أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مها التميمي - على ضوء فضيحة كاميرا الحمام !














المزيد.....

على ضوء فضيحة كاميرا الحمام !


مها التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 4277 - 2013 / 11 / 16 - 00:18
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


انتشر خبر تركيب كاميرات في حمام النساء في احدى المؤسسات الرسمية ، وكان الخبر صاعقا حيث ترافق مع فضيحة التجسس الامريكي على هاتف الرئيسة الالمانية ميركل. كان الحادث مثيرا للسخرية المرة وسابقة تستحق النقاش. فقد فوجئت موظفة بشيئ يلمع في سقف الحمام، وعندما حاولت التحقق من الامر، كانت المفاجأة، سقطت الكاميرا الصغيرة على الارض ،وبدا واضحا السلك الذي يوصلها باكثرمن جهاز كمبيوتر في المؤسسة المعنية. انفجرت الموظفة بالبكاء من هول المفاجـأة ولم تتوقف عن البكاء. انهارت ثقتها بهذه المؤسسة دفعة واحدة. تم بعدها ضبط الحالة واحيل المتهم للتحقيق، وتشكلت لجنة للتحقيق في هذا الانتهاك الفظ لابسط حقوق وخصوصيات النساء أثناء مزاولتهن العمل.
ساد الغموض في انتظار نتائج التحقيق الرسمية. وانهمرت الاسئلة : لماذا يضع هذا المتهم الكاميرا في حمام النساء ؟ هل هو مريض؟ هل هو وحده ام ان هناك شبكة ؟ ماهي اهداف هذا الفعل الخسيس؟ ؟ ماذا يمكن تسمية ما حدث ؟ هل هي جريمة انتهاك لخصوصية النساء في اكثر الاماكن حساسية -الحمام الخاص بهن- ؟ الامر يتطلب معالجة جذرية ورادعة لامثال هؤلاء الاشخاص الفاسدين. نعم انه فاسد حيث دلت المعلومات الاولية غير الرسمية انه عين مراسلا لهذه المؤسسة وبعدها بفترة قصيرة صعد السلم الوظيفي وصار مديرا ؟ تحول الى مسؤول دون اية مؤهلات علمية ومهنية. ما هي المهمات الوظيفية المنوطة به داخل المؤسسة ؟ يبدو انه متفرغ لاشياء أخرى غير العمل. ومن المسؤول عن هذه الحالة المريضة في مؤسساتنا الرسمية؟ تقول لنا التجارب ان الفساد كانتهاك يقود الى انتهاكات لا حصر لها. فالفاسد الذي يجعل المؤسسة العامة وكرا لتحقيق أغراضه الشخصية بدءا بامتيازات ومكاسب وانتهاء بانتهاك حرمة العاملات. الفاسد هو ذلك الشخص الذي لا يتورع عن استباحة الخصوصيات وبخاصة لدى النساء بعد ان استباح الوظيفة العمومية. لقد ألحق هذا الفعل الشائن أذى نفسيا ومعنويا للنساء العاملات. وفي مقدمة ذلك اهتزاز الثقة بين المؤسسة والعاملات فيها. واذا كانت المؤسسة لا توفر الحماية والكرامة للنساء فكيف يمكن ان نتحدث عن رفع نسبة المرأة العاملة في مثل هذا النوع من المؤسسات العامة . بدأنا ندفع ثمن غياب المرجعية التي تسائل وتحاسب المؤسسة. وندفع ثمن عدم إخضاع الموظفين والموظفات للمعايير المهنية المعمول بها لدى كل المؤسسات التي تحترم المواطن وحقوقه. نعم، في غياب المرجعيات والمعايير وفي ظل الواسطة والمحسوبية والفساد الاداري علينا ان نتوقع الكثير من المصائب والاحباطات .
منذ دخول الانترنت الى المجتمعات الحديثة وانتشار التقنيات ووسائل الاتصال الحديثة انتشرت ما تسمي بجرائم الانترنت. كجرائم القتل وأعمال ابتزاز مالي اوسياسي او اجتماعي. وتشهد فلسطين كغيرها انتشارا لهذا النوع الجديد من الجرائم الذي لا ينطبق عليه مواصفات الجرائم الكلاسيكية او التقليدية، فهناك صعوبة في تحديد مكان الجريمة مثلا ، كما يصعب تحديد الاضرار المادية والنفسية نظرا الى حالة التكتم التي تحيط بالضحايا. وتشير المعلومات والتجارب الى ان الضحايا ينتمون الى العناصر الاضعف في المجتمع وهم الاطفال والنساء. واذا كان حجم جرائم الانترنت عندنا غير معروفة بسبب عدم ايلاء الاهتمام الكافي بأمان المواطنين رغم ان النسبة الاكبر من موازنة السلطة تذهب لاجهزة الامن والشرطة. فاننا نلمس اتساعها نظرا لدخول وسائل الاتصال الحديثة الى كل بيت. بل ان مقاهي الانترنت المنتشرة في القرى والمخيمات توفر هذه الخدمة للجميع تقريبا. وتصبح هذه الوسيلة هي الاسهل للتواصل خاصة بين المراهقين. ثمة اطفال ومراهقين من الجنسين عرضة للتحرش الجنسي والابتزاز والاغتصاب كما حدث منذ اشهر لمراهقة من بيرزيت، التي استدرجت عن طريق الانترنت واغتصبت من قبل مجموعة من الشباب .
ان الاستفادة من وسائل الاتصال الحديثة هو أمر جيد وضروري في كل المجتمعات ، لكن من جهة أخرى يلزمنا تطوير تشريعات قانونية للحماية الاجتماعية. كما ان تطبيق العقوبات على مرتكبي الجرائم الالكترونية يجعل مرتكبيها يفكرون مائة مرة قبل الاقدام عليها. ولكن وفي حالتنا ، سنظل مشدودين الى نتائج التحقيق والمحاسبة على ذلك الانتهاك الشنيع لابسط حقوق العاملات. غير ان اية معالجة جدية تبدأ بإعادة النظر في بنية المؤسسة المشوهة.



#مها_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - مها التميمي - على ضوء فضيحة كاميرا الحمام !