أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فدوى درويش - هواجس وأحلام سورية














المزيد.....

هواجس وأحلام سورية


فدوى درويش

الحوار المتمدن-العدد: 4116 - 2013 / 6 / 7 - 10:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



في الأشهر الأولى للثورة ساد بين السوريين فرز واضح بين موالاة ومعارضة واحتد ت النقاشات بينهم بصوت مرتفع. كان المعارضون في نشوتهم الأولى برياح الحرية التي هبت من تونس مرورا بمصر، حتى كانت المواجهات تصل إلى حدّ التجريح بالكلام والمقاطعة بين الأصدقاء والزملاء والأخوة ضمن البيت الواحد. حينها كان لكلّ طرف ذرائعه. المعارض المفعم بإيمانه أن لكل طاغية نهاية والمؤمن بمسيرة التاريخ التي لا تخذل الشعوب و مطروب بأشعار وشعارات عاش حياته يستقي منها تمجيد الحرية وحقوق الشعوب في العيش بكرامة وأن لحظة الحقيقة قد آنت. فالتاريخ يصحح مسيرته والجغرافيا كلها تستجيب لصرخة المظلومين. أمّا الموالون المخدرون منذ عقود بشعارات المقاومة ومحاربة الاستعمار والمخططات الامبريالية الصهيونية ضد الشعوب، والقابعون تحت نير الظلم والاستعباد بذلٍّ ساديّ يبرّرون كل أشكال القمع ضد أي فكر يخدش جبروت أسيادهم، هذه الفئة من البشر التي رضعت الخوف والرعب من كلّ "لا" حتى أصبح مرضا يهشّم أرواحهم من الداخل، يقضم ما تبقّى من ضمائرهم، والأهمّ من كل ذلك هو الرضا والقناعة بما كتب الله لنا بتبرير "ألا يكفينا آكلين وشاربين ونتمتع بالأمان والحمد لله..!!" مردّدين رواية النظام و مراهنين على أن التغيير سيجلب الويلات والدمار وبحكّام يعيدوننا إلى قاع التاريخ وأنّ أيّ محاولة للتغيير ستوقظ ضغائن دفينة فينا وسننهش لحوم بعضنا.
المهمّ في الموضوع برمّته هو أنّه كان ثمّة فسحة صغيرة يتبادل من خلالها السوريون بصوت منخفض كل هذه الأحلام والهواجس التي سرعان ما تحولت "فقط الهواجس" إلى حقيقة بقدرة نظام متجبّر أحسن إدارة الدفّة حيث تشتهي سفنه.
اليوم وبعد أكثر من عامين من أنهر الدماء التي تجري والخراب الذي أنهك أرواح السوريين، ماذا بعد؟
هل بقي شبر من الوطن يمكن أن يحتضن رأس سوري يحمل حلماً أو أملاً بالخلاص ويفكربأن هذه الهزيمة ما هي إلاّ كبوة من كبوات التاريخ ؟
الإجابة على هذا السؤال في ظل احتمالين أقف أمامهما : الأوّل هو الانتصار العسكري والسياسي للنظام والعودة إلى تمكين قبضته على الحكم وضخ الدماء إلى شرايينه من جديد ليعود مزهوّاً رافعاً راية النصر محتفياً بأنصاره ومؤيديه طبعاً بدعم وتشجيع دوليين وبتسوية مفروضة على المعارضة باسم جنيف2 في ظلّ تخلّي كلّ الأصدقاء والمؤيدين لشعارات الحرية وحقوق الشعوب والديمقراطية عن الثورة في سوريا. ومن مبدأ، الظالم حينما ينتصر يزداد جبروته وظلمه، سيزداد النظام جوراً وستبدأ المحاسبات لكل من لم يؤمن به وحاول التفكير بتغييره وستتحول سياسة كمّ الأفواه المتّبعة سابقاً إلى تحطيم الأفواه ويترقّى كلّ مؤيّد إلى درجة شبيح بامتياز ..
الاحتمال الثاني : أن تَصْدق رؤيا المعارضة و تنتصر بفرض إرادتها في إزاحة النظام وتشكيل حكومة ائتلافية "بضغوط من أصدقاء الشعب السوري وبتدخل أمريكي واقتناع روسي " وفي ظل هكذا معارضة مشتتة و مجزّأة سياسياً وعسكرياً ولكلّ طرفٍ أجنداته ويحاول أن يرضي ولي نعمته ستكون البلد أقرب إلى النموذج الصومالي وتصبح تحت سيطرة كتائب وألوية عسكرية متصارعة تشرّع لها بنادقها إلغاء كل من يعارضها ويصبح السياسيون بيادق تظلّل الانتهاكات بحق المواطنين. حينها لا المؤيد ولا المعارض"الثورجي" يكون لهما مكان من الإعراب، حيث ستكون الغلبة حينها فقط لصوت الرصاص.

للأسف هذا هو مستقبل المواطن السوري في سوريا المستقبل والذي يلوح في أفق كواليس اللقاءات الدولية والصفقات التي تُعقَد على جثث السوريين ودمائهم التي أصبحت في ميزان المصالح لا تساوي بعد شيئاً من الحرية والكرامة أسوة بشعوبهم.
الاحتمال الثالث: وغير الوارد في ظل الوقائع على الأرض، الاحتمال الموجود فقط في أحلام سوري لازال يؤمن بأنّه لا يصحّ في النهاية إلاّ الصحيح - في عالم كله مغالطات – وأن الثورة وان طال أمدها ستنتصر وتُنصِر مبادئها الإنسانية وستكون الغلبة لأصحاب الفكر الثوري المؤمنين بقدرة الإنسان على التغيير وستكون سورية دولة مدنية ديمقراطية يحكمها نظام يحقق العدالة الانتقالية ويقوم على المؤسسات ويؤمن بحقوق كل المكوّنات ويصون حقوق الإنسان ويؤمن بالمساواة ويصون الحريات ويرعى الاختلاف ويلغي أسباب الخلاف. ولا غلبة لأحد إلا بصناديق الاقتراع. سوريا لكلّ السوريين، تبعد الدين عن دهاليز السياسة وتعيده إلى دور العبادة معزّزاً مكرمّاً، سوريا تتجمّل بألوان الطيف وتمقت اللون الواحد. هذه سوريا يتمناها كلّ سوريّ.



#فدوى_درويش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ترامب وبوتين يغادران ألاسكا بعد قمة جمعتهما وترامب يؤكد عدم ...
- إجراء -غير معتاد بروتوكوليا- في المؤتمر الصحفي لبوتين وترامب ...
- مصافحة للتاريخ.. ترامب وبوتين يفتتحان قمة ألاسكا لبحث حرب أو ...
- تحركات إسرائيلية مكثفة على أطراف مدينة غزة.. خطوة أولى نحو ا ...
- قمة الـ3 ساعات.. مباحثات -بناءة- بين ترامب وبوتين في ألاسكا ...
- ترامب: لم نتفق بشأن -القضية الأهم- مع بوتين
- ترامب وبوتين يعقدان مؤتمرا صحفيا بعد اجتماعهما
- السويد: مقتل شاب وإصابة آخر في إطلاق نار قرب مسجد بمدينة أور ...
- ضغوط الإقليم تشعل من جديد جدل السلاح بلبنان والعراق
- مشاهد محاكاة لعمليات المقاومة في حي الزيتون بمدينة غزة


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فدوى درويش - هواجس وأحلام سورية