أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم خالد الفيومي - حرية الاعتقاد بين دولة النبي ( المدنية ) وبين دول الخلفاء ( الدينية )















المزيد.....

حرية الاعتقاد بين دولة النبي ( المدنية ) وبين دول الخلفاء ( الدينية )


إبراهيم خالد الفيومي

الحوار المتمدن-العدد: 4278 - 2013 / 11 / 17 - 19:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الدولة في عهد النبي علمانية (مدنية ) | 2
{{ حرية الاعتقاد بين الدولة الدينية والدولة المدنية }}

بعد أن تعرضنا في المقال السابق إلى بيان معنى مصطلح العلمانية ، وحتى لا نبقى طويلاً في فلك المصطلحات وكما يعلم الجميع فلا مشاحة في الاصطلاح ، فإننا نأتي إلى بيان أول معالم الدولة المدنية والدولة الدينية ، في قضية تهم الجميع ألا وهي حرية الاعتقاد .

بعد أن اتفقنا أن النبي كان يدير المدينة المنورة (دولته ) بدستور توافقي هو (وثيقة المدينة) يمكننا الآن النظر في بنود هذا الدستور لنعلم هل اتيح لغير المسلمين حرية الاعتقاد وممارسة شعائرهم أم أنهم أجبروا ليخضعوا تحت سلطة دين الإسلام ! وأول ما يستوقفنا في هذا البحث المواطنين اليهود الذين كانوا في هذه الدولة قبل تأسيسها ، فإذا نظرنا في وثيقة المدينة نجد نصاً صريحاً يقول (( للمسلمين دينهم ولليهود دينهم )) وهذا يعني أنه كفل لهم حرية الاعتقاد تامة غير مجزأة ولا مشروطة ! وإذا قال قائل أن النبي قد طرد اليهود من المدينة نقول ، إن هذا الأمر ليس له علاقة باعتقادهم من القريب أو من البعيد ! وإنما يخص قضية المواطنة التي سوف نتكلم عنها بالتفصيل قريباً .

وأما بخصوص قول البعض أن النبي قد اضطر إلى إدراج هذا البند حيث أن اليهود كانوا أصحاب قوة اقتصادية وعسكرية وأصحاب أرض ، بينما كان النبي ضعيفاً لا يزال في طور تشكيل نواة الدولة . فإننا نفند كلامهم بذكر إضافة نصارى نجران إلى وثيقة المدينة ، وقد تم اضافتهم في السنة العاشرة للهجرة أي في قمة قوة الدولة الإسلامية .

ومما سبق يمكننا ملاحظة أن الدولة في عهد النبي كانت دولة تحترم حرية الاعتقاد ، لكن ماذا بخصوص الدول التي تلت دولة النبي ، والتي يصطلح عليها البعض باسم "دول الخلافة " ؟! الحقيقة أن هذه الدول كانت دولاً ثيوقراطية صرفة ، ولم تكن تسمح بحرية اختيار المذهب عدا عن حرية الاعتقاد المطلق .

فمن الأمثلة على الإكراه في اختيار المذهب ما بات يعرف باسم الوثيقة القادرية ، وهي وثيقة أصدرها الخليفة العباسي القادر بالله سنة 408هـ ، وإذا رجعنا إلى تاريخ ابن كثير وجدنا وصفاً لائقاً بهذه الوثيقة يغني عن الاطلاع على فحواها ! ؛ وإليكم ما يقوله ابن كثير :

[وفي سنة ثمان وأربعمائة استتاب القادر بالله الخليفة فقهاء المعتـزلة ، فأظهروا الرجوع وتبرؤوا من الاعتـزال والرفض والمقالات المخالفة للإسلام ، وأُخذت خطوطهم بذلك ،
وأنـهم متى خالفوا أُحل بـهم من النكال والعقوبة ما يتعظ به أمثالـهم ، وامتثل محمود بن سبكتكين أمر أمير المؤمنين في ذلك ؛ واستن بسنته في أعماله التي استخلفه عليها من بلاد خراسان وغيرها ، في قتل المعتـزلة ! والرافضة والإسماعيلية والقرامطة والجهمية والمشبهة ، وَصَلَبَهُمْ وحبسهم ونفاهم ، وأمر بلعنهم على المنابر ، وأبعد جميع طوائف أهل البدع ، ونفاهم عن ديارهم وصار ذلك سنة في الإسلام]

وأظن أن هذا الوصف كافٍ لنعلم حرية الاعتقاد في هذه الدولة الإسلامية ! والغريب في الأمر أن هذا الأمر كان شرعياً حسب نظر العلماء المتعصبون لمذاهبهم ، ولذلك فإنك تجد في ترجمة القادر بالله تجد مدحاً قل أن يكتب في غيره ! فهو حسن الاعتقاد كثير الصدقة الحاكم الورع و و و !! ولا أظن أن سبب هذا الإطراء أصبح خفياُ بعد أن اطلعتم على وثيقته العظيمة !

وأما بخصوص الإجرام والاضطهاد ضد أصحاب بقية الديانات فلا نجد أوضح وأجلى من الوثيقة العمرية :

ففي كتاب أحكام أهل الذمة لابن القيم عقد فصلاً فقال: " ذكر الشروط العمرية وأحكامها وموجباتها ":

قال عبدالله بن الإمام أحمد: حدثني أبو شرحبيل الحمصي عيسى بن خالد قال: حدثني عمي أبو اليمان وأبو المغيرة، قالا: أخبرنا إسماعيل بن عياش قال: حدثنا غير واحد من أهل العلم قالوا: كتب أهل الجزيرة إلى عبدالرحمن بن غنم: إنا حين قدمت بلادنا طلبنا إليك الأمان لأنفسنا وأهل ملتنا، على أنا شرطنا لك على أنفسنا ألا نحدث في مدينتنا كنيسة

ولا فيما حولها ديراً ولا قلاية ولا صومعة راهب

ولا نجدد ما خرب من كنائسنا

ولا ما كان منها في خطط المسلمين

وألا نمنع كنائسنا من المسلمين أن ينزلوها في الليل والنهار

وأن نوسع أبوابها للمارة وابن السبيل

ولا نؤوي فيها ولا في منازلنا جاسوساً

وألا نكتم غشاً للمسلمين، وألا نضرب بنواقيسنا إلا ضرباً خفياً في جوف كنائسنا

ولا نظهر عليها صليباً

ولا نرفع أصواتنا في الصلاة ولا القراءة في كنائسنا فيما يحضره المسلمون

وألا نخرج صليباً ولا كتاباً في سوق المسلمين

وألا نخرج باعوثاً

قال: والباعوث يجتمعون كما يخرج المسلمون يوم الأضحى والفطر

ولا شعانين ولا نرفع أصواتنا مع موتانا

ولا نظهر النيران معهم في أسواق المسلمين

وألا نجاورهم بالخنازير ولا ببيع الخمور

ولا نظهر شركاً

ولا نرغِّب في ديننا ولا ندعو إليه أحداً

ولا نتخذ شيئاً من الرقيق الذي جرت عليه سهام المسلمين

وألا نمنع أحداً من أقربائنا أرادوا الدخول في الإسلام

وأن نلزم زينا حيثما كنا

وألا نتشبه بالمسلمين في لبس قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين ولا فرق شعر ولا في مراكبهم ولا
نتكلم بكلامهم ولا نكتني بكناهم

وأن نجز مقادم رؤوسنا ولا نفرق نواصينا

ونشد الزنانير على أوساطنا

ولا ننقش خواتمنا بالعربية

ولا نركب السروج ولا نتخذ شيئا من السلاح ولا نحمله ولا نتقلد السيوف

وأن نوقر المسلمين في مجالسهم، ونرشدهم الطريق، ونقوم لهم عن المجالس إن أرادوا الجلوس

ولا نطلع عليهم في منازلهم، ولا نعلم أولادنا القرآن

ولا يشارك أحد منا مسلماً في تجارة، إلا أن يكون إلى المسلم أمر التجارة

وأن نضيف كل مسلم عابر سبيل ثلاثة أيام

ونطعمه من أوسط ما نجد

ضمنَّا لك ذلك على أنفسنا وذرارينا وأزواجنا ومساكيننا، وإن نحن غيرنا أو خالفنا عما شرطنا على أنفسنا وقبلنا الأمان عليه فلا ذمة لنا، وقد حل لك منا ما يحل لأهل المعاندة والشقاق

فكتب بذلك عبدالرحمن بن غنم إلى عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ، فكتب إليه عمر أن أمض لهم ما سألوا، وألحق فيهم حرفين أشترطهما عليهم مع ما شرطوا على أنفسهم، ألا يشتروا من سبايانا شيئاً، ومن ضرب مسلماً عمداً فقد خلع عهده، فأنفذ عبدالرحمن بن غنم ذلك، وأقر من أقام من الروم في مدائن الشام على هذا الشرط.

قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ (3/1164): " وشهرة هذه الشروط تغني عن إسنادها، فإن الأئمة تلقوها بالقبول، وذكروها في كتبهم، واحتجوا بها، ولم يزل ذكر الشروط العمرية على ألسنتهم وفي كتبهم، وقد أنفذها بعده الخلفاء، وعملوا بموجبها "اهـ.

وأظن أن هذه الكلمات كفيلة بإنهاء هذا المقال فليس بعد هذا القول قول !!
وكما يعلم الجميع فهو مخالف للدين الإلهي وللدولة المدنية التي أقامها النبي والله المستعان !!



#إبراهيم_خالد_الفيومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة في عهد النبي علمانية (مدنية ) | 1 ( أنواع العلمانية )
- حول إسقاط نظام الإخوان في مصر


المزيد.....




- اللجنة العربية الإسلامية المشتركة تصدر بيانا بشأن -اسرائيل- ...
- إلهي صغارك عنك وثبتِ تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمتابع ...
- اختفاء مظاهر الفرح خلال احتفالات الكنائس الفلسطينية في بيت ل ...
- المسلمون في هالدواني بالهند يعيشون في رعب منذ 3 شهور
- دلعي طفلك بأغاني البيبي الجميلة..تحديث تردد قناة طيور الجنة ...
- آلاف البريطانيين واليهود ينددون بجرائم -اسرائيل-في غزة
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- ادعى أنه رجل دين يعيش في إيطاليا.. الذكاء الاصطناعي يثير الب ...
- “TV Toyour Eljanah”‏ اضبطها حالا وفرح عيالك.. تردد قناة طيور ...
- إنشاء -جيش- للشتات اليهودي بدعم من كيان الاحتلال في فرنسا


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم خالد الفيومي - حرية الاعتقاد بين دولة النبي ( المدنية ) وبين دول الخلفاء ( الدينية )