أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عليوي عبد الشهيد - قصص قصيرة تنافس الشعر / - أبي يركض وراء قطيع الاحلام














المزيد.....

قصص قصيرة تنافس الشعر / - أبي يركض وراء قطيع الاحلام


مؤيد عليوي عبد الشهيد

الحوار المتمدن-العدد: 4303 - 2013 / 12 / 12 - 20:47
المحور: الادب والفن
    


تمثلُ مجموعة القصص القصيرة " أبي يركضُ وراء قطيع الأحلام " المطبوعَ الأولَ للقاصِ الشاب محمد الكريم الذي ينجح فيه بتقديم نفسه قاصاً واعداً،حيث حازتْ أغلب قصص المجموعة على عناصر الفن في الأدب والتي هي : الخيال ،، الفكرة ،، العاطفة ،، عبر أدوات فنـــه اللغة غير المألوفة ،أي لغة الإبداع في توافر سمات خصوصية القصة القصيرة من المخلوقات القصصية والموقف الذي ترتكز عليه كل قصة كذلك فنيّة أداء اللغة بين السرد والحوار المنفتح على كشف مضمون جمالية الفكرة، كذلك خصوصية بناء الهيكل السردي للقصة وهو العرض أو التمهيد ونمو الحدث وتصاعده من خلال السرد أو الحوار ،كما أن الموضوع أخذ حالات متباينة أبرزها معاناة المرأة العراقية في قصة ( مذكراتي في الحرب ) ومعاناة الشباب والرجال في قصص متنوعة كثيرة، وكذلك تهميش الوعي في الواقع الاجتماعي - الاقتصادي في قصة (الراقص في المقبرة ) .
أما أنواع القصص من حيث المذاهب فقد توزعت على أغلبية الواقعية، وأقلية رمزية واقل منها الرومانسية كما في قصتي ( هستريا ، وقيثارة )،بينما مثلتْ القصص الرمزية ( نباح كلب ،و أنا حمار، وبدون إزعاج) رمزية لمعاناة الإنسان في واقع الأمس اليوم،مع العلم أن هذه القصص الغارقة في الرمزية تحمل ذات المعاناة في صراع الإنسان ضمن الواقع والذي كتب عنه القاص ما بقي من قصصه ضمن المدرسة الواقعية :(أبي يركضُ وراء قطيع الأحلام ، الراقص في المقبرة ، البندول ،.....) ولابد من الإشارة إلى أن واقعية القاص محمد الكريم لم تكن واقعية كلاسيكية،كذلك لم تكن سوى واقعية الألم الذي عصر هذه البلاد منذ عقود ومازال ،ومنها القاص الذي كتب تراكيبَ جملهِ بفنيّةٍ خلقتْ سياقاً دلالياً يخلخلُ رتابة أفكار المتلقي واستقرارها خصوصاً في بداية كل قصة منها على سبيل المثال: (( وأنا أتساءل مع نفسي كيف سيفهمون " يستيقظُــُ الحبُّ في هذه الحربِ " ... )) 1، أو في بدايةٍ لقصة ثانية: (( لا أتذكر الساعةَ التي قذفتني فيها أمي في رحم الحياة لأني وُلدتُ بلا عقلٍ، وحين فتحتُ عينيّ على هذه المأساة اكتشفتُ أني وُلدتُ في بطنِ حوتٍ ....)) 2 ،وفي بداية لقصة ثالث :(( مرَّ المساء بسرعة خاطفة كوميض البرق لكنني لم أرَ ما شاهدتهُ في الليالي السبعة الماضية..كانت الليالي كوابيس ،أبي يهرب من لوحته في عتمة الليل .. يركض وراء قطيع ..!! أغمضُ عينيّ لحظاتٍ.. لربما أنا لآن في كابوس أبيض يزورني الصباح بغتة ....)) 3 ،هذه البدايات بهذا السياق الفني من اللغة تعمل على انزياح عوالم المتلقي العالقة بذهنه إلى عالم القصة التي يقرأ مهما كانت القصص رمزية أو رومانسية أو واقعية فتركيبة الجملة وصياغتها العفوية،كانت واحدةً تنم عن موهبة تجعل من القاص محمد الكريم ضمن أسماء كتّاب القصة القصيرة في مستقبل العراق القصصي وهذه الكلمة تحمّل القاص المسؤولية في تطوير قلمه ومواصلة إبداعه لأنه يمتلك المهارة ،أما ما تحتاجه القصة القصيرة اليوم من خلق عالمها الخاصة ،عبر تراكيب لغوية جديدة أي علاقات جديدة بين المفردات وأسلوب التقديم والتأخير ضمن الجملة، بوصفه من أساليب البلاغة العربية في استعمال اللغة فتستميل المتلقي نحو هذا الجنس الأدبي ومن ثم تؤثر فيه باتجاه القيم الصحيحة حيث يشير الناقد البارز روبرت مكلافن في إحدى دراسته : أن (...استمرار الإيمان بقدرة الأدب على اتخاذ مواقف نقدية من العالم الاجتماعي خارج النص،ولكن فقط إذا ما فهمنا أن كل ما يتم التفكير به يتجسد لنا من خلال اللغة)، هو عامل مهم في إنتاج الأدب وفي قوة تأثيره في المجتمع إذ يتجلى هذا المفهوم بوجود كوكبة من الشباب تنتج القصة القصيرة في بيئة الشعر العربي بل مركز الشعر العربي – بيئة المتنبي والجواهري – وتحديداً من العراق مدينة النجف - فما استمرار كتابة القصة فيها إلا إيماناً من الشباب بقدراتهم الكتابية والثقة بالنفس من إيجاد متلقين لقصصهم في هذا الجو الـُملبد بالشعر بل المُمطر شعراً، ومنهم القاص محمد الكريم حيث كتب بوعي تام عن مشاكل اجتماعية واقتصادية وسياسية وعاطفية وبأكثر من أسلوب فتارة نقرأ القصة بأسلوب الراوي العليم ،وتارة الحوار الداخلي للنفس ،وتارة يأخذ الحوار مهمة الإفصاح عن سر القصة القصيرة ، وكأنه في كل ذلك يخوضُ حرباً تجريبية في الكتابة التي أتقن فنونها،إذ سيكون لقلمه ناصية الاستقرار على أداءٍ واحد وربما يختار أن تتعدد أساليب الحكاية عنده ليزداد المتلقي شوقاً لما يكتبُهُ بصدق فني معبراً ومنشئً بعفوية الموهبة عن مشاكل واقعية منها معاناة المرأة في العراق ، الأرملة التي أكلت الحربُ زوجها ، والمرأة كبيرة السن الأم أو الجدة التي أُهملتُ بسبب الحرب أيضاً،معاناة تفصح عنها قصة (مذكراتي في الحرب ) وكذلك معاناة الوطن والمواطن في احتلال ليس للوطن فيه ولا للمواطن ناقة ولا جمل ولا رأي ولا صوت له بوجود النظام السابق أو إسقاطه باحتلال حيث تشي قصة (حرز ) عن معاناة موطن يحب وطنه .. إلا أن القاص قد افلتَ من يديه النهاية المحكمة لهذه لقصة كما أنهى كل قصص المجموعة بتلك الفكرة التي تستدعيك إلى أنك قرأتَ قصة قصيرة حقا،بينما عالجتْ قصة ( أبي يركضُ وراء قطيع الأحلام ) ألم الأسرة العراقية بعد إسقاط الدكتاتور ونظامه ،ألم مجنون بسبب الإرهاب والتفجيرات المستمرة ،، وهكذا نجد أن القصص تكشف لنا وجه آخر من الحياة التي نعيشها ، لأنها كُتبتْ بلغة فنيّة وبمهارة وعفوية عالية قلّ نظيرها بين شباب كتّاب القصة القصيرة في العراق .
......................................................................................................................................................................................................
1 - أبي يركضُ وراء قطيع الأحلام ،قصص محمد الكريم ، مطبعة تموز، دمشق ، 2013 ، قصة ( سيمفونية مع حبيبتي) : 52 .
2 – ن.م : قصة ( أكوان بثقب ..حوتي ) : 75 .
3 – ن.م : (أبي يركض وراء قطيع الأحلام ) : 13



#مؤيد_عليوي_عبد_الشهيد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماركسية الشاعر عبد الوهاب البياتي / في - مذكرات رجل مجهول -
- كتابة نقدية : الفن - الالم / في شعر شباب العراق
- كتابة نقدية بعنوان : هي وهو في قصة - اللقاء الاخير -


المزيد.....




- في قرار مفاجئ.. وزارة الزراعة الأمريكية تفصل 70 باحثًا أجنبي ...
- -بعد 28 عاما-.. عودة سينمائية مختلفة إلى عالم الزومبي
- لنظام الخمس سنوات والثلاث سنوات .. أعرف الآن تنسيق الدبلومات ...
- قصص -جبل الجليد- تناقش الهوية والاغتراب في مواجهة الخسارات
- اكتشاف أقدم مستوطنة بشرية على بحيرة أوروبية في ألبانيا
- الصيف في السينما.. عندما يصبح الحر بطلا خفيا في الأحداث
- الاكشن بوضوح .. فيلم روكي الغلابة بقصة جديدة لدنيا سمير غانم ...
- رحلة عبر التشظي والخراب.. هزاع البراري يروي مأساة الشرق الأو ...
- قبل أيام من انطلاقه.. حريق هائل يدمر المسرح الرئيسي لمهرجان ...
- معرض -حنين مطبوع- في الدوحة: 99 فنانا يستشعرون الذاكرة والهو ...


المزيد.....

- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عليوي عبد الشهيد - قصص قصيرة تنافس الشعر / - أبي يركض وراء قطيع الاحلام