أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - على عبد اللطيف وليلى محمود البدوى - فى ذكرى حرب 5 يونية 1967















المزيد.....

فى ذكرى حرب 5 يونية 1967


على عبد اللطيف وليلى محمود البدوى

الحوار المتمدن-العدد: 1219 - 2005 / 6 / 5 - 12:15
المحور: الادب والفن
    


فى ذكرى حرب1967
"كانت لطمـتى أشـد اللطـمات ، لأنـنى كنت أكـثر المصـريين حماســة وضـراوة لسـحق اليـهود ، فإذا بى أتلـقى القــارعة ، ونظـرات السـخرية ، والاحتـقار من الجميـع"
حرب 5 يونيه 1967
فى
قصص محمود البدوى

بقلم : على عبد اللطيف
و ليلى محمود البدوى

امتلأت الشوارع الرئيسية والطرق الجانبية فى اليوم الأول من يونية باللافتـات من كل الشركات الكبرى والصغرى والمحلات والدكاكين وتحمـل جميعها العناوين المثيرة وتتحدث عن المعركة والهزيمة الساحقة لإسرائيل.
وفعلت هذه اللافتات فعل السحر فى نفوس الناس لشعورها الوطنى المتقد حماسة لسحق إسرائيل وإبادتها من الوجود ، وأدخلت البهجـة والسرور فى القلوب ، وكل إنسان يود أن يصنع لنفسه لافتة ويكتب حروفها بدمه ويعلقها على صدره ويمشى بها فى كل الميادين والشوارع والأزقة والحوارى .
وهبت العاصفة بعد ذلك بخمسة أيام ، هبت فى اليوم الخامس من يونية سنة 1967.
وتحركت الحرب بسرعة رهيبة ، وعصف القلق برؤوس المصـريين العاملين فى سيناء ، فى صحرائها ومدنها ، وخرجوا من بيوتهم والفـزع يحطم اعصابهم ويشل تفكيرهم مما سيحدث من جحيم الحرب وويلاتهـا من الخراب والدمار ومن كل ما سيحل بالانسان ، بعد ما علموا أن العدو على مقربة من مدينة العريش .
طار الأهـالى على وجوههم فى الصحراء ، خوفا ورعبا وفزعا بلا طعـام وبلا ماء ، والقنـابل تتناثر حـولهم ، واستغل أصـحاب النفـوس الوضيعة الموقـف ، وحـاجة النـاس إلى ركوب العربات وتقـاضوا منهم أجرا باهظا وكأنهم سينقلونهم إلى أوربا ، قبل احتـلال مدينة العريش ، ونزل الأعداء من البحر وبالمظلات فى قلب سيناء ، ودمرت القنـابل الساقطة من طائراتهم الطرق لتعوق المدرعات المصرية من الانسـحاب ، وامتلأت الأرض والسماء بالنار والدخان .
وأخذت الطائرات المغيرة تقـذف الأهـالى الهاربين من الجحـيم بالنيران ، وقتل منهم من قتل ، ومن ظل على قيد الحياة أسر .
ودفعـت غريزة البقـاء الهائمـين على وجوههم فى الصـحراء تحت حرارة الشمس ولهيبها ، وفوق الرمال الساخنة وأحشاؤهم تتمزق من الجوع والعطش ، إلى الحركة والتخفى فى الكثبان الرملية بعيدا عن أعين الأعداء ، وهم فى طريقهم إلى القنال .
وأظهرت الحرب أصحاب النفوس التى حولتهم إلى شياطين وأماتت كل العواطف الخيرة التى فيهم ، كما أظهرت المعدن النفيس للمصرى الخالص الأمين الصافى النفس والقلب والذى لم تلوث طباعه الحروب والنكبات .
***
ظهرت الطائرات فى السماء ، واطلقت القذائف المضادة ، ودوت صفارات الانذار ، وأذاع الراديو خبر هجوم إسرائيل على جبهة سيناء.
كان الأهالى على ثقة ويقين من النصر ، وأن الجيش المصرى بكل فرقه مشاته ومدرعاته ودباباته وطائراته يتقدم فى اتجاه إسرائيل لسحقها.
وفى الليل هبت العاصفة وهى تحمل غبار الهزيمة ، وتمزقت نفوس المصريين فى الداخـل والخارج وضاعت الأمانى من النفوس والأحـلام من الرؤوس .

يقول بطل قصـة "الشـبابيك" :
" منذ تسع سنوات كنت فى ألمانيا الغربية ، أعمل فى شركة تصنع وتبيع السيارات .. شركة كبيرة ولها فروع فى جميع أنحـاء العـالم .. وكنت فى رغد من العيش ، واستقر بى المقام ، وكانت الأيـام جميـلة .. كأنها أحلام .. ثم حدثت هزيمة 1967 ، وأحس جميع المصريين فى ألمانيا بلطمة ، وكانت لطمتى أشد اللطمات . لأننى كنت أكثر المصريين حماسـة وضراوة لسحق اليهود ، فـإذا بى أتلقى القارعـة ، ونظرات السخرية ، والاحتقار من الجميع ..
وفى ليلة ليلاء ، قررت أن أعود لبـلدى ، وأواجه العاصفة ككل مصرى يعيش على أرضها."

ويقول الراوى فى قصـة "بائع العطور " :
" وأحس "إسماعيل" لوطنيته المتأصلة بطعنة دامية .. كأنه هو السبب فى هذه الهزيمة .. تغير حـاله وشحب لونه .. ثم أصيب بشىء أشبه بالشلل وأصبح يعوقه عن الخطو المتماسك .. وأصبح نصف مشلول .. يتحرك بعكاز يعتمد عليه فى خطوه .
وفى غمرة الحـزن والضـياع والتمزق سـار العمل فى الدواوين والمصالح والشركات فى جمود ورتابة ..
وكان الموظفون يبحثون عن شىء فقدوه ولا يعرفونه .. ولا يستطيعون الوصول إليه .
وكان " توفــيق بيه " مـدير الشركة التى يعمـــل فيـها " إسماعيل " أكثر الناس إحساسا بما وصل إليه الحال بعد الهزيمة ، من تغير فى نفوس موظفيه ، وشعور بالمرارة .. فأخذهم باللين ، وبث فيهم روح الأمل ، ليستردوا أرواحهم ويمحون العار .. وكان لهم قدوة فى كل عمل ، وأمـام كل خطوة .. فكـان دائم السؤال عن مشـاكلهم وأحوالهم المعيشية ، وعن أسرهم .. فإذا مرض أحدهم زاره فى بيته .. وإذا كان للموظف ابن فى الحرب سأل عن أخباره .. وإذا كان الموظف لا يستطيع بوسائله الاتصال بابنه .. سأل هو بنفسه عنه ، وطمأنه عليه .. وكان سروره بعد الإطمئنان أكثر من سرور أسرته .. " .
ويستطرد الراوى ويقول عن " إسماعيل " وعن وطنيته المتأصلة وصفاء نفسه من أدران الحياة :
" تأثره بالحرب والهزيمة جعلتاه يفكر دوما فى الحرب .. كان دائما يفكر فى الحرب ، وما الذى يعمله لها .. وليس عنده ولد فى سن الجندية يدافع عن وطنه .. ويرضى الوطنية المشتعلة فى قلبه .. ما الذى يعمله ، وهو نصف مشلول ، ليشترك مع المواطنين فى الدفاع عن الوطن ؟!
فكر فى جرحى الحرب ، ورأى أن يزورهم فى المستشفيات ويوزع عليهم زجاجات العطر كهدية .. يعطيهم أحسن ما عنده .. ويبدأ بهذه الزيارات فى يوم الاثنين من كل اسبوع .. وكان يتبارك بهذا اليوم ، لأنه يوم مولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم .."

وجاءنا الراوى بمثال يرويه لنا يظهرفيه شجاعة الإنسان المصرى ، الذى أظهرت الحرب ووقوعه فى الأسر ، معدنه النفيس ، لوطنيته المتأصلة ، وهو يتعرض لموقف ويتصرف وهو واقع تحـت تأثيره وإن كان يعرف أنه سيموت ، ففى قصة" السباك " .. يقول الراوى :
" ولما اشتعلت نيران الحرب السريعة فى سنة 1967 .. كان محمد السباك فى قلب سيناء .. وأسر مع من أسر ..... ولما علم الإسرائيليون من بعض الأسرى بخصائص محمد السباك .. فى السباكة والميكانيكا .. وكل الأشياء التى لها آلات وعدد .. سحبوه ليصلح لهم سريعا ما تعطل من سياراتهم ودباباتهم التى جروها وراء الخطوط لتعود إلى المعركة من جديد ..... وعذبوه بدنيا ونفسيا .. وحاولوا معه بكل الوسائل .. أن يجعلوه يصلح لهـم أى شىء .. ولكـنه رفض باصرار ..... وقرروا تهديده بقطع ذراعه إن لم يرضخ لطلبهم .....
وفعلا أدخلوه المستشفى .. وخرج منه مشلول الذراع اليمنى عن كل حركة . "

ودار حوار بين بطلة قصة " وقفة فى الضوء " ورفيقها فى السفر بقطار الصعيد ، بعد أن علمت منه أنه يفكر فى الهجرة لشعوره بالظلم وأنه لم يأخــذ حقه فى الحياة .
" فقالت له وقد غيرت من نبرة صوتها :
ـ ولكن كيف تهاجر ونحن فى حرب مع اسرائيل .. ومن الذى سيدافع عن امك واختك ؟ ..
ـ لست مجندا لقد تجاوزت سن التجنيد ..
ـ ولكن هذا بيتك .. عرضك وشرفك .. وطنك الصغير ، فكيف تتركه للآخرين ؟ ..
ـ لهما رب يحميهما ..
ـ الله أوجدك لهما .. وجعلك سببا .. فكيف تتركهما الآن وتهرب .. أنت هارب
ـ لقد فكرت فى الهجرة قبل الحرب ..
ـ ولكننا الآن فى حرب .. فأنت هارب من المعركة .. هارب .. "
*****

قصة الخفير:

ملخص القصة:

يحكى الراوى قصة خفير محطة سكة حديد فى الصعيد كان له فى شبابه تاريخ حافل وسجل مشرف فى التصدى لرجال الليل وقطاع الطرق ، ولما طعن فى السن ، عمـل فى المحـطة ، وعـاش على صيته القديم ، فلم يطلق رصاصة واحدة .
وفى صباح 5يونيو كانت الحـياة تسير سيرها العـادى فى القرية والمحطة ، ومرت ثلاث طائرات صغيرة فى سمـاء المنطقة منطلقة بأقصى سرعتها ، وأخذ الهواء يطير التبن من الحقول بفعل الضغط .
وعرف الأهالى بعد قليل من الراديو إن اسرائيل هجمت على جبهة سيناء وأن الطائرات للأعداء .
وكان الأمل يراود الأهالى فى النصر اعتمادا على بطولات المصريين فى الماضى ، وفى العصر سمـع الخفير همسا يدور ، واتضـحت الرؤية فى الليل ، واطفأت القطارات أنوارها وغرقت المحطة فى الظـلام وظلـت الأنباء عن المعركة متضاربة ، وعادت الطائرات المغيرة وصوت المدافع المضادة يسمع من بعيد ، وسمع الخفير أن طيارا هبط بالمظلة بعد إصابة طائرته قريبا من قرية تل العمارنة ويطارده البوليس بخيله ورجاله.
وحصر سليمان الدائرة حـوله وحـدد الاحتمالات التى يمكن أن يختفى فيها الطيار ، واعتقد أن القدر وضع هذا الطيار فى طريقه ليختبر مـدى قدرته على القتـال ، فكمن على أعـلى شجرة فى البستان تشـرف على مكان هبوط الطيـار ، وقبل الفجر بقليل سمـع حفيـف اوراق الشجر ، فتنـبه وتيقظ واسترق السمع ومد بصره ، فرأى شبحا يتحرك ويقف وينظر قبل التحرك ، وهبط سليمان من أعلى الشجرة وأخذ يزحف على بطنه جاعلا ظهر الطيار من ناحيته ويده على زناد البندقية ، وأحس الطيار بأن شيئا خطرا وراءه فاستدار سريعا وأطلق ، وأطلق الخفير ودوى الرصاص ، وجاء الأهالى وبصروا مع نور الفجر بالخفير وهو يستدير لمواجهتهم والدم ينـزف من كتفه ، والطيار يرقد ساكنا تحت الشجرة ، وقد مزق الرصاص جسده .
*****
قصة الصيـاد

ملخص القصـة

يقص الراوى قصة صياد خرج بزورقه يصطاد فى خليج السـويس ليلة الأربعاء ثالث أيام المعركة ، والقتال على أشده ، وكان يصـطاد قريبا من الساحل فى وسط الظلمة ومعه سلاحه ليتقى به الشر ويمنى نفسه بصيد كثير قبل أن ينتصف الليل ، وأحس بأن الشبكة أمسكت بسمكة ضخمة ، فأرخى الحبل وجرفته السمكة ناحية الشـرق حتى اقترب من شط القناة الشرقى ، وسمع بوضوح صوت القنابل التى تلقيها الطائرات وصوت المدافع المضادة ، وأخذ يسحب الشبـكة وهزته الفرحة لما رأى السمكة الكبيرة التى اصطادها ، وحلقت طائرة فوق رأسه وألقت بأجسام طويلة فى مجرى القناة ودوت المدافـع المضـادة،
واستمر القصف مدة ثم سكن .
وسمع اشتباكا على الأرض قريبا منه ، وبصربجندى مصرى مشتبكا مع داورية إسرائيلية ، وكان منبطحا وراء كثيب من الرمـال والرصاص يتطاير حوله ، فاقترب الصياد منه وكمن بجواره ومعه سلاحـه ، وظل يقـاتل وحده بعد إصابة الجندى حتى سكتت بنادق العدو . ونهض يتلفت حواليه ، وجاءت قذيفة أطارت الزورق بما فيه .
وتقدم الصـياد ناحية الجندى المصاب وحمله على ظهره وسار به والرصاص يتطاير حـوله ، وطلب منه الجـندى أن يتركه ويمضى الى حـال سبيله وينقذ نفسه ، ولكنه كان يرفض ، لأن معنى ذلك حرمانه من السعادة التى يحس بها وهو يحمل جريحا قاتل ببسالة فى سبيل وطنه، وعندما خارت قواه ، وسد الجريح بعناية فى ظل كومة من الرمال وانطلق يعدو . وبعد خطوات عاد اليه وحمله مرة أخرى ، وسار به قرب الشاطىء . وفى ضوء الفجر رآه صياد آخر فحول زورقه اليهما والتقطهما ، وظل الصياد يحكى ما جرى له للصياد الآخر ويحكى .
*****

قصة طلقة فى الظلام

ملخص القصة

خرج ثمانية أشخاص من مدينة العريش بعد أن أصبح العدو على مقربة منها ، ولم تكن بينهم علاقة ، وبعد أن استقاموا للسير فى الطريق المألوف وجدوا طائرات الأعداء قد دكته وخربته بالقنابل ، لمنع المدرعات المصرية من الانسحاب ، ولم يجدوا سيارة واحدة تنقلهم إلى القناة ، فقد أخذها من سبقهم إلى الهروب ، فاتجهوا ناحية البحر وساروا بجواره ، وارتدوا إلى جوف الصحراء مرة أخرى بعد ما علموا أن العدو نزل من ناحية البحر .
ووجدوا عربة قديمة قبل سائقها أن ينقلهم مقابل مبالغ مالية باهظة وكأنه سينقلهم إلى أوربا ، ورضخوا له ، وسار بهم فى طرق ملتوية فى الصحراء يعرفها أمثاله ، وأنبأهم أن العدو نزل بالمظلات وهم عرضة للتفتيش وطلب منهم التخلص من أية أسلحة معهم .
وحلقت فوقهم طائرة ترميهم بنيرانها ، فغادروا السيارة وانبطحوا على الرمال وغابوا فيها ، وفتح "إسماعيل" عينيه ونظر حوله فلم يجد أحدا ووجد أمينة هى الباقية بجواره ، فأمسك بيدها وواصلا السير حتى انهكت قواهما . وعندما طلعت الشمس جلسا على الرمال ، وفتح حقيبته وأخذ منها أشياء وضعها فى جيوبه والقى بالحقيبة بعيدا ، وطلب من أمينة أن تفعل مثله ، ففتحت حقيبتها الصغيرة وأرته ما فيها ، ولم يكن بها غير نقودها وأشياء أخرى مما تتزين به النساء ، وتعجبت أن رأت معه مسدس رغم تنبيه السائق ، وأعطته النقود التى معها ليحملها معه واحتفظت بجزء قليل منها ، وبرزت بجوارهم عربة مدرعة للأعداء فانبطحا على الرمال ، وبعد أن انصرفت واصلا السير.
ارتميا على الأرض من شدة الجوع والعطش ، وأغلقا عيونهما وأخـذهما النوم ، وحـين فتح "إسمـاعيل" عينيه بصر بكوخ يخرج منه دخان ، فنبه أمينة إلى ما رآه ، وتركها وذهب إلى الكوخ حذرا متوجسا، وقبل أن يصل اليه ، وجد عينا تنظر إليه من فتحته ، واستعمل "إسماعيل" كل ضروب الوداعة واللين وهو يحادث الرجل ليعطيه كسرة خبز وماء ، ولكن الرجل أخبره أن الدار خاوية من كل شىء ، فلوح له اسماعيل بورقة مالية من فئة الخمسة جنيهات . وفى اثناء عودته إلى أمينة ومعه وعاء اللبن والخبز ، سمع صوت امرأة من داخل الكوخ تسب الرجل لأنه أخذ أجر طعام من غريب وجائع ، وخرجت المرأة مسرعة وأعطت "إسمـاعيل" ما أخـذه الرجـل منه.
وبعد أن أكلا وشـربا ، ثقل جسميهما ، فلم يستطيـعا السير الا قليـلا ، فناما ، واستيقظ "إسمـاعيل "ونظر إلى أميـنة وهى نائمة فى اشتهاء ، وهم بالاقتراب منها ، ولكنه ضبط أعصابه ورد نفسه عما تبغى ، وبعد أن استيقظت أمينة من نومها واصلا السير ، على هدى بصيرته والنجوم ، وقبل أن يصل إلى القناة ، فاجأتهما غارة عنيفة وأصابته احدى شظايا المتفجرات فسال منه الدم وغاب عن وعيه ، ولما أفاق لم يجد أمينة ، فتحامل على نفسه ، وأخذ يبحث عنها كالمجنون ، ولما أدركه اليأس ، جلس بجانب التل يرقب موج البحر وهو فى أشد حالات الألم لفراق أمينة . وظل طول الليل يسمع دوى الانفجارات ويرى النار والدخان فى الصحراء ، ورأى قارب صياد يقترب من الشـط بحذر ، فاتجه إليـه ، واقترب الزورق منـه ، وطلب الصياد خمسين جنيها لنقله إلى الشط الآخر ولم يقبل المساومة ، ففتح "إسماعيل" الحقيبة وأعد للرجل المبلغ وأعطاه له ونزل إلى القارب وارتمى فيه من التعب والألم ، ولامست يد "إسماعيل" وهو راقد فى بطن القارب شىء معـدنى يبرز من صندوق وكأنه المصحف الذى كانت تلبسه أمينه ، فسأل الصياد عن نساء ركبن معه ، فأنكر ، وأحس إسماعيل أن الصياد كف عن التجديف فاعتقد أنه وصل الشط ، وفتح عينيه فوجد الصياد يقـف عند رأسـه وبيـده المسدس ويسـتعد لضغط الزناد ، فعالجه "إسماعيل"بضربة من مسدسه وسقط الصياد ، ووجـد فى بطن الزورق قطعة من الحديد ففتح بها الصندوق ، ووجـد سلسلة أمينة ومصحفها الذهبي ، وتنـاول المجـدافين وأخـذ يجـدف طول الليـل إلى أن وصل إلى الشط .

ويقول الراوى فى نهاية القصة
أدرك وهو ينظر إلى الشواطىء البعيدة أن الصياد كان يغرر به ويتجه إلى الجنوب ..... ولما بلغ شاطىء "بور توفيق" حمل فى يده حقيبة "أمينة" وكل الجواهر والنقود التى وجدها فى الصندوق ، وخرج من الزورق بعد أن دفعه برجله إلى عرض الماء ..
وعندما صعد إلى شارع القناة ، كان الظلام لا يزال يخيم ، والمدينة ساكنة ، بعد أن توقف الضرب ووجد أمينة جالسة تحت الشجر وحدها تنتظره ، وكانت حزينـة وجائعـة ونعسانة ..
ولما رأته استردت روحها وجرت إليه وارتمت على صدره .."

المراجع من قصص محمود البدوى عن حرب 5 يونيه 1967:
* الخفـــير ... نشـرت بصحيــفة الجمهـــورية 9|5|1968
وأعيد نشرها بمجموعة صقر الليل
* وقفة فى الضوء ... نشرت بصحيــفة الجمهــورية 14|5|1970
وأعيد نشرها بمجموعة صقر الليل
* الصــياد ... نشـرت بمجــموعة السفيــنة الذهبــية 1971
* طلقة فى الظلام ... نشـرت بمجــلة الهــــلال 9 |9|1972
وأعيد نشرها بمجموعة الظرف المغلق
* الشـبابيـك ... نشـرت بمجــلة الثقـــافة مـــايو 1975
وأعيد نشرها بمجموعة الباب الآخر
* الســـباك . .. نشـرت بمجــلة الثـــقافة أغسـطس 1976
وأعيد نشرها بمجموعة الباب الاخر
* بائـع العطــور ... نشـرت بمجــلة الثــقافة يولــيو 1978
وأعيد نشرها بمجموعة الظرف المغلق
====================================
السيد الأستاذ رئيس التحرير
مع خالص الشكر والتحية
على عبد اللطيف و ليلى محمود البدوى
القــــــــــــــــــــــــــــــاهرة



#على_عبد_اللطيف_وليلى_محمود_البدوى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المنابع الأولى للفن القصصى


المزيد.....




- -الكتابة البصرية في الفن المعاصر-كتاب جديد للمغربي شرف الدين ...
- معرض الرباط للنشر والكتاب ينطلق الخميس و-يونيسكو-ضيف شرف 
- 865 ألف جنيه في 24 ساعة.. فيلم شقو يحقق أعلى إيرادات بطولة ع ...
- -شفرة الموحدين- سر صمود بنايات تاريخية في وجه زلزال الحوز
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
- الحلقة 23 من مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة الثالثة والعشرو ...
- أسرار الحرف العربي.. عبيدة البنكي خطاط مصحف قطر
- هل ترغب بتبادل أطراف الحديث مع فنان مبدع.. وراحِل.. كيف ذلك؟ ...
- “أخيرًا نزله لأطفالك” .. تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 لمشا ...
- باسم خندقجي أسير فلسطيني كسر القضبان بالأدب وفاز بجائزة البو ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - على عبد اللطيف وليلى محمود البدوى - فى ذكرى حرب 5 يونية 1967