أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الكريم برشيد - سلطة الخيال والاحتفال في ( فرجة مسرحية )














المزيد.....

سلطة الخيال والاحتفال في ( فرجة مسرحية )


عبد الكريم برشيد

الحوار المتمدن-العدد: 4278 - 2013 / 11 / 17 - 22:00
المحور: الادب والفن
    


ماذا يمكن ان نقول عن مسرحية ( فرجة مسرحية ) ؟ فهي مسرحية تجريبية بلا شك ، وذلك لانها تحاول ان تؤسس مسرحها الجديد والمغاير انها قضاء رحب للحلم والخيال والاحتفال ، فهي زمن مكان وعلاقات وقضية واحداث فوق واقعية . هذه المسرحية لاتقف عند حدود المعروف والمألوف ، وذلك لانها تبحث عن المدهش والمثير والعجل بي ، فهي لاتستعيد الماضي – كما كان – ولكنها تحييه – كما ينبغي ان يكون الان هنا . واتساءل الان ، هل ه1ه المسرحية ( فرجة حقا ؟ ان العناوين غالبا ما تكون خادعة ومضللة ، وذلك لانها تضم عوض ان تظهر وتبعد عوض ان تقترب . ان الفرجة تعني وجود المتفرج المحايد ، أي ذلك الذي لايتعاطف مع موضوع الفرجة وبذلك يمكن ان تتحقق المتعة الخالصة ،، اما عندما تكون الذات والموضوع معا فانه لايمكن ان نكتفي بالتفرج على واقعنا – من هنا ، نكون ( فرجة مسرحية ) شيئا آخر غير الفرجة فهي احتفال جماعي يقدم على اساس اللقاء وللحوار وللعب . – اني – في هذه المداخله ، لا اريد ان اعطي احكاما نقدية ، لأن الاساس هو الكشف عن جسد هذه التجربة ، ان وهذا الفعل لايمكن ان يتحقق الا بالقيام بحفريات في تربة المسرحية ومن مستوياتها العديدة والمختلفة ويمكن ان اتوقف قليلا عند النقط الاساسية التالية ، وهي نقط تكشف عن الفعل التجريبي الذي يشكل وعي هذه المسرحية ولا وعيها معا
1- يتنفس هذا الاحتفال المسرحي داخل فضاء مسرحي ومغاير وجديد فضاء متمرر من الخشبة التقليدية ومن الكواليس والستارة ومن الهندسة الايطالية بكل ابعادها ومستوياتها القمعية المعروفة في هذا الفضاء الجديد تغيب ثنائية الخشبة / الصالة ، كما تغيب كتابة الحاضر / الماضي وكتابة الهنا والهناك ، وبهذا سيتم هذا التداخل الغريب بين الاهم والحقيقة والمحسوس والمتخيل واللعب
2- المسرحية لاتحكي حدتا كان وانتهى ، وذلك بلا اساس لانها لعبة لعبة لها قواعدها بكل تأكيد واذا كان الحكي يحيل على الماضي المعروف فان اللعب محمل دائما بالمفاجآت ، وبذلك كان حركة باتجاه الاتي – في المسرحية تلعب الشخصيات لعبة ، وذلك لانها تحاول ان تتحكم في الزمن وذلك من خلال ( سرقة ) ثلاثة ايام من حكم تيمورلنك هذه الايام تعطى ( لجحا ) من اجل ان يعيد صياغة التاريخ بشكل جديد ومغاير .
3- ان المسرحية تقدم على اساس المسرح داخل المسرح ، فهي تصور حول مجموعة من الممثلين المتجولين الذين يصرون على ان ( جحا ) ملكا هذا التداخل – بين مستويين من التمثيل – كان لابد ان يعطي اسلوبيين مختلفين في الاداء .
4- ولأن هذه اللعبة ترتبط بمجموعة من المهربين فقد كان ضروريا يعتمد التشخيص فيها على المبالغة الكاريكاتورية ، وقد تجلى هذا بشكل اوضح – في شخصية تيمورلنك وفي الزوجة المستوردة من الخارج وفي الشحاة ، هذه المبالغة ابتعدت بالمسرحية عن الاجواء الواقعية والطبيعية ، وجعلها تعكس الواقع بشكل يزيد المشوه تشويهها .
5- ان الايقاع في المسرحية هو ايقاع جاء سريع ، وهو نفس الايقاع الذي نجده في الكوميديا ديسارتي وعدد الممثلين المتجولين ، في الحوار عبارة عن طلقات نارية سريعة ، اما المشاهد بعضها البعض ، ولذلك بشكل سينمائي سريع ،، فهي لقطات اكثر من مشاهد مسرحية .
6- في هذا الاحتفال يغيب الديكور ولايحظر الا الممثل ، فهناك حلقة دائرية / تذكر بحلبة السيرك / وبداخلها تتفجر الحياة حارة ومتفقة وسريعة ان غياب الديكور / كما في حلقات الراوى والمنشد والحكواتي يصبح مناسبة لتحريك مخيلة الجمهور : دلت مايجعل هذه المخيلة تساهم في ايجاء اطار مكاني للموت المسرحي ، وبذلك يولد المحتفل المشارك والمساهم .
7- ولأن الفضاء المسرحي قد لحق التغير ، فقد كان ضروريا لأضاء ة أن تتغير ايضا وبذلك اصبحت هذه الاضاءة تشكل من اخلال انعكاساتها المتعددة والمختلفة عهلى المرايا الموجودة وسط الحلبة او المعلقة فوق
8- ان هذه المسرحية هي لعبة كما رأينا ، ولأنها كذلك ، فقد اعتمدت على وحدة الممثل وتعدد الادوار والشحصيات ، فللمثل يغير الملابس امام الجمهور ، يغير صوته وملاحمه وحركته واشارات ليخرج من الشخصية ويدخل في جلد آخرى ، وبذلك كان الممثل اللقاء المسرحي .
9- ان المسرح الايطالي يفرض نوعا واحدا وموحدا من الحركة ، وهي الحركة الافقية ، اما داخل الحلبة فقد كانت هناك حركة دائرية هي حركة تكشف عن الممثل وهو في ابعاده الثلاثة .
10- هذا الاحتفال المسرحي يتمحور حول شخصية تراثية هي شخصية جحا ، وهي شخصية تتدارج بين العقل والجنون والحمق والتحامق ان ( جحا ) له وجود في الذاكرة الشعبية وفي الوجدان الشعبي ولكنه في المسرحية يكتسب ابعادا جديدة ومغايرة وهذا مايكسبه شهادة الانتماء الى اللحظة التاريخية الراهنة
11- ان نهاية اللعبة – في المسرحية – لايعني نهاية المسرحية ، ولذلك لأن الحياة لاتتوقف عند حد معين ، وبذلك تبقى المسرحية بدون نهاية – تبقى مفتوحة قبل ان اختم هذه المداخلة ، احب ان اشير الى حقيقة اساسية لايمكن القفز عليها ، وهي انم هذه المسرحية تتضمن اعلانا بميلاد مؤلف مسرحي جديد ، مؤلف يحمل اسم كريم جمعة ، اننا امام قلم متمكن من ادوات الكتابة من تقنياتها .
اما على مستوى الكتابة امام مخرج له ادواته الجديدة المتطورة ، ان الدكتور فاضل خليل يمتلك حساد تجريبية وخيالا متدفقه ، وجراءة على مراجعة النتائج وتدمير اعادة تركيبه وبناءه بشكل آخر مغاير . اما المجموعة التي احيت هذا الاحتفال الممتع فتتألف من طلبة كلية الفنون الجميلة ، وهي مجموعة شابة تمتلك روعة المغامرة الفنية والعلمية . انني لاأريد ان اقف عند اسم معين ، ولذلك لأن المجموعة قد اشتغلت بروح الفريق وبذلك جاء عطائها متجانسا ومنسجما ومتكاملا . الف تحية لهؤلاء الطلبة الذين يمثلون جيل الغد ، والذين يختزنون داخلهم – مستقبل المسرح العربي ، ان حماسهم الحار يحعلنا بكل تأكيد نطمئن على هذا المسرح وعلى ابداعاته القادمة . تحية للطلبة – ممثلين وتقنيين ومطربين ، وتحية لكلية الفنون الجميلة ولكل الاساتذه الذين يسهرون على صناعة المسرح العربي المستقبلي..



#عبد_الكريم_برشيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -قناع بلون السماء- للأسير الفلسطيني باسم خندقجي تفوز بالجائز ...
- اشتُهر بدوره في -أبو الطيب المتنبي-.. رحيل الفنان العراقي عا ...
- عبد الرحمن بن معمر يرحل عن تاريخ غني بالصحافة والثقافة
- -كذب أبيض- المغربي يفوز بجائزة مالمو للسينما العربية
- الوثائقي المغربي -كذب أبيض- يتوج بجائزة مهرجان مالمو للسينما ...
- لا تشمل الآثار العربية.. المتاحف الفرنسية تبحث إعادة قطع أثر ...
- بوغدانوف للبرهان: -مجلس السيادة السوداني- هو السلطة الشرعية ...
- مارسيل خليفة في بيت الفلسفة.. أوبرا لـ-جدارية درويش-
- أدونيس: الابداع يوحد البشر والقدماء كانوا أكثر حداثة
- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبد الكريم برشيد - سلطة الخيال والاحتفال في ( فرجة مسرحية )