أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - غسان العزة - اليسار الفلسطيني اليوم وموقعه من اليسار.. يسار اليمين ام يمين اليسار؟















المزيد.....

اليسار الفلسطيني اليوم وموقعه من اليسار.. يسار اليمين ام يمين اليسار؟


غسان العزة

الحوار المتمدن-العدد: 4273 - 2013 / 11 / 12 - 08:45
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


يعد اليسار عبر التاريخ منهجا جامعا لكل القضايا التي يعانيها الانسان ، بل وان مطلق عقول و مفكري هذا النهج وهبوا انفسهم لصالح تطوير و تقدم الحياة البشرية ضمن ثوابت اليسار التي دعت للعمل على تحقيق كرامة انسانية وعدالة اجتماعية جامعة تقدم من خلالها حلولا اقتصادية سياسية اجتماعية إلى جانب مرتكزاتها الثقافية التي تؤسس لإستمرار بقاء هذا النموذج المناصر للطبقات الدنيا من النسيج الاجتماعي العالمي، على العكس من التوجهات الفكرية المصلحية التي تسعى لاستغلال تلك الطبقات التي تعيش ويلات القهر الذي يمارس تجاهها في كل مفاصل حياتها اليومية .
ولم يكن اليسار الفلسطيني بعيدا عن هذا كله إذ أنه انبثق من نفس هذه الرؤيا المتكاملة والتي من شأنها تحقيق العدالة للقضية الفلسطينية تجاه الاحتلال الصهيوني برفعه" أي اليسار "برفعه شعارات تعادي الامبريالية ووليدتها الصهيونية وكل المخططات البرجوازية التي كان لها اليد الطولى في الابحار نحو شواطئ فلسطين لاحتلالها، اضافة الى الفعل الاجتماعي السياسي الداخلي الذي يقوم بتحشيد الفلسطينيين وغير الفلسطينيين من المناضلين الذين يرفضون سطوة النظم الرأسمالية والتي من شأنها الحفاظ على حالة التمايز الطبقي الذي يعانيه الكادحون، اللاجئون، المعدمون، العمال، الفلاحون، الاجراء والفقراء امام البرجوازية وأدواتها. وبذلك كله يتم تقويض الاحتلال و المستفيدين من وجوده من كمبرادور وانتهازيين و ايضا الضعفاء في مجاراته نظرا لارتباطهم بنفس منظومة رأس المال ولكن ضمن مدخل مختلف ، وبناءاَ على ذلك تفضيلهم مفهوم النزاع على مفهوم الصراع.
ولكن مع بدء انهيار المنظومة السوفيتية في اواخر القرن العشرين وكل الظروف الموضوعية التي رافقت ذلك من فقدان للداعم السياسي والمادي، بدأ اليسار بمنظماته العالمية بالتراجع والوقوف موقف المدافع امام الهجمة الاعلامية والعملياتية الشرسة، والتي قادتها دول المنظومة الرأسمالية في العالم بهدف الإجهاز على ما تبقى من منظمات ودول تتبنى الفكر اليساري والاشتراكي والتي تعتبر النقيض امام مشاريع الليبرالية الرأسمالية وتمددها. فمنها من استطاع الصمود والتأقلم مع البيئة العالمية الجديدة ومنها من انهار وتبعثر ومنها من صمد ونهض وعاد يتطور بما لا يقبل الشك والتجربة اللاتينية نموذجا لذلك.
وهنا نقوم بالتساؤل ! ما هو المصير الذي اّل إليه اليسار الفلسطيني وما هي الحالة التي هو عليها اليوم ، لقد لاحظنا بأن اليسار الفلسطيني عانى في العقدين الاخيرين من حالة تراجع دراماتيكية صادمة على الصعيدين الاجتماعي والسياسي على حد سواء، إذ اخذ يتخبط ويتراجع دوره الجماهيري ثم انهيار وتفكك احزابه على التوالي بدلائل ومضامين واضحة بادئة بمن قام بتغيير اسمه خوفا من التقوقع امام المجتمع منتهية بمن انعزل عن جماهيره وتنصل منها وتحول الى تاجر في سوق السياسة والمجتمع. وكأن " فوكو ياما " نجح بتمرير هرطقة " نهاية التاريخ" على اليسار الفلسطيني وحده من مجموع اليسار في العالم.
ومنذ ذلك الحين وجدنا بأن اليسار الفلسطيني بدأ يتحور ويتغير ويتبدل في جوهره واسلوب عمله ولكن من دون ان يقوم بإزالة عباءة اليسار عن جسده، وتكمن تلك التحولات بحالة اغتراب و ازدواجية سلوكية صعبة التفسير تكمن في فقدان الرؤية والايدولوجية في ان معا، إذ وجد اليسار الفلسطيني لنفسه من التلون وتعدد المواقف واللاوضوح وجهة له وأساسا لفقدان بوصلته، ومن هنا فقد قمت برسم ما ارتأيت من معالم اليسار الفلسطيني الجديد أو يسار ما بعد الحقبة السوفيتية بالاتي :

أولا: يسار ذو جوهر ليبرالي
يكمن هذا التشوه المستحدث بعدد هائل من المنظمات الغير حكومية والتي يرأسها بما لا يقبل النقاش عتاة من قيادات ومنظري اليسار الفلسطيني واللذين ابتعدوا عن عملهم التنظيمي بعد شح المال وتغيرات الواقع السياسي بانهيار المنظومة الشرقية، تلك المنظمات التي تتلقى تمويلها المادي من دول و حكومات ومنظمات عالمية ترتبط ارتباطا مباشرا بتظام رأس المال العالمي و الليبرالية الجديدة وتنتهج سياسة المال المشروط كقاعدة لتحقيق مصالحها من عمق المجتمع الفلسطيني وذلك بالتطبيع الغير حكومي والممنهج مع الكيان الصهيوني ومؤسساته وتكوينه الاجتماعي على صعد عدة منها التطبيع الاكاديمي، التطبيع الثقافي، والعمل على إطفاء الروح الثورية عند الشباب الفلسطيني والهائهم بمجموعة كبيرة من المغريات المادية والمعنوية التي يقدمها المانحين. بالاضافة الى العمل على تمرير مشاريع منقوصة تحت مسميات التنمية التي لا يمكن من خلالها تحقيق اي نوع من التنمية المستدامة والتي من شأنها ان تحقق استقلالا للذات الفلسطيني ، وتمرير مصطلحات ومضامين كالديموقراطية وحقوق الانسان ذات المدخل المصلحي الغربي والتي تسعى لحقوق اجتماعية فقط تضمن استمرار مخططاتها بالمحيط والإبقاء على تبعية الانظمة الموجودة وذلك بتحويل المجتمع الفلسطيني الى مجتمع نفعي مسلوب كل ما ناداه اليسار سابقا من حقوق اقتصادية وتوزيع عادل للقمة العيش وموقف واضح من الاحتلال الصهيوني وداعميه، وايجاد فقط حلول فردية ليبرالية غير مكتملة وبذلك يبقى النظام البرجوازي قائم.

ثانيا:يسار خدماتي حكومي

حيث يكمن هذا اليسار بما تبقى من بعض هياكل احزاب اليسار الفسطيني المتاكلة والتي تعتمد على بعض الشخوص في تسييرها، وتعاني ازمات تمويلها وكونها من تركات منظمة التحرير التي تم استبدالها بجسم السلطة الفلسطينية. اذ انها ايضا تقوم بقبض مستحقاتها المادية من خلال سلطة ناوئتها سابقا و رفضتها و رفضت وجودها، وهنا يتجسد مفهوم المساومة السوقية التي مورست تجاهها ورضخت لها. بناءا عليه وبعد ان اصبحت محاصرة بالتمويل اضافة الى ابتعادها عن هموم جمهورها وعجزها عن تطبيق شعاراتها ، تحولت الى معارضة شكلية تخدم بقاء السلطة واعطائها سمة الديمقراطية والشرعية التي تفتقدها السلطة ذاتها، إذ ان ما تقوم به من معارضة لا يتجاوز الشجب والاستنكار ولا يدعَّم بفعل حقيقي يمكن عبره احداث تغيير ما. إضافة الى كون كل ما تقوم به عمليا يتعارض مع ما تتضمنه رؤاها التنظيمية والسياسية والفكرية بشكل كلّي إذ لا يعدو كونها بقايا لأحزاب فقدت القدرة على إحياء نفسها و رضخت للامر الواقع وتماشت معه ، وايضا اصبحت وعبر بعض شخوصها تتساوق مع مخططات برجوازية لا تخدم الصالح العام حتى على الصعيد الاجتماعي.

ثالثا: اليسار المذهبي
تعد هذه التسمية توجه حديث العهد إذ لا يتعدى عمره التطوري سبعة سنوات وذلك منذ الانتصار المدوي الذي حققته المقاومة الاسلامية في لبنان ممثلة بمنظمة حزب الله على الكيان الصهيوني في حرب تموز 2006، اضافة الى تعاظم الدور الايراني في المنطقة وموقفه الواضح من الاحتلال و دعمه لحقوق الشعب الفلسطيني، إذ يقتصر هذا التوجه على الكثير من كادر و جمهور اليسار الفلسطيني حيث ان حالة الصدمة التي واجهها هذا الكادر بتراجع دور احزابه التي كان لها ان تكون احزاب طليعية ثورية وابتذال التغني بالماضي الذي حاز من خلاله اليسار الفلسطيني على بعض السيط ، ولقربهم كيساريين لمفاهيم الظلم الاجتماعي والاضطهاد الى الخوض في غمار الصراع المذهبي الذي يرتكز عليه الفكر الاسلامي ما بين شيعة وسنة والذي يرفضه ذات اليسار وهنا يكمن التناقض، ويعزى ذللك إلى قوة النموذج الذي يتصدره شيعة العالم ثوريا، وبعجز هذه الفئة من خلق نموذجها اليساري الخاص تتوجه لتبني نماذج اخرى بدعوى قربها من مفاهيم اليسار
والتوجه نحو مجموعة من المفاهيم التي يتمخض عنها نتائج تقول " علي مظلوم ومعاوية ظالم" مع التمسك بالمنبع الفكري الاساس واجزابه المتهالكة، حيث مثل هذه الحالة نموذج قوي للاغتراب الذي يعانيه هذا الكادر التي تتمثل بعدم قدرته على العطاء من خلال حزبه وبذلك تبني نموذج قوي يتمناه وينساق معه ويرفض التخلي عن هويته الفكرية الاولى وبهذا يبرز لدينا ما يسمى بازدواجيه الهوية الفكرية، فما الداعي لأن يلطم اليساريون في حفلاتهم وجلساتهم الخاصة على علي والحسن والحسين وعدائهم لمن أوقع عليهم الظلم، وادمانهم اللطم ذاك التقليد الثقافي الاسلامي الذي يتميز به الشيعة، أهو لطم على علي أم على يسارهم الضائع.

رابعا: اليسار المستنكِف
اليسار المستنكف او منظروا الغرف المغلقة وتعد هذه الفئة من الفئات التي انطوت على نفسها ضمن مجموعة من الحجج والاسباب التي واجهتها مع بدء تراجع المشروع الوطني بتوقيع اوسلو تحت رعاية أمريكية بحتة ، وهجرت العمل التنظيمي وفتحت الشارع على مصراعيه كما باقي الفئات السابقة لكل الافكار والتوجهات الاخرى التي تلغيها هي بالاساس أكانت ليبرالية، براغماتية،اسلامية أو غيرها.
ووضعت نفسها في مكان المستسلم واصبحت تلك الفئات تُنظر من بيوتها حيث لا يسمعها الشارع. وكان لهذه الفئات ان أثرت بشكل فعلي على التنظيمات اليسارية ومستوى حضورها بين الجماهير وذلك لكونها شريحة كبيرة كانت تعمل على مستوى الساحة الفلسطينية، وبناءا عليه اتسعت الهوة ما بين الاحزاب والجمهور على صعيد خذلانها لجمهورها وعدم تحقيق امانيه المرجوة، وهنا تكمن معضلة يسارية هؤلاء بأنهم تناسوا أن احد الاعمدة الاساسية والرئيسية لازدهار اليسار هو اقران النظرية بالتطبيق ووحدة الارادة والعمل.

خامسا: اليسار المنبوذ
وهي فئة قليلة لم تحرف بوصلتها وتنادي وتعمل على اعادة الاعتبار لليسار الفلسطيني ،إذ تتمسك تلك الفئة حتى الان بالمبادئ التي يطرحها اليسار نظريا و فعليا ضمن بيئتها الضيقة الا انها شبه عاجزة حاليا بسبب فقدانها للغطاء التنظيمي والسياسي الذي من الممكن ان توفره الاحزاب الفلسطينية وذلك لتغيير الاحزاب اليسارية نظرتها عن اليسار ذاته، وبهذا تواجه هذه المجموعات الصغيرة حالة من التخلي والاتهام بالتطرف حيث انها تعاني قمع الاحتلال لتداركه خطورتها
وايضا محاربتها من قبل البرجوازية القائمة والتخلي عنها واخيرها نبذها من قبل من يجب عليه ان يكون حاضنتها الاساسية وبناءا عليه" نبذ اليسار لليسار"، لكي لا تتضرر مصالحه مع الكيان السياسي القائم وداعميه من برجوازية فلسطينية وغيرها ، وايضا لألا يفقدوا وكالتهم لتلك الاحزاب التي اصبحت مشروعات استثمارية وديكورات عالية المقام خاوية القيمة.

ومن هنا فإننا نرى بأن الفئات الكبرى ممن يعد اليسار بهم هم إما يسار غير فعال او أنهم ليسو بيسار ولكن اعجبهم دفئ قوقعته وهنا يكمن السؤال!! أين اليسار الفلسطيني من حقيقة اليسار؟ وهل قام الاول بخصخصة نفسه ؟ أم انه قد تمت خصخصته وتشتيته كل حسب داعمه بما يتناسب مع مصاحله الضيقة؟ وهل بالامكان اعادة الاعتبار لليسار الفلسطيني؟ سؤالا لكل من يمكنه الاجابة عليه عن واقع يسارنا ،أو لا تستحق كل تضحيات ابطاله ومناضليه في سياق التاريخ العودة عن كل هذا التقهقر والضياع ، وما الذي يقف امام عودة اليسار الفلسطيني وانقاذ جماهيره من حالة التشتت والضياع والخذلان.



#غسان_العزة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- -الأغنية شقّت قميصي-.. تفاعل حول حادث في ملابس كاتي بيري أثن ...
- شاهد كيف بدت بحيرة سياحية في المكسيك بعد موجة جفاف شديدة
- آخر تطورات العمليات في غزة.. الجيش الإسرائيلي وصحفي CNN يكشف ...
- مصرع 5 مهاجرين أثناء محاولتهم عبور القناة من فرنسا إلى بريطا ...
- هذا نفاق.. الصين ترد على الانتقادات الأمريكية بشأن العلاقات ...
- باستخدام المسيرات.. إصابة 9 أوكرانيين بهجوم روسي على مدينة أ ...
- توقيف مساعد لنائب من -حزب البديل- بشبهة التجسس للصين
- ميدفيدتشوك: أوكرانيا تخضع لحكم فئة من المهووسين الجشعين وذوي ...
- زاخاروفا: لم يحصلوا حتى على الخرز..عصابة كييف لا تمثل أوكران ...
- توقيف مساعد نائب ألماني في البرلمان الأوروبي بشبهة -التجسس ل ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - غسان العزة - اليسار الفلسطيني اليوم وموقعه من اليسار.. يسار اليمين ام يمين اليسار؟