أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامح عوده - ريشة البدوان .. وتسامح الأديان (2)














المزيد.....

ريشة البدوان .. وتسامح الأديان (2)


سامح عوده

الحوار المتمدن-العدد: 4278 - 2013 / 11 / 17 - 13:55
المحور: الادب والفن
    


ريشة البدوان .. وتسامح الأديان
(2)
عبور هادئ .. على ضفاف لوحته " تسامح الأديان"


كنوارس البحر عند المغيب، يحملُ ألوانه ولوحته مسافراً من ميناء الى ميناء، من أرض إلى أرض .. يسافرُ ومعه آماله وحقيبة السفر، وصقيعُ المنافي في بلاد الثلج، يطردُ برد الأمكنة ببعض من دفئ المخيلة وحالة هذيان أسطورية لعشق متجدد..
دافئ كخيوط الشمس..
شامخٌ كسور عكا..
شهي كبرتقال حيفا..
مقدسٌ كمساجد الوطن وكنائسه..
عصي على الكسر كإرادة الفلسطيني التي لا تهزم..!! هذه هي قصة عشق طاهرة لا ينضب تفاصيلها، ولا يجفُ حبرها، هي حكاية البدوان دون غيره، تتجمعُ المشاهد في مخيلته، كغزالةٍ شاردة على بساط من ربيع تزينُ حدقات عينيها ألوانه الزاهية، ويغدو المرج الأخضرُ خاتماً في معصميه، ولتلك النظرة التأملية الشاملة فارس يجيد كتابة الأولون.. لا رسمها، لأن البلاغة الكامنة في كتابة المشهد .. لأنه وباختصار حالة توحد ميتافيزيقي بين شريط طويل من المشاهد تصاغُ على هيئة رموز تصل بها بقارب الموهبة إلى لوحة فيها تدرج الالوان، والرموز المخفية والظاهرة.
ناعم هو كريشته التي تتركُ بقايا ألوان، كل شيء فيه مجبول برحيق زهرة معتق، لا يمكن أن يقلدها أحد..!! هو البدوان .. دون غيره هو من يشيد في مداده الرحب مكونات المقدس والمغتصب والمسلوب، هو من يرى النساك والعباد والصائمين والخاشعين وحنين المؤمنين في هلال المساجد أو صليبٌ في كنيس لم تغيره من قداسته كل العابثين الذين حاولوا أن ينالوا من قدسيته، لهذا فان مريم المجدلية ورموز العابدين والمصلين والخاشعين وأحلام الأطفال والغد مبهم المعالم ودموع الثكلى والمعذبين، وأغاني الرعاة في الصباح ورسائل الشهداء التي لم تقرأ بعد..!! وأشياء أخرى من نفاحات الوطن ومكوناته من الصعب أن تجمعها في لوحةٍ زيتيةٍ إلا إذا كانت كل هذه المشاهد تسكنك .. أو تتملكك..!! .
استطاع الفنان الفلسطيني المغترب جمال بدوان أن يفاجأ العالم كله برسمه لأكبر لوحة زيتية في العالم، من حيث المضمون والشكل والمساحة وتدرج الألوان، وأن يحطم الرقم القياسي ويدخل موسوعة " جنتس " للأرقام القياسية بلوحته " تسامح الأديان " والتي في كل ضربة فرشاة فيها تجسد حكاية العشق الأزلية التي يخلدها الفلسطيني قبل النوم، البدوان ببراعته وخلال سنوات طويلة تجاوزت العقدين في الغربة استطاع وبحرفة تامة أن يكتب أحلام الفلسطينيين مجتمعين ويصهرها في رؤية واحدة ناضجة ناصعة تذهل الآخر وتثير فضولة، لتصحوا عواصف الأسئلة تقرأها في حبر الجرائد، كيف استطاع هذا الفنان المهجر عن وطنه قسراً أن يجمع بين المقدس والطاهر وأحلام الفلسطينيين في لوحة واحدة؟ .
بلا شك .. هي قدرة خارجة عن المألوف أن تجمع بين المتناقضات وتسخرها لخدمة قضيتك العادلة، لأن الآخر .. في الطرف البعيد من الكون يحتفظ بصورة نمطية قد تكون غير صحيحة، والفن أحد الأدوات التي يمكن أن تسخرها لهدف أسمى تناضل من أجله، تبرز الوجه المشرق لقضيتك..
وعن لوحة البدوان فهي " يقدر حجم اللوحة الاجمالي 310 متر مربع بارتفاع 15 مترا وعرض 200 مترا بوزن وصل إلى 4 أطنان، وشارك قرابة 2000 طفل من مختلف انحاء العالم في رسم رسومات خاصة بهم دعما لمشروع اللوحة " ولأنها فلسطين أرض الرسالات ميلاد السيد المسيح ومسرى الرسول الكريم علية الصلاة والسلام فقد ظهر في منتصف اللوحة " حمامة بيضاء ..وتزخر (اللوحة) بالكثير من الرموز الدينية والانسانية، التي تلخص حضارة وثقافة الإنسان بكل تنوعها وغناها في فلسطين والعالم، حيث يتساوى ويتوحد المسيحي والمسلم، الابيض والاسود في توقهم وسعيهم لتحقيق السلام، وتعزيز اواصر المحبة وهو ما جذب انظار الملايين من الشعوب ومحبي الفن التشكيلي" ، انها تلخصُ الارث الحضاري والديني للإنسان الفلسطيني الذي ظل متصدراً قائمة الأحداث انها قصة دم عبدالله ودم جريس الذين ارتوت أرضنا بدمائهم، وظل السلام وتسامح الاديان عنواناً يظلل أرضنا بظله .



#سامح_عوده (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وفي الليلة الظلماء يفتقدُ البدرُ
- عنصريون بامتياز.
- اللعب مع الكبار
- ريشة البدوان .. ومخيلة الفنان
- في لامبال
- باب كنعان .. درب الحياة
- المناطير .. باب الحياة
- باب الكرامة .. باب الحياة
- شبكة الأمان العربية .. ودبلوماسية القيادة الفلسطينية
- مسيحي في تل أبيب
- مدلولات زيارة الرئيس الفرنسي للجزائر
- شذرات من مطر ..
- كل عام وأنت الحب ..
- خيبة ..
- تَائِهٌ .. فِي عَوَالِمِ الْأَحْلاَمِ
- غريب عسقلاني بين غربة الروح واغتراب الجسد
- حماس واللعب بالنار ..
- أسد على شعبه، أرنب أمام إسرائيل ..!!
- حالة غثيان أم تقيؤ ..!!؟
- ذاكرة الزمان والمكان في قصاصات عادل الاسطة


المزيد.....




- مسرحية -أشلاء- صرخة من بشاعة الحرب وتأثيرها النفسي
- الجمعة.. انطلاق نادي السينمائيين الجدد في الرياض
- غدا.. اجتماع اللجنة الفنية للسياحة العربية بمقر الجامعة العر ...
- “مبروك لجميع الطلاب ” رابط نتيجة الدبلومات الفنية 2025 الدور ...
- مذكرة تفاهم رباعية لضمان التمثيل القانوني المبكر للأحداث بين ...
- ضحك طفلك طول اليوم.. تردد بطوط على القمر الصناعي لمتابعة الأ ...
- الياباني أكيرا ميزوباياشي يفوز بالجائزة الكبرى للفرنكوفونية ...
- كيف تحولت شقة الجدة وسط البلد إلى مصدر إلهام روائي لرشا عدلي ...
- القهوة ورحلتها عبر العالم.. كيف تحولت من مشروب إلى ثقافة
- تاريخ اليهود والمسيحيين في مكة والمدينة حتى ظهور الإسلام


المزيد.....

- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سامح عوده - ريشة البدوان .. وتسامح الأديان (2)