أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي مزهر شعبان - السعلوه .... حصدت الجوائز والاعجاب














المزيد.....

السعلوه .... حصدت الجوائز والاعجاب


محمد علي مزهر شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 4306 - 2013 / 12 / 15 - 20:46
المحور: الادب والفن
    




في مهرجان دبي الدولي السينمائي العاشر ، وهو من المهرجانات التي اضحت يشار لها من الاهمية حتى توافدت الدول لتعرض افضل ما لديها من افلام ، وكان من ضمنها مشاركة العراق بعدة افلام . المفاجاة التي اذهلت الجميع ، فلم كارتوني لم يتجاوز العشرة دقائق ، ولكنه احيى ارثا ثقافيا ، من اساطير الشعوب وموروثها ، مهما اختلفت التسميات حول حيوان يسمى " السعلوة " وهو رمز لبعث الخوف وردع الصبية المشاغبين ، بل هو السوط الذي يحد اي تجاوز وعبث للاولاد . حكاية اوشكت ان تنتهي مع جداتنا وتمضي الى عالم النسيان ، تأتي شابة عراقية ، وقد انهكها مجهود طوال عامين . كانت هي مصدر تمويلها ، وفكرتها وحوارها واخراجها ، يساعدها شباب افتقدوا الى التقنية المتطوره وغرف تسجيل وستوديهات وحواسيب ، وفي غضب تلك النهارات الحارقة ، وانقطاع التيار الكهربائي ، وما يسسب في التكرار وعوق في مواصلة العمل ، وترك بعض العاملين وهجرتهم . أصرت تلك العراقية ان تواصل بل ان تنجز عملا صفق له الحاضرين بحرارة منقطعة النظير ، حتى حاز الفلم على الجائزة ، تاركا وراءه افلام عراقية صرفت عليها الملايين ، وهي لم تاتي بجديد على مستوى الفكرة المثيرة ، بل اتجهة وكأنها تستجدي العطف من امم هي علتنا المزمنه وسبب خرابنا ، ولعل تلك الافلام لا تبوب من حيث القدرة الفنية والاخراجية والتقنية العالية مع فن اضحى في منافسة من اهم سقوف الريع والانتاجية .
فلم " ليل بغداد " او السعلوه " فلم كارتوني ثلاثي الابعاد ، يحيي فكرة حكاية شعبية من حياتنا اليومية ساحته بغداد حيث تقول فرات : بغداد مهمة جدا في هذه الحكاية ، وان شخصية السعلوة هي جزء من تراثها .
الاثارة فيه التجديد في الثيمة والطرح بعد ان غاب احياء الموروث ، فلم يحمل فلسفة عنوانها العبودية تحت وقع الرهبة والخوف ، على مستوى يتعدى حكاية حيوان يدعى السعلوه بل ليذهب بابعاده الى تجسيدات ابعد شمولية ، حين يتأسس في اذهاننا ذلك التصور لقوى عظمى غاشمة لا تقهر ، وتبعث الوهن في النفوس والتقاعس الى حالة الاستسلام لذلك الغول او السعلوة او القوة التي يمتلكها الجبابرة والطغاة على مستوى الشخوص والدول .. الحكاية تبدأ من الجزئية التي تسوطنا بها الجدات لتمنع وتطفيء الحركة وفعالية الاجساد النابضه بالحيوية عند الصبية ، رغم براءة تلك العجائز من اي غاية الا التخويف .
فلم صنعته شابة اسمها " فرات الجميل " من اب عراقي وام المانية ، استمدت فكرتها من جدتها ، ولكن بدلا من ان تجعل السعلوة كحيوان كما هو موروث حيث تروي جدة فرات وهي تظهر بملامح غير واضحة في الفلم، بل جعلت من الجمال الخادع لامراءة تغوي " سائق أجرة " وقع في اغوائها ، وهكذا الاصياد سواء على هيئة حيوان كما في الموروث المصري . تشبه السلعوة الذئب والكلب والثعلب في منظرها وتتميز بسرعتها وسواد لونها واذنيها كاذنى الثعالب و قدميها الامامية قصيرة عن الخلفية وتتميز بالذكاء والمكر وعدم الخوف من البشر وقدرتها الكبيرة للاختباء والترصد وتجمع صفات الكلب والذئب والثعلب وابن اوى ، او كغول في بعض الموروثات ، فهو الغدر والاغواء والوحشية والقتل .
تقول المخرجة فرات الجميل : اعتقد ان اغلبية العراقيين نسيت السعلوة، لكني عندما احدثهم عنها يتذكرونها، الكل يبتسم ويشعر بالسعادة ويتذكر طفولته .
ابتهج جميع الحضور واثلجت صدورهم حكاية منذ الف ليلة وليلة وموطنها بغداد ، شهرزادها هذه الشابة ، وشهريارها حضور احتشد في مهرجان ، وسًم تلك المراءة بالاشادة والتكريم ، والقى عليها سلام تعظيم . عشرة دقائق اخذت سنتين والاسباب المعوقات الانفه اضافة الى شحة الدعم المالي ، حيث يقول الشباب العاملون معها : شوقي وعبد الرحيم اننا كنا نعمل في أي مكان يتاح لنا وان انجاز الرسوم المتحركة الثلاثية الابعاد يستغرق أسابيع مع الحواسيب المتوفرة، وهو يضطر إلى أن يعيد العمل من خانة الصفر بعد انقطاع التيار الكهربائي .
في هذا البلد طاقات كانها ينابيع من الابداع والاثراء، لقد رحلوا الى ارض الله الواسعة ، رؤوسا منتجه مبدعه ، فخوفا ان تقطع تلك الرؤوس ، رحلوا ، وان عادوا كما عادت فرات ابنة جميل ، عاد معها الابداع والعطاء النبيل .



#محمد_علي_مزهر_شعبان (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزيحوا المالكي ... ايها الخارقون
- ابا الحسن اليك ما بلغوا .. فتنصبوا وناصبوا


المزيد.....




- يوسف اللباد.. تضارب الروايات بشأن وفاة شاب سوري بعد توقيفه ف ...
- بصدر عار.. مغنية فرنسية تحتج على التحرش بها على المسرح
- مع حسن في غزة.. فيلم فلسطيني جديد يُعرض عالميا
- شراكة مع مؤسسة إسرائيلية.. الممثل العالمي ليوناردو دي كابريو ...
- -الألكسو- تُدرج صهاريج عدن التاريخية ضمن قائمة التراث العربي ...
- الطيور تمتلك -ثقافة- و-تراثا- تتناقله الأجيال
- الترجمة الأدبية.. جسر غزة الإنساني إلى العالم
- الممثل الإقليمي للفاو يوضح أن إيصال المساعدات إلى غزة يتطلب ...
- الممثل الإقليمي للفاو: لا يمكن إيصال المساعدات لغزة دون ممرا ...
- عائلة الفنان كامل حسين تحيي ذكراه الثامنة في مرسمه


المزيد.....

- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد علي مزهر شعبان - السعلوه .... حصدت الجوائز والاعجاب