أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - تحذير مختزل من بعض مفردات أداء الجمعية الوطنية؟















المزيد.....

تحذير مختزل من بعض مفردات أداء الجمعية الوطنية؟


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 1227 - 2005 / 6 / 13 - 10:22
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


انتخب العراقيون ممثليهم إلى الجمعية الوطنية بتصوّر كون الجمعية الجهة التشريعية التي تُعنى بالهمّ الوطني عامة ليس من منطلق الروح الحزبي الضيق بل ببناء العلاقة الإيجابية المباشرة بين عضو الجمعية ومجموع الشعب ومكوّناته.. أيّ من دون التوسيط الحزبي المحدود. ولكن الأمر الذي بدا من أعمال الجمعية وأعضائها قد أظهر أن مجموع الأعضاء إنّما جاؤوا ليمثلوا أحزابهم وتنفيذ شعارات تلك الأحزاب ومستهدفاتها الخاصة...

كما بدا واضحا للعراقيين رضوخ الجمعية الوطنية بوصفها مؤسسة الشعب التشريعية، للطبيعة الحزبية بكل أمراض قوى بعينها احتلت مقاعد الجمعية وبقليل من إيجابيات وجود مهمَّش لقوى وطنية أخرى كان يمكنها أن تنشط في الإطار بشكل صحيح مرتجى، وأخص هنا تلك القوى الوطنية الديموقراطية غير الطائفية التي لم تفلح لظروف معروفة في الانتخابات الأخيرة...

ومن الطبيعي بعد ذلك أن نرى نظام المحاصصة الطائفي المريض الذي لا ينعدم فيه تمثيل الحزب الطائفي للشعب العراقي بعمومه بل ينعدم تمثيله حتى للطائفة التي يزعم انتسابه إليها.. وهذا هو مرض الطائفية الذي لا يقتصر على امتناع التمثيل ومصداقيته بل يتجه بمركب العمل السياسي نحو شرذمة الوضع وتفتيته بما يخدم أعداء التطور والتقدم..

فهل هذا هو المؤمَّل في جمعية توصف بالوطنية؟ لقد تحدثنا عن ضرورة منع الميليشيات من التدخل في الانتخابات لكي لا يكون في الأمر إكراه وتزوير فاضح كالذي جرى أمام أنظارنا ونحن نصوت ضد العنف ومن أجل المسيرة الديموقراطية؛ وتحدثنا عن ضرورة التعريف بممثلي الشعب بعدالة ومساواة وعن ضرورة إقلاع تقوقع الأعضاء عند تمثيل رغبات حزبية ضيقة وتفتحهم على ما يريده الشعب ويتطلع إليه، أو ما تفرضه المرحلة من مهام ومسؤوليات خطيرة...

ولكن ماالذي جرى ويجري من تفاعلات داخل الجمعية؟ هل سنعيد الكَرَّة من جديد وتصبح القضية لعبة سياسية "لأحزاب" و "شخوص" يُنسى الشعب فيها بمجرد انتهاء الانتخابات! ولا يتبقى إلا مسائل "المحاصصة أو مرض زمننا الجديد" ومن ثمَّ نظام " شيِّلني وأشيِّلك" أو اقتسام غنائم السياسة وما وراء السياسة!!!

لقد وجب هذه المرة أن نحذِّرَ من استمرار اللعبة السياسية الطائفية في أداء الجمعية الوطنية وإذا لم يصحُ أعضاء الجمعية من غفوة الاستسلام لتلك الأمراض اعتقادا منهم أنَّهم يديرون الأمور من منطلق فلسفاتهم وتحليلاتهم المستندة لسياسة أحزابهم فإنَّهم يؤدون بعراقنا وملايينه إلى تهلكة لا نهوض منها إلا بعد مخاطر ومتاعب لها أول وليس لها آخر!! فهل في ضمير أحدهم أنه جاء ليخرّب؟

ومن الصامتين الضاربين عن العمل الوطني الصحي الصحيح أصوات بعض نسوتنا الذين وُضِعوا على الطريقة المسرحية التي تسميهم كمالة عدد خضوعا لقانون الــ 25% والثلث ولا ندري إذا صيغ الدستور على وفق أهواء الزاعمين تأسلمهم على طرق ما أنزل الله بها من سلطان ولا فقه ولا شرع فيها بقدر ما فيها من فنون المكر والخداع، لا ندري ما الذي ستكونه النسبة بعد حين وكيف يجري أمرهنَّ وتوجيههنَّ وفرض الأمور والأوامر عليهن من "رجالات" السياسة الذين أتوا بهنَّ بطرائقهم.........

الأداء أيها السادة أن تلتفتوا إلى أوضاع الناس وتعرفوا الأولويات وتبحثوا عن حلول لمشكلات البلاد والعباد وتعملوا على الاتصال بالهمِّ الوطني العام ليس غبر قادة وزعامات بالإكراه ورؤاهم الممثلة لدول إقليمية غرب العراق أو شرقه بل عبر رؤى أبناء البلاد وتصوراتهم لأمورهم ولمسار حيواتهم وما ينتظرونه في مستقبلهم...

الأداء هو بتقديم البديل الذي ضجت الناس به بوقف الطائفية والتقسيم والتفتيت ومنع الحكومة من التمادي في أمرها حتى أ، أبرز ممثليها يتقمص برقع تطبيع مع المسلحين فحضرت تلك الحكومة بقضها وقضيضها لمؤتمر ميليشيا تربت وترعرعت في أحضان دولة ما زالت تمتلك أغلب مفاتيح تلك الميليشيا حيث اختراقها الواسع مثلما الأمر مع الاختراقات المنفلتة في كثير من مفاصل وجودنا الوطني المؤسساتي!؟

إنني أناشد الموجودين في الجمعية الوطنية نساء ورجالا أن يثوروا على أنفسهم وينتصروا لأهل العراق ويرفضوا أن يكونوا أداة طيِّعة بيد طرف أيا كان إلا أن يكون الشعب نفسه وإرادته التي جاءت بهم إلى الجمعية الوطنية.. حينها يكون للجمعية إرادة حرة ويكون لها دورها الحقيقي وارتقاؤها لمستوى المسؤولية التاريخية التي نمرّ بها جميعا في مركب واحد وسيصيبنا البحر ولججه سويا إلا إذا كان يعتقد بعضهم أن ما سيصيب العراق والعراقيين لن يأتي عليهم!!!

لنقف وقفة جدية ونغير من طبيعة الأداء ولينطق من يريد تبرئة نفسه من أمراض الأداء الجاري في جمعية اليوم .. حيث انقلبت إلى جامعى أو حسينية للصلوات "عطال على بطال أو عامي شامي" في حين يُنسى الله ورسوله ومخافتهما عندما يلزم الوقوف مع أهلنا الذين يُذبحون كفرا وقد حفظنا واعتقدنا بــ " ولا تقتلوا النفس التي حرم الله" فكيف بهم يمررون الجريمة بأداء يسهل عليها!؟

إنَّ التقصير اليوم والأداء الأعوج هو ما نشير إليه بالجريمة التي أشرنا إليها للتو... انظروا إلى الجمعية في اختيارها لجنة الدستور وطبيعة المحاصصة وكيفية مناقشة مشاركة هذا الطرف أو ذاك ومن أي منطلق يُناقش؟ انظروا إلى مساءلة الحكومة بصدد أنشطة الداخلية والدفاع والعدل والمالية وتوزيع مفردات الميزانية وحاجات قطاعات الدولة...



انظروا إلى حيث ينشط خيرة أبناء البلاد فمن اقترح مؤتمرا دوليا ووصَّفه ومن نشط لجذب القوى الصادقة في دعمها ومن عمل على توضيح مشكلاتنا ومن ومن وانظروا إلى ما قدمته الجمعية وانشغالاتها بل إلى كيفية تسيير الجلسات وكيفية الخروج على منطقها... صحيح أن المعارك تحتدم بالأيدي وحتى بالـــ ؟ ولكن ذلك في ديموقراطيات غربية وغيرها وفي بلدان فيها من البطر والتبطر ولكن بلادنا ليس فيها من الوقت ما يمكن تضييعه في مثل هذه الألعاب العبثية الرخيصة.. يحتاج كل عضو إلى الاتصال الواسع والجهد المضاعف لا أن يستكين ويقبل بوجوده كمالة عدد لأن المطلوب من الجمعية الانتقالية أن ترتقي إلى أبعد مما نراه ومن عجب ما نرى ونسمع ونقرأ!!!!؟



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة مؤسسات المجتمع المدني أم دولة الميليشيات؟
- الحقوق في الدستور بين الفرد والمجموعة؟
- من أجل تفعيل الحملة من أجل دستور علماني؟
- رفض مصطلح -الأقليات- القومية والدينية في العراق الجديد
- الدستور بين الصياغات السياسية المشروطة والصياغة القانونية ال ...
- لجنة كتابة الدستور بين مرجعيتها السياسية الحزبية ومهامها الو ...
- العراق: الأمن وإعادة الإعمار والمحيطين الإقليمي والدولي
- حول حكاية حكومة وحدة وطنية والروح الطائفي المريض الذي يمزقها ...
- شغيلة العراق بين عسف المرجعيات الزائفة وقيود الاستغلال الطبق ...
- الجامعة العربية المفتوحة في الدانمارك مركز أكاديمي علمي عربي ...
- أسباب الاعتداءات على مقار الأحزاب اليسارية الديموقراطية والر ...
- الطائفية والمحاصصة في الحياة السياسية العراقية الجديدة؟
- نداء من أجل معالجة جدية لقضية المقابر الجماعية وإنصاف الضحاي ...
- المرأة العراقية بين دوامتي القوانين والتقاليد
- بين مصادر الدستور ودلالاته
- فساد الجهاز الحكومي ومستقبل التطور في العراق؟
- إلى أعضاء الجمعية الوطنية المنتخبة: نطالب بوزارة لشؤون القوم ...
- المرأة العراقية في ظل قوانين الاستبداد
- بعض مشكلات القضية القومية في العراق وتفاعلاتها
- سلطان السلطة وسطوتها بين تحرّر العراقي منها و ارتهانه لها؟!


المزيد.....




- تربية أخطبوط أليف بمنزل عائلة تتحول إلى مفاجأة لم يتوقعها أح ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا أنها لن تغزو رفح إلا بعد هذه ا ...
- فاغنر بعد 7 أشهر من مقتل بريغوجين.. 4 مجموعات تحت سيطرة الكر ...
- وزير الخارجية الفرنسي من بيروت: نرفض السيناريو الأسوأ في لبن ...
- شاهد: أشباح الفاشية تعود إلى إيطاليا.. مسيرة في الذكرى الـ 7 ...
- وفد سياحي سعودي وبحريني يصل في أول رحلة سياحية إلى مدينة سوت ...
- -حماس- تنفي ما ورد في تقارير إعلامية حول إمكانية خروج بعض قا ...
- نائب البرهان يبحث مع نائب وزير الخارجية الروسي تعزيز العلاقت ...
- حقائق عن الدماغ يعجز العلم عن تفسيرها
- كيف تتعامل مع كذب المراهقين؟ ومتى تلجأ لأخصائي نفسي؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - تيسير عبدالجبار الآلوسي - تحذير مختزل من بعض مفردات أداء الجمعية الوطنية؟