أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زروال الأمامي - فرقعة نداء آن الأوان ودلالاتها















المزيد.....

فرقعة نداء آن الأوان ودلالاتها


زروال الأمامي

الحوار المتمدن-العدد: 4274 - 2013 / 11 / 13 - 20:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في يوم 19 غشت 2012 وعلى الساعة الخامسة وأربع دقائق فجرا نشر الحوار المتمدن نداء لحسن أحراث في موقعه "آن الأوان لتأسيس تيار ماركسي لينيني مغربي" وفي نفس اليوم وعلى الساعة الثانية ظهرا و14 دقيقة أعاد عبد السلام أديب نشر نفس النداء باللغتين العربية والفرنسية على موقعه في الحوار المتمدن بعدما وضع له مقدمة طويلة نسبيا يشرح فيها موقفه من مصطلح التيار الماركسي اللينيني الواردة في النداء وهو موقف يعبر عن وجود موقف مخالف من النداء لم يتم الكشف عنه بوضوح. وفي يومي 28 غشت و9 شتنبر نشر الحوار المتمدن لرفيق عبد الكريم الخطابي مقال من حلقتين ينتقد فيهما بقوة النداء الصادر عن الرفيقين. وفي يوم 4 أكتوبر 2012 عقب محمد حومد بمقال بالحوار المتمدن مدافعا فيه عن النداء في مواجهة مقالي رفيق عبد الكريم الخطابي تحت عنوان "في طعنات الخلف الثورية" وفي يوم 6 نونبر 2012 نشر الرفيق أحمد بيان في موقعه بالحوار المتمدن مقالا تحت عنوان" دفاعا عن نداء آن الأوان لتأسيس تيار ماركسي لينيني-".

تلك إذن هي ارهاصات فرقعة نداء آن الأوان، فما هي الخلفيات التي تقف وراء هذا النداء؟ وعلى أية أهداف استند؟ ولماذا لم يذكر بالاسم تيار البديل الجذري الذي لم تخرج بياناته الى حيز الوجود الا في أواسط سنة 2013؟ ثم ما مدى جدية هذه الفرقعة الاعلامية للنداء؟ وما هي الارضية الصلبة التي يرتكز عليها؟

تلك عدد من الاسئلة التي تنتظر اجابات عنها من خلال هذه السلسلة من المقالات، وأخصص مقال اليوم الى ابداء ملاحظتين اثنتين حول ما تخفيه فرقعة نداء آن الأوان لتأسيس تيار ماركسي لينيني مغربي.

الملاحظة الأولى: نداء عمره 20 سنة متسم بالتجريد:

كما تمت الاشارة الى ذلك في مقال سابق تحت عنوان من التحاق الشجعان الى البديل الجذري، فإن صيغة نداء "آن الأوان" لم تزيد أكثر عما ورد في وثيقة التحاق الشجعان والتي شكلت مساهمة حسن احراث في ندوة اليسار الجديد سنة 1992 والتي تم اعتمادها بعد ذلك سنة 1996 من طرف مجموعة من الطلبة بظهر المهراز بفاس كورقة سياسية تجميعية. فإذن ما بين النداء الأول المتعلق بالتحاق الشجعان في سنة 1992 ونداء آن الأوان لسنة 2012 انصرمت عشرون سنة. ومعنى ذلك ان التفكير في ما العمل والبحث عن أي من الاختيارين المقترحين من طرف ورقة التحاق الشجعان سيتم اعتماده استغرق 20 سنة، وفي نهاية المطاف قرر الزعيم "لسبب ما" أنه قد حان الوقت للمرور الى تأسيس تيار ماركسي لينيني مغربي، فماذا حدث إذن؟.
التجريد اللغوي والفكري الغني الوارد في كل من نداء التحاق الشجعان ونداء تأسيس تيار ماركسي لينيني، يعتبر مجرد تجريد لغوي وفكري لا علاقة له بالواقع، علما أن الأدبيات الماركسية اللينينية لم تكن وليدة سنة 1992 أو 2012 بل وجدت منذ عقد الستينيات في ما يخص تحليل الوضع السياسي المغربي وما يمكن افتراضه ايديولوجيا وتنظيميا وسياسيا. وقد كانت منظمة الى الأمام أول وآخر من انتقل فعلا من التفكير النظري المجرد والمزايدة اللغوية المجردة الى التطبيق العملي النضالي.

فأين كان يختبأ أحراث طيلة هذه المدة فهو لم يكن معتقلا على الأقل وماذا كان اتباعه يفعلونه في ظهر المهراز منذ سنة 1996 والى غاية 2012 عدا نضالات كافة فصائل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، بعض اليساريين الظرفاء محتسي الجعة ينكتون بأن المراكشي ظل يربي الفاسيين فوق سطح بيته الايديولوجي الميتافيزيقي المجرد منذ 20 سنة، وعندما أصبح السطح مبتدلا وأصبح المراكشي مهددا برحيل الفاسيين للبحث عن سطحى آخر أطلق المراكشي العنان لنداء آن الأوان حتى يتمكن من صرف نظر الفاسيين عن المغادرة وأن العمل سيبدأ انطلاقا من سنة 2013 مع ما يسمى بالربيع العربي.

ورغم ما في هذه النكتة من ابتدال والتي يتداولها رفاق المقاهي وشاربي الجعة الا أنها تقدم صورة حقيقية عن صيرورة نموذج طائفة سياسية مغربية متمركزة حول ذات الزعيم. فالطائفية تبقى هي الرؤية البرجوازية الصغرى للتنظيم. ورغم تصعيد الزعيم بين الفينة والفينة لخطابه النظري التجريدي من خلال مقالاته أو بياناته الدورية، الا أن العقلية المتحكمة فيه هي عقلية صاحب الدكان الصغير فهو سيد داخل دكانه وهناك تهيمن المصالح والمفاهيم الخاصة بالتنظيم الطائفي فقط على حساب مصالح الحركة المغربية العمالية في مجموعها.

وفي ظل هذه الرؤية الطائفية الضيقة لورقة 96 وما سيتلوها، فإن زعيمها وأتباعها أصبحوا يعتبرون أنفسهم وحيدون في هذا العالم ويعربون عن احتقار متعالي ملكي اتجاه ما دونها من "مجيمعات" أو "كريبات" على حد تعبير نص نداء آن الأوان، المنافسة ان لم تكن العدوة.

وشعورا من هذه "المجيمعة الطائفة" بالتهديد من قبل "المجيمعات الأخرى"، فإن زعيم الطائفة واتباعه يرفضون عموما الانخراط في النقاش والبوليميك السياسي وخصوصا محاورة الانتقادات الموجهة لهم واعتبارها بدلا من ذلك بنادق موجهة لهم أو تسليمهم لقمة سائغة لأعدائهم، وتفضل هذه الطائفة الاختباء في "عزلة مدهشة" كما لو أن الآخرين غير موجودين، وعلى العموم فإنها تدفع دائما نحو الواجهة بما يميزها عن الآخرين بدون الأخذ بعين الاعتبار ما يقربها منها.

وإذا كان الزعيم يبيح لنفسه بين الفينة والأخرى اصدار مقالات نارية تحمل الكثير من النقد الجارح المجرد لكل ما يتحرك، فإنه في المقابل شديد الحساسية لأبسط انتقاد موجه اليه، حيث يصبح المنتقدون أعداء يجب الانتقام منهم، وتاريخ الانتقامات في هذا المجال كثيرة ومتنوعة وملموسة ضد مناضلين مخالفين في الرأي.

نستخلص هنا أن ورقة اختيار الشجعان ذات الافكار التجريدية استطاعت أن تلتف على انصارها بعيدا عن الواقع لمدة 20 سنة وعندما أصبحت "المجيمعة" مهددة بالانفجار خصوصا عقب ظهور عدة محاولات للتجميع والتنظيم تم تجديد نداء التحاق الشجعان بنداء آن الأوان لعل وعسى يتم ضمان استمرارية المجيمعة المتمركزة حول ذات الزعيم.

الملاحظة الثانية: من التجريد الى الذاتية والفردانية والأنانية:

لا يتعلق الأمر هنا بتحليل نفسي عندما نتطرق للذاتية والفردانية والأنانية، بل يتعلق الأمر بسلوكات سياسية لأتباع طائفة نداء 1996 واستمراريتها اليوم في نداء آن الأوان، وما يكيف مثل هذه السلوكات السياسية هو تموقع أصحابها في ظل المجتمع البرجوازي، فهناك الزعيم الذي يشتغل في قطاع التعليم أو بعبارة أوضح في قطاع الخدمات، الشيء الذي يجعل منه بالضرورة برجوازيا صغيرا منتميا للانتلجانسية التابعة، أي ان حياته الاقتصادية والاجتماعية محكومة بتراتبية ادارية ولا علاقة له بالانتاج المادي المباشر، وهذا الواقع بحد ذاته يكيف ذهنية صاحبنا وسلوكه السياسي.

وفي ظل التراتبية الطبقية تستعيد البرجوازية الصغرى بدون شعور الايديولوجية الرسمية وتصبح لا شعوريا موضوعا تاريخيا، فتجد الشخص بدون شعور مفرطا في الذاتية يتحدث كثيرا عن نفسه وعن منجزاته وتفوقه في الرياضيات التي جعلت منه انسانا ذكي متفوق غير عادي مما تؤهله عبقريته لمناصب القيادة. في مقابل هذه الذاتية المفرطة يرفض زعيمنا، رغم تعبيره عن استعداده شفويا وبأسلوب متواضع، أي استعداد عملي للعمل الجماعي والنقاش الجماعي والانضباط للأغلبية. وقد يتصدى المعني بالأمر لكل عمل تنظيمي جماعي باختلاق الأسباب والتناقضات المفتعلة طبعا الى درجة التوقف نهائيا عن التفاعل مع الأطراف الأخرى.

ان هذا السلوك السياسي البرجوازي الصغير يشكل بطبيعة الحال ظاهرة طفيلية عندما تخترق أوساط الحركة العمالية المناضلة وخاصة أوساط عديمي التجربة كالوسط الثقافي الطلابي والطلبة الجدد وبعض عناصر البرجوازية الصغرى المبلترة. وتتمظهر الفردانية على الخصوص من خلال الميل نحو:

- اعتبار التنظيم ليس كوحدة جماعية تقوم على المركزية الديموقراطية المتغنى بها في الندائين معا وانما كمجموعة من الأفراد المستقلين عن بعضهم البعض، حيث تقوم العلاقات داخلها على أساس العلاقات بين الأشخاص وليس على العلاقات السياسية والمبادئ المشتركة؛

- في مواجهة ضرورات التنظيم، تمنح فردانية أعضاء الطائفة الأولوية المطلقة لرغباتها ومصالحها الخاصة الذاتية؛

- تقاوم فردانية أعضاء الطائفة ضرورة الانضباط للتنظيم؛

- يسعي أعضاء الطائفة من خلال عملهم النضالي إن وجدعن تحقيق الانجازات الشخصية والمعان اعلامي، وهو بطبيعة الحال ما يفسر علنية تيار البديل الجذري وقبله علنية التحاق الشجعان؛

- مواجهة جماعية لكل أجنبي عن الطائفة إذا ما هاجم أحد أعضاء الطائفة وخاصة زعيمها بالانتقاد الحاد ولو كان انتقادا موضوعيا لكونها تشكل تهديدا لمصالحهم جميعا الكامنة في استمرار الطائفة؛

- تصنيف المناضلات والمناضلين داخل الطائفة على اساس مناضلي الطبقة الأولى ومناضلي الطبقة الثانية، وحيث يتم احتقار أولئك الذين يعتبرون مناضلين من الطبقة الثانية، فعلى هؤلاء أن "يحملوا حقائب" المناضلين من الدرجة الأولى وأن يخضعوا لنظام "السخرة" لفائدة الطبقة الأولى.

في المقال المقبل سنتطرق بالنقد للمواضيع التي تعمل على تحليلها بيانات تيار ما يسمى بالبديل الجذري.



#زروال_الأمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنوان السياسي الفارغ لتيار البديل الجذري
- نقد العمل الشيوعي في المغرب
- من -التحاق الشجعان- الى -البديل الجذري-


المزيد.....




- الحوثيون يعلنون بدء المرحلة الرابعة من التصعيد: استهداف جميع ...
- روسيا: فتح قضية جنائية بعد حرق كتاب -العهد الجديد-
- كلوب يقول إن مشكلته مع محمد صلاح قد -تم حلها بشكل كامل-
- تركيا تعلن -الوقف التام- للتبادل التجاري مع إسرائيل.. من الف ...
- -ما الأسوأ: أكاذيب إسرائيل بشأن غزة أم تكرار هذه الأكاذيب من ...
- شاهد: يلتهم كل ما يعترض طريقه.. كاميرا ترصد تشكّل إعصار هائل ...
- شاهد: الاحتجاج الطلابي يمتدّ إلى المكسيك والجامعات تنتفض لوق ...
- ألمانيا تستدعي القائم بأعمال سفير روسيا بسبب هجوم إلكتروني
- بعد التهديدات الإسرائيلية بالانتقام.. الجنائية الدولية تصدر ...
- زاخاروفا ردا على كاميرون: أول اعتراف رسمي بالحرب ضد روسيا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زروال الأمامي - فرقعة نداء آن الأوان ودلالاتها