أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - خالد ديريك - السوريون من المضيفيين إلى المشردين!!















المزيد.....

السوريون من المضيفيين إلى المشردين!!


خالد ديريك

الحوار المتمدن-العدد: 4305 - 2013 / 12 / 14 - 10:08
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    



السوريون أستقبلوا خلال تاريخهم في مختلف الأزمنة والعهود جحافل المهاجرين والمهجرينبترحاب وسعة الصدر الكبيرين.
أثناء أنهيار السلطنة العثمانية وترسيم الحدود الدولية الجديدة في الشرق الأوسط بعد اتفاقية سايكس بيكو بقي الكثير من الأتراك(التركمان) على ممتلكاتهم بسبب أندماجهم الكامل مع المجتمع السوري خلال 4 قرون من أحتلال السلطنة للوطن العربي.
في بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر بعد فشل ثورات الشعوب القوقازية ضد روسيا القيصرية ,هاجرت إلى سورية جماعات وقبائل من الشيشان والشركس ,فأستقبلهم السوريون بكل روح أنسانية سامية.
وفي مطلع القرن العشرين وبعد أضطهاد الدولة التركية للأرمن وممارسة المذابح بحقهم وتهجيرهم من تركيا,أكثرهم وجدوا في سوريا ملجأً آمناً وحضناً دافئاً.
وبعد فشل الثورات في دول المغرب العربي ضد المستعمرين في منتصف القرن التاسع عشر,هاجر أفواج المهاجرين من دول المغاربة ،وأستقروا في المدن السورية المختلفة.
كما أن السوريون أستقبلوا مئات آلاف من اللاجئين الفلسطينيين أثناء النكبة الفلسطينية في منتصف القرن الماضي.
وفي حرب تموز 2006 هاجر أكثر من 700 ألف لاجىء لبناني إلى سوريا.
الدفعة الأولى من اللاجئين العراقيين وصلوا إلى سوريا منذ السبعينيات والثمانينات من القرن الماضي,هاربين من ظلم صدام حسين لهم,بلغت هجرتهم بأتجاه سوريا إلى أوجهها بعد الأحتلال الأميركي لبلادهم عام 2003 حيث وصل عددهم إلى أكثر من مليونا ونصف.
ومن نافل القول,أن السوريون أستقبلوا جميع المهاجرين والمهجرين بحفاوة بالغة ورحابة وسعة الصدر,وقدموا لهم كل ما أمكن لإيوائهم وأحتضانهم,وفتحوا لهم بيوتهم.وتقاسموا معهم المأكل والملبس والمسكن في بداية وصولهم حتى تسنى لهم ظروف الحياة,وحصلوا على الأستقرار والأعمال ما أمكنهم الأندماج في المجتمع السوري,وأغلبهم حصلوا على الجنسية السورية فيما بعد,أصبح لهم نفس الحقوق والواجبات كما للشعب السوري,وأنخرطوا في مختلف مجالات الحياة,منهم دخلوا السلك الدبلوماسي والعسكري,منهم من أصبحوا نواباً ووزراء ورجال أعمال.
كما لا يخفى على أحد ما قدمه الشعب السوري من المساعدات المادية والعينية والمعنوية للفلسطينيين منذ الأحتلال الأسرائيلي للأراضي الفلسطينية وما رافقته من الحروب والتهجير حتى يومنا هذا.
هؤلاء الملايين الوافدين إلى سوريا وفي مختلف الأزمنة والعهود,لم ينصب لهم الخيام,ولم يشعروا بقيظ الشتاء ولا بحرارة الصيف,بل كانوا معززين مكرمين
عندما شاءت الأقدار,ودارت الأزمان ,تحول السوريون من المضيفين إلى المشردين.
عند بدء شرارة الربيع العربي من تونس,مر رياح التغيير على سوريا,لبى السوريون ما رأوه واجباً,طالبو بحريتهم وكرامتهم المسلوبة منذ نحو نصف القرن على يد النظام آل الأسد,فخاذلتهم معظم حكومات وشعوب الأرض,ولم يجدوا حضناً دافئاً ولا أُفق يستوعبهم.
ثورتهم أندلعت قبل نحو 3 سنوات,فرافقتها فتك وهمجية النظام بالأرض والعباد,أضطر من خلالها الملاييين إلى النزوح والهجرة,خاصة إلى دول الجوار,أصبحوا مشردين في مختلف أصقاع الأرض,أكثر من مليونين لجأ إلى دول الجوار في الأردن وتركيا ولبنان والعراق (أقليم كردستان)ومصر والجزائر,أغلبهم يواجهون الإذلال والفاقة ويتحملون جميع صنوف التضييق والأبتزاز,ويتعرضون للأستغلال والهوان ما بعده هوان وخاصة النساء.
بحسب<<هيومن رايتش ووتش>>اللاجئات السوريات يتعرضن للتحرش والأستغلال الجنسي,السوريات الباحثات عن لقمة العيش لإعالة عائلاتهن يتعرضن قسراً للتحرش,منهن من أستطعن الهروب وأُخريات لما يسعفهن القدر فقتلن أو وقعن في مصيدة الأنذال.
ولعل مخيم الزعتري في الأردن,أشهر المخيمات سوءاً في العالم من نواحي الخدمات الرديئة,وأستغلال الفتيات بسبب فقر أهاليهن وخاصة الصغار دون السن القانوني,من قبل الأُمراء والشيوخ دول الخليج.
بحسب التقارير الواردة من هناك <<فإن الفتيات بسبب فقر عائلاتهن وسوء المعاملة التي يلقن في مخيم،يرضن بالزواج من بعض أثرياء العرب،لكن أكثر هذه العلاقات لا تدوم طويلاً،وتبين أنها أشبه بـ(الزواج المتعة)أمتهنها ضعيفي النفوس,فهذا يصنف في خانة "هؤلاء المهجرين فقراء وأولئك الأُمراء والشيوخ سفلة" هنا تنتهي الأخلاق عندما تبرز أفعالهم المسيئة والمنافية للدين والقيم الإنسانية,فخوف بعض الفتيات من الفضيحة والعار،يجعلهن يكتمن على ما يتعرضن لهن من ابتزازات واعتداءات وأغتصابات وهذا ينطبق على معظم مخيمات اللاجئين في الدول الجوار،في (مخيم الزعتري) بالأردن أكثرها.
صحيح يوجد تعاطف من قبل بعض دول العالم ويتم أرسال المساعدات إليهم،لكن أغلبها لا تفيد سوى عصابات الجمعيات تحت تسميات مختلفة،وعصابات التي توزع تلك المساعدات من تحت جناح المعارضة،مسؤولي عن توزيع المساعدات سواء على المخيمات أو النازحين في الداخل,يشفطون أغلبها في جيوبهم،
بسبب سوء أحوال المخيمات في دول الجوار،يحاول الكثير من السوريون ألتجاء إلى الدول الأوربية لما سمعوا عن حقوق الأنسان الموجودة في تلك القارة،لذا يخاطرون بطرق غير شرعية في البر والبحر والجو في سبيل الوصول إلى تلك البلدان،بالإضافة إلى دفع آلاف من دولارات للسماسرة والمهربين الذين يستغلونهم أبشع وأقبح الأستغلال
الكثير منهم وهم في الطريق لقوا حتفهم في البحر,خاصة على سواحل التركية واليونانية والإيطالية,منهم من وصلوا إلى أوربا الشرقية وخاصة بلغاريا,التي هي الآن تأوي على أراضيها آلاف السورييين,ومخيماتها ليست بأفضل الحال من مخيمات الجوار الإقليمي,بلغاريا هي دولة فقيرة ولا تهتم باللاجئين ,يوجد ردائة في الخدمات وبسبب برد شتاء هناك ينتشر في مخيماتها الأمراض وحتى حالات الوفاة مؤخرا.
هناك أتفاقية ما تسمى بأتفاقية (دبلن) بين دول الاتحاد الأوربي وتنص أول مايوطىء شخص قدمه على أراضي أحدى دول "دبلن" ويبصم ويقدم اللجوء فيها,لا يجوز له فيما بعد،ترك ذلك البلد وتقديم اللجوء في دولة أُخرى من دول"دبلن"
زد على ذلك,أكثر من نصف الدول "دبلن" فقيرة ,وتلك دول تقع جغرافياً بين الدول الغنية والقارة الأسيوية,أي تشكل جسر ما بين اللاجئين الطامعين الوصول إلى الدول الغنية ,ونادراً ما توفق لاجىء في مسعاه هذا،إضافة إلى حالات طرد ممنهجة لجميع اللاجئين بمافيهم السوريون حسب أتفاقية"دبلن" ورجوعهم إلى أول دولة "دبلن" بصموا فيها أو إلى بلدانهم الأصلية.
برغم من نداءات ومناشدات المتكررة من الاتحاد الأوربي بأتخاذ التدابيراللازمة لحماية المهجرين السوريين وعائلاتهم،وتأمين ظروف الحياة اللائقة بهم,،ريثما يتحسن أوضاع بلدهم ويتسنى لهم العودة لديارهم،إلا أن هذه المناشدات أشبه ببالونات تطلق في الهواء للمتعة وليست إلا ،لأن من مجموعة أكثر من 26 دولة ،لم تطبق هذه القرارات والمناشدات سوى 2 دولة،وقساوة الحياة في مخيمات بلغاريا مثالاً.
لنرجع قليلاً إلى دول قريبة من الجوار السوري ،إلى الجزائر ومصر,اللتان فرضتا شروط محددة لأستقبال الللاجئين السوريين.
مصر، تهدد وترحل اللاجئين بين فينة وأُخرى، الجزائر،أشترطت مؤخراً ضرورة حصول أي لاجىء سوري يرغب في الدخول إلى الجزائر على مبلغ مالي قدره أربعة آلاف يورو،شهادة الإقامة،أو وثيقة أستقبال للمعني من طرف مواطن جزائري.
فإن ما يتعرض له المهجرون السوريون في بلدان العربية والأجنبية،من تعذيب وترحيل وتذليل،لهو عار ونقطة سوداء على جبين الأنسانية.
بينما يحاول السوريون النجاة بأنفسهم من عنجهية النظام الذي لا يرحم لا البشر ولا الحجر،يتعرض الكثير منهم في بلدان الجوار والمهجر لأقسى أنواع العقاب الجماعي،وتعذيب والضغط النفسي على يد الحكومات تلك الدول،التي بعض منهم من المؤسسين لأعلان العالمي لحقوق الأنسان،ضاربةً هذه الدول عرض حائط بنود القانون الدولي بحق السوريين
وهذا تعتبر أنتهاكات جسيمة ووحشية ومأساوية وغير مسبوقة،تمارس بحق المهجرون في بلاد العربية والأجنبية.

خالد ديريك



#خالد_ديريك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرجو أرفاق الصورة مع المقال
- قراءة في بعض الجوانب للحركة الكردية السورية منذ أندلاع الثور ...


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - خالد ديريك - السوريون من المضيفيين إلى المشردين!!