أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أسماء شوفي - الملف النووي الإيراني والعقيدة الأمنية الإسرائيلية بعد الحراك العربي















المزيد.....



الملف النووي الإيراني والعقيدة الأمنية الإسرائيلية بعد الحراك العربي


أسماء شوفي

الحوار المتمدن-العدد: 4307 - 2013 / 12 / 16 - 15:53
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


مقدمة:
تظل السمة الرئيسية للتفاعلات بين إسرائيل وإيران خاصة على المستوى الرسمي،هي العداء الذي يسمح لنا بالحديث عن حرب باردة إقليمية بينهما،تستخدم فيها كل منهما إستراتيجية ردع مركب في شكل حرب كلامية،إلكترونية وحتى نفسية.هدفها رفع تكلفة أي مواجهة مباشرة بينهما في ظل تزايد التهديدات الإسرائيلية بتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية،التي تتخذ مواقف متطرفة والراغبة في تصدير ثورتها الإسلامية.لكن ذلك لا ينفي وجود علاقات بين الشعبين حيث تعود هذه العلاقات على ما يقارب 2500 سنة،فقد كانت إيران من السباقين للاعتراف بدولة إسرائيل إذ جمع البلدان تعاون اقتصادي(فبنهاية 196عام 0 بلغت التجارة الإسرائيلية مع إيران 250 مليون دولار) وعسكري( أنشا البلدان بالإضافة إلى تركيا تحالفا لتبادل المعلومات الإستخبارتية سمي ترايدنت "Trident"عام 1958)،وقد عرفت هذه العلاقات منحى آخر بعد نجحا الثورة الإسلامية عام 1979،التي لعبت دورا في التغير الذي طرأ على علاقات إيران مع الدول الإقليمية والدولية.وكان من بين هذه التغيرات قطع علاقاتها مع إسرائيل حيث اتخذت مواقف عدائية صريحة تجاه إسرائيل،واعتبرتها دولة دخيلة في المنطقة لا مكان ولا دور لها.
من هذا المنطلق أصبح إسرائيل ترى في الملف النووي الإيراني كتهديد بإمكانه تحجيم مكانتها في الشرق الوسط والقضاء على الاحتكار النووي الإقليمي.خاصة في ظل سعي إيران المتواصل لتطوير أسلحة نووية وتكريس نفسها كقوة نووية إقليمية موازية للقوة الإسرائيلية،في ظل فشل المنظومة الدولية في إقناعها لوضع حد لطموحاتها النووية ووقف تخصيب اليورانيوم،ولذلك رفع القادة الإسرائيليون التحدي الإيراني إلى مستوى الخطورة وذلك ليس بسبب تسارع عدوانية النظام الإيراني إزاء إسرائيل فقط،وإنما بسبب الجهود الإيرانية الحثيثة لامتلاك أسلحة نووية وما قد يخلفه ذلك من إمكانية تشكل وضع جديد للمرة الأولى منذ إقامة دولة إسرائيل تمتلك فيه دولة عدوة قدرة كبيرة على إلحاق الأذى الكبير بها،وعلى الرغم من ذلك فإن هذا الاحتمال ضعيف،إذ هناك ثلاث أسباب من شأنها أن تخفض من وطأة هذا التهديد وهي:
1ـ أن الدافع الأساسي لتطلع إيران إلى امتلاك أسلحة نووية هو سعيها لامتلاك قوة ردعية دفاعية في المستقبل،ويبدو أن قرار إيران منذ البداية لتطوير قدرات عسكرية نووية كان ردا على امتلاك العراق لأسلحة الدمار الشامل خاصة في ظل الضربات التي تلقتها خلال الحرب مع العراق،وبعد الضعف العراقي أصبحت دوافعها تتجلى في الحاجة إلى امتلاك قوة ردعية لمواجهة الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل خاصة في ظل تطوير إسرائيل لأسلحة نووية.
2- السبب الثاني هو الردع الأمريكي،فإيران حذرة ومتيقنة من ضعفها العسكري إزاء الولايات المتحدة الأميركية، وتتجنب أي سيناريو للمواجهة بينها وبين الولايات المتحدة الأمريكية،حيث أن إيران تدرك التزام هذه الأخيرة بأمن إسرائيل ،بالإضافة إلى رؤية إيران لإسرائيل على أنها قوة إقليمية تمتلك ترسانة نووية كبيرة من الأسلحة.وبالتالي لديها قدرتها الردعية الحقيقية حيال إيران.
3ـ التغيرات الداخلية التي تعرفها إيران في مقدمتها ازدياد المطالبة بالإصلاح والحريات ما عزز التقدير بأنه سيتطور في إيران خلال فترة زمنية غير محددة نظام أكثر اعتدالا يكون جاهزا لمباحثات مهمة مع الولايات المتحدة الأمريكية وربما مع إسرائيل كذلك.
ولكن موجة التغيير التي عرفتها منطقة الشرق الأوسط فتحت أفاقا جديدة أمام إيران من اجل تطوير برنامجها النووي وذلك نتيجة لتراجع النفوذ الأمريكي في المنطقة وانشغال مختلف القوى بالأوضاع الداخلية وحقوق الإنسان في الدول المعنية بالحراك العربي،هذا ما زاد تخوف إسرائيل من الخطر النووي الإيراني والإشكال المطروح هنا:إلى أي مدى أثرت موجة الحراك العربي على الرؤية الإسرائيلية للملف النووي الإيراني وعلى خيارتها الإستراتيجية لمواجهة هذا التهديد؟
النووي الإيراني وتحول العقيدة الأمنية الإسرائيلية
إن التحولات العميقة التي طرأت على تكنولوجيا الأسلحة العسكرية أو ما يطلق عليه" الثورة في الشؤون العسكرية"سببت تحديا أكبر أمام الأمن الإسرائيلي فمثل هذا النوع من الأسلحة فائقة الدقة جعلت العقيدة الأمنية الإسرائيلية محل جدل سياسي.ففي ظل التهديدات سابقت الذكر بدأت إسرائيل تتبنى سياسة التسلح في إطار يتوافق والتهديدات النووية الجديدة مركزة على المنظومة الدفاعية صواريخ وسلاح جو مع تجاوز لمفهوم الأرض.التي لم تعد في نظر المفكرين الإستراتيجيين الإسرائيليين ذات أهمية في توفير الأمن خاصة في ظل تجربة إطلاق الصاروخ الإيراني ( شهاب 3) والكشف عنه في عرض عسكري في طهران عام 1998.
فخطر الصواريخ بعيدة المدى أضاف تحديات جديدة إذا لم تعد الإستراتيجية الإسرائيلية السابقة ناجحة في تحقيق أهدافها،فمثلا إستراتيجية نقل المعركة إلى أرض العدو ونظرا للمتغيرات التكنولوجية وزيادة المنظومة الصاروخية الإيرانية جعلت إسرائيل تدرك أن الجبهة الداخلية لها تمثلا عنصرا حاسما من أجل ضمان التفوق،كما أن عنصر الحسم الذي كان يميز معارك إسرائيل غائب أمام السلاح النووي الإيراني فإسرائيل باتت تدرك بأن انتصارها أمام إيران غير مؤكد وبأن هناك احتمال كبير للخسارة،هذه الخسارة التي تمثل مأزقا في العقيدة الأمنية الإسرائيلية لوجودها في المنطقة .ما أثر على خياراتها الإستراتيجية والأمنية ووضعتها أمام جملة من الخيارات تتمثل في:
أولا- العمليات العسكرية الوقائية preventive military operation: تعني مهاجمة مواقع البرنامج النووي الإيراني قبل الانتهاء من تطوير الأسلحة النووية من خلال الاعتماد على نموذج الهجوم الإسرائيلي الناجح على المفاعل النووي العراقي "أوزيراك osiraq" عام 1981،وفي هذا الصدد أصدرت الحكومة الإسرائيلية بيانا أوردت فيه أنها:" لن نسمح تحت أي ظرف من الظروف للعدو(إيران) بتطوير أسلحة دمار شامل ضد أمتنا، ونحن سندافع عن مواطني إسرائيل في الوقت المناسب،مع جميع الوسائل التي في حوزتنا". وفي نفس السياق أكد رئيس الوزراء "أرييل شارون Ariel Sharon" في خطاب له :"أن العنصر الثالث في سياستنا الدفاعية هو تصميمنا على منع الدول المواجهة من الحصول على أسلحة نووية،بالنسبة لنا ليست مسألة توازن الرعب،ولكن مسألة بقاء". فنجد بأن إسرائيل في هذه المرحلة جمعت بين مبدأ ريغن القائم على الضربة الاستباقية من خلال العمل على إبقاء إسرائيل كقوة نووية إقليمية ومنع إيران من تطوير أسلحة قد تخل بهذا المبدأ، وبين مبدأ بن غوريون القائم على شد الأطراف وذلك بعزل إيران وتطويقها وإقامة علاقات مع الدول المحيطة بها.
ثانيا- الإبقاء على السياسة الحالية( الغموض ) Retention of the Existing policy (Ambiguity): لقد نجحت إسرائيل من خلال هذه السياسة في تحقيق العديد من أهدافها ومثال ذلك خوف صدام حسين من إطلاق صواريخ برؤوس حربية كيميائية بسبب خوفه من رد نووي إسرائيلي في حرب الخليج 1991، ولكن هذا لا يمكن أن يتحقق مع إيران النووية لأن سياسة الغموض تترك الكثير من المناطق الرمادية أمام إيران،لذا يجب أن تكون لإسرائيل سياسة ردع لا تترك مجالا لسوء الفهم،فسياسة الغموض ناجحة في مواجهة التهديدات غير النووية،إذ أن سياسة الردع النووي غير العلني لم تعد تصلح كغطاء دفاعي أمام إيران النووي.
ثالثا- الاعتماد على حماية المظلة النووية الأمريكية Reliance on the protection of an American nuclear Umbrella: والفكرة هنا هي منح إسرائيل مكانة مماثلة لدول حلف الناتو،حيث أن موقف الردع النووي ضد خصومهم يعتمد على المظلة النووية الأمريكية ،واستنادا إلى المادة 5 من معاهدة الناتو التي تنص :"على أن أي الهجوم على إحدى الدول الأعضاء يعتبر بمثابة هجوم على كافة الدول الأعضاء".عمدت إسرائيل إلى الضغط على الولايات المتحدة الأمريكية من أجل تطبيق مبدأ ريغن بأي وسيلة سواء من خلال المفاوضات أو من خلال العقوبات الاقتصادية وحتى من خلال الضربة العسكرية.
رابعا- المفاوضات مع إيران بشان نزع السلاح وترتيبات التفتيش Negotiations with Iran Regarding Disarmament and Inspection Arrangements :طالما أنه لا توجد قنوات اتصال مباشرة بين إسرائيل وإيران ولا توجد فرص للتوصل إلى اتفاق مع نظام طهران بشان أنشطتها النووية ،يوضع هذا الخيار لمناقشة ترتيبات التفتيش ونزع السلاح بين إسرائيل وإيران،فعلى الرغم من العقوبات والقيود المفروضة على إيران لم يؤثر هذا على طموحاتها النووية ،وهذا ما زاد من قلق المجتمع الدولي، وفي هذا الصدد قدم الدكتور "رؤوفين بدهتسور" Reuven Pedatzur " مدير مركز غاليلي للإستراتيجية والأمن القومي توصية لإسرائيل بأن تكون قدوة في هذه المفاوضات،ويدعو إلى تفكيك منشآت إسرائيل النووية ،إذا كانت إيران ستفعل نفس الشيء،لكن يبقى مستقبل هذا الخيار غير فعال.إذ أن إسرائيل تنظر لسلاح النووي كأهم ركن من أركان أمنها فإذا تنازلت عنه فإنها لن تملك السلاح النوعي للدفاع عن نفسها.
خامسا- الدفاع السلبي Passive Defense: كان مفهوم الدفاع السلبي عنصرا هاما في التفكير الإستراتيجي الأمريكي من 1950 حتى 1960 ولكن تم التخلي عنه لاحقا،ويشير هذا المفهوم إلى بناء ملاجئ لجميع السكان في إسرائيل ،لكن هذا الحل لا يعتبر واقعي نتيجة التكلفة الكبيرة،وكذا في حالة ما إذا حدث هجوم نووي إيراني مفاجئ جزء كبير من الشعب لن يكون لديه الوقت للوصول إلى الملاجئ،وفي هذا الصدد قال "ديفيد رزيئيل "David Raziel" القائد العام السابق للمنظمة العسكرية القومية الإسرائيلية الأرغون من عالم 1937 إلى 1941.:"إذا كان الهدف من الحرب هو كسر إرادة العدو ،فإن الاعتماد على مثل هذا الأسلوب في الدفاع يمكن العدو من المهاجمة بالطريقة التي يراها مناسبة ،وإعادة الهجوم مرة أخرى ومن المعروف أن الدفاع السلبي ينتهي بالهزيمة والخراب". فهذا الأسلوب لم يعد ناجحا مع إيران.
سادسا- تنشيط الدفاع Active Defense: اتخذت مؤسسة الدفاع الإسرائيلية فعليا قرار ممارسة هذا الخيار،ويقوم على نظام مضاد للصواريخ "أرو Arrow"، بمبرر مواجهة الصواريخ النووية التي تمتلكها إيران.
سابعا- مخبأ الردع النووي Unconcealed Nuclear Deterrence:ستضطر إسرائيل للتخلي عن سياسة الغموض النووي والتحول إلى مخبأ الردع النووي الذي سيوضح لإيران القواعد الجديدة للعبة،والتي ستوضح الخطوط الحمراء التي لا يجب أن تتخطاها إيران،وعلى سبيل المثال:سيكون واضحا أن الكشف عن أي صاروخ أطلق من إيران وموجه ضد إسرائيل لن تنتظر أين سيضرب الصاروخ وما إذا كان مزود برأس حربي نووي،وكيفية الاعتراض عليه،لكن بالعكس الرد الإسرائيلي سيكون تلقائيا ويشمل هجوم نووي على أهداف رئيسية في إيران مثل طهران ،أصفهان.....الخ .وهذا ما سيوضح لإيران أن قتل المواطنين الإسرائيليين سيكلف إيران ثمنا باهظا،ويؤدي إلى تدمير الدولة الإيرانية الحديثة ويعود بها إلى العصور الوسطى.
آليات إسرائيل في التعامل مع الملف النووي الإيراني
لقد اعتمدت إسرائيل لمواجهة التهديد النووي الإيراني على جملة من الوسائل تراوحت بين وسائل القوة اللينة ممثلة في الحروب الإلكترونية والمسلك الدولي من خلال العقوبات الاقتصادية والجهود الدبلوماسية من جهة،و القوة الصلبة ممثلة في القيام بسلسلة من عمليات الاغتيال الموجهة ضد العلماء القائمين على البرنامج النووي وكذلك من خلال محاولة عزل إيران عن حلفائها وقطع الأذرع العسكرية المساندة لها ممثلة خاصة في حزب الله والقيام كذلك بمناورات من جهة أخرى وهذا ما سنوضحه.

أولا- الحرب اللينة ضد الملف النووي الإيراني:
إن أولى الوسائل التي تبنتها إسرائيل في حربها ضد إيران هي الوسائل اللينة والتي كانت تطمح من خلالها لوضع حد للطموح النووي من جهة، ومن أجل نفي صفة العنف عن إسرائيل وإظهارها بمظهر الخاضع للقانون المحب للسلام.
1-الحروب الإلكترونية " CYBERWARE":
قبل الحديث عن الحروب الإلكترونية التي طبقتها إسرائيل لمواجهة التهديد النووي لابد من تعريف هذا النوع من الحروب التي باتت أحد مظاهر القرن الواحد والعشرين ، ولعل أبرز هذه التعريفات نجد تعريف الذي أورده خبير أمن المعلومات في كتابه «CYBERWARE » ريتشارد كلارك" Richard Clarke "حيث يقول:" الحرب الإلكترونية هي المعارك التي تستخدم فيها الدول أساليب اختراق أجهزة الحاسب والشبكات لدولة أخرى لتعطيلها والإضرار بها" فالحرب الإلكترونية بهذا المعنى تقوم بها الدول ضد أنظمة العدو لتعطيلها أو للتجسس عليها.
أما فييبو نيري "Viebo Neri "فيرى بأنها التقنيات والتكنولوجيات التي تؤدي إلى منشآت قادرة على مواجهة الكترونيا نظام سلاح أجهزة مضادة تحت اسم الحروب الإلكترونية. من هنا يمكن القول بأن الحروب الإلكترونية تشير إلى نوع من الحروب التي تستخدم الفضاء الإلكتروني من خلال تعيين نظم معلوماتية ومستخدمين بشريين يمكنهم التفاعل مع هذه النظم.
أما عن الحرب الإلكترونية في إسرائيل فيمكن الرجوع إلى أواخر التسعينات حيث نجح خبير في مجال الحواسيب يعمل في جهاز الأمن الداخلي ( شين بيت) من خلال تقنيات القرصنة من اقتحام نظام كمبيوتر الخاص بمستودع (بي جالوت) للوقود شمالي تل أبيب،ومنذ ذلك الوقت تبلورت الحرب الإلكترونية لتصبح ركنا رئيسيا من التخطيط الإستراتيجي الإسرائيلي.
وقد قال مسؤولون عسكريون إسرائيليون إن الحرب الإلكترونية تتناسب تماما مع عقيدة إسرائيل العسكرية حيث أنها تعطي للدول الصغيرة قدرات متاحة فقط للدول الكبيرة، لذلك في2009 تم تأسيس مركز للمخابرات المعلوماتية وتشفير المعرفة تحت اسم MATZOVوهو مسؤول عن تقديم المعلومات الاستخباراتية عن أعداء إسرائيل في مجال قرصنة الكمبيوتر.كما تم التأكيد على أهمية الفضاء الإلكتروني بالنسبة لإسرائيل في18ماي 2011 بعد أن قامت الأخيرة بتأسيس وكالة حكومية جديدة معروفة باسم" فرقة العمل الوطني" هدفها تأمين البلاد ضد القرصنة.
وقد اعتمدت إسرائيل على هذا النوع من الحروب لمواجهة التهديد النووي الإيراني حيث تشير تقارير إلى أن الجيش الإسرائيلي يقوم منذ يناير 2012 بتجميع فرق النخبة من قراصنة الكمبيوتر وعمليات الهاكرز(قراصنة الكمبيوتر)،فقد تعرضت إيران طوال الفترة الماضية لعدة هجمات فيروسية استهدفت البنية التحتية لبرنامجها النووي.
وتعتبر دودة ستاكسنت أحد الوسائل التي استخدمتها إسرائيل في حربها على إيران وقد استعملت هذه الدودة ضد منشأة نطنز الإيرانية ،مما تسبب في تدمير المعدات على مدى فترة من الأسابيع وأدت إلى تعطيل 10 % من القدرة الإيرانية على تخصيب اليورانيوم. كما أصاب هذا الفيروس 300 ألف جهاز كمبيوتر وعطل افتتاح مفاعل بوشهر النووي وأدى إلى تعطيل أجهزة الطرد المركزي في مفاعل نظنز وقد رجحت صحيفة لوفيجارو" Le Figaro"الفرنسية أن هذا الفيروس من صنع وحدة إسرائيلية.
كما دعمت الولايات المتحدة الأمريكية إسرائيل في حربها الإلكترونية ضد إيران من خلال تطوير فيروس فلايم(فلايم أو ما يعرف بالشعلة هو فيروس إلكتروني أكبر ب20 إلى 40 مرة من ستاكسنت وله قدرة لاسلكية في نطاق الموجات القصيرة أو ما يسمى بلوتوت، وأي جهاز حاسوب محمول مصاب بهذا الفيروس سيبحث عن أجهزة أخرى تعمل بتقنية البلوتوت ويسحب منها كل المعلومات.)الذي سبب لإيران أضرار كبيرة واختراق منظومات المعلومات الإيرانية، وهو ما أكده الرئيس الأمريكي باراك أوباما" Barack Obama"في سياق رده على ضغوط حكومة إسرائيل لتحديد موعد أخير لتحديد موقف أخير لوقف إيران مشروعها النووي، حيث قال بأن الإدارة الأمريكية تقوم بنشاطات في مجالات مختلفة من بينها الحرب الإلكترونية لوقف تقدم المشروع النووي الإيراني، وقد نقل موقع" عنيان مركازي" "Nian Mrkaza"الإخباري الإسرائيلي :" كان يبدو ظاهريا نجاح الفيروس في تعطيل البرنامج الإيراني ولكنه فشل في مهمته تماما."
كما قامت إسرائيل في إطار الحرب الإلكترونية بتطوير أنظمة قتالية إلكترونية ستتيح لها تشويش الأنظمة الدفاعية لإيران في حال شن هجوم إسرائيل عليها، ومن المتوقع أن يزداد نشاط الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية ضد إيران حيث أن فيروس ستاكسنت2 أو ما يعرف بدودة دوكوف كان هدفه التجسس وجمع المعلومات وجمع المعلومات تمهيدا لهجمة أكبر.

2-العقوبات الاقتصادية:
لقد عملت إسرائيل من خلال الضغوط على المجتمع الدولي لتوقيع العديد من العقوبات الاقتصادية لمنع إيران من تطوير برنامجها النووي،فمنذ 1979 تعرضت إيران للعديد من العقوبات الاقتصادية من جهات مختلفة في مقدمتها الولايات المتحدة الأمريكية ففي سنة 2012 فرضت هذه الأخيرة عقوبات على 07 شركات و خمسة أفراد قالت أنهم دعموا البرنامج ومنعتهم من التعامل مع الشركات الأمريكية و جمدت الأموال التي يمتلكونها في بنوكها.
وفي 2010 قام الاتحاد الأوروبي بتوقيع عدد من العقوبات شملت عدد من الأشخاص و المؤسسات الإيرانية ذات الصلة بالبرنامج النووي.وقد أضيفت هذه العقوبات التي تمت الموافقة عليها في أكتوبر إلى قانون الاتحاد الأوروبي. وشملت حضر التعاملات المالية وبيع المعدات الملاحية و الصلب لإيران و حظر واردات الغاز الطبيعي من إيران وقد ذكر وزير شؤون الشرق الأوسط و شمال إفريقيا بالحكومة البريطانية أليستير بيرت" Alistair Burt " أن زعماء إيران يعلمون أن العقوبات لها تأثير مهم،و قد تسببت هذه العقوبات في متاعب شديدة و متزايدة للاقتصاد الإيراني حيث أعلنت وكالة الطاقة الدولية في 14/02/2013 أن العقوبات الغربية المفروضة على القطاع النفطي الإيراني كلف إيران 40 مليار دولار من عائدات التصدير عام 2012 و أوردت الوكالة أن مستوى الإنتاج النفطي الإيراني تراجع مليون برميل في اليوم بعدما كان 3.7 مليون برميل قبل العقوبات التي فرضت على إيران اعتبارا من نهاية 2011،و قد جاءت هذه العقوبات في سياق تطبيق إستراتيجية الخنق للاقتصاد الإيراني للحد من تطلعاتها النووية.
كما أكد شاؤول موفاز" Shaul Mofaz "رئيس حزب كاديما ونائب رئيس وزراء الأسبق في أحد تصريحاته "حان الوقت لأن تفرض الولايات المتحدة الأمريكية أو القوى الغربية عقوبات أشد على القطاع النفطي و المالي من أجل وقف برنامج التطوير النووي لإيران".لكن رغم هذه الضغوط المفروضة على إيران صرح الرئيس الإيراني "محمود أحمدي نجاد في 18 فيفري2012:"سنشهد في الأيام القريبة افتتاح واستعمال مشروعات ذرية جديدة في إيران"،و هذا ما يوضح أن العقوبات الجديدة التي اقترحتها الولايات المتحدة الأمريكية و الإتحاد الأوروبي لم تمنع إيران من مواصلة جهودها النووية فقد قال "نجاد":"يجب أن يعلم العالم أن إيران برغم جميع الضغوط لن تتراجع سنتيمترا واحدا عن مبادئها و حقوقها،قائلا أن كل هذه الضغوط بلا فائدة".

3- الدبلوماسية الدولية:
لقد دعت إسرائيل المجتمع الدولي إلى التحرك قبل فوات الأوان من خلال الجهود الدبلوماسية ممثلة في التفاوض من أجل بناء الثقة بين إيران و المجتمع الدولي سواء من خلال الإتحاد الأوروبي أو مجلس الأمن أو الولايات المتحدة الأمريكية لوقف البرنامج النووي العسكري ،وعلى سبيل المثال في زيارة لرئيس الوزراء أولمرت Olmertإلى الصين مؤخرا حث الرئيس الصيني جين تاوHu Jintao للضغط على إيران لوقف تخصيب اليورانيوم .فعلى الرغم من أن الصين تدعم حق إيران في تطوير طاقة نووية لأغراض مدنية إلا أنها تعارض أن تصبح هذه الأخيرة قوة نووية عسكرية، كما تمكنت إسرائيل بمساعدة أمريكا من اقتناع المجتمع الدولي للاستجابة لهذه الضغوطات من أجل دفع إيران لوقف تخصيب اليورانيوم.
و بدأت الجهود الدبلوماسية تنشط بفاعلية أكبر من أي وقت مضى ففي 23 ديسمبر 2006 قادت هذه الجهود مجلس الأمن الدولي إلى اعتماد القرار 1737 حيث أعلن الأعضاء 15 في مجلس الأمن انه بموجب المادة 41 من الفصل 7 من الميثاق"ينبغي على إيران دون مزيد من التأخير تعليق ما يلي:أنشطة الانتشار النووي المتعلقة بتخصيب اليورانيوم،أنشطة إعادة المعالجة...." و يتم التحقيق من وقف تلك الأنشطة من قبل وكالة الطاقة الذرية،كما قرر مجلس الأمن منع جميع الدول من توريد أو بيع أو نقل المعدات و التكنولوجيات ذات الصلة بالمجال النووي من قبل إيران. وفي 2/2/2013 دعي نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن" Joe Biden" إيران على إجراء مفاوضات مباشرة بين البلدين حول الملف النووي.

ثانيا:الحرب الخشنة
بعد فشل إسرائيل من خلال الوسائل السلمية أو اللينة في منع إيران من مواصلة تطوير برنامجها النووي وإضعاف موقفها، بدأت إسرائيل وبمساعدة الغرب خاصة الولايات المتحدة الأمريكية في استعمال وسائل جديدة للضغط على القيادة الإيرانية ، من خلال أدوات خشنة كالقتل والاختطاف كنوع من الردع القوي.
1 -قتل و اغتيال العلماء الإيرانيين:
لقد حاولت إسرائيل إيقاف إيران عن تطوير برنامجها النووي من خلال اغتيال القائمين على هذه البرامج. فقد أوضحت جريدة "التايم time " أن ما لا يقل عن أربعة علماء إيرانيين قتلوا في شوارع طهران ما بين عامي 2010ــ2012 عندما قامت إسرائيل بتصعيد عملياتها السرية داخل إيران.ومن بين هذه العمليات نذكر:
-في 29 نوفمبر 2010 تم اغتيال"ماجد شهرياري Majid Shahriari مؤسس الجمعية النووية الإيرانية في طهران في تفجير قنبلة ملصقة على سيارته بواسطة مغناطيس، وفي اليوم نفسه أصيب عالم فيزياء نووية آخر "فريدون عباسي دواني"في ظروف مشابهة عندما كان متوقفا أمام جامعة شهيد بهشتي في طهران. وقد وضع الرئيس الإيراني"أحمدي نجاد" اللوم على الغرب و إسرائيل،حيث صرح:"إن الحكومات الغربية و الكيان الصهيوني لها يد في اغتيال الأستاذان الجامعيان الإيرانيان،و أكد أن مثل هذه الأعمال لن تكون قادرة على وقف أنشطة الأمة الإيرانية".
-اغتيال العالم النووي الإيراني"مسعود علي محمدي Massoud Ali Mohammadi " أستاذ الفيزياء الذرية في جامعة طهران في 12 يناير 2010،و في هذا الصدد قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية حول تحرك شرير لمثلث الولايات المتحدة الأمريكية و إسرائيل و مرتزقتهما من أجل زعزعة استقرار إيران الداخلي،فما يقلق إسرائيل ليس التجهيزات النووية فقط،و إنما العقول التي تديرها،لأنها تستطيع مواصلة البرامج النووية بعد تدمير التجهيزات و إعادتها إلى حالتها الأولى بسرعة قياسية،ففي أوائل الثمانينات تمكن الموساد الإسرائيلي من اغتيال عالم الذرة "يحي المشد" في إطار الجهود الإسرائيلية لمنع تطوير البرنامج النووي العراقي في عهد الرئيس صدام حسين،و انتهت هذه الجهود بتدمير المفاعل العراقي "أوزيراك" عام 1981.و هاهي إسرائيل تحاول إعادة نفس السيناريو، فاغتيال العالم النووي الإيراني "مسعود علي محمدي" يشير إلى أمرين أساسيين:
الأول:أن حربا إستخبارية دموية تشن حاليا على إيران من قبل علماء مرتبطين بالأجهزة الأمريكية و الإسرائيلية.
الثاني:أن العد التنازلي للحرب على إيران لتدمير طموحاتها النووية قد بدأ.
هذا وقد كتب كل من "دان رفيف""Shelving Dan"مراسل بي أس نيوز PS News في واشنطن و "يوسي ميلمان" "Yossi Melman"صحفي إسرائيلي في كتاب لهما بعنوان:"جواسيس في مواجهة آرمجدون:من داخل حروب إسرائيل السرية"،أن الموساد الإسرائيلي قد جند وحدة من العملاء في قلب إيران يتنقلون داخل إيران بوثائق مزيفة،وتحمل هذه الوحدة اسم:"كيدون"وتعني "الحربة" بالعبرية،فعملية اغتيال النوويين الإيرانيين تعتبر كجزء من الحرب السرية التي تخوضها إسرائيل ضد إيران لمنعها من تطوير قنبلة نووية.
- وفي 11 جانفي 2012 تم اغتيال العالم "مصطفى أحمدي روشان Mustsfs Ahmadi Rishan" نائب رئيس منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز،تم تفجير سيارته عن طريق قنبلة مغناطيسية علقت على باب سيارته،وفي هذا الصدد أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي العميد"يوآف مردخايYoan Mordechai"في الفايسبوك:"أنا لا أعرف من قام بتسوية الخلافات مع العلماء الإيرانيين،ولكن بالتأكيد لن أذرف دمعة".
لذا يرى "دان مرغليت Dan Margalit " محلل سياسي إسرائيلي:" أن على الحكومة أن تفرض وزرائها و سياسيها و الناطقين باسمها عدم التطرق لموضوع الاغتيالات التي تحدث في إيران،و أن تركز على مساعيها لحشد التأييد الدبلوماسي و الدولي لفرض حظر اقتصادي على النظام الإيراني،و ممارسة الضغط السياسي عليه،فهذا هو الأساس".وفي الواقع هناك اختلاف في الآراء داخل النظام الإيراني بشان مسؤولية إسرائيل في الاغتيالات، حيث برز اتجاهين:
الأول:هناك من يعتقد بأنه لا علاقة لإسرائيل بمقتل علماء الذرة الإيرانيين،لكن ما يقال في إسرائيل قد يقدم للحكومة الإيرانية مبررا لمهاجمة المؤسسات اليهودية.
الثاني:هناك من هو مقتنع بأن إسرائيل وراء كل عمليات اغتيال علماء الذرة الإيرانيين،وفي نفس الاتجاه هناك اختلاف في وجهات النظر حول كيفية الرد على هذه الاغتيالات،إذ يرى بعضهم أن القيام بعمليات انتقامية من شانه توجيه الاهتمام نحو الموضوع النووي،في حين يرى البعض الآخر أن توجيه ضربة موجعة لإسرائيل سيوقف الاغتيالات.
3-قطع الأذرع العسكرية الموالية لإيران:
لقد اعتبرت إسرائيل أن إيران تستمد قوتها من القوى الإسلامية المحيطة بها مثل حماس وحزب الله الذي يعتبر أداة إيران الرئيسية فيما يعرف "بالحرب بالوكالة proxy war" حيث أنه في 6 أكتوبر2012 أعلن الأمين العام لحزب الله أن حزبه أرسل طائرة من دون طيار متطورة فوق إسرائيل صنعت في إيران وجرى تجميعها في لبنان"و سيرتها مئات الكيلومترات فوق البحر،ثم اخترقت إجراءات العدو الحديدية ودخلت إلى جنوب فلسطين المحتلة وحلقت فوق منشآت وقواعد حساسة ومهمة لعشرات الكيلومترات".
لذلك هناك من يرى أن الحرب التي شنتها إسرائيل في 7/12/2006 على حزب الله ومن خلاله على لبنان كله ،ونظرا للمعلومات التي تم الكشف عنها من مصادر غربية تؤكد أن الإعداد لهذه الحرب كان يجري منذ شهور طويلة سبقت عمليات حزب الله ،من بينها تقرير نشره سيمون هرش Seymoun Hershفي صحيفة النيويوركر The new yorkerوآخر نشره وين مادسون Wayne Madsen في الصحيفة نفسها أوردت بأن تنسيقا أمريكيا إسرائيليا بدأ قبل وقت طويل من عمليات حزب الله. واستهدف وضع خطط مشتركة لتدمير البنية العسكرية لحزب الله كمقدمة لتغيير قواعد اللعبة السياسية في منطقة الشرق الأوسط،ومن الواضح أن العامل الإيراني كان أحد أهم العوامل وراء هذا التنسيق نظرا لوجود مصلحة مشتركة بين إسرائيل وأمريكا لتوجيه ضربة عسكرية للمنشآت النووية الإيرانية في حال فشل المساعي الدبلوماسية في حمل إيران على وقف تخصيب اليورانيوم وتحسبا لاحتمال إقدام حزب الله على ضرب شمال إسرائيل ردا على ضرب المنشآت النووية الإيرانية .
كما عملت إسرائيل على استعراض قوتها من خلال القيام بعمليات مناورة ومن بينها الهجوم على مصنع اليرموك في السودان، إذ أن العديد من التحليلات تشير إلى أن هدف هذه الهجمات هو استرداد مكانة إسرائيل Prestige if Israel،حيث تدعي إسرائيل أن هذا المصنع بالتحديد هو الجهة المؤسسة لصناعات الصواريخ التي تزود بها المقاومة في غزة ولبنان،ويشير بعض المحللين الإستراتيجيين إلى أن هناك رابط جيو إستراتيجي بين هذه العمليات وبين ما يمكن أن ينفذ من عمليات مستقبلا ضد إيران،حيث يقع مصنع اليرموك على نفس المسافة التي يمكن للطائرات الإسرائيلية أن تقطعها للوصول إلى الأرض الإيرانية لتنفيذ ضرباتها ضد المنشآت النووية،وبالتالي يمكن أن يعد هذا الاعتداء التجربة الميدانية العملية لأي خطة عسكرية خاطفة يمكن أن تشن ضد إيران.
إسرائيل والملف النووي الإيراني بعد الحراك العربي
لقد شهدت المنطقة العربية حراكا لم يشهد له مثيل منذ عشرات السنوات أدى إلى سقوط عدد من رؤساء الدول العربية على غرار مصر وتونس،وقد كان الشعار الموحد لهذا الحراك هو إسقاط الأنظمة الاستبدادية،ما أدى بدوره إلى تقليص الدور الوظيفي لدولة إسرائيل والتي كانت مدعومة من قبل النظام الدكتاتوري في مصر،وإعادة ترتيب موازين القوى في الشرق الأوسط وزيادة دور العديد من القوى في مقدمتها إيران.
وإذا نظرنا إلى تداعيات الحراك العربي على دولة إسرائيل،يمكن رصد العديد من التداعيات السياسية لموجة التحول الديمقراطي والتي اجتاحت المنطقة العربية لاسيما منها مصر،ما شكل ضائقة إستراتيجية لها نذكر من بين التداعيات:
-تفاقم عزلتها في المنطقة بعد فقداتها حليفها الاستراتيجي والمتمثل في حسني مبارك.
- القلق من صعود أنظمة إسلامية والتي تدعو صراحة وعلانية غلى تدمير إسرائيل باعتبارها كيان سرطاني زرعته القوى الغربية.
- القلق من ان تستعيد مصر دورها الإقليمي ما يضع إسرائيل في مواجهة محور إقليمي جديد يضم كل من إيران،تركيا ومصر.
- استفادة إيران من مجرى الأحداث في المنطقة ومواصلة تطوير قدراتها النووية.
- زيادة النفقات الأمنية الإسرائيلية على إسرائيل.
- تراجع الدور الأمريكي في المنطقة.
هذا التداعيات أدت إلى تغيير كبير في التوازنات الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط والتي استمرت منذ غزو العراق عام 2003،حيث كانت إيران من أولى الدول المستفيدة مما يحدث في المنطقة،فقد تم توقيع اتفاق بين كل من إيران والدول الستة الكبرى في نهاية مفاوضات جنيف حول ملفها النووي الإيراني،باعتباره أول خطة نحو تسوية شاملة،في مقابل ذلك اعتبرت إسرائيل أن هذا الاتفاق هو خطأ تاريخي له تبعات على استقرار المنطقة ككل وعلى أمن إسرائيل بصفة خاصة،على اعتبار أن إيران ستواصل تطوير الشق العسكري لبرنامجها النووي،حيث رفض القادة والإستراتيجيين الإسرائيلية هذا الاتفاق الذي مكن إيران من الحصول على ما تريده.
وفي تصريح لزعيم حزب البيت اليهودي اليميني المتطرف" بينيت" قال:" إن إسرائيل غير ملزمة باتفاق جنيف،إن إيران تهدد إسرائيل ومن حق إسرائيل الدفاع عن نفسها"،وفي هذا التصريح تعبير صريح على عدم موافقة إسرائيل على هذا الاتفاق وغير ملزمة به،وعلى عدم استبعاد أي وسيلة لمواجهة الخطر الإيراني.
وتعلق إسرائيل أمالا عالية على الاتفاق الذي عقد مؤخرا بين كل من روسيا وأمريكا والمتضمن ضرورة قيام سوريا بإزالة كافة أسلحتها الكيمائية وذلك خلال فترة زمنية محددة،إذا ما طبق نفس النموذج على إيران وملفها النووي.وهذا ما عبر عنه رئيس الوزراء الإسرائيلي بن يامين نتنياهو عقب لقائه بوزير الخارجية الأمريكي قائلا:"إن العزيمة التي تتحلى بها الأسرة الدولية تجاه سوريا،يجب أن تؤثر بشكل مباشر على إيران".
وفي تقرير نشر على الإذاعة الإسرائيلية تحت عنوان:"نظرة تحليلية إلى الشرق الأوسط والربيع العربي في 2013"أشار أن عام 2013 سيكون عام حاسما بالنسبة لإيران،حيث أن مجريات الحراك العربي قد انعكست سلبا على طهران من خلال إضعاف حليفها الممثلين في الأسد ونصر الله،ولفت التقرير الانتباه إلى أن إيران تشهد على الصعيد الداخلي أخطر أزمة اقتصادية منذ عام 1979،هذا ما جعل من أمكانية مواصلة طهران تطوير برنامجها النووي أمرا صعبا إن لم يكن مستحيلا خاصة في ظل نهاية عهد احمدي نجاد كرئيس للجمهورية الإسلامية،ما وضع إيران أمام خيارات صعبة بشأن التعامل مع الغرب فيما يخص برنامجها النووي.
سيناريوهات تعامل إسرائيل مع الملف النووي الإيراني بعد الحراك العربي
لقد طرحت إسرائيل عدة سيناريوهات في تعاملها مع الملف النووي الإيراني وتتمثل في 03 سيناريوهات وهي:
أولا- السيناريو العسكري
في حال قررت إسرائيل القيام بضربة إستباقية لإيران لمنعها من تطوير السلاح النووي فسوف يتعين عليها أن تبلغ الحكومة الأمريكية في وقت مبكر و بوجود الموافقة التكتيكية الأمريكية فإن إسرائيل قد تستخدم الصواريخ البالستية من القواعد الأرضية و صواريخ كروز التي تنطلق من الغواصات البحرية.و قد برزت في وسائل الإعلام اقتراحات بأن تستخدم إسرائيل الصواريخ ذات الرؤوس النووية الخفيفة القادرة على اختراق طبقات الأرض و ذلك من أجل تدمير المنشآت النووية تحت الأرض و التي يصعب تدميرها باستخدام الصواريخ التقليدية.غير أن هذا الاحتمال بعيد لأن من شأنه أن يتسبب بعواقب خطيرة جدا على الأمن العالمي، مع ذلك فإن احتمال استخدام هذه الصواريخ سيكون خاصة لضرب منشأة نطنز لبعدها الجغرافي و ستكون الفئات التالية هي الأهداف الرئيسية للضربة العسكرية الإسرائيلية:
- محطات تخصيب اليورانيوم و لاسيما تلك الواقعة قرب منشأة نطنز حيث سيكون هناك تركيز على تدمير سلسلة أجهزة الطرد المركزي.
- منشأة اليورانيوم في أصفهان لكونها جزء أساسي من البرنامج النووي الإيراني.
- مرافق البحث و التطوير النووي بما في ذلك تلك الموجودة في طهران وقر،آراك.
- مصانع تصنيع المعدات التي تستخدم في دعم البرنامج النووي الإيراني بالإضافة إلى القواعد العسكرية التي تضم صواريخ قادرة على ضرب إسرائيل،حيث تعترف إسرائيل بان مهاجمة مرافق الصواريخ و البرنامج النووي الإيراني سوف يرفع نسبة خطر الرد من حزب الله في لبنان و لاستباق ذلك قد تقوم إسرائيل بتدمير ما تستطيع من صواريخ حزب الله.
كما أن قيام إسرائيل بعمل عسكري ضد إيران يمكن أن يؤخر قدرة إيران على صنع سلاح نووي بنسبة تصل إلى سنتين وأن يلحق الضرر بمنشأة نظنز و منشأة التحويل القريبة من أصفهان و طهران، كما يمكن أن يدمر 3.5% من مخزون اليورانيوم الإيراني،ولاشك في أن هذه الضربة ستواجه مشاكل إذ لا تملك إسرائيل صواريخ مناسبة للقيام بهذه المهمة،فبداية الطريق من إسرائيل إلى إيران طويلة للغاية فأقصر الطرق تكون حوالي 1.500-1.700كلم عبر الأردن و العراق و 1.900-2.00كلم من المملكة العربية السعودية و2.600 -2.800 كلم من خلال تركيا فالطريق الأمثل سيكون على طول الحدود السورية التركية ثم على جزء صغير من العراق ثم إيران ثم العودة من نفس الطريق.وبالتالي فهناك ثلاثة طرق ممكنة على الأقل للقيام بهذه الضربة وهي :
- الطريق الشمالي:حيث يمكن للطائرات الإسرائيلية أن تتوجه نحو الشمال، ثم نحو الشرق بطول الحدود بين تركيا وسوريا، ثم بين تركيا والعراق.
- الطريق المركزي: وهو الذي يجعل هناك احتمالية لمرور الطائرات الإسرائيلية من فوق العراق، وبعد رحيل القوات الأمريكية من العراق ستكون السلطات العراقية أقل قدرة على رصد ومراقبة مجالها الحيوي، مما يفتح الباب أمام التوغل الإسرائيلي في الأجواء.
- الطريق الجنوبي: الذي ستمر فيه الطائرات الإسرائيلية عبر المجال الجوي للمملكة العربية السعودية.
لكن بغض النظر عن الطريق التي تستعملها إسرائيل لضرب إيران سيتعين على عدد من الطائرات التزود بالوقود على طول الطريق من أجل الوصول إلى الأهداف،وفي هذا الصدد يقول دوغلاس باري "Douglas Barry" خبير بارز في مجال الطيران العسكري في المعهد الدولي للدراسات الإستراتيجية في لندن:" الطائرات الإسرائيلية لا تحتاج فقط للدخول والخروج من المجال الجوي الإيراني،ولكنها تحتاج أيضا إلى وجود وقود يكفي لإمدادها بالوقت المطلوب للوصول أهدافها، ووقود يكفي لتغطية أي حالات طارئة قد تظهر أثناء العملية." كما أن هناك خمس أسباب لعدم توجيه ضربة أو هجوم ضد إيران:
1ـ رد فعل إيران سيكون بإغلاق مضيق هرمز،وإطلاق العنان للإرهاب في غزة ولبنان والعراق.
2ـ إشعال المنطقة بالكامل من قبل المسلمين الغاضبين،والربيع العربي يتحول إلى شتاء إسلامي متجمد.
3ـ ارتفاع أسعار النفط،وهذا ما يؤثر على الاقتصاد العالمي.
4ـ تعزيز النظام الإيراني،وكأن الدعاية الصهيونية تسيء له.
5ـ الدول تصبح أكثر نفورا من المخاطر النووية بمجرد حصولهم على الأسلحة،لذا فإيران المسلحة نوويا تدعو إلى القلق.
كما أن القيام بعمل عسكري ضد إيران لا يضمن التدمير الكامل للبرنامج النووي الإيراني و ذلك راجع لعدم وجود معلومات دقيقة حول البرنامج النووي الإيراني ما يجعل من الصعب الجزم بأن البرنامج قد دمر كله.
ثانيا- سيناريو التعايش النووي
يرى كينث والتز أن سيناريو التعايش النووي بين إيران وإسرائيل هو أفضل السيناريوهات لتعامل إسرائيل مع هذه الأزمة،ففي حال ما إذا أصبحت إيران دولة تمتلك أسلحة نووية فإن الطرفين(إيران وإسرائيل) ستقومان بردع بعضهما بعضا تماما كما فعلت كل القوى النووية من قبل فبمجرد عبور إيران للعتبة النووية باختبار سلاحها بصورة علنية سيعمل الردع بصورة أوتوماتيكية حتى ولو كان حجم الترسانة النووية الإيرانية صغيرا نسبيا.
ولنجاح هذا السيناريو لا بد من وجود العديد من العناصر نذكر منها:
- الشفافية: من أجل نجاح سيناريو التعايش النووي بين إيران وإسرائيل لا بد لكلا الطرفين امتلاك معلومات قدر الإمكان عن القدرات النووية لبعضهما، وهو ما يعني تغيير سياسة الغموض النووية الإسرائيلية فإزالة الشك فيما يتعلق بقدرات إسرائيل النووية يفرض إضافة نوع من الوضوح بالنسبة لإيران.
- القدرة على التواصل: لضمان التعايش النووي يجب أن يكون لكل من إيران وإسرائيل القدرة على التواصل بوضوح وصراحة ومن دون انقطاع خلال أوقات الأزمة وهذا الأمر شديد الأهمية لبناء نوع من العلاقة على أساس الثقة المتبادلة مما يقلل من مخاطر سوء الفهم إلى الحد الأدنى.فحسب المفكر الإستراتيجي الإسرائيلي جيرالد ستاينبرغ "Gerald Steinberg" على إيران فتح قنوات رسمية ودبلوماسية مباشرة مع إسرائيل من أجل بناء الثقة ولتفادي وقوع أخطاء تؤدي إلى حرب نووية.
- العقلانية أو المنطق: إن فرضية الممثل المنطقي مهمة في سيناريو التعايش النووي،إذ على إيران وإسرائيل أن يمتلكوا الثقة بأن صناع القرار سواء في إيران أو إسرائيل هم أشخاص منطقيون مدفوعون بنفس الهواجس والرغبة في المحافظة على الحياة الإنسانية.
- القبول بالوضع القائم: إن التعايش النووي متأصل في مبدأ القبول بوجود العدو،وتوجه الوضع القائم لا يسعى إلى إجراء تحولات تعديليه للنظام، وحتى الآن لا يوجد سبب للاعتقاد بأن إيران تقبل بوجود إسرائيل،فإيران دولة ثورية ضمنيا تقوم بإلقاء خطب سياسية صريحة عن التحول الراديكالي.
ثالث- تقويض النظام الإيراني وتفكيكها من الداخل
يقوم هذا السيناريو على تقويض النظام الإيراني والمجيء بنظام علماني منفتح لأن الخطر الإيراني لا ينبع من السلاح النووي الإيراني في ذاته بل في الإيديولوجية الإسلامية المتشددة التي يتبناها القادة الإيرانيون وإلا كيف يفسر العلاقات السابقة بين الطرفين، مثل هذا السيناريو ليس بمقدور إسرائيل وحدها تحقيقه بل يجب أن يتولاه المجتمع الدولي وعلى الأخص الديمقراطيات الغربية( الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي). حيث أن إيران ستظل ساحة لتصدير التحديات إلى المنطقة والعالم وفي مقدمته إسرائيل طالما بقي هذا النظام متمسكا بزمام السلطة في طهران، وبدون تقويض النظام في طهران تظل إيران مصدرا للتهديد والخطر وفرض التحديات على الساحتين الإقليمية والدولية.
ومن أجل نجاح هذا السيناريو على إسرائيل تعزيز علاقاتها مع قوى المعارضة الإيرانية في العديد من الدول في ألمانيا وبريطانيا والولايات المتحدة وفرنسا.وفي هذا السياق يقول لآفي ديختر" Avi Dichter":" نحن ننسق ونتعاون مع الولايات المتحدة في هذا المجال ويمكن للولايات المتحدة أن تفعل الشيء الكثير"وربط ذلك بما تحوزه الولايات المتحدة الأمريكية من إمكانيات تتمثل في:
- مرابطة قوتها في العراق وفي مناطق محاذية لإيران على طول 600كيلومتر إضافة إلى منطقة الخليج.
- قدرة الولايات المتحدة الأمريكية على استخدام منظمات المعارضة الإيرانية منها منظمة مجاهدي خلق على القيام بعملية عسكرية داخل إيران.
- نفوذها القوي في منطقة الخليج وإمكانية توظيفه للضغط على إيران على الصعيد الاقتصادي والأمني.
- تطويقها لإيران من الغرب العراق ودلو الخليج ومن الشرق باكستان وأفغانستان ومن الشمال منطقة كردستان وتركيا.
إن خيار تغيير النظام الإيراني يواجه مشكلات أساسية فمرور28 عاما على قدوم الجمهورية الإسلامية أحبطت العديد من توجهات متعددة لتغيير النظام في طهران، فلم يستطع أحد حتى الآن إعداد إستراتيجية عملية لتحقيق ذلك، وحتى مع افتراض المقدرة على تغيير النظام فليست هناك ضمانات على أن أي نظام في المستقبل سوف يكون أكثر اعتدالا أو أكثر اقترابا من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل.
وعملية تفكيك إيران من الداخل ليست بالعملية سهلة التحقيق، لكنها ليست بالمستحيلة إذ أن هناك نقاط ضعف في النسيج الاجتماعي الإيراني، نظرا لوجود العديد من الجماعات العرقية: أكراد وبلوش وعرب وفرس، وهناك طوائف وأديان مختلفة مسلين وصابئة وبهائيين وأقلية يهودية، وقد تبلورت لدى القيادات الأمنية الإسرائيلية منذ عامين أو أكثر تصورات حول وسائل للعمل في هذا الاتجاه:
-الوسيلة الأولى:الانطلاق في اتجاه العمل والنشاط داخل إيران لزعزعة وضعها الداخلي انطلاقا من شمال العراق ومن المنطقة التي يسيطر عليها الأكراد وهي منطقة متداخلة جغرافيا وديمغرافيا مع شمال إيران التي يقطناه أكراد إيران.
- الوسيلة الثانية: العمل من مناطق أخرى قريبة من إيران مثل أفغانستان المنطقة الغربية(هيرات) وكذلك أذربيجان وحتى باكستان.
لكن يبقى خيار التعايش النووي هو أفضل الخيارات وأفضل السيناريوهات التي يمكن لإسرائيل أن تتعامل بها مع إيران،ففي حال ما إذا تمكنت إيران من امتلاك أسلحة نووية فعلا وفقا للتصور الإسرائيلي فسيتمكن الطرفان من ردع بعضهما بشكل تلقائي ما يحقق الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ويمنع قيام حرب نووية شاملة تدمر المنطقة.كما إن التقارب الإيراني الإسرائيلي لحل الأزمة النووية الإيرانية بطرق دبلوماسية بعيد نوعا ما عن الواقع الذي يعيشه العالم، ذلك لأن الطرفين غير مستعدين للتنازل عن مصالحهما،بل يسعيان لتحقيق أهدافهما وكسب أكبر وقت للخروج بمظهر القوي وتأكيد غلبته وعدم قبول غلبة الآخر
خاتمة:
على الرغم من التصريحات التي يتبناه معظم صناع القرار الإسرائيلي على تعاظم التهديد النووي الإيراني وضرورة وضع حد أمام الطموحات النووية الإيرانية قبل وصولها لتطوير قنبلة نووية فإن هناك مجموعة من الإستراتيجية الإسرائيليين وعلى رأسهم رئيس الوزراء السابق "ايهود اولمرت "يرون إن البرنامج النووي الإيراني،لم يقم بإحراز أي تقدم في السنوات الماضية،مشيرًا إلى أن إسرائيل تبالغ في حجم التهديد الإيراني،وأثناء حديثه في مؤتمر "جيروزاليم بوست" السنوي في نيويورك،أضاف أولمرت،أن الإيرانيين يجب أن ينظروا بجدية في بيان الولايات المتحدة،الذي أفاد بأن أمريكا ستفعل كل ما في وسعها لضمان عدم وصول إيران لقدرات نووية.وأشار رئيس الوزراء السابق،إلى تكهنات المحللون الذين أكدوا في عام 2008، أنه وعلى أقصى تقدير، فإن الإيرانيين سيمتلكون قدرة نووية في عام 2009،ونحن في منتصف عام 2013 وأنهم ما زالوا لا يمتلكون شيئًا.
كما أن التحولات الإستراتيجية التي شهدتها منطقة الشرق الأوسط فرضت على إسرائيل التفاعل مع البيئة الإستراتيجية المتغيرة بكل ما تحمله ليس فقط من فرص ومكاسب بل الأهم من ذلك ما تحمله من تحديات ومخاطر وقيود وما تتركه من آثار على الأمن الإسرائيلي، ولذلك طرحت إسرائيل في تعاملها مع إمكانية امتلاك الدولة الإسلامية الإيرانية للسلاح النووي وما يحمله ذلك من انعكاسات على استراتيجياتها الأمنية ومكانتها الإقليمية مجموعة من الخيارات بما فيها الخيار العسكري الذي يحمل في طياته العديد من التحديات في مقدمتها إمكانية القضاء على الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط.
والمتتبع لاهتمام إسرائيل بالخطر النووي الإيراني يمكنه أن يلاحظ بأن التنديد بالخطر الإيراني وضرورة مواجهة هذا التهديد قد تصاعد خاصة بعد عام2011 بعدما خرج الإسرائيليون إلى الشوارع في عملية احتجاج وغضب غير مسبوق في تاريخ الكيان الصهيوني،وهو تعبير عن المأزق خانق بلغة النظام الإسرائيلي. لذلك وجد نظام الحكم نفسه في مواجهة المجتمع لأول مرة بهذه الحدة من جهة، ومن جهة أخرى الفشل الذريع في المفاوضات مع الفلسطينيين والاعتراف الدولي بفلسطين كدولة كاملة الحقوق في منظمة اليونسكو، وكذلك طلب العضوية الكاملة في الأمم المتحدة والمشاكل القائمة بينها وبين تركيا(بعد حادثة سفينة ماري مرمري)، لذلك لجأ رئيس الوزراء الحالي والمعروف بخبرته في افتعال الأزمات إلى تحويل الأنظار عن الفشل الذي آلت إليه حكومته، فلجأ إلى تسليط الضوء على إيران من خلال وسائل الإعلام الداخلية والخارجية وهو نفس السيناريو الذي طبقته مع العراق.
المراجع:
1. مجموعة مؤلفين إسرائيليين، إسرائيل والمشروع النووي الإيراني(ترجمة:أحمد أبو هبة).ط1،لبنان، بيروت: الدار العربية للعلوم ناشرون2006،ص ص 105-106.
2. دوري غولد،"هل ستؤثر العقوبات الاقتصادية في سلوك إيران"،شؤون إسرائيلية،العدد 5852،18/02/2012،ص 12.
3. عبد المنعم سعيد،"حرب باردة اقليمية:إستراتيجية الردع المركب التي تتبعها إيران لتجنب خطر الضربة الإسرائيلية"،مجلة حالة الإقليم ،العدد 6،نوفمبر 2012،ص 23ـ24.
4. - محسن محمد صالح، التقرير الإستراتيجي الفلسطيني سنة 2006. ط1،بيروت: مركز الزيتونة للدراسات الأستشارات2007، ص 113.
5. جون روجرز،العمل العسكري ضد إيران:التأثيرات و التداعيات (ترجمات الزيتونة)، بيروت:حركة الزيتونة للدراسات و الاستشارات،أوت 2010،ص 7-8.
6. محمد المصري، نظرية الأمن الإسرائيلي، ط1، القاهرة: الأهرام للنشر والتوزيع، 2009.
7. ـDalia Dassa Kaye,Alireza Nader,Parisa Roshan, Israel an-dir-AN A Dangerous Rivalry,National Defense Research Institute,2011,P1ـ 2.
8. Ephraim kam, the iranian chalenge, strategic survey for israel2010. tel aviv: Institute national security studies, P P 141-142.
9. ـReuven Pedatzur, "The Iranian Nuclear Threat and The Israeli Options", Contemporary Security Policy, Vol.28,No.3,December ,2007,P521.
10. Jamest Catania,"Iran’s Nuclear Program :A presaging,The coming U.S.And Israeli Reponse,American Military University,28March,2011,PP,13ـ14.
11. Yossi mekelberg ,Israel and Iran from war of words to words of war-London,Chatham house and Webster university briefing paper .march 2007 ,p 4.
12. Austin long William lures and other ,weighing benefits and costs of military action against iran,new yourk:the Iran project 2012,p31.
13. ـNiall Ferguson,"Israel and Iran on The Eve of Destruction in a New Sixـ Day War",Israfax,Canadian Institute for,Jewish RESEARCS,Passover 5772,Volume XXIV,Number 274,April 5,2012,P4.
14. حسام سويلم، "مرحلة جديدة في الصراع بين إسرائيل وإيران،" مختارات إيرانية، العدد58، أوت 2008. على الموقع:. http://www.acpss.ahram.org.eg/2001/1/1/sbok0.htm]]
15. هاجر دياب، خالد دياب، "الحروب الإلكترونية بدأت من إيران"،على الموقع:
www.masress.com/ahrammassi/20963
16 Kenneth.N.waltz”, why Iran should get the bomb nuclear balancing would mean stability”. Forien affairs, july/august 2012,at:
[http://sistemas.mre.gov.br4kitweb/datafiles/irbs/pt-br/file/cad/lxu cad/politica.pdf.p]
17.آفي ديختر، “الحركة الإسرائيلية في بيئة إقليمية”.على الموقع:
http://www.arrasid.com/file].]



#أسماء_شوفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الرئيس الصيني يستقبل المستشار الألماني في بكين
- آبل تمتثل للضغوطات وتلغي مصطلح -برعاية الدولة- في إشعار أمني ...
- ترتيب فقدان الحواس عند الاحتضار
- باحث صيني عوقب لتجاربه الجينية على الأطفال يفتتح 3 مختبرات ج ...
- روسيا.. تدريب الذكاء الاصطناعي للكشف عن تضيق الشرايين الدماغ ...
- Meta تختبر الذكاء الاصطناعي في -إنستغرام-
- أخرجوا القوات الأمريكية من العراق وسوريا!
- لماذا سرّب بايدن مكالمة نتنياهو؟
- الولايات المتحدة غير مستعدة لمشاركة إسرائيل في هجوم واسع الن ...
- -لن تكون هناك حاجة لاقتحام أوديسا وخاركوف- تغيير جذري في الع ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - أسماء شوفي - الملف النووي الإيراني والعقيدة الأمنية الإسرائيلية بعد الحراك العربي