أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هنادي محمد - مساوئ الفيدرالية














المزيد.....

مساوئ الفيدرالية


هنادي محمد

الحوار المتمدن-العدد: 4283 - 2013 / 11 / 22 - 14:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تفقد الحكومة المركزية الكثير من صلاحياتها لصالح الولايات وتنشئ الكثير من المشاكل وذلك لسيطرة شيوخ القبائل علي هذه الولايات.

❷-;-استقلالية الولايات خاصةً إذا كان تقسيمها على أساس قبلي أو جهوي ترسخ حالة فقدان الشعور بالوطنية ويفقد المواطن إحساسه بالانتماء إلى وطن واحد وما المليارات التي تصرفها الولايات المتحدة الأمريكية – اكبر تجربة فيدرالية في التاريخ – على الأفلام والمسلسلات والبحوث التي تتحدث عن الوطن والوطنية إلا لمعالجة هذه المشكلة التي وصلت من الخطورة إلى حد أن يصدر أحد أشهر الكتاب الأمريكيين ومنظري السياسة الأمريكية (صموئيل هنتنغتون) كتاب بعنوان (من نحن؟ التحديات التي تواجه الهوية الأمريكية).

❸-;-تحتاج الفيدرالية لتطبيقها إلى إمكانيات مادية ضخمة لحاجة الدولة الفيدرالية إلى الكثير من الموظفين والمسؤولين حيث هناك حكومة ووزارات في كل ولايه.

❹-;-يكون من السهل (بعد ترسيم الحدود) في الدولة الفيدرالية أن تنفصل ولايه من كيان الدولة لسبب أو لآخر ولربما تتمزق الدولة بالكامل وتصبح مجموعة دول.

الفيدرالية في ليبيا:

بعد التعرف على مساوئ الفيدرالية نآتي إلى مسئلة تطبيق الفيدرالية في ليبيا وماذا يترتب عليه في حال حصوله؟ فنقول:

❶-;-إن الفيدرالية تعني قيام عدة دول – أو عدة كيانات بتنازلها عن جزء من صلاحياتها لحكومة مركزية كما هو الحال في الولايات المتحدة الأمريكية وسويسرا وبالتالي تنشئ دولة جديدة من مجموع تلك الدول وما سيحدث في ليبيا في حال تطبيق الفيدرالية هو العكس تماماً حيث سيتم تقسيم دولة موحدة إلى مجموعة ولايات وهو تطبيق خاطئ بل ومعاكس للفيدرالية لا يوجد له مثيل – على حد علمي –في كل تجارب الفيدرالية في العالم حيث إن معنى الفيدرالية كما هو الواضح من ترجمتها الحرفية يعني الاتحادية في حين إن ما سيحدث في ليبيا – لو طبقت الفيدرالية – هو تمزيق لكيان دولة قائمة إلى مجموعة ولايات تديرها حكومة اتحادية.

❷-;-إن ليبيا عاشت ولفترة طويلة بدكتاتوريه مركزية تهميشية – مقيتة - شُرعت كل قوانينها الإدارية بما يتناسب ومركزية الدوله وبالتالي لو افترضنا إننا نريد تطبيق الفيدرالية في ليبيا فهذا يتطلب منا القيام بعمليات ضخمة لتغيير هذه القوانين وهذا ما يحتاج إلى سنين طويلة وتشريعات كثيرة.

❸-;-مركزية الدوله جعلت من المواطن الليبي أسير هذه المركزية وبالتالي صار من الصعب عليه كمواطن وكموظف – لو طبقت الفيدرالية الآن في ليبيا – أن يتفهم هذه النقلة بسهولة..

❹-;-الانتقال إلى الفيدرالية يتطلب تدريب الكثير من الكوادر وبناء الكثير من المؤسسات ولا يمكن أن يحدث هذا بسهولة كما قد يتصور البعض.

❺-;-اقرب مثال لليبيا هو العراق فصحيح إن ما تم إقراره في الدستور العراقي إن العراق دولة اتحادية (أي فيدرالية) ولكن الواقع في التطبيق يثبت غير ذلك حيث لازال العمل جارياً وفقاً لأسس الدولة المركزية والخلط واضح جداً مما أدى إلى حدوث الكثير من المشاكل في المحافظات التي احتار المسؤولون فيها بين مركزية العمل في علاقتهم بالوزارات وبين لامركزية العلاقة بالجهات الأخرى حتى وصل الخلط إلى مستوى صعب – فتصور إن الحكومة فيدرالية كما مقرر في الدستور- وهناك مجالس محافظات منتخبة لا تعرف في أي مجال يحق لها التشريع وفي أي مجال لا يحق لها ذلك ولا تعرف كيف تتعامل مع دوائر الدولة في المحافظات التابعة إلى وزارات المركز ومحافظون يتم انتخابهم من قبل مجالس المحافظات ويمثلون قمة هرم السلطة التنفيذية في المحافظة وهم يستلمون رواتبهم ومخصصاتهم من وزارة البلديات والأشغال كونهم موظفون فيها فأي خلط أكثر من ذلك؟؟

❻-;-عاشت ليبيا شئنا أم أبينا حاله من حالات الحرب الأهلية طيلة فترة الثوره – وان أنتهت أخيرا لكنها تركت أحقاداً وثارات - يغذيها الطابور الخامس داخليا وبقايا أزلام القدافي في الخارج وبالتالي ولتجاوز هذه المشكلة لابد من التركيز على المصالحة الوطنية وتنمية الشعور الوطني وترسيخ العلاقة بين مكونات الشعب الليبي وهذا ما لا تفعله الفيدرالية بل تفعل العكس تماماً.

❼-;-إن الانتقال إلى الفيدرالية – على فرض مطلوبيته – لا يمكن أن يحدث بشكل مباشر بل لا بد من الانتقال أولاً إلى شكل من أشكال الدولة اللامركزية وبعد فترة – يمكن أن تكون عقود من الزمن - الانتقال إلى شكل الدولة الفيدرالية.

❽-;-إن الفيدرالية ليست هي الشكل الوحيد الناجح للدولة فمثلاً أغلب الدول الأوربية هي من شكل الدولة اللامركزية أو المركزية الديمقراطية.

❾-;-إن عملية استنساخ التجارب من مكان لآخر دون مراعاة خصوصية المكان والزمان أثبتت فشلها في الكثير من الميادين.
وبالتالي نصل إلى نتيجة مفادها إن الفيدرالية ليست حلاً ناجحاً لمشاكل ليبيا في الوقت الراهن على الأقل للأسباب السابقة التي ذكرناها ومن يدعو لها إما انه لا يفهم معناها أو إنه ينجرف مع تقليد النموذج الأمريكي بدون وعي انبهاراً منه به ويحاول ربما أن يجعل من ليبيا (ولايات متحدة ليبيه) أو إنه مندفع لتحقيق مصالح خاصة به أو بالقبيله التي ينتمي إليها أو لتطبيق أجندات خارجية الغرض منها تمزيق ليبيا مع ملاحظة إن دعاة الفيدرالية ومن يطبلون لها يحاولون دائما تصويرها للناس على إنها الحل السحري لمشاكل ليبيا – ومشاكل الشرق بشكل خاص- في حين انه من الممكن أن يكون الحل في حكومة لامركزية تعطي صلاحيات كبيره للمحافظات أو المجالس المحليه كما دعا لذلك الكثير من المثقفين الليبين الواعين لما يطبخ لنا في الخفاء وعلي رأسهم المستشار عبد الجليل - وإلا فإننا سنحصد الخيبة والبؤس ونشوء دكتاتوريات قبليه صغيرة بديلة عن دكتاتورية النظام البائد وسنقوم بتمزيق ليبيا بأيدينا في حين عجز أعداء ليبيا عن ذلك فأين الوفاء للوطن؟؟؟ !!!
-----------



#هنادي_محمد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المبادئ الدولية التي تحمي المجتمع المدني
- حكم وأقوال مأثورة


المزيد.....




- لحظة القبض على صبي عمره 12 عاما يتسابق مع مراهق بالسيارة.. ش ...
- صحفيو غزة يدفعون ثمن الحقيقة
- العراق.. السوداني يشرف على الخطط الأمنية لعقد القمتين العربي ...
- الحوثيون يعلنون قصف هدف جنوب يافا
- رئيسة البرلمان الألماني: لا ينبغي للكنيسة أن تتحول إلى حزب س ...
- بسبب -تهديدات روسية- و-عودة ترامب-، مدنيون بولنديون يتوجهون ...
- زيلينسكي يرفض وقف إطلاق النار ل3 أيام ويوجه رسالة لمن سيحضر ...
- ترامب يُعلن كلا من 8 مايو و11 نوفمبر -يوم النصر- لأن -أميركا ...
- بنغلادش.. مظاهرة حاشدة ضد إصلاحات قانونية تضمن المساواة بين ...
- المغرب يطلق تحذيرا من خطر -سيبراني- كبير قد يطال المؤسسات ال ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - هنادي محمد - مساوئ الفيدرالية