أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جبار كاظم الساعدي - الوحدة الوطنية ومستقبل العراق














المزيد.....

الوحدة الوطنية ومستقبل العراق


محمد جبار كاظم الساعدي

الحوار المتمدن-العدد: 4269 - 2013 / 11 / 8 - 17:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



صورة العراق اليوم ملاءى بالمفارقات وهي تبدو للكثيرين من ابناء هذا الوطن وكأن البلد يعيش عصر الظلمة ,عصر الانكسار .فهناك مفارقات على الصعيد السياسي لم تخطر على بال احد وهناك مفارقات على الصعيد الاجتماعي ومفارقات على الصعيد الطائفي لاتقل خطورة عن سابقتيها .
ان هذه الفارقات تصفعنا والمواطن العراقي الذي يفكر في مايجري حوله حيث يشعر انه يغوص في الرمال المتحركة الغادرة في كعب وادي اليأس فنراه حتى لايأمل بالنجاة ويكاد يسلم النفس الاخير حتى قبل ان تبتلعه الرمال الرخوة .
غير ان الحياة اقوى من الموت ورغبة الحرية اقوى من الانقياد الى السلاسل ووهج النضال اكثر اشراقا من ظلمة دهاليز الاستسلام ,وفي احشاء التربة تتحرك بذرة الحياة بأرادة الوحدة وبالوحدة تستطيع الامم ان تنهض من الرماد .
لم يبقى امامنا الاان ننظر الى وضع البلد المتردي ,ان نستل سيف الخلاص من غمد اليأس وفي يقيننا ان الخلاص لاياتي الابفضل الوحدة فالتفتت بما يلازمه من وهن وضياع لايجابه الابا لوحدة وموقع العراق السياسي على الساحة الدولية لايمكن ان يتحسن تحسنا اساسيا الابا لوحدة والانفلات الامني والانهيار الاقتصادي وغيرها من القضايا لايمكن ان تحل الابالوحدة والاعتماد على النفس كذلك لايمكن تحقيقه عبر التجزئة والنزاعات الداخلية بين اطياف الشعب والبحبوحة المالية لايمكن انقاذها من الهدر والتآكل الابالوحدة والتي ستفعل عملية التنمية الحقيقية كما وان اكتساب القدرة التكنولوجية لايمكن ان تتم الا من خلال مؤسسات فاعلة للعلم والبحث وهذه لاتتم ايضا اذا لم تكن هناك وحدة وطنية بين اطياف الشعب .
هذه ليست تمنيات وآمال نلجأ اليها هربا من مرارة الواقع ولاهي طوباويات سهلة نتبناها هربا من انضباط المنطق ,على العكس انها من وحي الواقع المر والمنطق الصارم انها عشر كتلة الجليد الذي يطفو على السطح وما تحت فتسعة اعشار الكتلة المتبقية التي تتألف منها الحسابات الباردة والتحليلات الرصينة ومن بدائل جرى تقليبها وتمحيصها فلم تأت بجواب افضل واكثر اقناعا .
غير ان الوحدة التي تشفع لها كل الاسباب التي بيناها وكثير غيرها لاتتحقق بالتسبيح او التمجيد ولابالتحليل المقنع والبرهان القاطع , انها بحاجة لاقناع الجماهير وايمانهم ثم بانتظامهم في مؤسسات فاعلة وهي بحاجة الى قيادات ذات ايمان ثابت بضرورة انتشال المستقبل العراقي من الوضع الآسن وبالتالي الايمان بالوحدة هو اداة جبارة في عملية انقاذ البلد ولكي تتبلور هذه العملية لابد من عمل مكثف ومستمر على صعيد التوعية بضرورة الوحدة والنضال في سبيلها .
ان اعداء الوحدة كثيرون في الداخل والخارج ,ففي الداخل هناك بقايا ازلام النظام البائد والذين تضررت مصالحهم والذين كانوا يقتاتون على فضلات موائد سيدهم طاغوت العصر اما في الخارج فهناك الكثير ممن يصورون لنا الارهاب بأساليب حديثة كالحركات التكفيرية ومن يتباكون على سقوط الطاغية كالقنوات الفضائية التي تحاول ان تلبس الارهاب ثوب الجهاد والمقاومة ولاندري اين كانوا هؤلاء عندما كان صدام يعدم ابناء هذا الشعب واين كانت عروبتهم التي يدعون بها ولها واين كانوا من الحرب التي اقحمنا بها صدام وبعثه الكافر لثمان سنين مع الجارة المسلمة ايران واين كانوا عن المقابر الجماعية وما حدث في الانتفاضة الشعبيه في عام 1991
واين كانوا من الانفال وحلبجة وغيرها هل كانت عروبتهم مخدرة ام كانوا مخدرين بما يحقنهم به صدام من الافيون ومايمدهم به من الاموال ليجملوا صورته امام العالم ولماذا لم يفضحوا صورته البشعه ويكشفوا زيفه وزيف وطنيته التي كان يدعي بها ويدعوا لها .
ان النصر الاكبرللوحدة الوطنية يكون على الذات ,على الخوف ,يكون من الانتصار على استسلامنا للتجزئة على استساغة المصلحة الذاتية الحتمية في ظل الانانية على الجمود والكسل
فلابد من الصراع اذن ولابد ان يبدأهذا الصراع من ذلك الجانب من الذات غير الساعي الى الوحدة ومتى ما تحقق الانتصار في هذا الصراع وحسم الامر لصالح السعي الى الوحدة ,امكنت مجابهة باقي الاعداء داخل البلد وخارجه .
ان القضية في غاية البساطة فيما نعتقد اننا لانصدق ان العراقيين غير معنيين بمستقبل مشرف ,يجتمع لهم فيه الامن والامان والفاعلية السياسية والقوة الاقتصادية والرخاء والامل والمستقبل ,مستقبل يتزاوج فيه الحرية والتحرروالعدل والبحبوحة والقوة والكرامة .
فاذا كانوا معنيين بكل ذلك اي بمستقبل ابنائهم ومجتمعهم ,فلابد من الوحدة والنهوض من حالة التفتت والضعف والذل وحالة الارتهان للقوى الارهابية المعادية والكامنة داخل وخارج البلد .
بالوحدة فقط يكون المستقبل جديرا بان نتطلع اليه وننتظره بلهفة وربما نستطيع بالوحدة ان نحققه وعندما نحققه فقط نكون جديرين بالمستقبل المشرق ...


محمد جبار كاظم



#محمد_جبار_كاظم_الساعدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحافة العراقية بين المنح والمنع
- مفهوم الوحدة الوطنية


المزيد.....




- -ضربه بالشاكوش حتى الموت في العراق-.. مقطع فيديو لجريمة مروع ...
- آلاف الأردنيين يواصلون احتجاجاتهم قرب سفارة إسرائيل في عمان ...
- نتانياهو يوافق على إرسال وفدين إلى مصر وقطر لإجراء محادثات ح ...
- الإسباني تشابي ألونسو يعلن استمراره في تدريب نادي ليفركوزن
- لأول مرة.. غضب كبير في مصر لعدم بث قرآن يوم الجمعة
- القيادة المركزية الأمريكية تعلن تدمير 4 مسيّرات للحوثيين فوق ...
- صاحب شركة روسية مصنعة لنظام التشغيل Astra Linux OS يدخل قائم ...
- رئيسا الموساد والشاباك يتوجهان إلى الدوحة والقاهرة لاستكمال ...
- مصر.. فتاة تنتحر بعد مقتل خطيبها بطريقة مروعة
- علاء مبارك يسخر من مجلس الأمن


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد جبار كاظم الساعدي - الوحدة الوطنية ومستقبل العراق