أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - هاني جازم الصلوي - اليمنِ.. الحياة داخل الأداة ..الحوار دائماً















المزيد.....

اليمنِ.. الحياة داخل الأداة ..الحوار دائماً


هاني جازم الصلوي

الحوار المتمدن-العدد: 4312 - 2013 / 12 / 21 - 23:36
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


اليمنِ.. الحياة داخل الأداة ..الحوار دائماً

سوف يجد محللو الخطاب بعد زمن ليس بالقصير في المشهد اليمني الحالي منجماً ثرياً وغزيرًا لأبحاثهم ودراساتهم ، تاريخاً خصباً لإجراء تجاربهم داخله ، وسوف تعميهم كمية ونوعية الأحداث وتكدسها واختلافها في رفوفه ( دلع بسيط لابد منه لطريقة التخزين وهمجية التراكم )، سيتحدثون عن الوضع الحالي باعتباره ثروة تركها لنا أجدادنا غير الأسوياء في زمن النظام والحرية والجديد حيث كل هذه التناقضات ، الحروب ، معاهدات ، مبادرات الإصلاح ، إصرار القبيلة على فكرة الأبد ؟!! لا أحب أن أفلسف الوضع أكثر من اللازم أوشعرنته ( وليس في هذا تقليلاً من شأن الشعر والفلسفة ) لكن المتتبع لما يجري سيجد أن الحال الذي لايسربالطبع ليس من صنع جهة بعينها أو فصيل بمفرده ومع ذلك من عدم النباهة رد الأمر لمسبب جيني أو مكازماني . يتعلق المعنى بأسباب مكتسبة لاحصرلها استوطنت ذواتنا الوطنية ولازلت . لا أرمي هنا إلى استنباط تلك الأسباب والاجتهاد في تعدادها كما فعل الاشاوس في مقايلنا العظيمة ويفعلون وهي مقايل مقيمة في وعينا الجمعي تخرج منه وتعود إليه ، موالد تتشكل في هيئات مختلفة ليس آخرها مؤتمر الحوار الوطني ، أؤكد ( إلحاحاً ) : مؤتمر الحوار الوطني ، الحوارالوطني / المؤتمر!! لربما كانت هذا الفعالية مفيدة في الإنطلاق منها واعتبارها المشكلة وهو/هي المشكلة حقاً ، وإن كان الشق النظري في جانبه العملي ( المختبر) منها قد أثمر جثثاً ومقابر ويتامى ومساحات تخرج كل لحظة عن الدولة ِ في طريقها إلى القبرأوالجنة بتعبير بعضهم ، لم يكن الحوار في أذهان الأطراف المتصارعة على المشهد اليمني وسيلة للوصول إلى شكل الدولة المدنية ( صمام الأمان للمستقبل ) بل كان غاية في حد ذاته على النقيض منه في المجتمعات الأخرى حيث يقف الحوار/ القيمة العليا والوسيلة في الصدارة باعتباره ملاذاً إذا حلَت النوائب كما أنه فاعلية اجتماعية وتوعوية تدير من خلاله تلك المجتمعات شؤونها داخل منظومة من الاستراتيجيات أقلها جدوى البناء على السابق وإخضاع كل جديد للتساؤول. يحدث ذلك عند خلق الله جميعاً إلانا القابعين أبداً في الطريق إلى الحل أوفي التمرن على الحلول وهنا عند هذه النقطة يمكن أن نضرب جباهنا بسؤال من قبيل : كيف سننظر إلى مطالبة أعضاء الحوار/المؤتمر بتحويله إلى مجلس تأسيسي بعيداً عن من أختار هؤلاء كثر الله خيرهم لتمثيل الشعب ومطالبة آخرون باستبداله بمجلسي النواب والشورى ، مجلس النواب الموقر الطويل المدة هو الآخرالجهاز/ الوسيلة والمضمار تحول إلى عرش ثابت للجالسين على كراسيه وهو تحول أثار حسد الحواريين ( أحباء الله وأنصاره ) . شعب يعيش داخل الحلول والمحاورات نظرياً فيما يعبث الرصاص بأنفس أبنائه . كم من الاتفاقات القبيلية تلعب بمصير واروح الناس من عقود غابرة ولاهم للقائمين في بوابات جباناتها إلا تفعيلها حينا وتجميدها في معظم الأحيان ، إنها هي نفسها شوكة الحوار/ الوسيلة أو الأداة داخل تمظهراتها المتعددة .
علي عبدالله صالح الرئيس الذي ثار عليه الناس وأفضت تلك الثورة أونصف الثورة إلى تنحيه عبرمبادرة إقليمية سماها أباؤها البررة بالوثائق والسجلات ( البصائر) بالمبادرة الخليجية، لم يكن يترك مناسبة إلا ويتحدث فيها عن الحوار وحاجة الشعب اليمني العظيم إليه ، طبعاً بعد أن أغراه مطبخه المبجل بهذه الوجبة الدسمة ناصحاً إياه بتوفيرها للناس ، إنها مفتاح شخصيته كما زعموا وقد افردوا لذلك الكتب والمساحات والمنابر الإعلامية ، شخصيته الحوارية التي أدت بكل معارضيه على مدى أكثر من ثلاثين عاماً إلى السراديب والمصحات العقلية والمدافن الجماعية على الرغم من أن كثيراً من مخالبه ومعاول بطشه ــ من عشاق الحوار ايضاً ـــ صاروا إلى الثورة ومنها قياماً وقعوداً وعلى جيوبهم وبنادقهم بينما ذهب الرجل إلى الجحيم وهوجحيم حقيقي متفحم يشبه موعداً غرامياً اختيرت منطقة النهدين مكاناً له . عاش الرجل وشركاؤوه ــــ بعض ثوريي اليوم ـــ على طريق أوحبل الأخذ والرد الطويل بشقيه النظري والتطبيقي وهو حبل لانهائي تجلس على نهايته اليمن حزينة ومنكسرة على مذهب ذلك اللص الذي سرق بقرة وفي المحكمة اعترف أنه سرق حبلاً وحين واجهه القاضي بالتهمة وأن المسروق بقرة أكد بثقة تامة أن البقرة إنما كانت في آخر الحبل .
إنها الإقامة في المتاهة إذن ــ متاهة الحوار/ الحل ، يتعلق كل هذا ببلد تسيرإلى الضياع ، بأرواح تذهب إلى الله بفعل فاعل يومياً ــ لنقل يومياً ــ ببشاعة منقطعة النظير ، الأنكى أن الرصاصة تتجه عادة إلى رؤوس المدنيين والرافضيين للقتل الرخيص أو أصحاب الرؤى الفكرية اختلفنا أو اتفقنا معها ، يتجه إلى رأس جدبان ، إلى الإعلام ، إلى صدور من يفكر ، لا أدري لماذا لا يتركون الناس في حالهم أقصد الناس المدنيين أورافضي حمل السلاح من أصحاب الرأي ، ويذهبون إلى نظرائهم أرباب الأسلحة الخفيفة ؟ ألم تكفهم الجبال ليصفوا حساباتهم ؟!! . ليس غير تفكيرنا الجمعي المقيم في الحوار دون نتيجة منذ الأبد سببا لكل ذلك . إنه مأزق بلاد طويلة عريضة ، وطن ( بعيداً عن فكرة الجغرافياً ) أو بلاد تعيش في المراوغة ولاتصغي للتاريخ ، دولة لم تكتمل فيها خطة خمسية واحدة منذ اندلاع ثورتي أكتوبروسبتمبر ، لم يكتمل فيها مشروع تنموي واحد والذين أمسكوا ببواباتها رحلوا واحداً تلوح الآخر غيلة وحواراً وأيدلوجيات عفنة وقد انعكست المعضلة على كل المستويات حيث يسفه اللاحق السابق ويجهله : في التعليم والصناعة والتجارة ــ بالطبع بنى المستفيدون مشاريعهم على جثث وأعصاب المعدمين إلا القلة الاقل ـــ وفي الطب !! . ماذا الذي يمكن قوله عما يفعله الأطباء بالمرضى : يذهب المريض إلى الطبيب الذي ينفش ريشه عادة ويدعي أن الطبيب السابق كتب له علاجاً خاطئاً ثم يعطيه علاجه الخاص والذي عادة لايفيد فينتقل إلى آخر وهكذا يقتله المرض داخل هذه الدائرة التي لاينجو منها عادة إلا من يفكر بالخروج من البلد وهكذا دواليك ، بلد عاد المراحل طوال يا قافلة.
يستطيع الواحد منا العودة بذاكرته إلى حقبة التسعينات ليرى الحوار على أشده في القاعات الرسمية وعلى جبال السعيدة الممتدة . ماذا لو عدنا بذاكراتنا إلى أبعد من ذلك ، لنقل إلى بداية القرن المنصرم ؟!! يذكرالتاريخ أن الشيخ عبدالعزيزالثعالبي ـــ رأس الحزب الحرالدستوري التونسي ــ جاء إلى اليمن في بداية القرن في العام 1924م تحديداً ، لجمع شمل اليمنيين من خلال الدعوة إلى إقامة ما أسماه بــ" مؤتمرالحوار الوطني الشامل " وفد عاد المسكين لاجل نفس الغرص مرات عديدة كما ورد في كتابه ( الرحلة اليمنية ) ظل خلال تلك الفترات في ذهاب وإياب بين صنعاء الإمام يحي والمحميات ، مزق عدداً من المسودات ،الأمام يحي يشترط والسلاطين يرفضون وهكذا حتى أنهكه الحوار ولم يعد حتى بخفي حنين ، (المحروسة الوحدة كانت الموضوع أيضاً ) وفي النهاية ترك لنا كتاباً جميلاً وتشخيصاً حياً لهذه الأرض . نفس الثيمة ظلت تعود وتذهب وتذهب وتعود طيلة القرن الماضي وهو ما ورثته الألفية الثالثة بحذافيره وأظافره .
عاد الثعالبي بعد أن نفض يديه من الأطراف جميعـاً ، وإن لم ... . عبد العزيزالثعالبي / جمال بنعمر" حقهم " مع فارق مهم بين الرجليين حيث أهلك الثعالبي أمواله على قضيته تلك إلى درجة إنفاقه لمؤنته على قاصديه من الناس والطلاب والعلماء محرجاً وهي عطية وصفها نفسه بالسخف لقلتها مستغرباً حالة الفقر والفاقة في اليمن وهي أغنى بلاد حسب تعبيره .
الحوار عينه توالى في الثلاثينيات والأربعينيات ( بين الإمام يحي وناصحيه من دعاة الإصلاح قبل أن يوجه تلك النقاشات إلى ولي عهده السيف أحمد ) ، في الخمسينيات والستينيات شمالاً وجنوباً ، في 78 و86 و 94 ، في ائتلافات وحروب التسعينيات وما بعدها ، في أتون الصراعات الانتخابية ومعارك تعديل الدستوروتأجيل الاستحقاقات الدستورية ، في مصفوفات الحفاظ على التنوع البيئي للتجربة النيابية والتي تم من خلالها الحفاظ على مجلس النواب بهذه الصيغة طويلة السوالف واللحى والسنين الضوئية .
عاش اليمنيون داخل أنفاق الحواروالتفاوض طيلة القرن الماضي وماقبله ِ واستمروا من خلالها في مابعد الألفية ــ وهي أنفاق مليئة بالجثث والحروب ــ حتى مجيئ الربيع العربي في قميصه اليمني لنجد أنفسنا توافقياً على مقاعد مؤتمر الحوار( عوداً على بدء ) هذه المرة بمباركة إقليمية ودولية أممية ورغم أنف شباب الثورة الفاعل الأصلي الذي أفاق أوصحونا فيه من نشوة الثورة على فصائله مقيدة بمبادرة هزيلة ترمي له بنسبة ضئيلة من فتات التمثيل في قفص الحوار/ المعضلة . بينما استولت الشوارب الغليظة واللحى من الحرس القديم والقبائل على النصيب الأكبرمن هذه الفعالية ليجعلوها تسير بالشكل المعهود لها عبر العقود الماضية مصحوبة بالتصفيات الجسدية وسحل الخارجين عن الطاعة وأوامرالخراب . وقد تقاسمت قبل ذلك الدولة مع من قامت عليه الثورة ووزعت المناصب على نفس طريقته ومنهاجه المبين .
انطـلق الحوار/ المؤتمر واستبشر الناس ــ رغم عدم الحاجة للاستبشارــ فولد الخلاف في أروقته منذ اليوم الأول حيثت حشرت ضمن قضايا الوطن الكبرى القضايا الصغيرة في قصد واضح لتمييع الوقت وإنهاء الفترة الزمنية المخصصة دون الوصول لنتيجة براً بمأزقنا التاريخي والقبلي أو بسبب من جهل بعض المكونات الوطنية بأوليات المرحلة ، اختلف المتحاورن شفاهة وكتابة في فضاء الموفيمبيك أو رصاصاً في الشوارع والمساجد والجبال وتناوبوا الانسحاب والعودة والعودة والانسحاب . في حين رمى المهتمون دلاءهم في بحيرات من التبريروالمرحلية رغم أنه من الطبيعي حدوث الأمر في حالة كهذه حيث لم تحدد القوى السياسية والأطراف المتحاورة والمتحاربة أرضية وأساسيات للعملية برمتها ، يمكن أن تكون بمثابة قواعد برجماتية ضابطة تتعلق بشكل الدولة كجهاز إداري وإطارات عملية دنيوية دون الخوض في المسألة العقائدية التي لايمكن أن تجتمع الطوائف المختلفة على تفسير ما وضح منها ناهيك عما يلفه الغموض والتأويل . لو اتفقت القوى على أرضية معينة ومسودة ضابطة للحوار لماحدث ما حدث .
سقط الجميع في الشعارات ــ في الشعرأيضاً ــ والجدل البيزنطي الفارغ يحدقون باستمتاع ٍ عالٍ في ذواتهم المحاورة فقط ، ولم لا فتلك شرعة الأجيال المتعاقبة وذلك وفاء الأبناء للأجداد ، إنه الطريق إلى " التمديد " والــ ... وتأجيل الكارثة ... ليمدد أبوحنيفة رجليه ولايبالي .
............. القاهرة .



#هاني_جازم_الصلوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غياب الفاجومي وعقدة الموت
- اللاتناهي الشبكي : انهيار المثقف وبروز مجتمع ما بعد الاستهلا ...


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - هاني جازم الصلوي - اليمنِ.. الحياة داخل الأداة ..الحوار دائماً