أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فدوى درويش - الأمنيات وحدها لا تُنصر ثورة














المزيد.....

الأمنيات وحدها لا تُنصر ثورة


فدوى درويش

الحوار المتمدن-العدد: 4307 - 2013 / 12 / 16 - 12:13
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    



الأمنيات وحدها لا تُنصر ثورة
بعد حوالي ثلاثة أعوام على انطلاق الثورات العربية لم تنبت زهور الحرية والديمقراطية في أي من تلك البلدان. تونس مهد الشرارة الأولى للثورات كانت الأكثر حظاً، أما ليبيا ، اليمن لا زالتا تكافحان الفوضى بارتباك لإزالة مخلفات عقود من الديكتاتورية. بينما مصر التي أضاعت البوصلة تتأرجح بين حكم العسكر وحكم الإخوان، أما في سوريا فالصورة أكثر قتامة،
سوريا تغرق في بحر من الدماء إذ تحولت الثورة إلى حرب بشعة حتى صار حلم السوريين الخلاص من بوتقة الموت والعودة إلى الوراء .
فهل يحق لنا أن نقول بأن الثورات العربية قد فشلت ؟ أم أن الوقت مبكر للحكم عليها كمنعطف في مسار تاريخ المنطقة ؟ على الأقل لفترة طويلة يمكننا أن نسلم بفشل الثورات وتأخر قدوم الربيع إلى بلداننا بل إن شتاء قاس وطويل قد خيم عليها، ربما كان سبب هذا الفشل هو أن حاضنة الثورات العربية وداعمها كان حجم الآمال والأمنيات في قيامها والهيجان العاطفي الشعبي لنيل الحرية. لكن الآمال والأحلام وحدها لا تُنصر ثورة. على عكس الثورة الفرنسية التي كان لحجم الثقافة والوعي أثراً هاماً في قيامها ونتائجها، وكذلك الثورة الروسية التي كان لتنظيم الحزب الشيوعي الدور الأكبر في نجاحها.
الثورات العربية انحرفت عن مسارها وعن الهدف الأساسي والهام في قيامها، ألا وهو الإنسان، حيث تصدرتها التيارات الايديولوجية والسياسية والدينية والتي تطفلت عليها وأجهضتها.
بعد كل الدماء التي سالت وبعد كل هذا الخراب في العقول والنفوس وكذلك البلاد، وقفت الشعوب بين خيارين أحلاهما مر، فإما العودة إلى الديكتاتورية الأمنية والعودة إلى نقطة الصفر وإما الانتقال إلى الديكتاتورية السلفية المقنعة بالدين والشرع وبالتالي العودة إلى مستنقعات التاريخ.
الثورة السورية هي الأسوأ حظاً، لعدة أسباب : فالنظام السوري من أعتى وأسوء الأنظمة الديكتاتورية في العالم وقد استطاع خلط الأوراق السياسية والاستخباراتية في المنطقة واللعب مع الكبار في محور اقليمي وعالمي وذلك بالريموت كونترول الروسي والإيراني.
- تضارب المصالح الدولية في مشروع إعادة صياغة النظام الدولي وبناءه على جماجم الانسان السوري وبانهار من الدماء.
- الافتقاد إلى تمثيل سياسي يحمل راية الثورة ويجمع غالبية الثوار وبالتالي يحمي الثورة من كل السموم التي تسربت اليها. والافتقاد إلى مشروع واضح لكل السوريين في سوريا المستقبل.
- تسلق الحركات المتطرفة الإسلاموية الثورة والتدخل الإقليمي بشكل مباشر والتحول إلى حرب إقليمية وتصفية حسابات وتسويات.
- فيروس الطائفية والمذهبية الذي استشرى في المجتمع السوري
دخلت سوريا في معادلة دولية ولعبة أمم تعيد ترتيب الأوراق حسب مصالحها بعيداً عن مصلحة الشعب السوري متجاهلة الجرائم الفظيعة وأرواح عشرات الآلاف من السوريين والدمار الهائل الذي أصاب البلد. تكاتفت كل قوى الشر لتحبط إرادة شعب تواق للحرية.
ربيع سوريا أحمر بلون أ نهر الدماء التي تجري منذ ثلاثة أعوام دون أن تلوح بارقة أمل لنهاية قريبة لهذه المأساة الإنسانية . ربما كان حري أن تحطم أولاً كل المحرمات المعشعشة في العقول ويُحررالإنسان أولاً من كل ما هو طائفي وايديولوجي ومذهبي ومن ثقافة الاستبداد و إلغاء الاخر. وتكون إنسانية الإنسان هي قيمة القيم. إننا نحتاج إلى ثورة في الفكر والعقل ،ثورة تعيد بناء الإنسان . الثورة لا تكون باستبدال نظام سياسي بآخر ولو كان عبر صناديق الاقتراع ،فهذا لن يجلب الحرية ولن ينسف المفاهيم التي بني عليها الاستبداد .إن تحقيق الديمقراطية لا يتم إلا بتوفر حرية الفرد وحرية الجماعة.
الطريق إلى التغيير طويل ومظلم ولا يقاس بسنوات أعمارنا إنما هو رهن بمسيرة التاريخ.
لكن مهما طال الشتاء سيشرق الربيع يوماً في هذه البلاد.
Fadwa Darwish













#فدوى_درويش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ابتلع أكراد سوريا الطُعم
- هواجس وأحلام سورية


المزيد.....




- تأبين الرفيق محمد مستعد بوجدة تحت شعار “على العهد باقون.. وع ...
- الانتخابات الأوروبية: ماكرون يبدي استعداده -للنقاش الآن- مع ...
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
- ماكرون في ألمانيا.. زيارة دولة نادرة يؤرقها اليمين المتطرف
- -حزب الله- يعلن استشهاد اثنين من عناصره في مواجهات مع الجيش ...
- تل أبيب.. اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين وسط مسيرات تطالب بوق ...
- اليمين المتطرف في سويسرا يريد إعادة النظر في اتفاقيات شنغن
- ملايين العاملين بأجر ينتظرون تطبيقه.. الحد الأدنى للأجور يصل ...
- اشتباكات عنيفة بين الفصائل الفلسطينية والجيش الإسرائيلي في ج ...
- أزمة عالمية ونزاعات وحروب: أي أممية للقرن الحادي والعشرين؟ ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين
- الأنماط الخمسة من الثوريين - دراسة سيكولوجية ا. شتينبرج / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - فدوى درويش - الأمنيات وحدها لا تُنصر ثورة