الحرية فاسجون ال pyd مليئة بالشباب الكورد بالاضافة للاغتيالات لخيرية الحراك الثوري الكوردي ونذكر المناطق الكوردية التي شكلت كتائب تابعة للجيش السوري الحر وكيف تم محاصرة هذه الاماكن تمهيدنا لاجتياحهاوالقضاء عليها والمجازر التي ارتكبت بحق القادة والمؤيدين للفكر الثوري
وما حادثة اختفاء ضباط المجلس العسكري الكوردي حادثة عادية وبكل سهولة وبشكل بدائي تم تجميع الضباط في مكان واحد ومن بعدها قطع الاتصال بهم وبتالي تم نسف المؤسسة الثورية الكوردية العسكرية نهائيا ولم يتعاطى احد مع هذه الحادثة للأعلاميا ولا ثوريا وبقي الامر مجرد حادث عادي ليبقى الجناح العسكري YPG التابع ل pydهو المؤسسة العسكرية الوحيدة التي تمثل الكورد على الارض وبتالي اجهض النضال الكوردي العسكري في الثورة السورية ولم يبقى الأ الطرف الكوردي المقرب من الحكومة السورية ليتم حصر المشاركة الكوردية العسكرية ضمن افق الخطة الموضوعة من قبل الحكومة السورية(بشارالاسد)
وكل هذا لم يقف احد الى جانب كورد الثورة وتركوا فرادى ليواجه مصيرهم اما القتل واما الاسر او التهجير
ومن جملة القيود التي لم يستطع المجتمع السوري الثائر كسرها قبول الاختلاف بالرأي والتعدد الفكر السياسي رغم الاتفاق الثوري الامر الذي ادى لكثرة التنظيمات والجهات العاملة في الثورة وحال دون توحدها في جسم واحد يضم كل العاملين في الثورة بقي التشبث بالرأي وعدم القبول بالاخر من ابرز العوامل التي ادت الى اتساع الهوة بين القاعدة الشعبية المنشئة للثورة وبين التنظيمات التي تمثل الثورة السورية عسكريا او سياسيا
ومع تعمق الرفض لمنهجية التعدد تطور الامر لحصول اشتباكات دامية بين الفصائل العسكرية الثورية كل منها يحاول القضاء على الاخر ليبقى هو لوحده دون منازع الامر الذي زاد من حدة الاحتقان بين فصائل عديدة هي احوج ماتكون فيه موحدة في جسم واحد
ولا تغيب عنا ظاهرة التوريث وسيطرة القلة فكل مجموعة ثورية كتب الله لها ان تتولى قيادة منطقة ما من المناطق المحررة اول الامر تجمع المقربين منها وشئ فشيئا تحاول اطفاء صفة الشرعية الثورية على هؤلئك ليتحول الامر فيما بعد الى احتكار الامر وبتالي توريث اشخاص لمكاسب معينة لاتستند لقواعد ثورية وانما تكون لاسباب عائلية او عشائرية اوسياسية
ومن الافكار التي لم يستطع المجتمع الثائر كسرها هي اطفاء صفة العمالة والخيانة على من لانتفق معهم وسرعان مايتم اطفاء صفات متعددة على كل اتجاه مخالف لنا في الافكار او يتعارض معنا في نمط العمل والبناء
وايضا مشكلة سوء التنظيم والادارة والتي في اغلب الاحيان يتم العهود بها الى اشخاص لايمتلكون مؤهلات لادارية ولا فكرية مما ادى الى ضعف معظم المؤسسات التي شكلت في ظل الثورة لتكون البديل الثوري للعمل التنظيمي وبتالي الحجر الاساس في عملية بناءمؤسسات الثورة السورية التي تهدف لتكوين الدولة الحرة في المستقبل
ان الطبقة الثورية والنخبة المثقفة في المجتمع يقع عليها عبئ كبير في عملية تحرير المجتمع من قيده الفكري والبدء في عملية تحرير المجتمع المقيد وهذا يتتطلب ثورة على كل المفاهيم التي تهدم المجتمع ثورة يكون اساسها بناء فكر صحيح للانسان السوري لكي نشكل دولة صحيحة معافاة من الامراض والتشوهات الفكرية والسياسية

#غالب_احمد_العمر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات