عبد الأحد وليو الله
الحوار المتمدن-العدد: 4303 - 2013 / 12 / 12 - 16:11
المحور:
حقوق الانسان
تصحيح المفاهيم.. خطوة أساسية في سبيل فهم العمل الإنساني:
تتفق جميع منظمات العمل الإنساني على أن نشاطها قائم على مبدأ الإنسانية ويحركه الدافع الإنساني، كما تتفق على مبدأ عدم التمييز بين المحتاجين للتدخل الإنساني؛ حيث لا ينظر إلى جنسهم ولا لونهم ولا دينهم... غير أن هناك مفهومين يحتاجان إلى توضيح وهما مفهوم الحيادية ومفهوم الاستقلالية.
ومن الملاحظ أن هناك تآكلا مستمرا ما فتئ يضيق مساحة ما بات يعرف بمجال العمل الإنساني ويحد من حيزه، بالإضافة إلى نزعة متزايدة نحو قفل المجال أمام الفاعلين في ميدان العمل الإنساني ومن هنا نشأ مفهوم التفاوض.
و مع اعتماد مبدأ التفاوض مع الأطراف المتصارعة فإن الاستغلال السياسي للعمل الإنساني يصلح احتمالا واردا؛ حيث نجد في كثير من الحالات أن تقديم المساعدات الإنسانية كثيرا ما يتقاطع مع مصالح القوى المؤثرة. فليس على العامل في .المجال الإنساني أن يحكم على من هو المخطئ في الصراع ومن هو الضحية فالمهم توصيل المساعدة لمن يحتاجها
ويظل دور منظمات العمل الإنساني منحصرا في توفير الخدمات فقط. أما الاستغلال السياسي للمساعدات الإنسانية فلا مسألة لا مفر منها حتى تتمكن هذه المنظمات من مزاولة نشاطها يعتبر سوء استخدام لوظيفتها بل هو في هذه الحالة
منظمات العمل الإنساني بين التنديد بالخروقات والسكوت عليها:
تجد منظمات العمل الإنساني نفسها في خضم إشكالية معقدة وهي التزام الحياد في الصراعات إلا أن عليها أخلاقيا ألا تسكت على المآسي وأن تفضح الخروقات التي تمس حقوق الإنسان
ويجد فاعلو العمل الإنساني أنفسهم في أغلب الصراعات مجبرين على الصمت، وهو "صمت ضروري" لكي لا تمنع من أداء دورها الإنساني من طرف الجهات السياسية المتنفذة في الصراع عملا بالمقولة: "التزموا الصمت.. وعالجوا". فالعمل الإنساني في هذه البيئة المعقدة يتطلب لكي يقبل به الكثير من الحذر والحياد.
#عبد_الأحد_وليو_الله (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟