سعادة عودة
الحوار المتمدن-العدد: 4261 - 2013 / 10 / 31 - 12:01
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نشوء ظاهرة الإسلام السياسي
ظاهرة الإسلام السياسي ليست نبت هذا العصر ، وإن جماعة الإخوان المسلمين وحزب التحرير والسلفيين وغيرهم ليسوا إلا منتج لفكرة استخدمها معاوية بن أبي سفيان في معركة صفين ، حينما رفع المصحف ليكون الحكم بينهم ، لم يعجب هذا علي بن أبي طالب وقال . بما معناه أن القران كلمات على ورق ونحن الذين نفهمها ونستخرج المعاني ، ومنذ ذلك الوقت وكل السياسيين حينما تحوجهم الحجة يلجئون إلى آيات من القرآن الكريم أو الحديث الشريف ، يجتزئونها ويفسرونها على هواه ، ويدعمون بها موقفهم على قاعدة أن القرآن صحيح والحديث صحيح ، لذلك فإن ما يبنون عليه من آراء ومواقف فهي صحيحة بالضرورة .
إنها فكرة خاطئة كما عبر عنها علي بن أبي طالب رضي الله عنه، لأن في القرآن آيات متشابهات ، بمعنى أنها تشتبه بمعناها على الكثيرين ، وهذا يعني أن ليس لها معنى قطعي ، لذلك لا يصح البناء عليها أو الحكم بها.
ومن هنا علينا أن نرفع صوتنا جهارا لا للإسلام السياسي ، لأنه لا لاحتكار لفهم القرآن الكريم ، ولا تقديس لمقولات هواة السياسة ، لأن السياسة علم عقلي يخضع للصواب والخطأ ، والدين عقيدة لا تخضع للصواب والخطأ ، ودمج السياسة بالإسلام سينتج عنها احد أمرين ، إما تديين السياسة وبالتالي تقديسها ، أو علمنة الإسلام .
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟