أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بهاء الشافعي - الصراع الداخلي الفلسطيني ليس ديني!














المزيد.....

الصراع الداخلي الفلسطيني ليس ديني!


بهاء الشافعي

الحوار المتمدن-العدد: 4300 - 2013 / 12 / 9 - 05:31
المحور: القضية الفلسطينية
    


إن الصراع الداخلي الفلسطيني ليست صراعاً دينياً كما تحاول التيارات الأصولية والاسلاموية تصويره. وإن القول بأن الصراع القائم الآن هو بين "مسلمين" و"كفرة علمانيين" يدل في المقام الاول على جهل التيارات الاصولية وحركات الاسلام السياسي بالعلمانية من خلال تصويرها بالخروج عن الدين والكفر والإلحاد وغير ذلك – بالرغم أن فتح ليست علمانية أصلاً- ،ويدل أيضاً على جهل نفس هذه التيارات بالتاريخ الفلسطيني برمته وبدايات تشكل المشروع الوطني الفلسطيني.

المشكلة ليست دينية مطلقاً، كون الإسلام لم يغب يوماً عن النظام السياسي الفلسطيني وممارساته السياسية، او حتى مواثيقه التي كانت قد أقرت في الميثاق الوطني الفلسطيني. عدا عن كون فتح التي أطلقت في بداياتها هذا المشروع الوطني وبلورة فكرته وأبعاده السياسية بداية الستينات كانت قد أضفت عليه بعداً دينياً إسلامياً، وحتى بعدما أدخلت عليه تراكيب الدولة في نهاية الستينات أضفت له نفس البعد. بالإضافة لكون كوادر حركة فتح التي عملت على تأسيس الحركة وإحتضان هذا المشروع كان الإسلام حاضراً في ممارساتهم السياسية وخطاباتهم المختلفة، بمعنى ان هذه القيادة صاحبة مرجعية فكرية اسلامية.

ويمكن الذهاب بعيداً بذلك أيضاً بالقول أن الخطاب الديني والمرجعية الدينية الاسلامية لقيادة حركة فتح وبعض فصائل منظومة التحرير الفلسطينية كانت أكبر من خطاب الاسلام بمعناه الحقيقي الذي تحمله حماس في هذا الوقت. وتدرك حماس جيداً أن المرجعية الاسلامية التي أكدت عليها حركة فتح فور انطلاقتها، وعملت على تثبيتها والتاكيد عليها من خلال ذكرها في وثيقة الاستقلال عام 1988 أكبر من المرجعية التي تمشى عليها بعض الدول التي تدعم حماس وتتعامل معها بشكل مباشلا مثل قطر وايران وسوريا سابقاً وتركيا الآن.

وأنا على يقين مطلق بأن قيادة حماس مدركة تماماً بأن الدعم لها من القيادات العربية والإسلاموية التي تتحدث بإسم الاسلام لا تدعم المشروع الاسلامي ولا تعمل لخدمته. بل هذه القيادات الخارجية تدعم دولها وأنظمة حكمها فقط، وتريد من خلال هذا الدعم الموجه لحماس ان تفتح قنوات للتدخل في الشأن الفلسطيني. فهل يعقل ان تمول ايران حماس من أجل المشروع الاسلامي، وفي نفس الوقت تسعى لاقامة المشروع الفارسي على حساب الدول العربية الاسلامية في الخليج؟

أخيراً. هنا لا أقول أن حماس ليست تنظيم يحمل بعداً اسلامياً، بالعكس فهي اللاعب السياسي الاسلاموي الأكبر في الاراضي الفلسطينية "الآن" وهي تسعى جاهدة بأن تكون اللاعب الوحيد. بالرغم من إحتوائها على رجال دين وفلاحين وطبقة برجوازية "صغيرة" وشريحة واسعة من رجال الاعمال الذين يؤمنون بالإقتصاد الرأسمالي كغيرها من التنظيمات التي لا ترفع شعار الإسلام في مناسباتها المختلفة. وكآدمي لا استطيع ان انتقص من اسلامية أي من أنصارها، ولكن على حماس ان تعي أيضاً انها لا تمتلك توكيلاً ربانياً للإنتقاص من اسلامية أحد أو تكفير أحد، أو اتهام شخص بعينه بالإلحاد، ومن المعيب ان تسعى لذلك. وإن كانت تريد ان تنتقد فيجب ان يكون النقد والخلاف في السلوك والنهج السياسي وأساليب النضال والبرنامج الوطني. وليس في الدين كون جميع التنظيمات الفلسطينية متدينة ولكن توظف الدين بطريقة عقلانية لخدمة القضية وليس بطريقة غوغائية من أجل البقاء على الارتباط الخارجي.



#بهاء_الشافعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تنامي الخطاب الأصولي الرافض للمرأة في فلسطين!


المزيد.....




- زوجة ماكرون تضعه بموقف يثير تفاعلا مجددا أمام الملك تشارلز و ...
- شاهد.. فيضانات عارمة تغمر متاجر في نيو مكسيكو بدقائق معدودة ...
- سوريا.. أحمد الشرع يثير تفاعلا بتوجيه المبعوث الأمريكي أين ي ...
- من بينهم هتلر وموسوليني: شخصيات مثيرة للجدل رُشحت لجائزة نوب ...
- ترامب يفرض رسوما على البرازيل دفاعا عن بولسونارو.. ولولا يتو ...
- ترامب يجتمع بقادة 5 دول أفريقية وعينه على معادنها الثمينة
- كعادته بإحراج ضيوفه.. ترامب يقاطع رئيس موريتانيا ويندهش من إ ...
- لماذا اعتبر البعض في ليبيريا إشادة ترامب بإتقان رئيسهم للغة ...
- ماذا نعرف عن التحقيق مع مديري FBI و CIA السابقين بسبب -روسيا ...
- تونس: مهرجان قرطاج الدولي يلغي حفل هيلين سيغارا عقب انتقادات ...


المزيد.....

- ثلاثة وخمسين عاما على استشهاد الأديب المبدع والقائد المفكر غ ... / غازي الصوراني
- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - بهاء الشافعي - الصراع الداخلي الفلسطيني ليس ديني!