اراء وملاحظات حول الاجتماع الدوري الرابع ل((لجنة العمل اليساري المشترك ))- حول قرار عقد مؤتمر موسع لقوى اليسار العراقي

حركة اليسار العراقي - حيد-

الحوار المتمدن-العدد: 4274 - 2013 / 11 / 13 - 14:02
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

اراء وملاحظات حول مقررات الاجتماع الدوري الرابع للجنة العمل اليساري المشترك

قرر المجتمعون العمل اطلاق مبادرة من اجل عقد مؤتمر موسع لليسار ألعراقي قوى وشخصيات للمشاركة الفاعلة في المؤتمر ألمقترح والعمل من اجل الاعداد وتهيئة كافة الوثائق المطلوبة, المؤتمر اليساري العراقي السنوي الأول الهادف الى جمع كلمة اليسار العراقي

في ظل واقع عراقي مؤلم ، في كل مجالات الحياة حيث يعاني المواطن العراقي من فقدان الامن والأمان ، البطالة التي يعيشها الشباب خصوصا بسب عدم الاهتمام بالمؤسسات المنتجة في مجال الصناعة والزراعة ، تفشي ظاهرة الفساد والإفساد بشكل غير مسبوق في تاريخ العراق بحيث وصفها احد رموز العملية السياسية الحاكمة بأنها ((صارت ثقافة ))!!!!
برلمان لا يمثل إلا نفسه ولا يهتم إلا بمصالح كتله ومصالح افراده .....
حكومة اثبتت فشلها في كل مجالات مسؤولياتها المفترضة ...... تردي مريع في الخدمات كافة الصحية والسكنية والتعليمية ، وقد كشفت الامطار الاخيرة عورة السلطة وعجزها الكامل في الخدمات البلدية على الرغم من انفاق ملايين الدولارات على مشاريع اما وهمية او فاشلة .......
عموما الوصف يطول في هذا المجال ، وأظنه واضح جدا اما انظار ابناء الشعب العراقي ، الذي اخذ يبلور رفضه لهذا الواقع عبر الحراك الواسع للمطالبة بحقوقه ، وإدانة فساد السلطة وأجهزتها المختلفة ...... ولنا مثلا واضحا في ((الحملة الوطنية لإلغاء رواتب وامتيازات اعضاء البرلمان ))، وعلى الرغم من جزئية ما تحقق ولكنها تعتبر نقلة نوعية على طريق الحراك الشعبي الصحيح والهادف والانفلات من قيود الشد العرقي والطائفي الذي لا يخدم سوى الطبقة الحاكمة المأزومة .....
ان ما يجري انما هو نتيجة منطقية جدا لطبقة سياسية مأزومة ، تعيش ازمة هيمنة طبقية واضحة على السلطة لأنها طبقة مسخ تابعة للرأسمال الاجنبي الاستغلالي والاحتلال ....
ان العجز كامن في بنية ((القطوازية )) المهيمنة على سدة الحكم بقوة اسيادها ، باعتبارها طبقة برجوازية طفيلية تابعة ، انانية ، اقصائية ، غير مدنية انما تعتمد على مكونات ما قبل المدنية ((القبيلة والطائفة )) أي مكونات المجتمع الاهلي ، وتعمل جاهدة لإبقاء المجتمع حبيس هذه المكونات ، مجتمع راكد غير منتج ، يساعدها على ذلك طبيعة الاقتصاد الريعي للدولة العراقية واعتمادها الكلي على ايرادات البترول .....
بعد مرور اكثر من عشرة سنوات على اختفاء الديكتاتورية برمز الديكتاتور الاكبر ، ولا نقول موته وانهزامه لأنه في واقع الحال تشظى الى ديكتاتوريات اقزام متصارعة على السلطة والمال ..... نقول بعد كل هذه الفترة وقناعة المواطن العراقي بخصاء هذه الطبقة وفشلها في ادارة البلاد تتطلع طموحاته وتطلعاته الى قوى عراقية قادرة على انتشال الوطن والمواطن مما يعانيه من القهر على مختلف المستويات ... ولاشك انه يتطلع الى قوى اليسار العراقي باعتبارها رافعة لواء الحرية والعدالة الاجتماعية عبر تاريخها الطويل ، ورفضها للهيمنة القبلية والطائفية على السلطة ، وتاريخها المشرف في حمل راية التحرر الوطني والطبقي ، وهدفها السامي في بناء دولة مدنية ديمقراطية في عراق موحد بعيدا عن العرقية والطائفية بل عبر مقياس المواطنة المقدسة لكل مواطن عراقي بغض النظر عن القومية والدين والطائفة .....
لذلك فالمواطن العراقي يتطلع الى قوة يسارية عابرة للطائفية والعرقية ، تؤمن بالحرية والعدالة الاجتماعية ، قوة واضحة الاهداف والتطلعات ، قوة لاتعمد على خلط الاوراق او تجميل وجوه سقطت اقنعتها بالتجربة العملية وعبر مشاركتها في الحكم خلال السنوات الماضية ....
نرى ان دعوة الاجتماع الرابع للجنة العمل اليساري المشترك لعقد مؤتمر موسع للقوى اليسارية العراقية احزابا وحركات وأفراد امر هام جدا ، وضرورة ملحة لا تقبل التأجيل ... من اجل العمل على صياغة برنامج عمل مشترك يهدف الى خلاص الشعب والوطن مما هو فيه من واقع مرير ومن مخاطر الشرذمة والتقسيم وضياع الارض والسيادة والثروات ......
ومن الضروري والهام جدا ان تراجع بعض القوى اليسارية والشيوعية تجاربها السابقة في التحالف والتآلف مع قوى ((ديمقراطية )) و ((لبرالية )) و قوى الاسلام السياسي ، ونتائجها المخيبة للآمال ولطموحات الشعب العراقي في الحرية والعدالة ، مما يستوجب ان تعمل على قيام تحالف قوى اليسار العراقي واضح الهوية والأهداف .....
نرى ان تبذل جهود جادة مثابرة واسعة الافق بالتعامل مع كافة العناوين دون تعالي او وصاية او شروط مسبقة عدى ما يخدم قضية الشعب والوطن ، بعيدا عن كيل الاتهامات او نبش تاريخ الاحتراب والانشقاقات ، وفق مبدأ اقبلني كما انا وأقبلك كما انت تحت خيمة الهم الوطني والشعبي المشترك ولا ضير من بقاء التدرج اللوني وتراكيزه المختلفة ، وترك امر اندماجها وتوحدها للتجربة العملية خلال الحراك الشعبي الهادف .....
اننا وبهذه المناسبة نؤكد طروحاتنا السابقة وبأكثر من مناسبة الى الاهمية القصوى لتحقيق التآلف والتحالف والتكاتف بين قوى اليسار العراقي بمختلف عناوينه ، نعمل بكل قوة لتحقق انعقاد هذا المؤتمر ليكون مؤتمر عمل وأمل في برنامج عمل يساري ووطني مشترك لبناء دولة الحرية والمساواة .

حركة اليسار الديمقراطي العراقي –حيد-
عضو لجنة العمل اليساري المشترك

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل