الجنود والدبلوماسيين

محمد ثامر السعدون

الحوار المتمدن-العدد: 4261 - 2013 / 10 / 31 - 10:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الجنود .. الدبلوماسين .. الخارجية .. والدفاع
نقرء في تاريخ الدبلوماسية ومعاصرها كلمات مرادفة للغة الحرب ومصطلحاتها , خطط للهجوم والدفاع , وانسحاب وتقدم , تكيك وتكنيك , ومعاهد للتدريب واعتناء بالهندام والقيافة , وادامة الالسنة بالغات الحية والعقول والتجارب الناضجة والقواعد العاملة. وهذه مصطلحات يتغنى بها العسكر ويجيدون الحديث عنها وعن اوارها اذا اتقد فما بالها وبال الدبلوماسية ؟
يخطأ من يظن ان الخارجية لاتشبه الدفاع , وان العساكر لا يشبهون الدبلوماسيين , وان السفراء والسكرتاريون والملحقون هم ضباط ومراتب وجنود . وان على الدبلوماسيين ان يتحلوا بالصبر والشجاعة وهم يجلسون على طاولة المفاوضات كما يتحلى الجندي بهما وهو يرابط في ثكنته العسكرية يحمي العراق ويذود عنه ولو كان الثمن ان يعطي حياته.
ان المعارك الدبلوماسية وادارتها بقلوب عامرة بحب الوطن وعقول متسلحة بالعلم والدراية يجعل مصالح الوطن في مامن ويجعل حسمها في قبضة اليد بعد ان كانت النتيجة لا تاتي الا باسنادها الى لغة الدم والدمار.
وقديما نقرء عن الرومان انهم اذا ذهبوا الى جولة مفاوضات دبلوماسية , ذهبوا اليها مدججين بالسلاح ومؤنة الحرب من الزاد والرجال , وتقلد المفاوض سيفه وادناه حتى وضعه في متناول قبضته , حتى اذا نال ما ابتغى وضع السيف جانبا واطلق العنان للسانه مادحا وممجدا خصمه وقار بالثناء عليه بعد ان ظفر منه بالنصر.
وانت تتطلع في جيش الدبلوماسين في بدلاتهم الانيقة وحقائبهم المترفة تتذكر جيش العساكر ببزاتهم المرهبة واسلحتهم المرعبة ..لا فرق بين الدبلوماسين في الخارجية والجنود في الدفاع فكلاهما مؤتمن على مصالح البلاد وارضه وسيادته وشعبه. وقد تكون غفلة الدبلوماسي اشد وطأة من غفلة الجندي لان الدبلوماسي قد يضطلع بمهام غاية في الخطورة تتعلق بتغيير مركز الدولة او حتى خريطتها السياسية وقد يتعرض الدبلوماسي لاكثر ما يتعرض له الجندي من اغراءات ومماطلات وحيل وتسويف .. ولكن الدبلوماسي عليه ان ينسى كل ذلك ..وله ان ينسى علمه ومعلوماته .. وليس له ان ينسى انه جندي سلاحه حب العراق وان التاريخ ممتد الى ان يصل الحقيقة.

#محمد_ثامر_السعدون (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات