أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نزار حسن - عبد الحليم خدام يغادر السفينة الغارقة














المزيد.....

عبد الحليم خدام يغادر السفينة الغارقة


نزار حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1222 - 2005 / 6 / 8 - 10:17
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


لا نعرف هل هي مهزلة المهازل، ام مأساة المآسي على غرار شرّ البلية ما يضحك، ان ينتقد نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام السياسة الخارجية السورية امام اعضاء المؤتمر القطري العاشر المنعقد هذه الايام في دمشق، وان يتلاسن مع وزير الخارجية فاروق الشرع حول ما يُفترض انه تقصير او سوء ادارة من الاخير الذي تسلم الوزارة من خدام سنة 1984. الطامة الكبرى، بل قمة المسخرة، ان تتناقل وكالات الانباء خبرا يقول ان السيد النائب طلب من المؤتمر اعفاءه من جميع مهامه ومناصبه !
ولنبدأ بهذه الاخيرة : هل كان المؤتمر القطري التاسع، او الثامن او السابع او السادس... هو الذي عيّن خدام نائبا للرئيس، لكي يطلب من هذا المؤتمر اعفاءه من مسؤولياته ؟ الجهة الوحيدة المخولة، وصاحبة الحق، في استلام هذا الطلب (اذا صحت الاخبار طبعا) هي رئاسة الجمهورية، بل بشار الاسد شخصيا لانه هو الذي مدد لخدام مهلة اضافية ومفتوحة في المنصب. لماذا لم يتقدم السيد النائب بهذا الطلب الى الرئيس قبل انعقاد المؤتمر؟ تخيلوا لو انه فعل، كيف كانت اسهمه الهابطة الى الحضيض سوف ترتفع قليلا في نظر الشعب ؟ ولو صح انه استاء من وزير الخارجية فطلب التنحي، فهل السياسة الخارجية السورية وليدة هذا الاسبوع الذي ينعقد فيه المؤتمر العاشر فقط ؟
ولكن لنعد قليلا الى الاساس : 61 سنة في السلطة، كما ذكر خدام نفسه، الا تكفي لكي يترجل هذا الفارس الهمام ؟ 61 سنة، من مناصب محافظ حماة ثم القنيطرة ثم دمشق (في سنة هزيمة 1967 !!!)، الى وزارة الاقتصاد سنة 1969، فوزارة الخارجية في اول وزارة شكلها حافظ الاسد سنة 1970 بعد الانقلاب المسمى " الحركة التصحيحية "، وصولا في نهاية المطاف الى منصب النائب الاول لرئيس الجمهورية ؟
وفي بناء السياسة الخارجية السورية، هذه التي ينتقدها سيادة النائب اليوم، كان خدام احد اقرب المقربين من حافظ الاسد في هندسة الانفتاح السوري المبكر على نظام الرئيس المصري انور السادات، وتاييد الرئيس السوداني الاسبق الجنرال جعفر النميري في اعدامات الشيوعيين السودانيين من امثال الشفيع احمد وهاشم العطا وسواهما من مدنيين وعسكريين، وفي خسران المزيد من الاراضي السورية في الجولان بعد حرب تشرين التحريكية، وفي عقد صفقة مع الولايات المتحدة (مع موافقة صامتة من اسرائيل) للدخول العسكري الى لبنان ونسف الحركة الوطنية اللبنانية وتصفية المقاومة الفلسطينية وشن حرب المخيمات القذرة بتواطؤ مع نبيه بري وحركة " امل " او بسلاح سوري مباشر، وفي الوقوف موقف المتفرج على الغزو الاسرائيلي للبنان سنة 1982، وخوض حرب طرابلس ضد " فتح " تمهيدا لطردها نهائيا...
واما في ميادين السياسة الداخلية، اذا صح هذا التعبير، فان دور خدام كان محدودا لان حافظ الاسد لم يكن يمنحه اي صلاحيات في معالجة الامور الداخلية، التي كانت موكلة الى كبار اعوان الاسد من ضباط المخابرات مثل علي دوبا ومحمد ناصيف ومحمد الخولي، وقادة الفرق العسكرية ذات التكوين الخاص مثل رفعت الاسد قائد سرايا الدفاع وعلي حيدر قائد الوحدات الخاصة وشفيق فياض قائد الفرقة الثالثة وابراهيم صافي قائد الفرقة المدرعة الاولى. وهذا " التفرغ " القسري جاء حفرا وتنزيلا كما يقول المثل الشعبي، فالتفت خدام الى النهب والتجارة والوكالات الدولية الكبرى والشراكات الثقيلة في البزنس ( كما في شراكته مع رفيق الحريري ) مباشرة او عن طريق ابنه جمال صاحب مجموعة شركات JK Group الدولية. ولقد تردد اواخر الثمانينات ان الجشع بلغ بجمال خدام درجة ارتكاب فعل يعادل الخيانة العظمى ضد الوطن والمواطنين جيلا بعد جيل، حين عقد صفقة لادخال نفايات نووية الى سوريا ودفنها في مناطق متفرقة في صحراء تدمر.
وفي عهد بشار الاسد استرد خدام سطوة فقد الكثير منها في اواخر ايام حافظ الاسد، واخذ يصول ويجول ويطلق الصريحات العنيفة ضد ناشطي المجتمع المدني ودعاة الاصلاح، حتى انه يجوز القول ان السيد النائب كان اشرس الذين حرضوا بشار على اعتقال شخصيات " ربيع دمشق " من امثال رياض الترك ورياض سيف ومأمون الحمصي وعارف دليلة. وفي تلك الفترة القى خدام محاضرة في جامعة دمشق، كانت حزبية داخلية ولكن اوساط حزب البعث سربت بعض محتوياتها عن سابق قصد، قال فيها مثلا : " لماذا التركيز الآن على قانون الطوارئ ؟ هل من اجل ان تفلت البلاد ؟ ". وانتقد البعثيين الذين كانوا يذهبون الى المنتديات " ليدافعوا لا ليهاجموا "، واعلن بنبرة قاطعة جازمة : " نحن لا يمكن ان نسمح بشكل من الأشكال بتكرار ما حدث في الجزائر ". كذلك نفى احتمال اصدار قانون للأحزاب : " نحن لدينا آليات في العمل السياسي وسنطورها ولن نستبدل آليات اخرى بها ".
وقبل اشهر قليلة اعطى السيد النائب مقابلة لمجلة " ابيض واسود " التي تصدر في دمشق، اكد فيه على افكاره ذاتها، وبرأ البعث من المسؤولية عن اي اخطاء : " نعم وقعت بعض الممارسات الخاطئة ليس بسبب يرتبط بسياسة الحزب والدولة، انما بسبب خطأ انساني من الفرد، او بسبب الظروف القسرية الامنية "، وهاجم المطالبين بالاصلاح والغاء المادة الثامنة من الدستور التي تنص على مبدأ قيادة حزب البعث العربي الاشتراكي للدولة والمجتمع، واعتبر انهم احد اثنين : " اما بسيط لا يدرك خطورة ذلك على مستقبل البلاد وامنها واستقرارها "، او انه " يريدها ويسعى اليها لاسباب لا تتعلق بمصالح البلاد ولكنها تفيد المشاريع الخارجية من جهة، ومن جهة ثانية اسرائيل" !!!
ويبقى السؤال الكبير والبسيط في وقت واحد: لماذا يتقاعد عبد الحليم خدام الآن بالذات، هذا اذا تقاعد؟ والجواب كما لا يخفى على احد: لأنه ينحني امام العاصفة القادمة، او يهرب منها بالأحرى، ويغادر السفينة الغارقة، خصوصا بعد ان ابلى بلاء حسنا واكتفى وكفّى ووفّى...



#نزار_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صحيفة -الحياة- والليبرالية الزائفة
- عزمي بشارة وخريف البطريرك
- يوسف عبد لكي: مرحباً... وحذار
- ربيع دمشق والكراسي الموسيقية
- طنبور الجزيرة بين الشعيبي والدراجي
- حوار -نيويورك تايمز- مع المناضل السوري البارز رياض الترك
- الجزيرة والمتعوس وخايب الرجا


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نزار حسن - عبد الحليم خدام يغادر السفينة الغارقة