|
عناوين
سامي صلاح
الحوار المتمدن-العدد: 1222 - 2005 / 6 / 8 - 10:03
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
إرهابيو الشام يطالبون بتعريف الإرهاب؟ يقول المثل الشامي : " يا للي استحوا .. ماتوا " ، أقول لإرهابيي دمشق : إذا كان للإرهاب من اسم آخر ، فهو أنتم : سلالة النمرود وشلّته من الجزارين والقتلة والسفاحين واللصوص والمرتزقة ، أنتم المفترسون المتوحشون عبدة الشيطان و المال والسلطان ، وتلاميذ ابن لادن ، الساديون الذين لا يهدأ لهم بال إلا بإراقة الدماء وتعذيب الضحايا ، وأكل لحوم البشر من الأقربين قبل الأبعدين . إنهم لا يستحون ، إذ يطالبون بعين وقحة بتعريف الإرهاب ، وهم الإرهاب بعينه ، بشحمه ولحمه وعظمه ودمه وروحه ، إنهم الإرهاب شكلا ومضمونا ، فكرا وسلوكا ، وهل يمكن تعريف المزبلة إلا باسمها ، هؤلاء لايريد ون ولا يجيدون النظر في المرآة ، وهم عاجزون عن رؤية أنفسهم ، وعن رؤية أوجه التشابه والتطابق بينهم وبين الشيطان ذاته ، ولن تنفع الذكرى إن ذكرناهم بحسبهم ونسبهم ألإبليسي الشيطاني اللعين . أقول لهم وأسألهم : هل من إرهاب أفظع مما تمارسون وتفعلون ؟ يا أعداء الله والشعب والإنسانية ؟ الديكتاتورية أعلى وأفظع أنواع الإرهاب المنظم ، إنه إرهاب الدولة ضد شعبها ومواطنيها . أسأل العالم ، أسأل المجتمع الدولي : أيوجد إرهاب أشد هولا وسفورا من الديكتاتورية ؟ وأنتم الذين عانيتم من ويلاتها على يد هتلر وموسوليني ؟ الديكتاتورية بامتياز إرهاب وعدوان ضد الإنسانية مثلما هي ضد شعب بعينه ، وهو طمّاع وعابر للحدود بحكم أنانيته وعنصريته وكراهيته لكل شيء من حوله ، إنه يريد أن يجعل العالم دمية بين يديه ، يلهو بها كما يحلو لمزاجه السوداوي العكر المريض والمتقلب ، ماهو الإرهاب؟ أوليس نوعا من السلوك الإقصائي ؟ أوليس شكلا من أشكال الإكراه المادي والمعنوي للآخر ؟ وفرضا متوحشا لسلطانك على الناس؟ واغتصابا لحرياتهم وعقولهم ، واستعباد حياتهم جملة وتفصيلا ؟ الديكتاتورية أعلى وأعقد أنواع الإرهاب المنظم وأشدها ضررا وخطرا وتدميرا ، لأنها سلوك إجرامي لا يستهدف فردا أو جماعة وحسب ، بل يستهدف الشعب ، وشعوب الجوار ، والعالم ، إن له صفة الجائحة الوبائية ، والانتشار بالعدوى في كل الاتجاهات ، إنه أفظع وأكبر أنواع الجرائم بوصفها منظمة ودائمة وموصوفة وتامة الأركان ، وهي لهذه الأسباب جريمة ضد الإنسانية ، ويعاقب عليها القانون الدولي . أمن العالم هو في عولمة الحرية والديمقراطية ربما لم يكن مناخ العصر ليسمح بتطبيق هذه الرؤية سابقا ، أي في مرحلة الحرب الباردة ، وسيادة النظام الدولي ثنائي القطب ، حينما كانت الديكتاتوريات تحتمي تحت جناح واحد من المعسكرين ، وحيث كانت الأولوية لانتصار أحدهما على الآخر ، أما وقد حسم الأمر لصالح قطب الحرية والديمقراطية ، وأصبح النظام الغالب والأقوى بلا منازع ، فقد بات متاحا وممكنا وواجبا أن تتوجه قوى الديمقراطية العالمية الظافرة ، نحو معركتها الأخيرة مع بقايا الاستبداد والديكتاتورية والنظم الشمولية كافة ، لتضمن وتحسم إلى الأبد انتصارها الديمقراطي المجيد على سائر بقاع كوكبنا . تلك هي المهمة الديمقراطية الاستراتيجية التي لا تزال راهنة وملحة وضرورية بالنسبة لسائر بلدان العالم الحر من اليابان إلى القارة الأمريكية مرورا بالقارة الأوربية ، لأنه لاضمان لأمن الحرية والديمقراطية واستقرار هما إلا بتحولهما إلى نظام عالمي شامل لا توجد فيه قرية صغيرة غير ديمقراطية فعلى عاتق المجتمع الدولي تقع المسؤوليات الجسام في تدويل الديمقراطية وعولمتها بالتعاون مع قوى الديمقراطية في البلدان التي لاتزال ترزح تحت نير الاستبداد وإرهابه ومظالمه التي يندى لها جبين الإنسانية وضميرها الحي . أن مكافحة الإرهاب تمر عبر مكافحة الاستبداد والنظم الديكتاتورية التي تعتبر المفرخة الكبرى للإرهاب فكرا وسلوكا وسياسات ، وتلك مسؤولية إنسانية عالمية مشتركة ، ليس من مصلحة أحد إهمالها أوالتقاعس في مواجهتها الديكتاتورية الأسدية تحتضر إن التخلص من النظام الإرهابي السوري الحلي يعتبر أولوية محلية – إقليمية- وعالمية ، لأن شروط التخلص منه صارت مواتية ومتاحة وسهلة المنال وقليلة الكلفة ، ولأن الإبقاء عليه مدة أطول ، سيلحق ضررا فادحا ومتفاقما بالمنطقة كلها ، وهو لم يعد مؤهلا للبقاء والاستمرار أكثر ، ومن الواضح أنه يعاني حالة الاحتضار ، ومن واجب العالم أن يبدأ بتجهيز الجنازة المناسبة له.
#سامي_صلاح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مشروع مذكرة ادعاء ضد السلطة الديكتاتورية في سوريا
-
تحرير سوريا أولا
-
تدجين المعرفة
-
حرب نفسية ضد التغيير في سوريا
المزيد.....
-
Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
-
خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت
...
-
رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد
...
-
مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
-
عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة
...
-
وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب
...
-
مخاطر تقلبات الضغط الجوي
-
-حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف
...
-
محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته
...
-
-شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا
...
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|