أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فهد منديل - كائنات حزينة بعد منتصف الليل














المزيد.....

كائنات حزينة بعد منتصف الليل


فهد منديل

الحوار المتمدن-العدد: 4295 - 2013 / 12 / 4 - 04:18
المحور: الادب والفن
    


يخترق السكون جوف الليل... و تخترق خلايا دماغه و قلبه تلك الرهبة المعتادة كل ليلة. بعد قهقات رفقة تلك الأشباح الافتراضية تتسمر عيناه على الشاشة و يداه على لوحة المفاتيح.ذلك الصفير الذى يعبر جمجمته يبعث فيه رغبة فى التقيئ و الاشمئزاز. يساوره نفس الكابوس حتما سأنهى حياتى مجنونا. لن أتحمل هذه الحالة لوقت طويل سأجن لا محالة. كانت كل أمانيه أن يكتب شيئا ما قبل أن يتوسط دائرة الجنون. إلا أن فكرة العبثية و اللاجدوى لا تمنحه فرصة القيام بأي شيء يذكر.
يستيقظ كل صباح مجبرا على سماع ترهات شخص يعتقد أنه يمارس نوعا من الحياة... يضع مؤخرته على الكرسي كل صباح ويحدق بذلك البهلوان أمام المنصة و هو يشرح مبادئ تكنولوجية مهترئة عفا عنها الزمن.
"إذا افترضنا أن شخصا معينا يريد أن يرسل رسالة من المنطقة (أ) إلى المنطقة (ب) ما هي الميكانيزمات التى يجب أن تستعمل لحظة الإرسال و لحظة الإستقبال ؟"
و ما شأني أنا يا ابن القحبة؟
إنى أتضور جوعا إلى شيء أتمسك به قبل أن أجن. لأي شيء يصلح أن أعرف تلك الميكانيزمات وأنا أجهل لما أنا هنا أصلا ؟
ما الذى يجعله يتحمل الجلوس في المقعد نفسه رفقة أولئك الأوغاد الذين لا يحملون أنفسهم و لو للحظة لطرح أسئلة مماثلة!! و إن فعلوا فمن باب كسر الرتابة اللحظية لا غير... لا تتحس في عيونهم ذلك الخوف الذى لا يبعث أبدا على الارتياح. هو مجبر على مبادلتهم تلك الضحكة المزيفة و تلك الدعابات الصبيانية و هو فى قرارة نفسه يعتبرهم كائنات لا تستحق أن يتقاسم معهم المجلس نفسه. كيف لكتلة من القلق و الارتباك و الألم الوجودي أن تجلس بمحاذاة رزمة من اليوتوبيا؟.
لطالما شتم فى داخله كل تلك القيم و تلك الروابط الأسرية التى تجبره على الاستمرار هكذا، لولا تلك الروابط ربما كان قد غادر مند زمن ذلك المعبد إلى شيء آخر.
فقدت كل شيء بمجرد الولادة. آه يا سيوران. أنا أيضا فقدت كل شيء. تمنيت فقط ألا أكون مدينا لأي شخص حتى أكون حرا متشردا لا أحد ينتظر منى أي شيء. ولو حتى عودة.
تضل الأم نقطة الضعف في حياة الرجل (رواية سقف الكفاية - محمد حسن علوان)
آه يا سيوران فقط لو كنت ثمرة خطيئة تجهل من كان السبب ربما سيكون الوضع أقل من أسوأ بقليل.
كم أحسد أولئك المتشردين الذين ينتشرون فى الأزقة لا أب ولا أم تنتظر. فقط المخنثون المتفائلون يصيحون بك أنت محظوظ جدا. أب وأم ماذا تريد أكثر من ذلك؟! فصيلة الببغاوات البرازيلية.
كيف تنظر فى عينيها و أنت تعرف أنك تقف على لغم قد ينسف بك و بها في أي لحظة.
و أعشق عمرى لأني إذا مت أخجل من دمع أمي. (محمود درويش - إلى أمي)
أما أنا يا درويش فلا أطيق عمرى و لكن أخجل من دمعات أمي.
أنت مفرط فى الحساسية فكيف تقوى على تحمل عذاباتها أنت هش جدا لا تتحمل الفكرة حتى.
و لقد كرمنا بنى آدم (القرآن - سورة الإسراء الآية 17)
رباه أي كرم هذا و أنا لا أري سوى السواد يلفني. كان بإمكانك أن أكون قطا جميلا أو طائرا. ما كنت لأطلب منك لماذا لم تخلقنى طائرا ملونا. لكنك خلقتنى إنسانا لأتألم.
إنا عرضنا الأمانة على السموات و الأرض فأبين أن يحملنها فحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا (القرآن - سورة الأحزاب الاية 33)
إلهي أنا لم أكن حاضرا ساعتها فكيف أتحمل حماقات كائن اختار بدلا منى و عنى.
إلهي ماذا لو قلت لك إنى أتألم لأنك خلقتنى. أنا تعيس جدا يا إلهى.
لا أطيق فكرة مغادرة العدم.
أنا شوفيني فى الانتماء
و أنا أنتمي إلى العدم.
أنا كائن حزين دائما و كلما إنتصف الليل زاد شجنى. إلهي و قد خلقتني كان بإمكانك أن تمنع تلك التى عشقتها أن ترحل لكنك لم تفعل تركتها ليزداد ألمي. أنا لا أفهم لماذا يحدث كل هذا.
ربما يوم النفخ قد أفهم شيئا.. لماذا نحن هنا على هذه الأرض!! و لأي غاية!! ولماذا أنا و رفاقي كائنات حزينة بشدة بعد منتصف الليل؟!.



#فهد_منديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية رجل منهزم(الحلقة 1)
- فى التحولات الثلاثة للعقل عند نتشه.


المزيد.....




- الإسكندرية تستعيد مجدها التليد
- على الهواء.. فنانة مصرية شهيرة توجه نداء استغاثة لرئاسة مجلس ...
- الشاعر ومترجمه.. من يعبر عن ذات الآخر؟
- “جميع ترددات قنوات النايل سات 2024” أفلام ومسلسلات وبرامج ور ...
- فنانة لبنانية شهيرة تتبرع بفساتينها من أجل فقراء مصر
- بجودة عالية الدقة: تردد قناة روتانا سينما 2024 Rotana Cinema ...
- NEW تردد قناة بطوط للأطفال 2024 العارضة لأحدث أفلام ديزنى ال ...
- فيلم -حرب أهلية- يواصل تصدّر شباك التذاكر الأميركي ويحقق 11 ...
- الجامعة العربية تشهد انطلاق مؤتمر الثقافة الإعلامية والمعلوم ...
- مسلسل طائر الرفراف الحلقة 67 مترجمة على موقع قصة عشق.. تردد ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فهد منديل - كائنات حزينة بعد منتصف الليل