أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - صفاء صالح - شخصيات كونية / المثقف الكوني هادي العلوي (1933-1998)














المزيد.....

شخصيات كونية / المثقف الكوني هادي العلوي (1933-1998)


صفاء صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4286 - 2013 / 11 / 25 - 19:23
المحور: سيرة ذاتية
    


شخصيات كونية / المثقف الكوني هادي العلوي (1933-1998)
هناك شخصيات تتحدد قيمتها بمزاياها الشخصية أكثر مما بفكرها النظري. واقصد بذلك الشخصية التي تجعل من العقل العملي أولوية كبرى بحيث تتماهى معه كما نراه على سبيل المثال في شخصيات مثل سقراط وديوجين والحلاج.
لم يكن هادي العلوي ممثلا لتقاليد العقل النظري. انه كان ممثلا لتقاليد العقل العملي. من هنا خلو أعماله من التفلسف واجتهاد التأسيس النظري. ومن الممكن رؤية ملامح هذه الظاهرة المفارقة في اعتناقه للماركسية مع ضعف في تفعيل واستعمال منهجها النظري ومقولاتها الفلسفية. الأمر الذي وجد انعكاسه في هذا الخليط الغريب أحيانا بين نظريات ومناهج ومفاهيم ومقولات متنوعة ومختلفة. .
أن الأيديولوجية بالنسبة لهادي العلوي كانت اقرب إلى مجموعة قيم منها إلى أفكار محددة ومنهجية، أي أنها كمية قيم مثل العدالة والمساواة والحق والعدل والحرية والإنسانية. ومن ثم يمكن العثور عليها في اغلب الأيديولوجيات بما في ذلك المتضادة والمتصارعة. .لكن إذا كان لكتبه المتمردة أثر نسبي في الشهرة النسبية عند قطاع معين، فإنها كانت تحتوي بالقدر ذاته على ما يمكن دعوته بمكر الشهرة. وذلك لأنها تسحب المؤلف الى قاع الوعي المتخلف والمسطح والبدائي، ومن ثم تساهم في توسيع مدى وتشديد أوهامه عوضا عن تفكيكها وإعادة بناء الوعي الاجتماعي بصورة عقلانية وإنسانية. وقد يكون ترابط أو تلازم ما يسمى بشهرة هادي العلوي مع هذه الكتب احد نتائج الضريبة التي دفعها ويدفعها بهذا الصدد. وذلك لان حقيقة العلوي اكبر وأوسع من أن يجري ربطها بكتاب واحد أيا كان شكله ومحتواه.
بالنسبة للهجوم على الإسلام لم يكن قضية جوهرية في تفكيره ومساعيه وكتاباته. كما لم يكمن هاجسا عميقا عنده. لقد كانت تلك لحظة عابرة. أما الثبات فيها فقد كان يستند أو يعتمد أو يستمد نفسه من أسلوب النقد الاجتماعي والسياسي والأخلاقي. فالصفة الجوهرية في فكر العلوي وشخصيته هي صفة النقد الاجتماعي والسياسي والأخلاقي وليس الفكري. فقد انتقد العلوي حالة سياسية واجتماعية وأخلاقية معينة عند الإسلام المتشدد والسلفي والحركات الدينية السياسية العراقية التي عايش نماذجها في الشام. وما يجري في العراق الحالي يؤكد صحة ما كان يقوله آنذاك. وبالتالي، فان نقد الإسلام بالطريقة المشهورة عنه اقرب ما تكون إلى لحظة عابرة هي جزء من حالة مزاجية وسياسية.
لقد كان العلوي واسع المعرفة، عميق الدراية. انه رجل موسوعي. ويدرك ذلك من يعرف معنى وحقيقة الموسوعية، وكذلك من يعرفه حق المعرفة. لكن ذلك بقي عنده على مستوى الثقافة الشفهية في الأغلب. أما الغلبة عنده فقد بقت للتراث العربي الإسلامي. وهذا كم يصعب الإحاطة به. فهو كنوز هائلة جدا.لقد كانت الماركسية بالنسبة له أشبه ما تكون بالحب الأول: مشاعر وعواطف ووجدان. يتذكره بلطف وعنفوان ة. وبالتالي لا ماركسية بالمعنى الدقيق للكلمة في كتابات العلوي، بل شيوعية قيم. والقيم الكبرى ليست حكرا على تيار دون آخر. لكن الصدفة شاءت أن تكون في عراق النصف الأول من القرن العشرين مرتبطة بالشيوعية.فقد كان العلوي يحتوي في شخصيته وأعماقه على تيارات عديدة: يسارية وشيوعية وماركسية وماوية ووطنية وقومية عربية وشرقية ومعادية للغرب. وبالتالي لا ينبغي إرجاعه الى جزء منها. فالعلوي صيرورة وكينونة ثقافية. والجامع فيها أو الرابط لكل أجزاءه هو ما يمكن دعوته بوجدانية القيم الكبرى كالعدل والمساواة والحق والعدالة والإنسانية.
كان كتاب"مدارات صوفية"هو من أخطر ما ألف هادي العلوي من مؤلفات.وفيه ربط الحاضر بالماضي بصورة منفتحة على التجربة الإنسانية الكونية، انطلاقا من تراث التصوف الإسلامي وتركيزا على منحاه الإجتماعي المناضل، في معارضة سلطة الدولة وحكامها وسلطة الدين ومدعيه وسلطة المال ومترفيه لتحقيق غايتين:أولاهما:تحويل الأموال الخاصة إلى أموال عامة، لحفظ قيمة الإنسان ماديا ومعنويا.وثانيتهما:تكوين شخصية ثقافية فاعلة مبنية على الموقف الإجتماعي لا العقيدة. الغاية الأولى تتعلق ببناء الشيوعية من القاعدة الشعبية الى القمة.وليس العكس الذي أدى إلى فشل تجربتها الإشتراكية.والغاية الثانية تتعلق بالثقافة المحلية المعاصرة:فالمثقفون الحاليون ،كما يصفهم هادي العلوي، منعزلون تماماً عن القاعدة الشعبية في المجتمع .يطالبون بحقوقهم الثقافية الخاصة ؛ معتبريها حقوق الشعب،ويقيسون وطنية الدولة على مقدار رعايتها الثقافة، مستمدين هذا المفهوم من مصادر الثقافة الغربية المترجمة، والناتجة عن ظروف مختلفة عن ظروفنا الخاصة.فهم مشغولون بالنظرية الثقافية،لا بالإلتزام الإجتماعي وبذواتهم لا بالآخرين.وقد يحمل بعضهم عقيدة إنسانية ولكنه لا يحمل قلبا إنسانيا. طرح العلوي الصورة الثقافية النموذجية المرتجى ظهورها بديلا للثقافة الحالية. وسمى مثقفيها الجدد بـ"المثقفين الكونيين



#صفاء_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الترسبات في اللاوعي العراقي


المزيد.....




- بلينكن يزور السعودية ومصر.. وهذه بعض تفاصيل الصفقة التي سينا ...
- في جولة جديدة إلى الشرق الأوسط.. بلينكن يزور السعودية ومصر ل ...
- رغد صدام حسين تستذكر بلسان والدها جريمة -بوش الصغير- (فيديو) ...
- فرنسا وسر الطلقة الأولى ضد القذافي!
- السعودية.. حافلة تقل طالبات من جامعة أم القرى تتعرض لحادث مر ...
- -البديل من أجل ألمانيا- يطالب برلين بالاعتراف بإعادة انتخاب ...
- دولة عربية تتربع على عرش قائمة -الدول ذات التاريخ الأغنى-
- احتجاج -التظاهر بالموت- في إسبانيا تنديداً بوحشية الحرب على ...
- إنقاذ سلحفاة مائية ابتعدت عن البحر في السعودية (فيديو)
- القيادة الأمريكية الوسطى تعلن تدمير 7 صواريخ و3 طائرات مسيرة ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - صفاء صالح - شخصيات كونية / المثقف الكوني هادي العلوي (1933-1998)