أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حسونة - سوريا الفتنة














المزيد.....

سوريا الفتنة


محمود حسونة

الحوار المتمدن-العدد: 4297 - 2013 / 12 / 6 - 15:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


إن كنت تدري فتلك مصيبة , وإن كنت لا تدري فالمصيبة أعظم) , إن المتأمل للمشهد السوري الدموي الحالي يدرك أن الحالة السورية تحولت من حالة شعب يطالب بحريته وكرامته بعد طول عناء , إلى حالة فتنة طائفية مقيتة فتحت أبواب الجحيم ليس على سوريا فقط بل على الأمة العربية و الإسلامية , وهذه الحالة أصبحت واضحة وضوح الشمس ،إن المسؤول عن هذه الفتنة المجنونة مجرم بحق الشعب السوري وبحق الأمة العربية , لأن المستفيد منها هم أعداء الأمة، فلا يجوز إهدار طاقة الأمة وثرواتها في صراع المنتصر فيه مهزوم ، صراع لن يفضي إلى نتيجة حاسمة لأي طرف مهما طال ، فالهزيمة الساحقة ستلحق بنا جميعاً والفاتورة الضخمة من الشهداء و الجرحى و المشردين سندفعها جميعاً , ليس الآن فحسب بل على مدى أجيال وعقود قادمة.
إن القوى الداعمة لأطراف النزاع البغيض في سوريا مكشوفة و مشبوهة فهو صراع نفوذ بين هذه القوى نقل إلى سوريا بعيداً عن غاية الشعب السوري في الحرية والكرامة و العدالة حيث استغلت هذه القوى بشكل ماكر وحقير الطائفية الملعونة لتحقيق مصالحها المشبوهة وغذت بذور الفتنة فمن يطفئ النار في بلادنا سوريا .
إن السنة و الشيعة طائفتان إسلاميتان كبيرتان وحسم الخلافات الفكرية والعقائدية بينهما لا يكون بالاحتراب و التصفية بالجملة وببشاعة فالخلاف بينهما وبصورة بسيطة هو خلاف فكري لا صراع وجودي، لأن ذلك استغلال لتركيبة الأمة بهدف إضعافها وهي سياسة استعمارية قديمة ملخصها (فرق تسد) مازلنا إلى الآن لا ندركها لندفعها بعيداً عن مجمعاتنا العربية و الإسلامية ، فإذا أفلتنا من الفتنة الطائفية أوقعونا في الفتنة القومية أو الفتنة الجهوية أو الفتنة الحزبية ، ونحن أمة لا نساق كالقطيع إذا أدركنا تلك المؤامرات ، فلننظر إلى الإمبراطورية الأمريكية التي هي خليط غريب و عجيب من الأمم و القوميات و الأجناس المتنوعة لكنها تتعايش مع بعضها وتشكل أكبر قوة عرفها التاريخ يقودها رئيس منتخب أسود معروف أصله و فصله , أما نحن فنسينا نموذج بلالنا الحبشي مؤذن الرسول المتساوي مع علي بن أبي طالب القرشي لا يفرق بينهما إلا مثقال التقوى .
لا أريد الغوص في حجم المأساة السورية فهي بحجم مأساة تاريخية ستبقى أجيالنا القادمة تعانيها .
إن الأطراف الداعمة للفتنة السورية غائصة في وحل الدكتاتورية والاستبداد وترفع بكل وقاحة شعار الحرية و الديمقراطية لا يسعفها في ذلك إلى ثروة وهبها الله لأمة فاستغلها شر استغلال في صراعات نفوذ لتمكين عروشها الزائلة دون الاهتمام بحاضر الأمة ومستقبلها لتبقى هذه الأمة واهنة وضعيفة أمام أعدائها الذين يستبيحون أقدس مقدساتها جهاراً نهارأ دون معتصم حر يلبي استغاثة جراحها النازفة في فلسطين و الجولان .
لا ألوم كل هؤلاء المضللين في الصراع الطائفي إنما ألوم علماء الأمة لا علماء السلطان الذين سحبونا بعيدأ في هوامش مسائل فقهية لا تغني ولا تسمن بعيداً عن جوهر إسلامنا الحنيف في العدل و المساواة و الأمانة و الصدق و التسامح و إغاثة الملهوف والعطف على الضعيف .
أقول كفى ومليون كفى لهذه الفتن فنحن أمة زكاها الله من فوق سبع سموات (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله )
وليعلم الغرباء الذين يقتتلون على أرض سوريا أن قادة الثورة السورية الحديثة ضد الاحتلال الفرنسي الشهيد عز الدين القسام السني و المناضل الكبير سلطان باشا الأطرش الدرزي ، والزعيم الوطني إبراهيم هنانو الكردي ، والقائد صالح العلي العلوي ، هؤلاء القادة العظام رفضوا عن وعي ومسؤولية وإخلاصا لله ولوطنهم ولتاريخ أمتهم تقسيم وطنهم سوريا طائفيا رغم كل الاغراءات المشبوهة وحافظوا على وحدة تراب وطنهم ومن هؤلاء العظام فلنتعظ .


بقلم :
محمود حسونة (أبو فيصل )






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- كيتي بيري وأورلاندو بلوم يؤكدان انفصالهما
- نتنياهو يعلن إرسال وفد إسرائيلي إلى قطر الأحد لإجراء محادثات ...
- إسرائيل تتجه نحو هدنة في غزة لكنها تتجاهل الحديث عن وقف الحر ...
- عاجل| 3 شهداء في قصف إسرائيلي على شقة في حي التفاح شرقي مدين ...
- عادل إمام بين أولاده وأحفاده.. تفاعل مع أحدث صورة لـ-لزعيم- ...
- بعد حادث تصادم جديد.. السيسي يوجه بدراسة إغلاق الطريق الدائر ...
- في تحدّ للحزبين الجمهوري والديمقراطي.. ماسك يعلن عن تأسيس حز ...
- الصين تُظهر قوتها البحرية.. حاملة الطائرات -شاندونغ- تحط الر ...
- عاجل| جيش الاحتلال يقتحم مدينة قلقيلية
- إيلون ماسك يعلن تأسيس -حزب أميركا-


المزيد.....

- نقد الحركات الهوياتية / رحمان النوضة
- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حسونة - سوريا الفتنة