أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ياسين كريكر - حل المشاكل وصنع القرار بالتفكير














المزيد.....

حل المشاكل وصنع القرار بالتفكير


ياسين كريكر

الحوار المتمدن-العدد: 4266 - 2013 / 11 / 5 - 18:19
المحور: كتابات ساخرة
    


استهلال:
لا تقف رِؤيتنا عند حدود حل المشاكل وصنع القرار بالتفكير ، بل تتعداها إلى الأشخاص دوي الأحلام والمشاعر والأفكار، وذلك عندما يلتقي قلمنا بعالمك تحدث أمور رائعة لذلك نحن لا نبدع من أجل البعض بل نبدع من أجل الجميع، في كل كومبيوتر لوحي نرى فنانا مدهشا، في كل تلفزيون دكي أسرة متحابة، في كل كمرة نرى مصورا منعما، في كل ثلاجة مضيفا رائعا، في كل هاتف دكي شخصا يغير العالم، في مقالاتنا فنحن لا نكتفي بإطلاق الأوراق بل نهتم بإطلاق القدرات أيضا والسؤال الأهم ما الذي ستتلقه أنت؟

أعزاء القراء الكل منا يسأل، لكن لا أحد يفكر بطريقة متأنية ...لماذا؟ لأن الملاحظة اليومية لسلوك الناس من حولنا وخاصة في التعليم تشير إلى مدى اختلافهم في خصائص تفكيرهم فبعضهم يتميز بسرعة التفكير وأصالته ومرونته وعمقه وبعضهم الآخر يتميز ببطء التفكير وعدم القدرة على تجاوز الأطر والقوالب التي حفظها، وبالتالي يعجز عن إدراك العلاقات الجوهرية في ظواهر متشابهة مع أنها ترتبط فيما بينها بعلاقات مشتركة.
لذلك نجد البعض من يصف التفكير بأنه (نشاط عقلي) قائلين "بصورة عامة، التفكير هو أي عملية عقلية بصرف النظر عن الوصول إلى نتيجة". وهو تعريف صحيح لأنه يشمل كل شيء، لكنه مع ذلك، ليس تعريفا شافيا تماما. نرى على الجهة الأخرى تعاريف تصف التفكير بأنه (المنطق وتحكيم العقل) فتقول "التفكير عملية ذهنية لإخضاع المواقف للمبادئ العقلية ومحاولة الوصول إلى نتيجة ما تتعلق بأشياء معينة". لكن هذا التعريف أيضا يشمل مظهرا واحدا فقط.
أعزاء إليكم التعريف الذي اخترناه "التفكير هو التقصّي المدروس للخبرة من أجل غرض ما". قد يكون ذلك الغرض هو الفهم، أو اتخاذ القرار، أو التخطيط، أو حل المشكلات، أو الحكم على الأشياء، أو القيام بعمل ما، أو الإحساس بالبهجة، أو الخيال الجامح، أو الانغماس في أحلام اليقضة، وهلم جرا.
إن السؤال المطروح : لماذا نحتاج تفكير جديد عن التفكير في إطار حل المشكلات وصنع القرار؟
إن حياتنا عبارة عن اتخاذ قرارات، نتخذ قرار بأن نذهب للماكن الفلاني، أن نأكل هذا الطعام أو نشرب ذلك الشراب، أن نشتري الشيء الفلاني، أن نلبس هذا اللباس أو ذاك. وهنالك قرارات أعمق، كأن نتاجر بسلعة معاينة، أو نتخصص في أمر ما. وهكذا. واتخاذنا لهذه القرارات مبني على معلومات. إلا أن المعلومات وحدها لا تكفي لاتخاذ القرارات. فنحن بحاجة للتفكير لكي: نستفيد من المعلومات، وتصنيفها، والتعامل مع المستقبليات،وبالتالي تطوير هذه المعلومات.
إذن: المعلومات وحدها ليست كافية لتسيير الحاضر وصنع المستقبل، لذلك نحن بحاجة للتفكير. لذلك فإن كل شئ يحدث أولا في التفكير ... وقوة التفكير لها تأثير على أحاسيسك و سلوكك و نتائجك و بالتالي لها تأثير على واقع حياتك. فأية فكرة تضعها في ذهنك ستتحول إلى تركيز ثم إلى أحاسيس ثم سلوك ثم نتائج من نفس النوع وسوف تستمر في الحصول على نفس النتائج ولن يحدث تغير إلا لو قررت قرارا قاطعا بتغير الجذور التي بدأتها وهي الأفكار , كما قال الفيلسوف بلاتو "غير أفكارك تغير حياتك".
على هذا المنوال إن كل إنسان يرسم في داخله صورة عن نقسه في جميع أركان حياته ,الصورة الذاتية قد تكون من أهم أسباب النجاح أو الفشل و أيضا السعادة أو التعاسة وكل ذلك سببه الأفكار. ولو بحثنا عن أسباب كل هذه الحالات سواء كانت اكتئابا أو قلقا أو خوفا أو توترا أو إحباطا ...الخ تحدث أولا في العقل عن طريق الفكر و التفكير، لأن ما يفكر فيه العقل مثل ما حصل حول نتائج التربية والتكوين.
أيها الإنسان الذي لا حولة ولا قوة لك ألا تعرف أن هذا الذي نسميه التروي هو مصدر قوة لأنه سيساعدك على التفكير في الحل حتى تجده و بذلك تزداد مهارة و ثقة و قوة, ومصدر حرية لأنك ستتحرر من معاناة ألام التفكير السلبي. أعرف أنك ستقول كذا وكذا وأجيبك أنه من المحتمل ألا تستطيع التحكم في الظروف ولكن تستطيع التحكم في أفكارك فالتفكير الإيجابي يؤدي إلى الفعل الإيجابي و النتائج الإيجابية.
أقول من خلال هذا الرصد الفلسفي والسوسيوتقافي، أحببت أن أضع أمامكم قضية حيوية تتناول مجموعنا كله لأن حياة الفرد مستمدة من حياة المجموع، ولأن الأفكار الصادرة عن الأفراد لا تلبث أن تؤثر في أحوال المجموع إذا تناولتها الطبقة المتعلمة المتنورة وهذه الحقيقة تجعلنا ندرك إدراكاً جلياً حقيقة العلاقة بين حياة الأفراد وحياة المجموع وأهمية الأفكار في جعل هذه العلاقة شيئاً مفيداً للفرد وللمجموع، فالتفكير مظهر من مظاهر الحياة الراقية لأنه العمل الأساسي للعقل البشري.
إذن حتى لا نبالغ في هذه القراءة الشخصية نقرب لكم نتيجة الفوارق المهمة بين الأفراد، وبين ألأمم، ألفت نظركم إلى اختلاف الموقفين اللذين يقفهما كل من الإنسان الصحيح الحياة الجميل النفس والإنسان السقيم الحياة القبيح النفس. إن هذين الإنسانين إذا التقيا على طريق الحياة أدرك كل منهما أنه يختلف عن الآخر كل الاختلاف. فالواحد منهما تبدو عليه سيماء النشاط والذكاء والمرؤة، والآخر تظهر عليه دلائل الخمول والكسل والذل. الأول سليم الطية، صافي النفس، صريح القول حر الفعل، والثاني خبيث القلب، مشوب النفس مخاتل في القول، مستعبد في الفعل. وكل واحد منكم يمكنه أن يقدر في نفسه نتيجة احتكاك هذين الشخصين حين تجمعهما التقادير في مكان واحد، فالأول يشفق على الثاني ثم هو لا يلبث أن يحقد عليه. وهذه النتيجة، التي تحكم بسمو الأول وانحطاط الثاني، هي حق وعدل، ولكن الاختبار قد أظهر لنا أن من الناس من قد بلغ بهم الفساد حداً يعكسون معه الآية.
وأختم قولي مع الفيلسوف ويليام جيمس :" الفكرة الصادقة هي التي تؤدي بنا إلى النجاح في الحياة".

اعتمدنا في هذا المقال على كتاب التفكير التحليلي القدرة والمهارة والأسلوب د. أيمن عامر



#ياسين_كريكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هندسة الحجاج كمجال للحركة حاضر بقوة في يوميات الإنسان
- أهمية علم النفس بالنسبة الاتجاهات الابستمولوجيا المعاصرة
- -حدجنة السياسة من داخل القبة البرلمانية-


المزيد.....




- أحمد عز ومحمد إمام.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وأفضل الأعم ...
- تيلور سويفت تفاجئ الجمهور بألبومها الجديد
- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ياسين كريكر - حل المشاكل وصنع القرار بالتفكير