أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم سعد - نحو رؤية إنسانية معاصرة للصلاة














المزيد.....

نحو رؤية إنسانية معاصرة للصلاة


كريم سعد

الحوار المتمدن-العدد: 4275 - 2013 / 11 / 14 - 08:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الصلاه هي الطريق العملي لتحقيق غايه التقرب إلي الله قبل أن تكون شعائر مركبه من حركات جسدية و تمتمات خفيه و جهريه يقوم بها المصلي في مواقيت معينه من اليوم. هذه هي الأطروحة التي سأحاول تبينها بغرض الوصول لفهم أعمق عن الصلاه و غاياتها. و لتحقيق هذا الهدف من تبيين لمعني الصلاه الحقيقي فلابد أولا من تحليل عناصر الصلاه الأساسية حتي نصل لرؤيه متكاملة عنها، بل و لنستطيع تحقيق الغايه منها بشكل يتناسب مع إحتياجات الإنسان النفسيه و المادية. فمن هو الإنسان المصلي و من هو الذي يصلي إليه الإنسان و ما هي الغايه من الصلاه؟ لماذا يشعر البعض بعدم إنسجام بين الشكل الشعائري السائد للصلاة و بين إحتياجات و متطلبات و طموحات الإنسان و كيف نستطيع بفهم جديد أن نسد الفجوه و نصل لجوهر الصلاه الحقيقي الذي حجبته قشور العبادات الشكلية التي جائت بها الأديان التي إنتهي تاريخ صلاحيتها.

الإنسان في هذا السياق سأعرفه علي أنه كائن محدود الإرادة، محدود القدره، محدود العلم، محدود العمر. يفني عمره في البحث عن لحظات من السعاده و جمع ما يستطيع من أدوات تساعد علي إستمراره و بقائه. بالإضافة لتلك الحاجات يبحث أيضاً عن معني و تبرير لوجوده و يضع نصب عينيه هدف سامي تطمح إليه نفسه، و لكن معضلة الإنسان الكبري هي إدراكه بحتمية فناءه و فناء ما أفني عمره فيه و في نفس الوقت إدراكه الفطري بوجود شئ متعالي لامحدود و أزلي في هذا الوجود. تلك المفارقه هي التي ترسم ملامح سعي الإنسان الدؤوب منذ فجر التاريخ لسبر أغوار ذاك الوجود الأزلي ليتمثل به و يحقق في التمثل به غايه آماله و منتهي أحلامه و التي تتمثل بالإرادة المطلقة و القدره المطلقة و العلم المطلق و الحياه الأبدية في النعيم.

الصلاه هنا و من خلال تلك المقدمة هي الحاله المعنوية و العمليه التي يمارسها الإنسان لتحقيق تلك الغايات و الأحلام، الصلاه هي التقرب إلي الله بالتقرب إلي صفاته التي يتصورها و يسمو إليها الإنسان. التقرب إلي الله هو السعي للوصول إليه في تحقيق ألوهيه الإنسان. غايه التقرب من الإله هي الإنتقال من مرحله العبودية للطبيعه إلي الربوبية عليها و تحقيق إراده الإنسان علي ذاته و علي كل الموجودات. الصلاه هي الوسيلة لتحقيق النعيم الأبدي في جنات الخلد بقهر الموت و الشر في العالم إلي الأبد بالسيطرة المطلقة علي جميع الأسباب و مسار الأحداث و العلم المطلق بكل شئ كان و سيكون و إختيار الواقع الذي سيناسب الإنسان في طوره الرباني.

إذا فهمنا الصلاه فقط من خلال هذا المعني لتوصلنا إلي حقيقه أننا نمارس الصلاه الواقعية فقط من خلال الأعمال التي ترفع من شأن الإنسان و تخدم مصالحه و مصالح البشريه ككل. كل عمل من شأنه التخفيف من الألم، تحقيق قدر من السعاده، نشر المعرفه و البحث العلمي و خلق مناخ يساعد علي الوصول إلي تلك الأهداف هو فقط ما يمكن لنا وصفه بالصلاه لأننا من خلاله نتقرب لمرتبة الربوبية و مكانه الخلود الأبدي في الفردوس الأعلي. و حين ينكر الإنسان تلك الصلاه و تلك الغايه و لا يساعد علي تحقيقها، بل و يساهم في خلق مناخ معادي لها يتحول ذلك الإنسان إلي كافر بالإله و كفره بالإله هنا هو عين كفره بذاته و الرب الكامن فيه.

فلنحقق الصلاه الحقيقية بالبحث المعرفي و نشر العلوم بين الناس، فلنحقق الصلاه الحقيقية ببناء المدارس و المستشفيات و الجامعات. فلنحقق الصلاه الحقيقيه بخلق البيئة التي يستطيع أن يبدع فيها الإنسان ليخرج أفضل ما في نفسه لمصلحه ذاته و محيطه و عالمه. إن فعلنا ذلك فسنحقق غايه التقرب و الوصول إلي الإله و هي غايه الصلاه الحقيقيه.

الصلاه ليست حركات و تمتمات، الصلاه هي الطريق العملي لتحقيق ربوبيه الإنسان.

و العقل ولي التوفيق!







الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- “مغـامرات عصومي ووليد” اضبط تردد قناة طيـور الجنة التحديث ال ...
- حل مشكلة التشويش على تردد قناة طيور الجنة مع الترددات الصحيح ...
- تثبيت تردد قناة طيور الجنة الحديث 2025 وخطوات تثبيتها بطريقة ...
- موعد عيد الأضحى 2025.. تفاصيل فلكية دقيقة وتوقعات بالإجازات ...
- الضفة الغربية.. جيش الاحتلال يهدم منزلين فلسطينيين في سلفيت ...
- إريش فْرِيد شاعر يهودي نمساوي أحرق مؤيدو إسرائيل قصائده
- دلفين هورفيلور حاخامة يهودية فرنسية تدعو لكسر الصمت بشأن جرا ...
- زعيم كوريا الشمالية يزور -الأب الروحي-: سيظل خالدا بأذهاننا ...
- وزير الخارجية الإيراني: لا مكان للأسلحة النووية في عقيدتنا ا ...
- ايس كريم ايس كريم .. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على ال ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كريم سعد - نحو رؤية إنسانية معاصرة للصلاة