أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحريري - ايهما احق بالادانة سمکو شکاك ام مار شمعون؟















المزيد.....

ايهما احق بالادانة سمکو شکاك ام مار شمعون؟


محمد الحريري

الحوار المتمدن-العدد: 4264 - 2013 / 11 / 3 - 18:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



اثار بعض من النخب المسيحية من المثقفين و رجال الدين في کوردستان العراق مٶ-;-خرا ضجة مفتعلة حول تسمية احدي شوارع اربيل باسم القائد التاريخي الکردي سمکو شکاك بحجة کونه مجرما قد اجرم بحق المسيحيين الاثوريين حين قتل " المرحوم باطريرك كنيسة المشرق الأشورية الشهيد مار بنيامين شمعون" ولا يطلبون فقط برفع اسمه علي لوحة هذا الشارع بل يطالبون بعدم دراسة تاريخه نهائيا في مادة التاريخ بالمدارس الکردية!!
هذه الضجة لا شك اثيرت من قبل اشخاص غير اسوياء يفکرون بنفس العقلية الکهنوتية الاقطاعية التي کانت تفکر بها مار شمعون وبطرس آغا القاتل الدموي واتباعهما، والذين بموجبها دخلوا في مغامرة کبيرة نزقة، اراقوا فيها دماء بيئة کثيرة وقاموا باعتداءات مشينة يندي لە-;- جبين المسيح و المسيحية وکادت ان تنتهي بابادتهم عن بکرة ابيهم اعتمادا علي وعود القيصرية الروسية والامبراطورية البريطانية وبعثاتهم التبشيرية التي کانت لا عمل لها سوي بث الاحقاد وتحويل المسيحيين الي ثلة من المرتزقة يستعملونم عند قضاء الحاجة ويتخلصون منهم عند انتهاء حاجتهم کما يتخلص شخص من المنديل الورقي المتسخ!
ان تجرأ هذه النخبة من المسيحيين علي شتم قائد تاريخي کبير مثل سمکو شکاك الذي يتسمي الاف الکرد باسمه وو صفه بنعوت سلبية شتي لدليل علي التسامح غير المنضبط للحکومة الکردية في سياستها والتي يمکن تسميتها بتسامح الاغبياء، والذي يشجع هٶ-;-لاء الاقليات علي التفکير بانشاء جمهوريات مستقلة علي الکيان الفيدرالي لکوردستان. والا هل يتجرأ احد علي اعتراض من تسمية شارع في ترکيا باسم اتاتورك والذي قتل مئات الاف من الکرد والارمن المسيحيين والعلويين؟!
هذا التسامح الغبي يدفع بعض هٶ-;-لاء من المسيحيين بدلا من مراجعة انفسهم وتاريخهم ونقد المغامرة الانتحارية لمارشمعون الذي القي بالاثوريين الي التهلکة وولد حقدا تاريخيا بين الشعوب المسلمة والاثوريين، حين شکل ميليشيات مسلحة تقتل وتنهب وتغتصب نساء المسلمين بعقيدة مسيحية متطرفة، بدلا من ذلك يلجئون الي شتم وادانة القائد التاريخي سمکو شکاك، الذي اسس اول حکومة کردية بين سنوات 1920 -1926 والذي يصفه المٶ-;-رخ الکردي دکتور عثمان علي بانه کان "ثعلب السياسة الکردية ورائدها في البرجماتية"، والذي تمکن من افشال اکبر مٶ-;-امرة علي اراضي کردستان التاريخية حين طالبت الاقلية الاثورية بانشاء کيان قومي علي اراضي کردستان التي آوتهم جبالها حين صدرت قرار بتکفيره وهرطقة بطريارك نسطور من مجمع افسوس سنة 431، مٶ-;-سس النسطورية و بطريارك القسطنطينية ، ولذلك کانوا يتسمون بالنسطوريين قبل ان يستحدث البعثات التبشيرية لهم اسم الاثوريين نسبة الي الاشوريين الذين لا صلة لهم بالنساطرة حتي في الاحلام.
هذا التسامح الغبي لم يشمل فقط سياسة الحکومة الکردية بل انسحب علي قادة سياسيين وکتاب ومفکرين الکرد الذين يرددون مقولات الاستشراق الروسي بشقيه القيصري والشيوعي والاستشراق البريطاني والغربي مثل الببغاء بدون ان يبذلوا جهدا فکريا بسيطا في جمع الادلة والوثائق والحقائق من الداخل والخارج.
يقول الاب ايشا راعي كنيسة مار كيوركيس لكنيسة المشرق الاشورية في منطقة شورش باربيل: " ان سمكو شكاك هو مجرم وهناك كتب كثيرة من ضمنهم كتب خاصة بالاخوة الاكراد تحدثوا عن اجرامه وفي كتاب لمام جلال الطالباني تحدث فيه عن ارتكاب جريمة قتل البطريرك ووصفها بالعمل السئ"
هکذا يستشهدون بمام جلال في کتابه [کردستان والحرکة الکردية] الذي هو سباق الي انصاف المعادين لشعبه وتاريخه وکريم مع مناوئيه بل اعدائه کرما حاتميا الي حد اطلاق سراح طيار عراقي الذي اشترك في مذبحة حلبجة الکيميائية!!! والرجل يردد بلا ادني تردد کل مايقال في الدوائر الاستشراقية والغربية بحق الکرد دون ادني التفات الي التاريخ الکردي والذاکرة القومية، حتي لا يهتز صورته في هذه الدوائر، بل يبالغ احيانا بصورة کوميدية في تمسکه بعدم التوقيع علي احکام اعدام الصادرة بحق صدام و اذنابه المجرمين بحق الشعب العراقي بحجة انه وقع کمحامي ضد حکم الاعدام، في حين قتل مي منافسيه عشرات ومئات الکرد في الحروب البينية مع الاحزاب الکردية، بل اعدم باوامره مئات الاسري من الکرد رميا بالرصاص!!. وکرر قاسملو للاسف نفس الخطا الذە-;- کان يوصف بانه قائد ومفکر کردي، والادهي من کل ذلك ان يکرر جمال نبز المفکر الکردي في کتابه [کردستان وثورته]، و الذي يبالغ في وصفه بانه نبي الکردايتي من قبل مريديه، نفس الخطا فأذا به ليس الا نبي الضلال والتضليل.
ويطرح نوشيروان مصطفي لاقضية بموضوعية الي حد ما الا انه يصرح بشئ قريب مما قيل في کتابه [الکرد و العجم] ص 414، حين يرجح فرضية قتل سمکو شکاك لمار شمعون بسبب الحصول علي جائزة والي تبريز، ون کان اکثر شمولية في عرض وقائع کثيرة تدين مار شمعون اکثر من سمکو شکاك، حين يتحدث باسهاب عن جرائم ميليشيات الاثورية المسلحة في قتلهم لالاف الکرد ونهبهم لممتلکاتهم و اغتصاب الاف نساء العجم والکرد في القري و في مدينة ارومية بعد ان سيطروا عليها بمعاونة الجيش الروسي.
وحده المٶ-;-رخ الکردي دکتور عثمان علي يعرض الامر بموضوعية في کتابه القيم [الحرکة الکردية المعاصرة، ص 377] ويذکر اخطاء الطرفين وينقل في هذا الصدد نصا من مصدر انجليزي يقول: " ولکن في اثناء حرب العالمية الاولي اتخذ الاثوريون و الارمن علي الرغم من کونهم مواطني الدولة العثمانية، موقفا سياسيا و عسکريا مٶ-;-يدا لقوات الحلفاء ضد الدولة العثمانية، فشارکت القوات المرتزقة الاثورية، بقيادة بطرس آغا ، مع القوات الروسية في تدمير مئات القري الکردية وحرقها ، في منطقة حکاري و ارومية، وارتکبت القوات المرتزقة الارمنية الاعمال نفسها ، ولکن بنطاق واسع ، الامر الذي تسبب في قتل و تشريد نحو مليون کردي. وحين انسحبت القوات الروسية من کردستان سلمت اسلحتها للمرتزقة الاثوريين. کما قامت القنصلية الفرنسية فە-;- اسطنبول بدعم القوات الاثورية وتمويلها. ووصلت قدرة القوات الاثورية بقيادة المارشمعون حدا کبيرا مکنهم من السيطرة علي مدينن ارومية وما حولها في کردستان ايران، واغتصب المسلحون الاثوريون المئات من النساء الکرديات داخل ارومية. وحين تکاملت استعدادات القوي الاثورية بدأت الاوساط الاثورية، في لندن و باريس ، تدعو الي انشاء کيان قومي لهم في کردستان [ارومية – حکاري].
الغريب ان الاب ايشا راعي كنيسة مار كيوركيس لكنيسة المشرق الاشورية في منطقة شورش باربيل، يصف سمكو شكاك بالمجرم في حين يصف مار شمعون بـ "المرحوم باطريرك كنيسة المشرق الأشورية الشهيد مار بنيامين شمعون" وکأن المار شمعون کان فقط رجل دين عابد زاهد لا يبرح صومعته الا نادرا، وان سمکو شکاك قام بقتله وهو ساجد راکع في ديره!! رغم ان التعاليم المسيحية تٶ-;-کد علي [دع ما لله لله ودع ما لقيصر لقيصر] الا ان مار شمعون کان في وقت واحد ارفع مرجعية دينية للنساطرة الاثوريين ورجل المٶ-;-امرات السياسية يعرف علي مستوي العالم الاستعماري ويشارك في تنفيذ مخططاتهم و قائد لميليشيا الاثوريين المسلحة المتورطة في سلسلة جرائم بشعة ضد سکان المنطقة من الکرد و الترك و العجم الايرانيين، وکان رغم قلة عددهم يطالبون باراضي شاسعة کانوا لا يشکلون حتي 10 % من سکانها لاقامة دولة لهم بحماية الروس و القوي الغربية.
في حين ان سمکو شکاك کان قائدا لعشيرته بزغ نجمه في ظل المٶ-;-امرات الکبيرة علي المنطقة، وتحول الي رجل سياسي محنك لا يشق له الغبار لکثرة ما تعرض له هو واقرب اقربائه من المحن. اذا من هو اولي بالادانة مار شمعون ام سمکو شکاك؟! ومن اولي بطمس ذکر اسمه، رجل دين يورد شعبه الي التهلکة ويسلحهم ويدعوهم الي مساندة الروس ضد دولة قوية تملك قوة باطشة مثل الدولة العثمانية ويجعلهم اعداء لشعوب المنطقة بعد ان تم تسليح ميليشياتهم ويعتدون علي القري الامنة، حتي حين هربوا من حکاري الي ارومية وکانوا غرباء في المدينة بدل ان يحاولوا ان يقتربوا من سکان المدينة بدٶ-;-ا حملة من النهب والقتل و الاغتصاب لا يعلم بها الا الله بسبب ضعف الدولة الايرانية وبمعاونة القوات الروسية.
وکان سمکو يعلم کل ذلك و يعلم انه کان لقوته يشکل العقبة الرئيسية امام طموحات مار شمعون و اتباعه ويعلم الجرائم التي ارتکبوها ضد الکرد في طريقهم هاربا من الدولة القوات العثمانية بعد ان ساندوا القوات الروسية علنا عام 1915 والذي يشير اليه السياسي والکاتب المعروف نوشيروان مصطفي بقوله: " کان للمبشرين المسيحيين دورا تخريبيا کبيرا لتشجيعهم ودفعهم ضد الشعوب المسلمة الجارة لهم في المنطقة، وعلي الاخص ضد الشعب الکردي الذي ماکان يملك دولة خاصة به وما کان يحظي بمساندة اية دولة اجنبية....وکان الاثوريين الهاربين من القوات العثمانية طوال الطريق لم يقصروا ولم يتورعوا عن القتل الجماعي للکرد ونهب مواشيهم وتخريب قراهم. کان الحرب اخذ صفة دينية دموية، ما کان احد شعبين يدخر جهدا في الحاق اذي بالاخر واسئصال الاخر من جذوره." [الکرد و العجم] ص 325 -357.
وکان سمکو يعرف بان الانجليز و الروس يدعمون مار شمعون لانشاء کيان قومي علي اراضي کردستان، وانه کان عقبة رئيسية امام مخططتهم وانهم طلبوا من مار شمعون ان يدخل في هدنة مٶ-;-قتة معه لحين قضاء علي القوات الايرانية الضعيفة، في مقابلة صحفية تاريخية مع مصطفي باشا يامولکي يقول سمکو: " ان المار شمعون کان ينوي استغلاکنا لتصفية بقايا القوات الايرانية في اذربيجان الغربية، ليعلن دولة آثورية ، ثم ليلتفت الي الکرد ليتخلص منهم...وهو کان مدعوما في مسعاه هذا، من قبل بعض الضباط الروس، وبعض المسئولين الاوربيين. وکنا واثقيين من ذلك" دکتور عثمان علي [الحرکة الکردية المعاصرة، ص 382]
اذا کان ما قام به سمکو فعل استباقي وانتقامي لما قام به المار شمعون وعصاباته من الجرائم ومحاولته استغلال سمکو حتي يحين اوان الغدر به والانفراد به بمعاونة القوي الامبريالية. من الاحق بالادانة رجل دين يترك کنيسته ولايدع ما لله لله وما لقيصر لقيصر ويجمع بين ما لله و ما للقيصر، ويدخل شعبه القليل العدد في مغامرة خطرة غير مأمونة ويجعل منهم اعداء لبحر من الشعوب الاسلامية في المنطقة بناء علي وعود امبريالية وبعثات تبشيرية حاقدة، ام قائد تاريخي مثل سمکو شکاك الذي هو ليس برجل دين وکان يدافع عن شعبه وارضه في بحر من المٶ-;-امرات الدولية الامبريالية والاقليمية؟!
انا ادعوا العقلاء من الاثوريين ان لا يدعوا المتطرفين منهم ان يثيروا هذه المواجع لانها تعود بالضرر عليهم وهم ينعمون بالامان فقط في کردستان ولا يستغلوا تسامح الکرد معهم الي هذا الحد، وان يراجعوا ما قام به المار شمعون من الجرائم بحقهم وبحق غيرهم مراجعة موضوعية علمية و ان لا يسموا ابنائهم باسم المار شمعون حتي لا يکرروا هذه الاخطاء، بل يدينوا ما قام به من الجرائم بحق الکرد وشعوب المنطقة بدلا ان يجعلوه من شهداء المسيحية الکبار.

لندن
3/11/2013



#محمد_الحريري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- بريطانيا: فرض عقوبات على إسرائيليين متشددين بسبب أعمال عنف ف ...
- السعودية.. وفاة و20 حالة في العناية المركزة بتسمم غذائي بمطع ...
- السعودية تكشف جنسية وافد عربي ابتز فتاة ودردشتهما -مموهة-
- الأردن.. الملكة رانيا تكشف عن نصيحة الملك الحسين لها عندما ت ...
- من هو المرشح الرئاسي الذي قد يستحوذ على دعم الشباب في تشاد؟ ...
- المشروب الكحولي الأقل ضررا للكبد
- المشكلات الصحية التي تشير إليها الرغبة الشديدة في تناول الحل ...
- أنطونوف: اتهامات واشنطن بتورط روسيا في هجمات إلكترونية على أ ...
- انجراف التربة نتيجة الأمطار الغزيرة في هايتي يودي بحياة 12 ش ...
- الجزائر تطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن المقابر الجم ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحريري - ايهما احق بالادانة سمکو شکاك ام مار شمعون؟