أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي صلاح - حرب نفسية ضد التغيير في سوريا














المزيد.....

حرب نفسية ضد التغيير في سوريا


سامي صلاح

الحوار المتمدن-العدد: 1209 - 2005 / 5 / 26 - 08:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنويه :
لكي لا يخطئ القارئ فهمي أود التنويه إلى:
- أنني لست سنيّ المذهب
- إنني ليبرالي، ديمقراطي، علماني.



سامي صلاح


دأبت السلطة البعثية السورية على شن حربها النفسية الاستباقية، لتخويف الشعب السوري، من المآل العراقي الذي ينتظره، إذا اختار طريق إسقاط السلطة البعثية الديكتاتورية. وردا على ذلك نقول : إن سوريا ليست العراق، لا من حيث البنية الديمغرافية، ولاالجيوسياسية، ولن تكون النتائج نفسها، بالتالي لن يتكرر المشهد العراقي في سوريا، وأكثر من ذلك، فإن التغيير في سوريا، سيسهم في تغيير المشهد العراقي الراهن إيجابا لصالح حسم المعركة مع الإرهاب وهزيمته، من قبل الشعب العراقي. والسبب معروف: وهو أن النظام السوري أخذ على عاتقه أن يجعل من سوريا ملاذا وراعيا ومنطلقا للإرهاب في المنطقة عموما، وفي العراق خصوصا. فإذا سقط الأصل (معقل الإرهاب : سوريا ) سقط الفرع ( الإرهاب في العراق ).

في سوريا لن يجد التيار الأصولي التكفيري الظروف والمناخ والمسوغات، كالتي في العراق، حيث بعض السنة أحسوا بالخسارة، عندما فقدوا دورهم المهيمن على السلطة و احتكارهم لها طوال القرن الفائت، ما جعلهم يحتضنون الإرهاب ويتعاطفون معه في معركتهم ضد عدو مشترك: العراق الديمقراطي الجديد، والذي لن يكون لهم فيه أكثر من الدور الذي يستحقونه فعليا. وفي سوريا لن يجد الإرهاب دعما خارجيا من دولة مجاورة كالعراق، وهذا يؤكد أن معادلة التغيير في سوريا تختلف كليا عنها في العراق.

إن السنة في سوريا هم المستفيد الأكبر من تغيير النظام الديكتاتوري، وهم يشكلون أغلبية (ثلاثة أرباع السكان تقريبا ) لا منافس لها في الحياة السياسية والحزبية السورية، وستؤول لهم السلطة السياسية التي حرموا منها لأربعة عقود ونيّف، ولاسيما المناصب السيادية، وفي مقدمتها رئاسة الجمهورية، ورئاسة مجلس الوزراء. ولن يكونوا بعد التغيير كما هم الآن : مجرد موظف أو مجرد مستشار تابع لحاكم مستبد يضع نفسه فوق أي دستور وقانون.

في حال تغيير النظام البعثي لا بديل عنه سوى تولي السنة مهام السلطة الجديدة، وبذلك يعود الحق إلي أصحابه، الذين لن يكونوا طبعة ديكتاتورية جديدة كما يخشى البعض. وحصولهم على السلطة لن يكون من منطلق طائفي، بل جراء الإفراز السياسي التلقائي لأغلبية كبيرة.

هذه ليست احتمالات، بل حقائق أكيدة، ونتائج لعليّة منطقية. فأين سيجد الإرهاب له مكانا في هذه المعادلة؟ وتحت أي بند أو ذريعة سيقاتلون السلطة السنية الديمقراطية الجديدة؟ ومن سيقبل تغطيتهم واحتضان إرهابهم؟ هل سيقف السنة ضد أنفسهم؟ ولصالح من؟ ومن ناحية الطوائف الأخرى فلم يعرف عنها سلوك التطرف والإرهاب الذي يعتبر من إفرازات التيارات السلفية التكفيرية السنية، وخصوصا التيار الوهابي المتزمت.

ثم لماذا يصرّ النظام الديكتاتوري السوري ويركز على النموذج العراقي؟ لماذا المشهد العراقي نموذجا؟ مادام العالم شهد ويشهد تجارب عديدة سلمية، أحدثها وأقربها التجربة اللبنانية، التي أذهلت العالم، والتي وقف العالم معها بالإجماع وتكلم بصوت واحد مؤيدا ومناصرا لها. إذن ثمة خيارات أخرى سلمية يتجاهلها النظام السوري في إعلامه المفخخ، ويركز على التلويح بالمشهد العراقي الدامي، لكسر إرادة الشعب وتخويفه وإضعاف عزيمته وطموحه للتغيير.

وعليه لن تكون سوريا المستقبل ما بعد البعث بيئة للزرقاويين البعثيين ونشاطاتهم الإرهابية، ولن تشهد الساحة السورية ما تشهده الساحة العراقية من عنف. وسوف يتوحد الشعب السوري تحت لافتة الحرية والديمقراطية التي طالما تطلع إليها السوريون، ودفعوا في سبيلها الكثير.



#سامي_صلاح (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- رغم نجاح صفقات ترامب الشخصية في الشرق الأوسط.. إلا أنها لن ت ...
- -شكرًا لإعادتها في تابوت-.. عائلات الرهائن القتلى تنتقد نتني ...
- ماذا تعرف عن القرية المصرية الصغيرة التي تنتج أكثر من نصف يا ...
- وزير الداخلية الفرنسي الجديد لوران نونيز ينوي -استئناف الحوا ...
- هل اتفقت قسد مع الحكومة السورية على طريقة الاندماج؟
- مرشحة عراقية تثير الجدل بمنشور ضد برشلونة ووعد بتزويج مشجعي ...
- أشياء لم تكن تعرفها عن تطبيق الملاحظات في -آيفون-
- إيران تعدم شخصا بتهمة التجسس لصالح إسرائيل
- باكستان وأفغانستان تؤكدان على دور قطر وتركيا لتثبيت وقف التص ...
- غارديان: أطفال غزة بحاجة للغذاء والدواء ونوم دون خوف


المزيد.....

- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي صلاح - حرب نفسية ضد التغيير في سوريا