أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نزار حسن - ربيع دمشق والكراسي الموسيقية















المزيد.....

ربيع دمشق والكراسي الموسيقية


نزار حسن

الحوار المتمدن-العدد: 1173 - 2005 / 4 / 20 - 12:06
المحور: حقوق الانسان
    


عفا عنهم...
لم يعف عنهم...
سوف يعفو عنهم...
هكذا تواصلت لعبة الكراسي الموسيقية في الاشاعة التي انتشرت كالنار في الهشيم في عدد من الصحف العربية والمواقع السورية على الانترنيت، ومفادها ان الرئيس السوري بشار الاسد يعتزم اصدار عفو خاص عن معتقلي "ربيع دمشق". وكما هو معروف، هؤلاء هم النائبان المستقلان عن مدينة دمشق رياض سيف ومأمون الحمصي، والاكاديمي الاقتصادي الدكتور عارف دليلة، والطبيب وليد البني، والمحامي حبيب عيسى، وفواز تللو.
والاشاعة اتخذت مسارات درامية وتشويقية منذ ان اطلقها للمرة الاولى "المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سوريا"، الذي يديره من باريس المعارض السوري نزار نيوف، على الرغم من اعلانه اعتزال السياسة لاسباب صحية. والمجلس اصدر، بتاريخ 14 نيسان، بياناً يؤكد بشكل قاطع ان "اطلاق سراح النائبين المستقلين رياض سيف ومـأمون الحمصي قد يتم خلال الساعات القليلة القادمة"، وذلك استناداً إلى "رسالة تلقاها المجلس من مصدر موثوق في وزارة الداخلية السورية".
لا نعرف طبعاً كيف تمكن المجلس من زرع ذلك "المصدر الموثوق" في قلب وزارة الداخلية التي يقودها اللواء غازي كنعان احد ابرز صقور النظام، ولكننا لسوء الحظ نعرف ان ساعات قليلة مرّت، ثم مرّت بعدها ساعات غير قليلة، ثم انقضى يوم، ويومان، وخمسة... ولا تأكيد ابداً لإطلاق سراح أي من المعتقلين المذكورين. لا المجلس الوطني اكترث بتوضيح السبب في تأخير الإفراج، وما اذا كان "المصدر الموثوق" كاذباً يخاتل رجال المجلس ويخادعهم، ولا مراسلو الصحف العربية من دمشق كلفوا انفسهم عناء ترقيع الاشاعة. وزاد الطين بلة ان مراسل صحيفة "الوطن" العمانية ذهب الى الحجّ والناس راجعة، فأكد الإشاعة من جديد ولكنه ربطها بالذكرى التاسعة والخمسين لجلاء المستعمر الفرنسي عن سورية، 17 نيسان. وللأسف، هنا كذلك انقضى يوم الذكرى، ثمّ انقضى يوم آخر بعده، ويومان... ولا أثر يفيد أن أياً من المعتقلين غادر الزنزانة...
وبمعزل عن فبركة واطلاق الاشاعة ذاتها، يلفت الانتباه انها اقترنت بما يشبه تبييض صفحة الرئيس السوري وتجميل نواياه ومقاصده. بيان المجلس الوطني مثلاً يقول ان اطلاق سراح المعتقلين سوف يتمّ رغم أن "عدداً من قادة مراكز القوى، وبشكل خاص بهجت سليمان وشريكه رامي مخلوف يحاولان عرقلة إطلاق سراح النائبين".
كذلك اشار البيان الى ان "رئيس جهاز الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان زار دمشق سراً خلال هذا الاسبوع الماضي وابلغ الرئيس السوري رسالة من واشنطن مفادها ان استبعاد الرئيس السوري من التحقيق في جريمة اغتيال الحريري يقتضي التصفية السياسية الفورية لعدد من ضباط المخابرات وشركائهم من زعماء عصابات مافيا النهب وتبييض الأموال في لبنان، وتقييد حركتهم ووضعهم فيما يشبه الاقامة الجبرية ومنعهم من الهرب أو التخفي للحيلولة دون التحقيق معهم في جريمة اغتيال الحريري".
هل يعني هذا ان عمر سليمان ينتمي الى صنف عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز في نظافة اليد وطهارة الذيل وكراهية الفساد والمفسدين؟ وفي الاساس، هل يعني هذا ان بشار الاسد ضد الفساد والفاسدين، او انهم ينهبون ثروات سورية وخيراتها دون علمه؟
واخيراً، قال بيان المجلس الوطني: "كما أمر الرئيس السوري، ودائما حسب المصدر، بمنع اكثر من 50 ضابط مخابرات، معظمهم كان في لبنان، من السفر ووضع بعضهم قيد الإقامة الجبرية. وعلم ان من بين الممنوعين من السفر جميع قادة أجهزة المخابرات. وقال المساعد الاول (ابو علي) الذي يعمل في مفرزة المخابرات الجوية بمطار دمشق الدولي ان المفرزة تلقت فعلا قائمة من القيادة تتضمن اكثر من 63 ضابطا ومسؤولا في الحزب [ حزب البعث] تم الاشارة فيها إلى انه يمنع مغادرتهم القطر إلا بأمر خطي صادر عن الرئيس (بشار الاسد) شخصياً".
هكذا دفعة واحدة... "جميع قادة اجهزة المخابرات"؟ هل يعني هذا الاطلاق الرهيب ان الرئيس دخل في حرب مع "جميع قادة اجهزة المخابرات"؟ من يقف معه اذن؟ ومن الذي يحمي النظام من السقوط: عمر سليمان مثلاً؟
وفي السياق ذاته، في الفترة ذاتها، نشرت صحيفة "السياسة" الكويتية تقريراً عجيباً مريباً من دمشق يقول عنوانه: "يقوده الأسد بنصيحة من مبارك ويشمل إلغاء قانون الطوارئ وتبييض السجون وكسراحتكارالبعث للسلطة: انقلاب ابيض في سوريا الشهر المقبل"! وهذا التقرير يستند، بالحرف تقريباً، على رسالة غامضة المصدر وزعت على نطاق واسع عن طريق الإيميل، تستند على حكاية اللواء عمر سليمان وتشير إلى ان الاسد ينوي تسريح او اقالة او ابعاد عدد من كبار المسؤولين السياسيين والأمنيين والعسكريين، مثل نائبيه عبد الحليم خدام ومحمد زهير مشارقة، ثم غازى كنعان وزير الداخلية الحالي وخليفته رئيس جهاز الامن والاستطلاع في لبنان رستم غزالة، وخال الرئيس محمد مخلوف وابن خاله رامي مخلوف. ولكي تكتمل دائرة تبييض صفحة الرئيس وتنزيهه عن كل ذنب، يختتم التقرير هكذا: "واكدت المصادران الأسد، بموجب الانقلاب الأبيض الذى سيعلنه، سيوقف كل هذه التجاوزات الخطيرة التي احالت الوطن السورى الى مزرعة ينتهبها خال الرئيس وابن خاله، وبمساعدة غسان مهنا عديل محمد مخلوف، ونزار اسعد، وسيسمح لابناء الشعب السورى من المتضررين الذين تم الاستيلاء على اراضيهم وعلى وكالاتهم التجارية بالقوة بمقاضاة خاله محمد مخلوف وابن خاله رامي لاسترجاع واسترداد ما سلباه منهم"...
مجنون يحكي، وعاقل يسمع!
حتى لو كان الاسد قادراً على تنفيذ انقلاب ابيض، فهل ينقلب المرء على نفسه واهله وذويه واتباعه وانصاره؟ وهل ينقلب على الذين يحمون ظهره ويسندون ركائز حكمه ويدفعون الاثمان الباهظة للموالين والازلام وحراس النظام؟ وقبل هذا وذاك، هل إذا غاب مشارقة او خدام او مخلوف الاب ومخلوف الابن ستنقلب سورية الى جمهورية افلاطون؟ وماذا عن آل الأسد فرداً فرداً، وبعدهم آصف شوكت وبهجت سليمان، والأبناء البررة من امثال مجد سليمان وجمال خدام وفراس طلاس؟
الايام القليلة التي انصرمت على حبك الخديعة كانت كفيلة بكشف حبائلها: ها هم زعران النظام يعتدون على ابن عارف دليلة في عقر داره في قرية بسنادة، وها هو رستم غزالة (الممنوع من السفر حسب المسرحية!) ما يزال يسرح ويمرح وويودّع اصحابه في بيروت وعنجر كما ذكرت الصحف اللبنانية...
ومع ذلك من المؤسف ان الخديعة انطلت على الكثيرين، بل من المؤسف ان تقع في الفخ ذاته بعض المواقع المعارضة التي عرفت عنها اليقظة وعدم النفخ في قربة مثقوبة...



#نزار_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طنبور الجزيرة بين الشعيبي والدراجي
- حوار -نيويورك تايمز- مع المناضل السوري البارز رياض الترك
- الجزيرة والمتعوس وخايب الرجا


المزيد.....




- الداخلية السعودية تعلن تنفيذ حكم إعدام بحق مواطن وتكشف عن - ...
- خلال تظاهرة مؤيدة للفلسطينيين..اعتقال مئة شخص في جامعة في بو ...
- فض اعتصام وموجة اعتقالات للطلبة المتضامنين مع غزة بالجامعات ...
- استشهاد مقاوميْن وارتفاع عدد المعتقلين في الضفة
- سفينة مساعدات إماراتية في طريقها إلى غزة بحرا لأول مرة بعد م ...
- القسام:القصف الهمجي الاسرائيلي تسبب بمقتل الأسرى الذين بأيدي ...
- الولايات المتحدة.. اعتقال 100 شخص في إحدى جامعات بوسطن خلال ...
- حماس تحذر من أي بديل عن الأمم المتحدة للإشراف على عمل الأونر ...
- مسؤول إماراتي لـCNN: سفينة مساعدات للدولة في طريقها إلى غزة ...
- -لا حيلة ولا قوة لنا-: اللاجئون السوريون في الأردن ولبنان و- ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نزار حسن - ربيع دمشق والكراسي الموسيقية