أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - على عبد اللطيف وليلى محمود البدوى - المنابع الأولى للفن القصصى



المنابع الأولى للفن القصصى


على عبد اللطيف وليلى محمود البدوى

الحوار المتمدن-العدد: 1004 - 2004 / 11 / 1 - 05:34
المحور: الادب والفن
    


القصة القصيرة
محمود البدوى والمنابع الأولى لفنه القصصى
بقلم : على عبد اللطيف
و
ليلى محمود البدوى

لقد أخلص البدوى للقصة القصيرة التى هى حبه الأول والأخير ، قرابة نصف قرن من الزمان ، منذ أن نشر أول مجموعة قصصية فى شهر أبريل من عام 1936 وكانت بعنوان " رجل " وتحتوى على أربع قصص ، هى " رجل " و" الأعمى " و"النجم البعيد " و" فى الظلام " وكان يقول " أستطيع القول دون ما مبالغة أننى طورت شكل القصة ودلالتها لأول مرة فى اللغة العربية فى العصر الحديث ، ولقد نجحت فى حشد شخصيات بشرية متباينة ومعذبة معا .
غير أن حبى للقصة القصيرة وراءه باعث رئيسى ، هو ولعى بالإيجاز والاختزال اللذين أجدهما فى طبيعة القصة القصيرة "
* القصة القصيرة فن العرب :
كثير من الباحثين الغربيين شهدوا للقصة العربية فى قرونها الهجرية ـ الإسلامية ـ بالرقى ، لالشىء إلا لأنها تحتوى من البلاغة التى هى التركيز والتكثيف الشىء الكثير .. انهم يؤكدون أن القصة القصيرة إنما هى فن العرب لا الغرب ، فالعرب بطبيعتهم رحالون من مكان إلى آخر ، وبين هذا المكان وذاك يرددون حكاياتهم الموجزة ، فالحياة العربية ، لطبيعتها البدوية ، لم تكن تمكنهم من سرد القصة الطويلة أو التمهل عند تفصيلاتها ، ومن هنا كان البدوى يقول ، فى تعريفه للقصة العربية عند العرب أنها كما هى الآن لاتزيد على ربع ساعة فقط .
وهذا الوقت الوجيز هو الذى يمنح القصة حلاوتها المميزة .. وهو ما جعل البدوى يعود للأدب العربى ويحاول أن يغترف من منابعه الأولى ، وبالتحديد من القرآن الكريم .
* القرآن الكريم أول من عرف القصة القصيرة :
يقول البدوى " أنظر إلى عظمة الإيجاز القرآنى وهو يقول :
" ما جزاء من أراد بأهلك سوءا إلا أن يسجن أو عذاب اليم "
انها عبارة بليغة تعبر عن نفسها بنفسها ، وتحمل معانى كثيرة قل أن يستطيع التعبير الطويل أن يعبر عنها ، أقرأ هذا الحكم " إلا أن يسجن أو عذاب اليم "
ثم انظر إلى مثل آخر ..
" يا أبت استأجره إن خير من استأجرت القوى الأمين "
أنظر إلى دلالة المعنى الذى تطلقه امرأة ، ومع هذا ، فإن الرسالة تصل بشكل فيه بلاغة وصدق ، ويحوطه التقدير والإجلال .. "
ثم يقول " اننى أستطيع الخروج من كل آية بقصة قصيرة يمكن أن تتوافر فيها شرط " لحظة التنوير " كما يقال لنا الآن فى التعبير عن القصة القصيرة .. ان القرآن الكريم به أول قصة قصيرة ..
وعلى هذا النحو ، فإننى أستطيع بلفظ أو أكثر من لفظ " منحوت " الوصول إلى أدق المعانى وأكثرها تعبيرا ودلالة ..
غير أنـنى لايمكن أن أغبن الغربيين حقهم فى الفن الابداعى للقصة القصيرة ، فإننى لايمكن قط أن أنسى براعة " تشيكوف " وهو يروى القصة فتصل إلى درجة بعيدة من الإعجاز ، لالشىء إلا لأنها تحتوى التركيز والمعنى فى جلسة صغيرة ..
وهكذا أستطيع أن أقول أن القصة القصيرة التى كتبتها على ايجازها كان يمكن أن أكتبها فى ثلاثة فصول بدلا من عدة صفحات ، فبدلا من أن استرسل فى محاسن المرأة ، على سبيل المثال ، فأسهب فى شعرها وقدها وهيأتها إلى غير ذلك ، أستطيع أن أرمى السهم مباشرة فأقول أنها " جميلة " وهو ما أستطيع أن أقوله حين أسهب فى تفاصيل الجو فأختصر بأنه " بارد " وحسب .. وأستطيع ببقية تفصيلات القصة أن أمزج قدرا كبيرا من الدلالة التى تشير إلى الجو أو تؤكد درجته " ." مأخوذ من حوار أجراه الدكتور مصطفى عبد الغنى مع محمود البدوى ونشر فى صحيفة الأهرام 20|2|1986 أى بعد وفاة محمود البدوى الذى توفى فى 12|2|1986"

السيد الأستاذ رئيس التحرير

مع خالص الشكر والتحية
على عبد اللطيف و ليلى محمود البدوى
القـــــــــاهرة



#على_عبد_اللطيف_وليلى_محمود_البدوى (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- أسرار المدن السينمائية التي تفضلها هوليود
- في مئوية -الرواية العظيمة-.. الحلم الأميركي بين الموت والحيا ...
- الغاوون:قصيدة (مش ناوى ترجع مالسفر )الشاعر ايمن خميس بطيخ.مص ...
- الشاعر الفلسطيني مصعب أبو توهة يفوز بجائزة -بوليتزر-
- الثقافة العربية بالترجمات الهندية.. مكتبة كتارا تفتح جسرا جد ...
- ترامب يأمر بفرض رسوم جمركية على الأفلام السينمائية المنتجة خ ...
- إسرائيل: الكنيست يناقش فرض ضريبة 80? على التبرعات الأجنبية ل ...
- أسلك شائكة .. فيلم في واسط يحكي عن بطولات المقاتلين
- هوليوود مصدومة بخطة ترامب للرسوم الجمركية على صناعة السينما ...
- مؤسسة الدوحة للأفلام تعزز حضورها العالمي بـ8 أعمال في مهرجان ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - على عبد اللطيف وليلى محمود البدوى - المنابع الأولى للفن القصصى